صلاة التراويح.. فضل عظيم وأجر كبير
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
إعداد - إبراهيم سليم
أخبار ذات صلة «الشؤون الإسلامية»: برنامج العلماء الضيوف يلبي متطلبات المجتمع بتنوعه الثري 100 سلة غذائية من مدرسة محمد بن خالد دعماً للأسر المتعففة من مرضى السرطانصلاة التراويح، من النوافل التي يتقرب بها العباد إلى الله تعالى وتكون سبباً في محبة الله لهم، قال تعالى في الحديث القدسي: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ»، وصلاة التراويح هي نفسها صلاة الليل، إلا أنها قدمت في شهر رمضان إلى ما بعد العشاء مباشرة مراعاة للمصلين في شهر الصيام، وفضلها عظيم وأجرها كبير، وهي من الطاعات التي يحبها الله عز وجل، ويثني على أهلها، والموفق من اغتنم شهر رمضان المبارك بأداء العبادات وسائر القربات، ولعل من أعظم تلك القربات وأثمن تلك العبادات بعد الفرائض.
وصلاة التراويح من شعائر الإسلام، يؤديها المسلم في شهر رمضان، ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء وقبل الوتر، ويمتدّ إلى قبل طلوع الفجر، وهي من قيام الليل، وإنما قدّمت في شهر رمضان المبارك بعد العشاء مباشرة تخفيفاً على الناس ومراعاة لهم في شهر الصيام.
وصلاة الليل من أفضل النوافل وأحبها عند الله عز وجل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ النبي: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ»، وأثنى الله على القائمين القانتين في الليل، فقال: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقال جل في علاه: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِم سُجَّدٗا وَقِيَاماٗ﴾.
وقد ورد في فضل صلاة التراويح عدة أحاديث، منها: ما رواه أبو هريرة قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، فهي من أسباب غفران الذنوب ومحو الخطايا في شهر رمضان المبارك، وهي أيضاً سبب لنيل أجر قيام ليلة لمن صلاها مع الإمام وبقي معه حتى ينصرف؛ لحديث النبيّ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ».
الاعتدال في موائد رمضان:
دعا ربنا جل وعلا إلى الاعتدال في كل شيء، ومدح عباده الذين اتصفوا بهذه الصفة، فقال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا)، وقد جرت عادة بعض الناس أن يتوسعوا في موائد شهر رمضان إلى حدّ الإسراف.
فهل للإسراف في الموائد تأثيرٌ على العبادة والصحة في شهر رمضان وغيره من الشهور؟
لا شك أن الإسراف في الطعام والشراب صفة سلوكية تؤدي إلى كثير من المضار والآثار السيئة، ولذلك نهى عنها الإسلام، قال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين»، وقال: «كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والْبَسوا ما لم يخالِطْهُ إسرافٌ أو مَخيَلةٌ»، ومن المؤسف أن يغيب هذا التوجيه عن كثير من الناس، حيث تتضاعف موائدهم في رمضان بكميات تفوق الحاجة الاستهلاكية، فيُؤكل قليلها، ويُرمى كثيرها، وفي هذا إتلافٌ للمال الذي هو عصب الحياة، وهو نوع من التبذير الذي نُهينا عنه، قال: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)، وقال: «وكَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةَ المالِ».
وإذا كانت التقوى أهمَ مقاصد الصيام، فإن من معانيها: دفع الأذى عن الجسد باتقاء الأمراض والأسقام، وهذا لا يتم إلا باتباع الهدي النبوي الشريف والذي يتلخص في التقليل من الطعام والشراب إلى الحدّ الذي تستقيم فيه صحة الإنسان، قال: «ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ».
ولا يخفى على أحد أن الإكثار من الطعام مدعاةٌ للكسل وفتور الجسم وثقله عن العبادة، ومن وصايا لقمان لابنه: «يا بني، إذا امتلأت المعدة؛ نامت الفكرة، وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة».
ونخلص مما سبق إلى أن الاعتدال في الموائد مطلوبٌ شرعاً وخاصةً في رمضان فهو شهرٌ عظيم، فلا يجب إضاعة أوقاته بما يُشغل عن العبادة، أو يثبط الهمة على الطاعة، أو يضر بالبدن، كالإكثار من الطعام والشراب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراويح صلاة التراويح رمضان شهر رمضان صلاة التراویح فی شهر رمضان ر م ض ان
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الجمعة وأثرها في حياة المسلم
فضل صلاة الجمعة وأثرها في حياة المسلم، صلاة الجمعة هي أحد أبرز الشعائر الإسلامية التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين.
يُعتبر يوم الجمعة يومًا عظيمًا من أيام الأسبوع، يتم فيه الجمع بين الصلاة والخطبة، وتزداد فيه البركات والرحمات.
صلاة الجمعة ليست مجرد عبادة يؤديها المسلمون، بل هي فرصة روحية للتجديد والتقوى والتكفير عن الذنوب.
تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية على فضل صلاة الجمعة، وأثرها العميق على حياة المسلم سواء من الناحية الروحية أو الاجتماعية.
دعاء المطر وطلب الرزق.. أسرار وأهمية التضرع لله أهمية صلاة الجمعة1. أجر عظيم في الدنيا والآخرة:
تعد صلاة الجمعة من أعظم الأعمال التي يحبها الله تعالى، وقد ورد في الحديث الشريف: "من ترك ثلاث جمعات تهاونًا بها طبع الله على قلبه".
من هنا يظهر أن صلاة الجمعة ليست مجرد فرض، بل هي عبادة محورية لها أجر عظيم في الدنيا والآخرة، حيث يعتبر المسلم في هذا اليوم أقرب إلى الله، وتغفر له ذنوبه إذا حضر الصلاة بإخلاص.
2. تذكير المسلم بيوم الحساب:
في خطبة الجمعة، يستمع المسلمون إلى التذكير بتقوى الله والابتعاد عن المعاصي، فضلًا عن ذكر الموت ويوم القيامة.
هذا التذكير يحفز المسلم على إصلاح سلوكه والتوبة عن ذنوبه، مما يجعل يوم الجمعة فرصة ذهبية لتطهير القلب والنية.
3. الاجتماع على العبادة:
من أبرز مميزات صلاة الجمعة أنها تؤدى جماعة في المسجد، مما يساهم في توطيد أواصر المحبة والتراحم بين المسلمين.
الاجتماع على الصلاة يعزز الروابط الاجتماعية ويوحد الصفوف، ويذكر المسلمين بقوة الأمة وواجباتها.
4. البركة في الوقت والرزق:
صلاة الجمعة تفتح أبواب البركة في حياة المسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله".
لذلك، يعتقد المسلمون أن أداء صلاة الجمعة يساعد في جلب البركات والرزق في حياتهم اليومية.
فضل ذكر الله في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم كيف يمكن للمسلم الاستفادة من صلاة الجمعة بشكل أكبر؟1. الاستماع إلى الخطبة بتدبر:
من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم هو الاستماع الجيد إلى خطبة الجمعة بتدبر وفهم.
فالخطبة هي فرصة لتعلم التوجيهات الدينية والتمسك بالقيم الإسلامية، مثل الصبر، والصدق، والعدل.
التأمل في المعاني التي تُطرح في الخطبة يساعد المسلم في تقوية إيمانه وتهذيب أخلاقه.
2. الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة:
يُستحب للمسلم أن يدعو الله بما يشاء بعد أداء صلاة الجمعة، وخاصة في الوقت الذي تلي الصلاة مباشرة أو في الساعة التي لا يوافقها المسلم فيها.
الدعاء في يوم الجمعة له مكانة كبيرة، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
3. قراءة سورة الكهف:
من السنن المستحبة في يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، وهي من السور التي تحمل العديد من الدروس والعبر، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نور للمسلم ما بين الجمعتين.
هذا يعكس أهمية السورة في تقوية الإيمان وتذكير المسلم بالعبر الدينية في حياته.
4. إعداد النفس للصلاة:
من المفيد أن يحرص المسلم على الاستعداد لصلاة الجمعة من خلال الوضوء، وارتداء أفضل الثياب، وترك مشاغل الدنيا والاتجاه إلى المسجد بقلب طاهر،هذه الأمور تساعد المسلم على أداء الصلاة بخشوع وتدبر.
صلاة الجمعة هي شعيرة عظيمة في الإسلام، تحمل في طياتها الكثير من الفضائل والفوائد.
هي فرصة لتجديد الإيمان، وتقوية العلاقة بالله، وزيادة الروابط الاجتماعية بين المسلمين.
لذا، يجب على كل مسلم أن يحرص على أداء صلاة الجمعة، وأن يستفيد من بركاتها عبر الاستماع للخطبة بتدبر، والدعاء، وقراءة القرآن.