اسيا العتروس سنجانب الصواب اذا اعتبرنا أن انظار التونسيين ستتجه الى العاصمة الايطالية روما حيث تعقد قمة التنمية والهجرة بين ضفتي المتوسط و التي بادر رئيس الدولة قيس سعيد بالدعوة اليها لمعالجة الظاهرة وهي الدعوة التي اختطفتها جورجيا ميلوني لتنظيم الحدث اليوم في بلادها … والاكيد أن الامرلا يتعلق بالتقليل من اهمية هذا الموعد ولكن الواقع يفترض أن أسباب كثيرة من شأنها ان تجعل اهتمام المواطن التونسي تتجه بعيدا عما يجري في العاصمة الايطالية روما وهو الممزق بين الواقع الاقتصادي و البيئي المتردي و تفاقم الصعوبات على وقع الارتفاع المستمروغير المسبوق لدرجات الحرارة والانقطاع المتكرر للماء و الكهرباء فضلا عن غلاء الاسعار وطوابير الانتظار للحصول على رغيف الخبز بعد التطبيع الحاصل مع النقص المستمر في المواد الغذائية الاساسية.
. ندرك جيدا أن هذا الكلام لا يعني بالمرة أن القمة بعيدة عن اهتمامات النخب و الخبراء والاحزاب او ما بقي منها و خاصة الاعلام بالنظر الى ما يمكن أن تؤول اليه قمة روما اليوم بشأن مستقبل الشراكة بين تونس و الاتحاد الاوروبي على خلفية توقيع مذكرة التفاهم قبل أسبوع بقرطاج بحضور الرئيس قيس سعيد والاطراف الاوروبية الثلاثة رئيسة المفوضية الاوروبية و رئيسة الحكومة الايطالية و رئيس الوزراء الهولاندي المستقيل ..و قد اثارت المذكرة بمجرد كشف عناوينها الكبرى ردود افعال متناقضة بين مبشر بمستقبل جديد لهذه الشراكة بعنوان الند للند و بين محذر من أن تتحول الى فخ لابتزاز تونس والاستثمار في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيش على وقعها بلادنا لتحقيق الاهداف التي يسعى اليها الاتحاد الاوروبي وهي التخلص من اعباء ملف الهجرة غير الشرعية التي فشل في ادارتها و دفع بالتالي الى تحميلها لتونس التي يبدو ان سواحلها تسجل النسبة الاعلى في انطلاق اعداد المهاجرين غير النظاميين… الاكيد أن ما تضمنته المذكرة من عناوين الكبرى لهذه الشراكة لا يلقي بالضوء على التفاصيل الصغيرة التي يمكن ان تتضح لاحقا عندما يحين موعد الاختبار لتطبيق ما تفق عليه على ارض الواقع … لسنا في اطارالتهوين ولا التهويل بما تضمنته المذكرة و لكن الارجح أن هيمنة سياسة العصا و الجزرة واضحة في التعاطي مع الجانب التونسي الذي قبل بهذه المذكرة منفردا في شراكة تجمعه بسبع و عشرين دولة اوروبية تتلهف الى هذه الاتفاقية علما و ان دول الاتحاد الاوروبي ليست على كلمة واحدة ,و الامر لا يتعلق بمواقف المجر و بولندا و لكن الامر يتعلق بالخلاف الفرنسي الايطالي في هذا الملف …و ليس من الواضح ان كان الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يبدأ عطلته اليوم سيحضر القمة مع التذكير بان وزير الداخلية الفرنسي دارمانيان سبق ان اتهم ميلوني بالفشل في ادارة ملف الهجرة … الحقيقة انه سيكون من الصعب استقراء حدود الدور المطلوب من تونس بعد هذه القمة التي استبقها رئيس الدولة بلاءاته المتكررة لا للتوطين لا لدور الشرطي و حماية حدود الغير و لا للتنازل عن السيادة الوطنية …و حتى هذه المرحلة لا يعرف الراي العام عن الفريق المفاوض الذي توصل الى هذه المذكرة الكثيراوالقليل , فالتفاوض ملكة لا يجيدها الكثيرون و التفاوض في الشان الاقتصادي و التجاري غير التفاوض في الشان الحدودي او الامني و لا ايضا التفاوض السياسي الذي يفترض جدوة عالية و قدرة فائقة في فهم الاخر و قراءة ما ظهر او خفي من النوايا …و كم من التجارب التاريخية في قضايا و ملفات اقليمية و دولية مصيرية خسرها اصحابها ووقعوا ضد مصالح اوطانهم لغياب القدرة على المناورة و الافتقار لتلك الحاسة الخفية التي تحذر من لغم او الغام خفية بين الاسطر اخفتها ترجمة سيئة لم يكن بالامكان الانتباه الى ما وراءها .. ساعات قليلة و يسدل الستار على قمة روما التي ستجمع دولا من ضفتي المتوسط و القارة.والاكيد ان مسؤولية قانونية وسياسية واخلاقية و قبل كل ذلك مسؤولية تاريخية تضع الجميع ازاء الاجيال الراهنة والمستقبلية .. كاتبة تونسية
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
روما يخطف فوزًا صعبًا من إمبولي في الثواني الأولى من المباراة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حقق روما انتصارًا مهمًا على مضيفه إمبولي بهدف دون رد، في المباراة التي أقيمت ضمن الجولة 28 من الدوري الإيطالي، ليواصل الجيالوروسي صراعه على المراكز الأوروبية.
ملخص المباراة:
لم ينتظر روما كثيرًا ليفتتح التسجيل، حيث تمكن ماتياس سولي من هز شباك إمبولي في الثانية الأولى من اللقاء بعد تمريرة رائعة من أنس صلاح إيدين، ليسجل واحدًا من أسرع أهداف الموسم في الكالتشيو.
بعد الهدف المبكر، حاول إمبولي العودة في النتيجة وشن العديد من الهجمات على مرمى روما، لكن التنظيم الدفاعي للضيوف وتألق الحارس حالا دون إدراك التعادل.
في الشوط الثاني، استمرت محاولات أصحاب الأرض لإدراك التعادل، لكنهم افتقدوا للفاعلية أمام المرمى، فيما حاول روما استغلال المساحات لتعزيز تقدمه، إلا أن النتيجة بقيت على حالها حتى صافرة النهاية.