عقد الجامع الأزهر اليوم الجمعة عقب صلاة التراويح «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، بمشاركة فضيلة ‏ الدكتور مجدي عبد الغفار، الأستاذ بجامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الدكتور أحمد همام، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر، وذلك بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ونخبة من علماء وقيادات الأزهر الشريف، والمصلين الذين حضروا إلى ‏الجامع من شتى ربوع مصر ومن مختلف الدول العربية والإسلامية من المقيمين في مصر، وناقش الملتقى اليوم «القرآن الكريم.

. عطاء متجدد».

وقال الدكتور مجدي عبدالغفار إن القرآن الكريم عطاؤه متجدد لكل عصر وكل جيل، ونحن نتحدث عن هذا الجانب فإنما نتحدث عمن يمتلك زمام الكلمة، فمن امتلك زمام الكلمة امتلك زمام العالم، ونحن أمة امتلكت زمام الكلمة، فنحن أمة «اقرأ»، أمة عرفت معنى العلم فسادت وقادت من خلال هذا الكتاب الخالد، ومعرفة ما فيه، والأمة حين فهمت مما في هذا الكتاب وصلت إلى سيادة العالم، ونشرت العلم في كل مكان.

وأضاف فضيلته أن أمتنا كما أخبرنا الحق سبحانه في هذا الكتاب {وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰا}، أمة الشهادة على العالم بوعي وعلم وحق، وقد آن لهذه الأمة أن تسود بمعرفة حقيقية بهذا الكتاب وما فيه، وجعله واقعًا في حياتنا، فما أحوجنا إلى الوحي الذي يخاطب الوعي وما أحوجنا إلى الوعي المحصن بالوحي، وليس هناك أمة فتحت ذراعيها للآخر كهذه الأمة لأنها أخرجت للناس، وتعامل الناس بالحسنى، وهذه المعاملة كانت السر الأمثل في الإقبال على هذا الدين حينما رأى الناس من المسلمين هذا التعامل الراقي فأقبلوا على هذا الدين ودخلوه بحب.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الهواري أن عطاء القرآن المتجدد يؤكد أن هذا الكتاب يكشف كل يوم عن معان جديدة، فرغم أنه نزل منذ أكثر من 1400 سنة لا تزال زوايا هذا الكتاب مملوءة بركة، وما زالت آيات هذا الكتاب الكريم مملوءة حكما وعبرا وعظات، فقط تحتاج إلى نفس طاهرة وإلى قلب رقيق ليكتشف عطاء القرآن المتجدد، ولما نزل كتاب الله على رسول الله ﷺ اقتضى العقل السليم ألا تنقضي عجائب القرآن، لأنه لو انقضت عجائبه في دهر أو زمن أو قرن ما بقي لأبناء الزمان اللاحق شيئا يحسون به جمال القرآن وجلاله، لذا ترى العطاء المتجدد لكتاب الله في ثوابه وبركته وترى العطاء المتجدد لعطاء الله في هدايته ودعوته، وفي العلوم الخادمة التي قامت عليه، وفي كل ما تعلق به.

ودعا فضيلته إلى النظر والتأمل في هذا الثواب العظيم المتصل الذي لا ينقطع الذي جعله رب العالمين حسابا بالحرف وليس بالسورة ولا بالجزء، بل على مستوى الحرف، وهذا عطاء يتجدد لأبناء كل زمان، كلما قلبوا في كتاب الله ربت وزادت وكثرت ونمت حسناتهم عند ربهم، ومن عطاء القرآن المتجدد أنه لا يقطع بركته عن قارئه في الدنيا، بل يرفع ذكر أهله ويجعلهم من أهل الله، ولم تنقطع عند هذا الحد الدنيوي فحسب، بل تلحقه في قبره وعند الحساب عند رب العالمين، وهناك عطاء متجدد في هداياته فهو يهدي للتي هي أقوم عقيدة ونورًا وإيمانًا وعملًا وخلقًا وأدبًا، وفي كل مجالات الحياة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هذا الکتاب

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات من فرق وجماعات

قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأزهر الشريف يمثل إرادة إلهية، شاء الله له أن يبرز نجمه، بعد عقود وقرون مضت من تاريخ الدعوة، بعد أن توحش أصحاب المخالفات في الفرق والجماعات، فشاء الله تعالى أن يبرز الأزهر في سماء مصر الكنانة، ليضم في أروقته أبناء المسلمين من كل الأرض، وليرسل بعلماءه إلى أقطار الدنيا، ويبعث بأبناءه الذين يعلمهم إلى بلادهم، لينيروا قومهم إذا رجعوا إليهم. 

مجمع البحوث الإسلامية

أوضح عضو هيئة كبار العلماء، خلال حديثه اليوم في أولى لقاءات «الأسبوع الدعوي»، التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية في رحاب الجامع الأزهر، أن رسالة الأزهر التي حملها في كل أشواط حياته وسيرته ومسيرته، راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم، ومن أجلها جعل الله تعالى هذه الأمة خير الأمم، لقيامها بهذه الرسال.

وأكد أن الأزهر يمثل العالم كله، وهو يقوم بهذه الرسالة عن الأمة الإسلامية، تلك الأمة المكلفة تكليفا وجوبيا، بأن تقوم بتبليغ رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، بينما كانت كل أمة من الأمم السابقة تتبع رسولها  حتى تأتي الأمة التي بعدها، إلى أن جاءت أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة الخاتمة الخالدة للعالمين، وهي مكلفة بأن تبلغ الرسالة، بجانب تكليفها بالإيمان والطاعة، ومن هنا كان العلماء ورثة الأنبياء، وكان الأزهر قيمة كبرى ممثلا للأمة، وقائما برسالتها ودعوتها، قال فيه أحد المؤرخين «من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام ولا عز الإسلام لأن فيها الأزهر».

وأضاف «هاشم» أن الأزهر حين يحمل لواء الوسطية، فهو يحمل لواء العدل، بعدما طفت على السطح بعض الاتجاهات والفرق والملل، منها الذين ينحرفون ويميلون عن طريق الإسلام الوسطي الصحيح الذي ينبذ المغالاة والانحراف، بل يدعو إلى الاتزان واتباع ما أمر الله ورسوله به، ليكون الأزهر قلعة الإسلام الوسطية والحصن الحصين الباقي في العالم، يدعو إلى الاعتدال والاتزان، واتباع ما أمر الله ورسوله به، دون إفراط أو تفريط.

بداية جديدة لبناء الإنسان

توجه الدكتور أحمد عمر هاشم بالدعاء إلى الله تعالى من أجل أشاقائنا في الأرض المحتلة، وفي القدس الشريف، التي هي قطعة منا وجزء من عقيدتنا، مطالبا المسلمين في كل بقاع الأرض، بالتضرع إلى الله عز وجل والدعاء بنصر الشعب الفلسطيني الأبي في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن يرد عن عنهم أعدائهم.

وتنظم الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامي– رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ»، يوميا، وعلى مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، «بداية جديدة لبناء الإنسان»، وبتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم: القدس الشريف قطعة منا وجزء من عقيدتنا
  • أحمد عمر هاشم: الأزهر حمل لواء الوسطية في مواجهة أصحاب المخالفات من فرق وجماعات
  • أحمد عمر هاشم: الأزهر يحمل راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم
  • الدكتور بن حبتور يدين جريمة اغتيال القائد المجاهد السيد حسن نصر الله
  • "الكتاب العرب" يدين الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان واغتيال حسن نصر الله
  • فضل العلم والعلماء في القرآن والسنة النبوية (فيديو)
  • بيان من الأزهر للفتوى بشأن تلاوة القرآن الكريم على أنغام الموسيقى
  • الأزهر للفتوى: مصاحبة الموسيقى للقرآن الكريم مشهد مُحرم آثِم
  • مشهد محرم آثم.. "الأزهر للفتوى الإليكترونية" يحسم الجدل حول سماع القرآن بالموسيقى
  • الأزهر: قراءة القرآن الكريم مصحوبا بـ الموسيقى أمر محرم شرعا ومشهد آثم