حديث روحي في كنيسة دير القديس أنطونيوس الكبير بزحلة
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
لبى المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) دعوة آباء دير القديس أنطونيوس الكبير لالقاء حديث روحي في كنيسة الدير، وذلك نهار اليوم الجمعة الواقع فيه ١٥ مارس وقد رافقه الأب ديونيسيوس (الأشقر).
في حديثه تكلم من وحي كتاب "السلم إلى الله" حيث ركز على موضوع الدينونة والنميمة وتبرير النفس، وكيف أن التواضع هو مفتاح الحياة الروحية.
وبعد الحديث التقى بأبناء الرعية في صالون الدير ومن ثم تناول طعام العشاء مع رئيس ورهبان الدير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: حديث حول التراث ومعتقداته
يربط الكثير من المهتمين والباحثين بين الأسطورة والطقس والمعتقد والخرافة، ويرون أن النسبية في الخرافة تعد رابطاً بين الأجناس الأخرى للتراث، ذلك أن الخرافة والمعتقدات كانا يشكلان الوعي بالطقوس التي تتركز أكثر ما تتركز في العادات والتقاليد والسلوكيات والتصرفات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمعتقد، فهناك طقوس ترتبط بعادات الميلاد مثلاً أو الزواج أو الوفاة أو دورة الحياة بشكل عام، إن هذا التداخل يعمل كثيراً على بلورة رؤية واضحة حول مفهوم التراث ودلالات العناصر الأخرى فيه.
وكما هو معلوم أن التراث يمثل الذاكرة الحية للمجتمعات، تلك الذاكرة التي دون حضورها لا تنمو معرفياً، ولا تحتفظ بماض وتاريخ وذاكرة أرشيفية تعبّر عنها، وما يحمله التراث من تنوع ثقافي يعتبر مخزوناً حيوياً للمجتمعات التي بدأ بعضها يفقد أواصر الود بين القديم والحديث، بعد أن انسلخت بعض المجتمعات عن ماضيها وتنصلت عن ثقافتها المادية واللامادية البكر، فسارت بسرعة غريبة نحو العولمة، وانساقت للآخر، متناسية ما يقدمه التراث باعتباره إرثاً حيوياً يحمل العديد من الحلول لمشكلات عالقة تعانيها المجتمعات، بخاصة الاجتماعية منها.
فعلى سبيل المثال، يستند مجتمع الإمارات على قيم وعادات وتقاليد منذ الأزل، وقد شكلت تلك التقاليد والأعراف الاجتماعية سوراً منيعاً أمام انهيار بعض القيم، فكانت «الفزعة» نظاماً اجتماعياً ساهم في حماية العلاقات الأسرية والمجتمعية وما يعتري العلاقات الإنسانية في المجتمع بخاصة في الشأن الأسري من تحولات وتصدعات قد تؤدي إلى تفككها وتدميرها لولا تدخل وفزعة الأقرباء والحكماء من منطلق الدين الذي يدعو إلى الشورى، والمجتمع الذي يدعو إلى التعاون، والتعاضد واحتواء الآخر.
من هنا تنبع الحاجة لإعادة الحياة إلى التراث الذي بات مهدداً بالاندثار ولم يتبقَ منه إلا الشكليات والمظاهر التي من خلالها يحتفى به، كالمعارض وما يتبعها من فعاليات ومشاركات فنية، إن حفظ التراث يعني محاولة إحياء بعض عناصره ضمن وعاء مهم هو مجتمعنا المتكامل بكل ما يحمل من تفاصيل زاخرة بالحياة والمفعمة بالعمل الجاد، وصولاً إلى التفرد والخصوصية.
ولا شك في أن الدولة تبذل عبر مؤسساتها الرسمية وبمساندة أبنائها الجهود الكبيرة للحفاظ على التراث بشقيه المادي واللامادي من خلال جمعه وحفظه وتدوينه، وتعمل كذلك على تعزيز الهوية الوطنية، والتأكيد على أهمية ما خلفه الأولون من عادات وتقاليد وطقوس وأعراف رسمت الطريق لهم لتأسيس مجتمعات تقوم على منظومة من القيم كالمحبة والتسامح والتواصل، وصولاً إلى تلاحم مجتمعي ضمن بيت متوحد نفخر بالانتماء إليه.