الدكتور اوس نزار درويش شكل العثمانيون في الماضي وفي الحاضر السبب الرئيسي في نكبات العرب المتتالية في الماضي عندما قاموا باستعمار واحتلال الوطن العربي مايزيد عن اربعة قرون وماسببوه وقتها من تخلف وضياع العرب وفي الوقت الراهن من خلال العثمانيين الجدد المتمثلين في حزب العدالة والتنمية برئاسة اوردوغان ومافعلوه من تخريب وزرع الفتن في الدول العربية وخصوصا سورية تماشيا مع مشروع الشرق الاوسط الكبير والذي صرح اوردوغان في وقت من الاوقات اننا نحن وكلاء مشروع الشرق الاوسط الكبير في المنطقة.

ونظرا لان هذا الموضوع واسع وشائك فانني ساقسمه في مقالين ساتحدث في الجزء  الاول عن تامر العثمانيين على العرب في الماضي وفي الجزء الثاني ساتحدث فيه عن تامر العثمانينن الجدد على الدول العربية وخصوصا المقاومة للكيان الصهيوني وفي مقدمتها سورية. عندما احتل العثمانيون المنطقة العربية عام 1517وبقوا فيها مايزيد عن اربعة قرون قاموا من خلالها بنشر الجهل والتخلف والرجعية في البلدان العربية كافة واستعباد العرب وقتلهم وسوقهم للحرب فيما سمي انذاك بالسفر برلك وفي الواقع ان الدولة العثمانية قد خانت العرب مرات كثيرة وخيانتها للعرب هي السبب الذي ادى الى تفتيت العرب فيما بعد عن طريق اتفاقية سايكس بيكو وانا في هذا المقال ساذكر وبالادلة والحجج بعضا من خيانات الدولة العثمانية للبلدان العربية وسابدا من ليبيا فكما نعلم فان ليبيا كانت تحت الاحتلال العثماني وفي مطلع القرن العشرين حاولت ايطاليا انتزاع ليبيا من الدولة العثمانية واحتلالها بسسب النزاع بين ايطاليا والدولة العثمانيةولكن الليبيين قاوموا ايطاليا وتمسكوا وقتها بالدولة العثمانية ولكن الدولة العثمانية خذلتهم بعد ان قامت بالتخلي عن ليبيا لصالح ايطاليا من خلال معاهدة اوشي هذه المعاهدة التي وقعت في الثالث من اكتوبر من عام 1912 في قلعة اوشي في ضواحي لوزان في سويسرا وبموجبها تخلت الدولة العثمانية عن ليبيا وانسحبت منها وتركت اهلها وحدهم وجها لوجه امام الايطاليين. هذه كانت احدى خيانات العثمانيين للعرب بتسليمهم ليبيا للمحتل الايطالي بطريقة مخزية جدا اما الخيانة الاخرى فكانت دور السلطان عبد الحميد الثاني في التخلي عن مصر وتسليمها لبريطانيا ودوره في التامر على فلسطين والتواطؤ مع الصهاينة وانا ساتحدث بشكل موسع في هذا المقال عن تعامله مع هيرتزل والصهاينة. فالسلطان عبد الحميد الثاني قام بطعن مصر والمصريين في الظهر وخيانته لمصر كان السبب الاساسي في سقوط مصر في يد بريطانيا والدليل على هذا عندما قام الشعب المصري بنبذ الخديوي توفيق الذي كان العوبة بيد بريطانيا وفرنسا فالتف الشعب المصري وقتها مع الضابط المصري البطل احمد عرابي ضد الخديوي توفيق وردا على هذا دعا السلطان عبد الحميد الثاني بريطانيا للتدخل العسكري في مصر لفرض الامن والامان فيها ثم بعدها في معركة كفر الدوار وعندما كان الجيش المصري بقيادة احمد عرابي يقاتل الانكليز ببسالة وشجاعة قل نظيرها قام عبد الحميد بالغدر مجددا بالمصريين عندما اصدر عام 1882 فرمانا اعلن بموجبه ان الخديوي توفيق الخائن هو الحاكم الشرعي لمصر واتهم احمد عرابي بالعصيان وحذر المصريين من الوقوف معه .وهذا الفرمان لوح به الخديوي توفيق واثر كثيرا على ثبات ومعنويات الجيش المصري لان كثيرا من قادة الجيش المصري كانوا متاثرين عاطفيا بفكرة طاعة السلطان الخليفة ولي الامر وبهذه الطريقة قام السلطان عبد الحميد بالتخلي عن مصر للبريطانيين. اما الخيانة الكبرى من قبل العثمانيين للعرب فكان تامرهم على فلسطين مع الصهاينة وهذا ما ساوضحه. ففي الحقيقة ان فكرة انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لم تبدامع تيودور هيرتزل بل بدات قبل تيودور هيرتزل ب59 عاما على يد رجل الاعمال البريطاني اليهودي موشي مونيغيوري والذي كان يشغل منصب عمدة لندن والذي حاول عام 1838 اخذ موافقة من محمد علي باشا بحكم انه في تلك الفترة سورية وبلاد الشام كانت تحت سيطرة محمد علي حاول اخذ موافقة حول سماح محمد علي بتاجير 200 قرية فلسطينية لمدة 50 سنة لليهود ولكن محمد علي رفض هذا الامر فقرر موشي مونيغيوري العمل بمبدا دخول البيوت من ابوابها فتمكن بمعاونة هنري جون رئيس وزراء بريطانيا من اقناع السلطان العثماني وقتها عبد المجيد الاول بمنح اليهود امتيازات داخل فلسطين وفيها انشا اليهود المستوطنات الزراعية تحت سمع وبصر السلطان العثماني والذي اعطى مونتيفيوري فرمانا يمكنه من شراء الاراضي عام 1854ووقتها اقيم اول حي يهودي سكني يشرف عليه يهود اجانب وهو حي مونتفيوري في القدس وهذا ماشكل بداية سرطان الاستيطان الصهيوني الذي سرى في جسد فلسطين حتى جاء عهد عبد الحميد الثاني عام 1876 ومع عصره بدا سرطانهم يتوحش اكثر . وفي الحقيقة ان كثيرا من الروايات والكتب التاريخية قد اخطات عندما وصفت عبد الحميد الثاني بانه دافع عن فلسطين ووقف في وجه تيودور هيرتزل ولكن الواقع مخالف لهذا الامر تماما والدليل بان المستوطنات الصهيونية في عهد عبد الحميد الثاني وصل عددها بالقدس الى 116مستعمرة رسمية بفرمانات من الباب العالي وبسندات اوروبية واصبح اليهود في عهد عبد الحميد يملكون اكثر من 400الف دونم في فلسطين في افضل واخصب ارضيها تحت مراى ومسمع السلطات العثمانية اما الدليل الاخر على تامر عبد الحميد الثاني على فلسطين هو لقاءاته المتكررة مع تيودور هيرتزل فعبد الحميد قابل تيودور هيرتزل اكثر من ست مرات وفي 19ايار من عام 1901قام عبد الحميد بمنح هيرتزل الوسام المجيدي من الدرجة الاولى وهنا نسال انفسنا لماذا يمنح عبد الحميد اعلى وسام في الدولة العثمانية لتيودور هيرتزل وهيرتزل لايخبئ اهدافه العدوانية تجاه فلسطين بدليل كتابه الذي طبعه عام 1896 كتاب الدولة اليهودية والذي وضح من خلاله اهدافه في اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وبعدها في عام واحد تراس مؤتمر بال الصهيوني في سويسرا فلماذا يقابله عبد الحميد ويمنحه اعلى وسام لو لم يكن متواطئا معه ومايؤكد هذا ايضا انه في 12تشرين الثاني من عام 1901ارسل هيرتزل للسلطان عبد الحميد برقية يؤكد فيها على ولاء الصهاينة له وشكره. وفي الحقيقة ان وعد بلفور لم يكن الا تتويجا للجهود والاعمال الخيانية للعثمانيين والتي بدات قبل ذلك بثمانين سنة. هذا جانب من خيانة العثمانيين للعرب في الفترة الماضية وفي الجزء الثاني من هذا المقال باذن الله ساتحدث عن تامر العثمانيين الجدد على العرب في الفترة الحالية. كاتب وباحث سياسي عربي سوري واستاذ جامعي في القانون العام

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: محمد علی

إقرأ أيضاً:

وزيرة الخارجية الألمانية: ألمانيا تقف إلى جانب الشعب السوري في طريقه نحو السلام، وقد تم اتخاذ الخطوات الأولى لتوحيد البلاد، ومن المفترض تحقيق الخطوات التالية بالمشاركة مع جميع مكونات المجتمع

2025-03-20Belalسابق وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحفي بدمشق: تم افتتاح السفارة الألمانية في دمشق بشكل رسمي، ونحن سندعم سوريا سياسياً واقتصادياً، فالشعب السوري بحاجة للدعم وإعادة الإعمار انظر ايضاًوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحفي بدمشق: تم افتتاح السفارة الألمانية في دمشق بشكل رسمي، ونحن سندعم سوريا سياسياً واقتصادياً، فالشعب السوري بحاجة للدعم وإعادة الإعمار

آخر الأخبار 2025-03-20وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحفي بدمشق: تم افتتاح السفارة الألمانية في دمشق بشكل رسمي، ونحن سندعم سوريا سياسياً واقتصادياً، فالشعب السوري بحاجة للدعم وإعادة الإعمار 2025-03-20المعهد العالي للقضاء ودوره في تكوين الفكر القانوني للقضاة في سوريا 2025-03-20تزامناً مع عودته للعمل.. أجنحة الشام للطيران تسير أولى رحلاتها إلى مطار حلب الدولي 2025-03-20أهالي داعل في ريف درعا يوثقون أسماء شهداء الثورة والمفقودين بلوحة جدارية 2025-03-20مجلس الوزراء: عطلة عيد الفطر من 30 آذار الجاري وحتى 3 نيسان ‏القادم 2025-03-20القائم بأعمال وزارة الصحة يتفقد العمل في بنك الدم ومركز جامعة ‏دمشق لنقل الدم 2025-03-20تكريم 105 أمهات عاملات في السويداء تقديراً لجهودهن 2025-03-20معاون وزير الداخلية يجري جولة ميدانية على دوريات شرطة المرور في دمشق 2025-03-20بعد 13 عاماً.. ألمانيا تفتح سفارتها مجدداً في سوريا 2025-03-20فرع الاتحاد الرياضي بحمص.. جهود كبيرة للإقلاع بالنشاط الرياضي بالمحافظة

صور من سورية منوعات المائدة الرمضانية في درعا… تنوع يجمع بين الأصالة والنكهة 2025-03-15 العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة  2025-03-11فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزيرة الخارجية الألمانية: ألمانيا تقف إلى جانب الشعب السوري في طريقه نحو السلام، وقد تم اتخاذ الخطوات الأولى لتوحيد البلاد، ومن المفترض تحقيق الخطوات التالية بالمشاركة مع جميع مكونات المجتمع
  • المتعاقدون في التعليم الاساسي الرسمي: ملتزمون الاضراب التحذيري
  • نزار بركة : مستوردو رؤوس الماشية ربحوا 13 مليار سنتيم على حساب المواطنين
  • تعميم ومذكرات للمدير العام للتربية عن الترشيح للامتحانات الرسمية.. اليكم التفاصيل
  • الدكتور حسام بدراوي يكتب: فلسطين والفرص الضائعة
  • بمناسبة انتهاء مهامه.. وزير البيشمركة لقائد القوات الألمانية: كنت الداعم الاساسي
  • سرقة منزل حفيدة آخر سلاطين الدولة العثمانية
  • تراجع في أسعار المحروقات.. اليكم الجدول الجديد
  • حريق في جزين.. اليكم الأسباب
  • قوم يا مصري وأنا المصري.. كيف أصبحت موسيقى سيد درويش رمزا للهوية الوطنية