أبوظبي: سلام أبوشهاب

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة الأولى التي استضافها مجلس محمد بن زايد في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، مساء أمس الأول، ضمن الموسم الرمضاني الحالي، والتي ألقاها الدكتور إبراهيم شبوح مؤرخ وعالم آثار بعنوان «أعمال فنية إسلامية من التراث».

وحضر المحاضرة، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وركزت المحاضرة على ثلاثة محاور وهي: نظرة عامة على الفن الإسلامي وتأثره بمختلف العناصر الثقافية والدينية، بعض الأعمال الفنية الفريدة من التراث، مثل الأنماط والزخارف الإسلامية والخط العربي، دور الفن الإسلامي في تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعات، وتنوع الفنون الإسلامية بما فيها الهندسة المعمارية والخط العربي والزخرفة.

وقال المحاضر أشعر بالاعتزاز في الوجود في المجلس المهيب والحديث إلى الحضور عن الأعمال الفنية الإسلامية والتراث، خاصة أنه تربطني ذكريات طيبة مع هذا البلد الطيب الإمارات عندما زرتها مشاركاً في مؤتمر الآثار في مدينة العين في السبعينات.

وأكد المحاضر أن جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي يعد معلماً بارزاً من معالم العمارة الإسلامية حيث تتجلّى في تصميمه وبنائه وتفاصيله جماليات فنون العمارة الإسلامية الثرية والزخرفة.

وأضاف في السبعينات وتحديداً في العام 1974 زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تونس، وقوبل بما يستحق من التقدير والاحترام كرجل دولة ورائد من رواد الوطن العربي، وقد تشرفت بأن كلّفت بان أرافق سموه في زيارته إلى المعالم التراثية الإسلامية في مدينة القيروان وكان مهتماً بأدق تفاصيل المعالم التراثية الإسلامية انطلاقاً من إيمانه بأهمية المحافظة على جميع عناصرها الأصلية كونها موروثاً إنسانياً حضارياً، وأذكر عندما دخل سموه جامع عقبة ابن نافع أو جامع القيروان الكبير، بدأ سموه يسأل عن أدق تفاصيل مكونات الجامع من الفنون الإسلامية وأعمدته الرخامية القديمة والمميزة وساحاته الواسعة، وكان سؤاله هل من أرض صخرية أقيم عليها المسجد، وهل سبق أن تعرض لزلازل؟ وأجبت سموه بأن مخطط الجامع الذي نراه فوق الأرض يوجد مثله تحت الأرض، وارتسمت البسمة على وجهه، وعبر عن ارتياحه لما قدمت لسموه عن شروح عن المسجد وفنيات أعمدته وبنائه المتميز، وتاريخ استخدام القباب في المساجد كما في قبة الصخرة في القدس.

وأكد المحاضر أهمية دور الفن الإسلامي في تعزيز التواصل الثقافي بين الحضارات، مشيراً إلى أن الأعمال الفنية في التراث الإسلامي من تصاميم هندسية معمارية وفنون الخط العربي والزخرفة تميزت بالتنوع والحيوية والتفاعل مع غيرها.

وتطرق المحاضر إلى الفنون الإسلامية التي تجلت في نماذج بناء العواصم والقصور والمساجد، موضحاً أن تعريف الفن هو العناء والمبالغة في الجهد، وتجلّى الفن الإسلامي في العديد من المساجد، وبدأت نماذج الفن الإسلامي بالمخطط الأول لمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، بدءاً من التخطيط وحتى التنفيذ وإقامة الصلاة فيه، وإيحاءات إنشاء المسجد النبوي بتفاصيله ألهمت الأمويين عند بناء المساجد المشهورة كما في العراق وبيت المقدس والجامع الأموي في دمشق، حيث كانت تمتاز باتساعها وامتدادها للأسواق، وكان يستخدم الفسيفساء ومكعبات الزجاج المذهبة لتغطية الفسيفساء في بعض المساجد التي بناها الأمويون.

وأوضح أن الزلازل أسقطت بعض الفسيفساء في الجامع الأموي في دمشق، باستثناء لوحة واحدة ما زالت يرجع تاريخها إلى بناء المسجد واكتشفت في العام 1932 وأجريت عليها دراسات أظهرت أن صناعة الفسيفساء في اللوحة التي كانت تعكس مناظر طبيعية من أشجار مثمرة وقصور وغرف بانها صناعة محلية. وقال المحاضر إن قبة الصخرة المشرفة بناها عبد الملك بن مروان ومغطاة بالفسيفساء، وكانت المساجد في القرون الأولى بدون محراب حتى جاء عمر بن عبد العزيز وأنشأ المحراب في المسجد، مشيراً إلى أن بناء قبة الصخرة جاء تكريماً للصخرة التي عرج منها الرسول عليه الصلاة والسلام.

وقدم المحاضر مجموعة من الصور التي تتحدث عن دور الأمويون في بناء القصور بالذات في بلاد الشام وفي الأردن مشيراً إلى وجود أكثر من 10 قصور في الأردن ومنها قصر المشتى القريب من المطار، ثم قصر الملك هشام عبد الملك في أريحا الذي يعتبر من أهم وأغنى القصور بفنونه إلا أنه سقط نتيجة زلزال وبقيت بعض آثاره منها منحوتات ولوحات فسيفساء.

وأشار الدكتور إبراهيم شبوح إلى الاهتمام ببناء المحراب في المسجد، وأقدم محراب في العالم الإسلامي هو محراب مسجد الرسول عليه السلام في المدينة المنورة الذي كان يتكون من 3 درجات، وفي العام 240 للهجة تم إنشاء أقدم منبر في الإسلام وكان في جامع القيروان الذي يتكون من 300 قطعة فنية.

كما عرض المحاضر مجموعة من الصور التي تظهر فنون كتابة المصحف الشريف ومنها مصحف مكتوب على الرَّقّ.

المحاضر في سطور

اشتهر الدكتور إبراهيم شبوح بإعادة تفسيره أعمال ابن خلدون، المؤرخ والفيلسوف الشهير الذي عاش في القرن ال 14، وبدأ رحلته الأكاديمية في جامعة الزيتونة، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة حيث تابع أبحاثه لينال شهادة عليا في التاريخ الإسلامي وعلم الآثار، ثم درجة الماجستير في الهندسة المعمارية العسكرية الإسلامية المبكرة، وتعاون مع المستشرق الفرنسي البارز كلود كاهين في صناعة أطروحة الدكتوراه في جامعة بانثيون السوربون، وتركز بحثهما على التحصينات العسكرية على طول الحدود الإفريقية خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة، كما أسس الدكتور إبراهيم المتحف الوطني للفن الإسلامي في قصر رقادة تونس، وتعاون مع الدكتور فريد شافعي في جامعة القاهرة في إعداد دراسة حول العمارة التاريخية لمدينة القيروان في تونس.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مجلس محمد بن زايد الدکتور إبراهیم الفن الإسلامی الإسلامی فی بن زاید فی جامع

إقرأ أيضاً:

مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا

افتتحت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالأمانة العامة للمعارض والمؤتمرات، اليوم الخميس، الموافق السادس والعشرين من شهر شوال لعالم 1446 هـ، النسخة الخامسة من معرض“جسور”، والذي يُعد الأكبر من نوعه من حيث الحجم وعدد المستفيدين.
حيث يستهدف أكثر من مليون زائر من مختلف شرائح المجتمع الإندونيسي، ويستمر لمدة عشرة أيام في ساحة جامع الاستقلال بالعاصمة جاكرتا، الذي يُعد أكبر جامع في شرق آسيا.
أخبار متعلقة حتى 8 مساء.. أتربة مثارة على أجزاء من منطقة الرياضالدفاع المدني يوضح أهم الطرق السليمة للتعامل مع تسرب الغاز .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وتنظم الوزارة هذا المعرض بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وإدارة جامع الاستقلال، وقد ناب عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في افتتاح المعرض، فضيلة وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي، بحضور معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي البروفيسور نصر الدين عمر، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جاكرتا الأستاذ فيصل العامودي، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وحكام المناطق، ورؤساء الجامعات والجمعيات والمؤسسات الدينية بجمهورية إندونيسيا، وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى جاكرتا.جهود المملكة في خدمة الإسلامويهدف معرض“جسور”، الذي يأتي بدعم ومتابعة مباشرة من معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، والعناية بكتاب الله تعالى وضيوف الرحمن، واستعراض الرسالة الحضارية التي تقدمها المملكة في دعم القضايا الإنسانية وتعزيز قيم التعايش والسلام.
وخلال أيام المعرض، تُهدي الوزارة أكثر من 150 ألف نسخة من المصحف الشريف، في إطار جهودها لنشر كتاب الله الكريم وتمكين المسلمين في مختلف أنحاء العالم من تلاوته وفهم معانيه.أركان المعرضويُسلط المعرض الضوء على الإنجازات التي حققتها وزارة الشؤون الإسلامية، ويستعرض مراحل تطور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، خاصة في مجال تنويع إصدارات المصاحف وترجمتها إلى لغات عالمية، إضافة إلى أحدث التقنيات المتقدمة المستخدمة في طباعة المصحف الشريف.
كما يتضمن المعرض فعاليات تفاعلية ووسائل تقنية حديثة تعكس الهوية والثقافة السعودية، وتُقدِّم للزائرين تجربة معرفية ملهمة تواكب رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تمكين الحضور الحضاري والثقافي للمملكة في المحافل الدولية.
وأكد فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عواد بن سبتي العنزي خلال مراسم الافتتاح، أن معرض“جسور”يهدف إلى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل الذي تدعو إليه المملكة، وترسيخ مفاهيم الوسطية والتسامح والتعايش بين الشعوب، كما يعكس الدور الرائد الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.جهود الوزارة لخدمة كتاب اللهكما أعرب فضيلته عن خالص شكره وتقديره لمعالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على رعايته لهذه المعارض النوعية التي تُجسد رسالة المملكة وتُبرز جهودها المباركة في رعاية الحرمين الشريفين، وخدمة كتاب الله تعالى، واحتضانها لأكبر مجمع لطباعة المصحف الشريف في العالم الإسلامي.
ووجّه شكره كذلك لمعالي وزير الشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا البروفيسور نصر الدين عمر، على التعاون البنّاء والدعم الكبير لإنجاح فعاليات المعرض، والذي يعكس عمق العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا.
وفي تصريح صحفي لمعالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي البروفيسور نصر الدين عمر عن أهمية المعرض في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، أكد أن المعرض بمعروضاته يترجم حجم التطور الذيتشهده المملكة في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما يعكس الجهود الكبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين بالعالم والعناية بكتاب الله تعالى وترجمة معانيه.
وقدم البروفيسور نصر الدين عمر الشكر والتقدير لقيادة المملكة العربية السعودية على جهودها الرامية في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين الشريفين، كما شكر معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على اهتمامه بما يعزز التعاون بين البلدين الشقيقين في مجال العمل الإسلامي ونشر قيم الإسلام والوسطية والاعتدال.
ويُعد معرض“جسور”من أبرز المبادرات الثقافية التي تنفذها المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بالتنسيق مع نظيراتها في دول العالم، ويجسد حرص المملكة على مد جسور التواصل الثقافي والإنساني مع الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، بما يعزز من نشر القيم الإسلامية السمحة، ويُبرز جهودها الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وترسيخ مفاهيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي.

مقالات مشابهة

  • مستهدفة مليون زائر.. "الشؤون الإسلامية" تفتتح معرض "جسور" الإسلامي الخامس بإندونيسيا
  • استخدام المساجد للتعليم.. الرئيس يدعو والخبراء التربويون يؤيدون المقترح.. ويستعرضون المزايا ودوره في زيادة وعي الشباب
  • ذياب بن محمد بن زايد يستعرض إنجازات مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة لعام 2024
  • محمد بن زايد ورئيسة المكسيك يبحثان هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية
  • بعد حديث السيسي عن المساجد.. هل تتخذ الأوقاف قرارات جديدة..المتحدث الرسمي يوضح
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» ورابطة الجامعات الإسلامية توقعان اتفاقية تعاون
  • المتحدث باسم وزارة الأوقاف: المساجد لها دور كبير في خدمة المجتمع
  • وزير الخارجية يناقش تعزيز حقوق الإنسان في مصر مع أعضاء مجلس النواب
  • تعاون استراتيجي بين "صحار الإسلامي" والوكالة الإسلامية الدولية للتصنيف
  • فرحات: تهويد القدس مخطط ممنهج لطمس هويتها الإسلامية والتاريخية