«منطلقات التكوين العلمي للوعاظ والباحثين والكتاب» في دورة بأبوظبي
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ضمن برنامجها الرمضاني لهذا العام 2024م دورة علمية تخصصية تحت عنوان «منطلقات التكوين العلمي للباحث والواعظ والكاتب» قدمها فضيلة الشيخ أيمن محمد عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بجمهورية مصر، ومن السادة العلماء الضيوف، وحضرها عدد من الوعاظ والباحثين في الهيئة.
وتأتي الدورة في إطار استراتيجية الهيئة وخططها التي تستهدف رفع مستوى التنمية الفكرية والثقافية للوعاظ والخطباء والأئمة.
في بداية الدورة، تقدم فضيلة الشيخ أيمن بالشكر للقيادة الرشيدة لجهودها في دعم كل عمل يدعو للسلام والاستقرار والأمان في كل ربوع العالم، كما تقدم بالشكر للهيئة، مشيداً بحرصها على تأهيل منتسبيها، وتعزيز مستوياتهم العلمية، وتمكينهم من المعرفة الصحيحة للدين الحنيف ليعكسوا للمجتمعات والشعوب تعاليمه السمحة وقيمه السامية، ويساهموا في إنجاح مبادرات دولة الإمارات في ترسيخ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وافتتح موضوع الدورة بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، مؤكداً أن هذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في كتاب الله، عز وجل، والفقه في سنة رسول الله، سارداً الشروط التي يجب أن يتحلى بها الباحث في الدين، ذاكراً في أولها إخلاص النية لله تعالى بأن يكون العلم خالصاً لوجه الله تعالى ليست لأسباب دنيوية، وأن يعمل بما علم بحيث يستوي الظاهر بالباطن، لأن القدوة الصالحة لها الأثر البالغ على النفوس، مورداً قول الإمام مالك بن أنس - رحمه الله تعالى «كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه»، ثم ذكر من الشروط التأدب مع العلماء، والأمانة العلمية بحيث يحفظ لغيره من العلماء حقوقهم، وكذلك المحافظة على الوقت، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الحديثة، داعياً إلى الاستفادة من التقنية التي أصبحت تسهل كثيراً على الطلاب والعلماء إذا ما عرفوا استخدامها الصحيح، وتأكدوا من صحة المراجع والكتب والمعلومات المنشورة، مؤكداً التكامل والنقل بين العلماء ونسب الأقوال إلى أصحابها، وهو ما يزيد احترام الناس للباحث والكاتب.
وأضاف أن الإنسان حتى يكون واعظاً أو باحثاً لا بد أن يمر بمرحلة التأسيس، ومرحلة البناء، مع تعلم العلوم المعينة للغة على الكتابة والحديث، والتي من ضمنها اللغة العربية، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وغيرها من علوم الحياة باعتبارها جزءاً من علوم الدين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإمارات رمضان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
هل الفرض في رمضان يعدل 70 في غيره؟.. الإفتاء توضح 3 حقائق
لعل ما يطرح أهمية معرفة هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره؟، أنه من المعروف أن شهر رمضان هو شهر الخير ، تضاعف فيه الحسنات وتكثر فيه النفحات والبركات والعطايا الربانية، وهو ما يطرح الاستفهام عن هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره ؟ وتأتي أهمية الوقوف على حقيقة هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره؟، من أن هذا الثواب يعد حافزًا للحرص على الفرائض في شهر رمضان ، وفي الوقت ذاته رادعًا لمن يتهاونون فيها ويتكاسلون عنها.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن شهر رمضان من الأشهر العزيزة الكريمة على الله سبحانه وتعالى التي تُغفر فيها الذنوب ويُعتق الإنسانُ فيها من النار، وهو شهر العطاء والمدد الإلهي وتحصين النفس من وساوس الشيطان.
وأوضحت “ الإفتاء ” في إجابتها عن سؤال: هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره ؟، أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، لا يكمل إسلام العبد إلا بأدائه؛ قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ} [البقرة: 183]، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ رواه البخاري (8)، ومسلم (16)، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ...» وذكر منها: «... وَصَوْم رَمَضَانَ».
وأضافت أن الله سبحانه وتعالى خصَّ شهر رمضان على سائر الشهور بالتكريم والتشريف؛ فأنزل فيه القرآن الكريم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وجعل صيام نهاره أحد أركان شريعة الإسلام، وهو شهر تُضاعف فيه الحسنات؛ فالحسنة فيه بألف حسنة في غيره، وأداء الفريضة في زمانه تعدل سبعين فريضةً فيما سواه.
فضل شهر رمضانعنه قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف عن فضل شهر رمضان ، أن الصيام ومغفرة الذنوب ورد في المعنى الإجمالي للحديث، حيث شرع الله سبحانه على المسلمين المكلفين فرضية صيام شهر رمضان فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
وأضاف: "ورغبة في الحث على الصيام قد أودع الله سبحانه في شهر رمضان عديدًا من المنافع الدينية والدنيوية، ونلاحظ هنا في تعبير الحديث الشريف عن صيام رمضان وقيده بالإيمان، ليشكل صورة أدبية بليغة في كلمة واحدة، للدلالة على أن الصيام لا يقبل من الكافر مطلقًا، ولا يثاب عليه الفاسق، وإن سقط عنه الفرض، ذلك أن الأساس في قبول الأعمال هو الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الطاعة المطلقة لهما".
واستشهد بقوله تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وهذا سر تخصيص الخطاب بأهل الإيمان في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ومعنى قوله إيمانًا: أي: مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه (واحتسابا)، أي: محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره.
و "قال القاري: أَيْ طَلَبًا لِلثَّوَابِ مِنْهُ - تَعَالَى - أَوْ إِخْلَاصًا أَيْ بَاعِثُهُ عَلَى الصَّوْمِ مَا ذُكِرَ، لَا الْخَوْفُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا الِاسْتِحْيَاءُ مِنْهُمْ، وَلَا قَصْدُ السُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَى احْتِسَابًا اعْتِدَادُهُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَأْمُورِيَّةِ مِنَ الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ، غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهُ، وَلَا مُسْتَثْقِلَةٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلَةٍ لِأَيَّامِهِ. وأسلوب الشرط هنا قد جاء ليثير انتباه القارئ، ويحرك عواطفه ومشاعره، فتستقر معاني الحديث وقيمه الخلقية، في أعماق النفس إيمانًا وتصديقًا وإخلاصًا، ابتغاء مرضاة الله عز وجل".
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث: أولا فرضية صيام شهر رمضان على العاقل البالغ المكلف، وثانيًا فضل الإيمان واشتراطه لقبول الأعمال الصالحة، وثالثًا احتساب الأجر عند الله تعالى من علامات القبول، ورابعًا بلاغة الأسلوب النبوي في الحديث الشريف، وخامسًا عظيم فضل الله تعالى الواسع وإنعامه السابغ.