وليد صلاح الدين: سددت الكرة في وجه «عبدالحفيظ» أثناء نهائي أفريقيا بسبب الصيام

ارتبط شهر رمضان الكريم بذكريات وعادات وحكايات فى كرة القدم، وبين اللاعبين المصريين خلال الشهر المعظم، كانت ولا تزال تمثل لقطات مميزة وذكرى رائعة مع حلوله كل عام.

نوادر لاعبى الأهلى فى الصيام: «مدافع جرى ورا اللعيبة بالتعابين والفريق يتدرب بين أقفاص الأسود»

«لا أنسى لعب هادى خشبة، لاعب الأهلى السابق، مع الأفاعى وحملهم على كتفه والجرى بهم وراء اللاعبين».

. هكذا حكى وليد صلاح الدين، نجم منتخب مصر والأهلى السابق، عن ذكرياته التى لا ينساها خلال مشواره الكروى فى شهر رمضان الكريم، وتحديداً خلال رحلة تنزانيا عام 1990 تحت قيادة أنور سلامة، المدير الفنى للفريق فى هذه الفترة، وكان لديه 19 عاماً فقط آنذاك.

وقال «صلاح الدين»: «كنا بنفطر طول الفترة التى قضيناها فى تنزانيا مع أفراد السيرك المصريين الذين كانوا موجودين هناك فى الفترة نفسها بالصدفة، وكنا نضع حجارة ونتدرب بين أقفاص الحيوانات والأسود»، مضيفاً: «قضينا أكتر من أسبوع نتدرب فى السيرك مع الحيوانات بسبب الحالة السيئة التى كانت عليها أماكن الإقامة وعدم وجود ملاعب تدريب».

ولأن شهر رمضان دائماً ما يكون مليئاً بذكريات كروية لم تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة فقد استمر كابتن النادى الأهلى السابق فى سرد ما حدث معه من طرائف فى الشهر الكريم، قائلاً: «كنا نضع حجارة لتحديد معالم الملعب والمرميين، ونتدرب بين أقفاص الحيوانات والأسود، وقد كان الجميع متفاعلاً معنا رغم غرابة الأمر.. وأعتقد أن هذا الموقف هو الأغرب لى فى حياتى مع الشهر الكريم».

اللعب نهاراً كان شاقاً على اللاعبين والأجهزة الفنية.. والمدربون المصريون وحدهم كانوا يطالبون باستخدام رخصة الإفطار

وأكمل: «لعبت مع الأهلى نهائى دورى أبطال أفريقيا عام 2001 أمام صن داونز، بطل جنوب أفريقيا، فى مباراة الذهاب، وكنا صائمين، وتعادلنا هناك 1-1 وفُزنا فى القاهرة بثلاثة أهداف دون رد، ولا أنسى وقتها سقوط سيد عبدالحفيظ على الأرض فى المباراة الأولى، عندما طلب منا مانويل جوزيه الاحتفاظ بالكرة فى آخر نصف ساعة من الشوط الثانى، وكنا نعانى نقص أوكسجين وتأثرنا بالصيام ونقص المياه فى الجسم، وتسلم «عبدالحفيظ» الكرة وسقط على الأرض ومرر لى الكرة وحاولت السيطرة عليها، لكننى سقطت أيضاً على الأرض، وقمت بإعادة الكرة مرة ثانية له وأنا ساقط على الأرض، لكنها اصطدمت بوجهه، فدخلنا فى نوبة ضحك.

وبيّن قائد النادى الأهلى السابق أن اللعب نهاراً فى الماضى كان أمراً شاقاً على اللاعبين والأجهزة الفنية، وكنا نضطر للتدريب فى الأهلى فى الثانية ظهراً، موضحاً: «خضنا خلال هذه الفترة مباريات كثيرة ومهمة، فى مقدمتها مباراة القمة أمام الزمالك التى فزنا فيها بهدف نظيف لمحمد رمضان، تحديداً عصر السادس من مارس 1992 الذى صادف ثانى أيام شهر رمضان».

وأكد «صلاح الدين»، فى تصريحاته: «مباراة القمة أمام الزمالك كانت لها ظروف صعبة ومعقدة، خصوصاً أنها كانت فى الجولة الثالثة عشرة من عمر الدورى، والزمالك كان متصدراً للدورى برصيد 19 نقطة ولم يخسر فى أى مباراة قبل القمة، فى حين أن الأهلى كان يحتل المركز الثامن برصيد 10 نقاط جمعها من فوزين و6 تعادلات»، مشيراً إلى أن «أنور سلامة كان مديراً فنياً للفريق وطالب اللاعبين بالفوز لاستعادة الثقة والعودة للمنافسة، وتعاهد جميع اللاعبين على الفوز وحسم القمة، وبالفعل نجح محمد رمضان فى تسجيل هدف من رأسية رائعة داخل شباك الحارس حسين السيد بعد مرور 11 دقيقة من عمر الشوط الثانى».

وأضاف: «المدربون المصريون فقط هم الذين كانوا يطالبون اللاعبين بالإفطار واستخدام رخصة الإفطار، عكس مانويل جوزيه، الذى لم يطلب فى أى مرة واحدة من أى لاعب الإفطار، وأنا شخصياً لم أفطر فى أى يوم من الأيام أثناء الصيام خلال المباريات، ومعى عدد كبير من زملائى فى مقدمتهم ياسر ريان وهادى خشبة وسيد عبدالحفيظ ومحمد فاروق وباقى اللاعبين، وشخصياً أرفض رخصة الإفطار لمجرد لعب مباريات، لأن الرخص أثناء السفر فقط ونحن نقيم لمدة أسبوع قبل أى لقاء».

وعن ذكرياته فى الطفولة خلال شهر رمضان، قال نجم الأهلى السابق: «واحنا صغيرين كنا بننزل نلعب كورة قبل الفطار، حتى وصلت إلى 11 سنة وانتقلت للأهلى، لكننى لن أنسى أبداً هذه الأجواء والذكريات الجميلة فى طفولتى»، وتابع عن طقوسه فى رمضان: «ختم المصحف من أهم طقوسى، ودايماً أجمع ولادى لنصلى جماعة، لأنه شهر التقوى والخير، وفى الصباح أستيقظ الظهر، وأصلى ثم أقرأ القرآن وصلاة العصر ثم أستكمل القراءة، والكرة تكون بعد الإفطار سواء كرة خماسية أو الوجود فى الاستوديو».

أما عن أكلاته المفضلة، فقال: «أحب كل الأكل، ولكنى أفضل المحشى بكل أنواعه وأيضاً الحمام»، مشيراً إلى أن تناول التمر باللبن أساسى على الإفطار.

المصدر: الوطن