الوطن:
2024-07-04@11:01:06 GMT

مؤسسة «الشكمجية».. هنا أولى خطوات التعافي بالإبداع

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

مؤسسة «الشكمجية».. هنا أولى خطوات التعافي بالإبداع

فى محافظة الجيزة، وعلى مقربة من أكاديمية الفنون بشارع خاتم المرسلين المكتظ بالمارة، يظهر مبنى قصر الثقافة، تلك المنارة التنويرية التى تتميز بطلائها الأبيض والأخضر، يتوافد من بوابته الرئيسية عشرات الأطفال الذين يرتدون زياً موحداً، إذ يعرفهم العاملون من ستراتهم الصفراء المميزة والتى تحمل شعار مؤسسة «الشكمجية» الخاصة بصغار السن من ذوى الإعاقة والتوحد.

تدريب شامل لتطوير مهارات الصغار وتشجيعهم على تقديم أدوار فنية.. وتمرينات لمساعدتهم على نطق الكلمات الصعبة

يسيرون فى صفوف منتظمة، وما إن تستقر أقدامهم فى الساحة الواسعة، حتى يستقبلهم المدربون بابتسامة، ليقوموا بعدها بالتوجه إلى قاعة تحمل اسم قاعة «المرايات» لبدء التدريبات التحضيرية على عرضهم المسرحى الذى سيُعرض للجمهور بعد أيام على مسرح «نهاد صليحة»، وبمجرد دخول القاعة تعلو أصواتهم بالضحك والترحاب، قبل أن يفترشوا الأرض بشكل دائرى وينصتوا لمدربتهم، صافيناز محمد، ذات الملامح الثلاثينية، التى تتمتع بخبرة التعامل مع حالاتهم المختلفة، والتى اكتسبت معظمها من خلال التدريبات التى خضعت لها مع «شكمجية» قبل أن تبدأ عملها مع الأطفال، فالمؤسسة حريصة على أن يتلقى كل مدرب سيتعامل مع الأطفال تدريباً شاملاً لتطوير مهاراته وتعريفه بالطريقة السليمة للتعامل مع ذوى الإعاقة، وتعرض عليه المؤسسة الملف الخاص بكل طفل ممن سيتعامل معهم فى المجموعة، يشمل الملف كافة التفاصيل عن حالته وما يعانى منه، حتى يتمكن من مساعدتهم وتعليمهم تمثيل أدوارهم فى العرض بالطريقة التى تتناسب مع كل حالة منهم.

دقيقة واحدة فقط كفيلة بأن تقف المدربة صامتة أمام الأطفال، حتى يستعدوا للانخراط فى تدريب التمثيل، وتقمُّص شخصيات المسرحية، التى تم تقسيمها بينهم، وذلك لمساعدتهم فى تنمية مهاراتهم والبدء فى أداء الأدوار المطلوبة منهم، وتستعمل فى ذلك «عرائس» الماريونيت الخشبية لتوضح لهم الحركات المطلوب منهم القيام بها.

فى منتصف الدائرة، تحديداً فى الصف الثانى، وقف «كيرلس»، يحاول تقليد الحركات التى تقوم بها المدربة، يتابعها بنظرات متقطعة، فهو يعانى من طيف التوحد ويصعب عليه ممارسة الاتصال البصرى المباشر مع أحد لفترات طويلة، كان يسترق النظرات لحركات المدربة حتى يبدأ فى تقليدها، لكنه ركّز بصره كله على والدته، التى وقفت فى طرف القاعة، وسط باقى الأمهات الجالسات على المقاعد الموجودة فى أطراف القاعة، فهن حريصات على مرافقة أبنائهن وبناتهن إلى تلك التدريبات، لمتابعة سلوكياتهم وتفاعلهم وسط باقى الأطفال ومشاهدة الحالة التى يصبح عليها الطفل عند التمثيل، ودون كل الأمهات الموجودة لم تجلس والدة كيرلس، ولو لدقائق بسيطة، طوال فترة التدريب، ظلت واقفة تتابع صبيها والمدربة، وتحافظ على التواصل البصرى بينها وبين الصبى وهى تقوم بتقليد كافة حركات المدربة لكى يقلدها صبيها.

والدة «كيرلس»: «ابني بيعشق التمثيل وبساعده يعمل الحاجة اللي بيحبها»

استمر الاتصال البصرى بين الأم وابنها طوال فترة التدريب، وكلما يرى كيرلس والدته تقوم بحركة ما، يبدأ فى القيام بها، ومن حين لآخر ينظر إلى المدربة، هذه هى الطريقة التى يتلقى بها صاحب الـ12 عاماً تدريباته على العرض المسرحى فى كل مرة، لا تجلس الأم الواقفة إلا فى وقت الراحة الذى تحدده المدربة، فهى حريصة على أن يمارس ابنها نشاط التمثيل الذى يحبه، فتعمل على مساعدته فى ذلك بشتى الطرق الممكنة، تقول والدة «كيرلس» لـ«الوطن»: «ابنى يعانى من التوحد، ومش بيعرف يبص فى عين حد لوقت طويل غيرى أنا، علشان كده لازم أفضل واقفة وبعمل بالظبط حركات المدربة وعينى فى عينه فيقلدنى، طول ما هو شايفنى بيكون مطمن، وأنا بعمل كده علشان ابنى بيحب التمثيل وعايز يشارك فى العرض وبساعده على إنه يعمل الحاجة اللى بيحبها ويحقق رغبته بالتمثيل فى المسرحية وهساعده فى التغلب على أى صعاب قد تحول دون ذلك».

بعد مرور ما يقرب من ساعة ونصف أو ساعتين من التدريب، تعلن المدربة بدء فترة الراحة، هذه الفترة التى ينتشر خلالها الأطفال بشكل عشوائى فى المكان، يضحكون ويلهون، ويُقبلون على أمهاتهم، وهنا يظهر تأثير الفن على حالتهم، فرغم أنهم جميعاً مصابون بطيف التوحد، فإن كل طفل منهم نجح فى تكوين صداقات داخل المجموعة، ويتجمعون معاً فى وقت الراحة ويلعبون ويتبادلون أطراف الحديث ويضحكون، دون خجل أو خوف، فى دلالة واضحة على نجاح العلاج بالفن فى تحسين وتطوير مهارتهم الاجتماعية.

فى هذا الوقت تتجه المدربة إلى الدكتورة أميرة شوقى، رئيس مجلس أمناء «شكمجية» ومخرجة المسرح، ثم تبدآن فى مراجعة النص واختيار الجزء الذى سيتم التدريب عليه بعد انتهاء فترة الراحة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلاج بالفن أطفال التوحد التوحد المتحدة

إقرأ أيضاً:

الخطاطبة يكتب .. شـبابــنــا الناهض

#سواليف

#شـبابــنــا_الناهض

#الصحفي_نادر_الخطاطبة

زمان .. كان #الشباب_الاردني الدارس بالخارج حين ينهي تعليمه، ويعود الى البلاد تقوم اسرته بوضع اعلان تهنئة له في الصحف تحت عنوان :

مقالات ذات صلة قاتل والدته في الكرك صلى عليها الجنازة 2024/07/03

( شبابنا الناهض )

مع نص تحت صورته الشخصية، يشير الى تخصصه والشهادة التي نهض من خلالها، وعاد لينذر نهوضه وعلمه فداء للوطن، وبظني ان كثر منهم ممن تولى مسؤوليات ومواقع ادارية ، حتى” المطوقعين منهم ” كان لهم نصيب من هذه التهاني..

استذكار مر بذهني، وانا اتصفح كتابات واستمع واشاهد فيديوهات حول اوضاع شبابنا الناهض راهنا، سواء ممن نهوضهم التعليمي كان خارجيا ام في الداخل والمآل الذي وصلوا إليه باعتبار نسبة كبيرة منهم :

” مرَمّيين على شيك #المكسيك الذي يفصلها عن أمريكا ” تمهيدا للدخول، وبدء مسلسل ” التشقيع علينا، وعلى عيشتنا “

مقالات مشابهة

  • دمشق تدعو إلى تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سوريا دون انتقائية أو تسييس
  • الخطاطبة يكتب .. شـبابــنــا الناهض
  • ميرنا جميل تكشف عن حلم التمثيل في هوليوود
  • الحلبي استقبل بهية الحريري ورئيسة مؤسسة أديان ووفداً من جامعة الـLAU
  • السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين
  • بسنت النبراوي: أتمنى العمل مع عبلة كامل وحلمي أن أكون أم
  • غرفة الإسكندرية تعقد أولى تدريبات مشروع "سوق اليوم الواحد للمزارعين والمنتجات الغذائية"
  • 10 دقائق من الرياضة في اليوم تقوي دماغ الطفل بشكل أفضل
  • الشارقة: إطلاق أعمال "مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" لحماية حقوق الأطفال حول العالم
  • جواهر القاسمي تعلن إطلاق أعمال "مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية" لحماية الأطفال المستضعفين