«محمد» اكتشف مهاراته في التمثيل: بقى عندي أصحاب في المسرح

وسط قاعة المرايات داخل قصر الثقافة والفنون، وفى أثناء حصة تدريب الأطفال على فن التمثيل، يقف محمد أيمن، صاحب الـ12 عاماً، فى منتصف الدائرة والمدرّبة تراقب حركاته. يبدأ «محمد» فى أداء دوره، الذى يجسّده بعد أيام، على خشبة مسرح «نهاد صليحة»، حيث بدأت البروفات على العرض منذ شهور مع مؤسسة «الشكمجية»، التى تمكنت من اكتشاف موهبته فى التمثيل، وعملت على مساعدته فى تطويرها واستغلالها كوسيلة علاج من التوحّد أو تطوير حالته وقدراته الاجتماعية.

يعانى «محمد» من التوحد، المرض الذى صعّب عليه تكوين علاقات أو أصدقاء لفترات طويلة، ويقول لـ«الوطن»: «مش باعرف أعمل صداقات أو أروح فى حتة لوحدى أو أتكلم مع الناس». عرفت أسرة «محمد» عن العلاج بالفن وفوائده، فقررت خوض التجربة، وكانت النتيجة مبهرة، حيث تقول «أمانى»، والدة الطفل: «فيه تغيرات كبيرة طرأت على شخصية ابنى بعد أن توجه للتمثيل، واكتشفنا أنه شاطر فيه كمان».

«محمد» أحب التمثيل وحضور التدريبات، وحرص عليها، ويبذل قصارى جهده فى كل تدريب حتى يتمكن من إتقان الدور وتقديمه بأفضل صورة، وعلى مدار 3 سنوات، شهد المدربون ووالدة «محمد» تطوراً حقيقياً فى مستواه التمثيلى، وفى مهاراته الاجتماعية، إذ نجح فى تكوين مجموعة من الأصدقاء فى غضون شهور من بدء الالتحاق بفريق المسرح، لأن تطور مهاراته الاجتماعية بدأ من أصدقاء المسرح، وبدأت دائرته فى الاتساع لتكوين صداقات فى المدرسة أيضاً.

المصدر: الوطن