زار سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مقر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، تزامناً مع الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي الذي يُصادف في 15 مارس من كل عام.

واطَّلع سموّه على الجهود والمبادرات التي يقودها المجلس في مجال رعاية الأمومة والطفولة، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

كما اطَّلع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على أبرز البرامج التي ينفِّذها المجلس، بهدف الارتقاء بمستوى الرعاية والعناية والمتابعة لشؤون الأمومة والطفولة، وتقديم الدعم اللازم في مختلف المجالات، خصوصاً التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية والنفسية والتربوية، وتحقيق أمن وسلامة الطفل والأم، ومتابعة وتقييم خطط التنمية والتطوير لتحقيق الرفاهية المنشودة، مع تشجيع إنجاز الدراسات والأبحاث ونشر الثقافة الشاملة للطفولة والأمومة.

والتقى سموّه، خلال هذه الزيارة، عدداً من أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال، والبرلمان الإماراتي للطفل، إضافة إلى سفراء اليونيسف اليافعين لمؤتمر الأطراف “كوب 28”، مؤكداً سموّه أنهم يمثلون نموذجاً مُشرفاً من أبناء الوطن المُثابر وقدوة في قوة الإرادة والإصرار على النجاح، وثمرة من ثمار استثمار القيادة الرشيدة في بناء جيل قادر على مواصلة مسيرة التقدم ورفعة الوطن.

وأكد سموّه أن القيادة الرشيدة تولي أهمية قصوى للاستثمار في توفير بيئة سليمة وآمنة لتنشئة الأطفال باعتبارهم لبنة أساسية من ركائز بناء دولة المستقبل، فأطفال اليوم هم قادة الغد وصُناع المستقبل الذين يواصلون بسواعدهم استكمال مسيرة الإنجازات وتحمل مسؤولية تحقيق تطلعات وطموحات الوطن.

وقدَّم الأطفال الأعضاء عرضاً حول جهود المجلس ودوره في تمكين الطفل، ووضع السياسات والخطط الاستراتيجية الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الطفل والأم، وتحسين نوعية وجودة حياتهم، وتعاونه مع الجهات الحكومية والخاصة في إطلاق المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية والتعليمية للأطفال.

وأكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان في ختام هذه الجولة، أنَّ المكتسبات التي حقَّقها المجلس في العشرين عاماً الماضية جاءت بفضل دعم القيادة الرشيدة التي طالما أحاطت الأمهات والأطفال برعايتها، إلى جانب حِرص سموّ “أم الإمارات” على رعاية شؤون الأمومة والطفولة، من أجل توفير الظروف الملائمة لبيئة سليمة تسهم في تنشئة الأطفال على القيم الوطنية المتأصلة في المجتمع الإماراتي.

رافق سموّه، خلال الزيارة، معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ومعالي سارة عوض مسلم، وزيرة دولة للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ومعالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وبهذه المناسبة، أكَّدت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أنَّ المجلس يعمل جنباً إلى جنب مع شركائه في مختلف القطاعات، لضمان حماية حقوق الطفل وتعزيز الوعي حول أهمية الرعاية الصحية والتعليم المبكر، وكذلك النمو النفسي والاجتماعي للأطفال، وتطبيق أفضل الممارسات، وتطوير سياسات واستراتيجيات جديدة تراعي التغيُّرات المستقبلية وتحديات العصر.

وأضافت سعادتها أنَّ المجلس يعمل وفق رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى ضمان حقوق الأم والطفل، وتوحيد جميع الجهود لتوفير أفضل الخدمات والبرامج التي تضمن نموَّ وتطوُّر الأطفال في بيئة آمنة ومحفِّزة، وتحقيق إنجازات مهمة تسهم في بناء مجتمع يوفِّر جميع سُبل الرعاية والحماية للأم والطفل، تحت توجيهات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وبفضل الدعم المستمر والرعاية الكريمة التي توليها قيادتنا الرشيدة لقضايا الأمومة والطفولة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مستقبل ينذر بالخطر.. سوريا معرضة للتحول إلى دولة فاشلة دون احترام حقوق المرأة.. رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات أساسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصبحت سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، دولة ممزقة تكافح الفراغات في السلطة والفصائل المتنافسة. ومن بين هذه الفصائل، ظهرت هيئة تحرير الشام كقوة مهيمنة. وفي حين سعت هيئة تحرير الشام إلى إعادة صياغة نفسها من جذورها المتطرفة باعتبارها فرعًا من تنظيم القاعدة، فإن نهجها تجاه حقوق المرأة يثير مخاوف جدية بشأن التزامها بالإصلاح الحقيقي.

إن معاملة النساء في ظل هيئة تحرير الشام تقدم لمحة عن طموحات الجماعة الأوسع للحكم في سوريا. حتى قبل الإطاحة بالأسد، فرضت هيئة تحرير الشام قيودًا صارمة على لباس المرأة وتنقلها وأدوارها العامة في إدلب، مما أظهر رؤية قاسية تقوض الجهود الرامية إلى بناء مجتمع تعددي، الأمر الذى يتعين معه أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لحماية حقوق المرأة باعتبارها حجر الزاوية للاستقرار والأمن في سوريا.

محرك للتطرف

يسلط ساجان م. جوهيل، مدير الأمن الدولي في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، الضوء على صلة بالغة الأهمية ولكنها غالبًا ما يتم تجاهلها، وهى كراهية النساء كأعراض ومحرك للتطرف العنيف. في سوريا، لا يشكل قمع حقوق المرأة انتهاكًا لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه قوة مزعزعة للاستقرار تعمل على إدامة العنف وعدم الاستقرار المجتمعي. تستخدم مجموعات مثل هيئة تحرير الشام الأيديولوجيات الأبوية لتعزيز السلطة، واستغلال المعايير التقليدية لتبرير استبعاد النساء من أدوار الحكم وصنع القرار.

تاريخيًا، اعتمدت الأنظمة المتطرفة والاستبدادية على كراهية النساء لتعزيز السيطرة. على سبيل المثال، شهدت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام ٢٠٢١ إعادة فرض القيود على تعليم النساء وتوظيفهن بسرعة. وبالمثل، استخدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" العنف القائم على النوع الاجتماعي كسلاح، واستعباد النساء ووصم الناجيات. في إيران ما بعد الثورة، وعد نظام آية الله الخميني في البداية بالحرية، لكنه سرعان ما قمع حقوق المرأة للقضاء على المعارضة وتشديد قبضته على السلطة.

سياسات قمعية

تعكس سياسات هيئة تحرير الشام في إدلب كراهية راسخة للنساء. فرضت المجموعة قواعد صارمة للزي، وتطلب من النساء ارتداء ملابس محافظة مثل النقاب. ويقابل عدم الامتثال بالغرامات، والتشهير العلني، أو الاحتجاز من قبل شرطة الأخلاق. كما يتم تقييد حركة النساء بشدة، مما يستلزم وجود ولي أمر ذكر للسفر أو الوصول إلى الأماكن العامة. في حين تدعي هيئة تحرير الشام دعم تعليم المرأة، فإن تطبيقها يقتصر على الموضوعات الدينية والمنزلية، مما يحد من التطور المهني ويحصر النساء في الأدوار التقليدية. وبالمثل، فإن فرص العمل مقيدة، حيث يُسمح للنساء فقط بالعمل في قطاعات محددة بدقة مثل التدريس أو الرعاية الصحية في بيئات منفصلة. تُمجِّد دعاية هيئة تحرير الشام النساء كمقدمات للرعاية والأمهات، وهو أمر ضروري لتربية المقاتلين في المستقبل. إن النساء اللواتي يتحدين هذا السرد يواجهن المضايقات والاعتقال والترهيب. وكثيرًا ما يتم عرقلة العاملين في المجال الإنساني، وخاصة أولئك الذين يقدمون الرعاية الصحية للأمهات، مما يؤدي إلى تفاقم ظروف النساء والأطفال في مناطق الصراع.

المجتمع الدولي

بذل زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، جهودًا لتصوير المجموعة على أنها معتدلة وبراجماتية، وإبعادها عن ماضيها في تنظيم القاعدة. ومع ذلك، لا تزال حوكمة المجموعة متجذرة في مبادئ متشددة، مما يلقي بظلال من الشك على مزاعمها الإصلاحية. إن تاريخ الجولاني مع تنظيم القاعدة والتركيز الاستراتيجي لهيئة تحرير الشام على دمج نفسها في الثورة السورية يؤكدان على الحاجة إلى التدقيق.

تعيد العديد من الدول الغربية النظر الآن في تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية، مع تفكير البعض في رفع العقوبات. ويحذر جوهل من أن مثل هذه التحركات يجب أن تكون مشروطة بإصلاحات ذات مغزى، وخاصة في حماية حقوق المرأة. إن معالجة كراهية النساء ليست مجرد ضرورة أخلاقية بل ضرورة استراتيجية في جهود مكافحة الإرهاب. إن تجاهل القمع القائم على النوع الاجتماعي يؤدي إلى إدامة دورات العنف وعدم الاستقرار.

تجنب الانحدار

إن الفراغ في السلطة، كما رأينا في أفغانستان وليبيا والآن سوريا، يمهد الطريق غالبًا للأيديولوجيات المتطرفة والسيطرة الأبوية. يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لحقوق المرأة في تعامله مع سوريا. وينبغي أن تكون المساعدات الخارجية والدعم لمجموعات مثل هيئة تحرير الشام مشروطة بضمانات التعليم والوصول إلى الرعاية الصحية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

يمكن للجهات الفاعلة الإقليمية أن تلعب دورًا محوريًا في دعم إصلاحات قطاع الأمن ومكافحة قضايا مثل الاتجار بالمخدرات. ويجب أن تشمل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا أيضًا تفكيك الأنظمة المعادية للنساء التي تغذي التطرف. في غياب الحماية المؤسسية القوية لحقوق المرأة، تخاطر سوريا باتباع مسار الدول الفاشلة مثل أفغانستان وليبيا. ويتعين على المجتمع الدولي أن يطالب أي حكومة سورية جديدة بالتخلي عن الإرهاب، وتفكيك مخزونات الأسلحة الكيميائية، وحماية حقوق الأقليات والنساء. إن كراهية النساء ليست من صنع الثقافة القويمة؛ بل هي محرك أساسي للتطرف. وتمكين المرأة أمر ضروري لكسر دورات العنف وضمان مستقبل مستقر وآمن لسوريا.
 

مقالات مشابهة

  • طحنون بن زايد يؤكد أهمية دور “القابضة” (ADQ) في تعزيز مسيرة أبوظبي التنموية وتوسيع آفاق الاستثمار الدولية
  • جامعتا “محمد بن زايد للعلوم الإنسانية” و”نهضة العلماء” بإندونيسيا تنظمان ملتقى علميا
  • محمد بن زايد ورئيس بيلاروسيا يبحثان تعزيز التعاون والقضايا الإقليمية
  • «أبوظبي» يُتوج بكأس سلطان بن زايد للبولو
  • أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، عن تمديد مبادرة “عام الاستدامة” لتشمل عام 2024
  • فريق أبوظبي يحرز لقب بطولة كأس سلطان بن زايد للبولو
  • مستقبل ينذر بالخطر.. سوريا معرضة للتحول إلى دولة فاشلة دون احترام حقوق المرأة.. رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات أساسية
  • انعقاد لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الهياتم ضمن مبادرة بداية جديدة
  • الرعاية الصحية: تحديث استراتيجية الهيئة خطوة أساسية لمواكبة التحولات المتسارعة
  • طحنون بن زايد: نعمل لتحقيق الريادة في تكنولوجيات المستقبل