الوطن:
2025-04-24@16:33:36 GMT

تفسير «القرطبي».. الجامع في التفسير

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

تفسير «القرطبي».. الجامع في التفسير

تنوعت مناهج المفسرين فى تفسيرهم للكتاب العزيز، ولكل مفسرٍ طابعه الخاص، ومن بين هذه المناهج ما يمكن أن نسميه بـ«التفسير الفقهى»، حيث يعرض المفسِّر للأحكام الفقهية التى تشتمل عليها الآيات، وممن اشتُهر بهذا المنهج الإمام القرطبى رحمه الله، فى تفسيره المسمَّى بـ«الجامع لأحكام القرآن، والمبيِّن لما تضمَّنه من السنة وآى الفرقان»، هذا التفسير المبارك الذى كتب الله له القبول والانتشار.

والإمام أبوعبدالله القرطبى رحمه الله من أهل قرطبة، إلا أنه رحل إلى صعيد مصر التى كانت ولا تزال محط رَكب العلماء والصالحين، واستقرَّ بمنية بنى خصيب (محافظة المنيا حالياً) إلى أن توفى فى سنة (٦٧١هـ)، وقد كان -رحمه الله- من عباد الله الصالحين والعلماء العارفين، صاحب ورع وزهد فى الدنيا، مطرحاً للتكلُّف، يمشى بثوب واحد وعلى رأسه طاقية، مشغول بما يعنيه من أمور الآخرة، أوقاته معمورة ما بين توجهٍ إلى الله وعبادة وتصنيف.

يأتى تفسير القرطبى «الجامع لأحكام القرآن»، من بين أشهر كتب التفسير، قال عنه الحافظ الذهبى: «وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الرُّكبان». [تاريخ الإسلام: (15/229)]، ويقع هذا التفسير فى عشرة مجلدات، حسب طبعة دار الكتب المصرية - القاهرة، وقد وصف العلامة ابن فرحون هذا التفسير بقوله: «وهو من أجلِّ التفاسير وأعظمها نفعاً، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضَها أحكام القرآن، واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ» [الديباج المُذهب: (2/309)].

وحقيقة الأمر أنه لم يصفُ للقرطبى ما ألزم به نفسه فى مقدمته لتفسيره من إسقاطه للقصص، وكما تفيده عبارة ابن فرحون، فقد ذكر قدراً لا بأس به من غرائب القصص الإسرائيلى، ولعله كان فى ذلك محكوماً بثقافة عصره. ويُعد هذا التفسير من المصادر المعتمدة فى الأحكام الفقهية؛ فإنَّ القرطبى -وهو أحد أئمة المالكية المحققين- يُقسّم الآية إلى مسائل بحسب الأحكام التى تتضمنها، كقوله فى آية القتل: (فيه عشرون مسألة)، ويفيض فى ذكر مسائل الخلاف، ويُورِد أقوال المذاهب الأخرى، مع بيان أدلتها، ووجه كل دليل، ومناقشة الأدلة، والترجيح بينها، وأحياناً يورد سبب الخلاف، إلا أن ما يلفت النظر فى هذا التفسير أنه لا يتعصب لمذهبه بل يتجرد، مع ذكره فى ثنايا المسائل لمواضع اتفاق العلماء واختلافهم، الأمر الذى نحتاجه اليوم فى التسامح ونبذ التعصب المذهبى، وترسيخ فكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهى بشكل إيجابى، ما يؤكد مرونة وحيوية الفقه الإسلامى وملاءمته لكل زمان ومكان.

                              د. تامر محمد فتوح

                             باحث بدار الإفتاء المصرية

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أحكام القرآن القرآن هذا التفسیر

إقرأ أيضاً:

محمود مهنا: الرئيس السيسي يستنبط أفكاره من القرآن والسنة

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف، والذي أُقيم في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.

وشدد الرئيس السيسي، خلال حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف، على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، وأهمية الحفاظ على اللغة العربية. 

فى هذا الصدد علق الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هذا الرجل ينطق من القرآن والسنة، قال الله عز وجل فى كتابه الكريم (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ ). 

وأشار مهنا، فى تصريح خاص لـ صدى البلد، إلى أن الرئيس السيسي يقرأ القرآن ويستنبط من القرآن وينشره للشعب، فتحية له وكلامه سليم مائة بالمائة. 

وأسأل الله أن يوفقه ويزيده توفيقا وهدى، وابشره بكلام الفضيل بن عياط (لو أن لي دعوة صالحة لادخرتها للحاكم) ونحن ندعو الله للرئيس السيسي ان يوفقه ويكون معه.

مقالات مشابهة

  • اختتام مسابقة وزارة التعليم للقرآن الكريم للعام 1446هـ
  • حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور .. الإفتاء تجيب
  • الحكايات الأولى للمكبرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة للانطلاق (الحلقة الأولى)
  • هل يحاسب الآباء على تربيتهم للأبناء؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • ربيع الغفير يحذر من بعض السلوكيات: فساد لا يحبه الله
  • شيخ الأزهر: حفظ القرآن وتدارسه يعفي المجتمع من الأمراض الفكرية
  • محمود مهنا: الرئيس السيسي يستنبط أفكاره من القرآن والسنة
  • أحيانا أتناول الطعام أو أشرب الشاي أثناء قراءة القرآن.. فهل هذا جائز؟
  • هل قراءة القرآن بسرعة تنقص من الثواب؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم
  • رمضان عبد المعز: القرآن أمرنا برعاية مشاعر اليتيم قبل دعمه ماليا