يمانيون:
2025-02-01@16:36:14 GMT

البحث عن الامتلاء الحضاري

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

البحث عن الامتلاء الحضاري

عبدالرحمن مراد

وفق ما هو مقروء في سياق التاريخ وفي تفاصيل أحداثه ندرك أن اليمن لا يمكن أن تقبل خائنا ساعد محتلا على احتلالها وتدميرها، ومهما كانت التسوية السياسية التي ستكون في قابل الزمن إلا أن حقائق التاريخ القريب والبعيد تقول باستحالة بقاء الخائن على ترابها، فضلا عن قدرته على التفاعل السياسي مع الاستحقاقات السياسية، فالذين يقتاتون سحت البيع والخيانة يدركون هذه الحقائق، ولذلك شاع في نفوسهم وصفاتهم الطمع والنهب والفساد، وقد بدأت المؤسسات المالية الدولية تتحدث عن فسادهم، وعدم قدرتهم على إدارة المؤسسة المالية، وتتحدث عن خطأ إجراء نقل البنك إلى عدن.


مشكلة اليمن منذ بدء نشأة الدولة الحديثة في مطلع القرن الماضي أنها تنفق جل الموازنة العامة على مفردات القوة وإدارة الصراع ولم تفكر يوماً في أهمية البحث العلمي في التخفيف من حدة الصراع وقدرته على إحداث عمليات الانتقال، فالتعبيرات السياسية المتعددة التي وصلت إلى سدة الحكم تستغرق ذاتها في صراعها مع الآخر وفق حالات انفعالية، وهي بذلك تستسلم بكل إرادتها لقانون التاريخ وتفسح له المجال كي يكرر نفسه وأحداثه ووقائعه إلى درجة تعطيل حركة المجتمع في التحديث والانتقال، فالحرب والصراعات والنزاعات تعمل على يقظة الهويات التاريخية بكل تشوهاتها ونتوءاتها التي لا تتناغم مع روح العصر الذي نعيش، لذلك فكل الحروب التي حدثت بعد عام 1990م، لم تترك إلا مجتمعاً مختلفاً، وثقافة تقليدية، واقتصاداً راكداً، حتى تلك التحولات التي ظننا أنها تحولات، لم تكن تحولات بنيوية عميقة، فقد تركت وراءها مجتمعاً مغترباً وثقافة مستلبة، وشخصية منقسمة على نفسها، ونحن اليوم نقف على أطلال النتائج التي أفرزتها تلك المقدمات الخاطئة، إذ إن ثمة خصوصية يمنية يجب أن تجد تعبيرا عنها في شكل وبنية الدولة القادمة حتى تمتد بصيغة تفاعلية مع الماضي لتبدع الحاضر والمستقبل، فالشعور بالقيمة الثقافية والحضارية هو الامتلاء الذي يبحث عن الأجد والأروع ويحض على الابتكار والإبداع ويعمق من قيمة الانتماء للفرد والجماعة ويوثق من عُرى الآصرة الوطنية ويعزز من قيمة يمنية اليمن .
لقد كشف لنا العدوان وصمودنا أنه من الغباء أن نتعلل بالقول ” هذا واقعنا “، فليس الواقع تربة الأرض التي نتحرك عليها، وإنما هو صيرورة دائمة ومتحركة، والواقع يمكننا تغييره بمجرد تغيير نفوسنا إلى الأفضل، وحين نتبنى واقعا جديدا لا بد من تبني أفكار جديدة تصنع واقعا أفضل ليسهل اقتلاع الواقع الأول جزءا فجزءا وإبداله بجديد جزءا فجزءا، وهذا هو حال اليمن في ظل القيادة الشابة الجديدة والمتجددة للقائد العلم السيد عبدالملك.
فعظماء الرجال على مر حقب التاريخ يبذلون التضحية لوجه التضحية لا لوجه الوصولية وشراء الهتافات الجماهيرية، فالأنبياء عليهم السلام لاقوا أشد أنواع العقوق على يد الجماهير المغرر بها، لكنهم كانوا يجهدون في خدمة الجماهير وإن كابدوا عقوقها، فالجماهير في الغالب الأعم لا تدري من يقودها إلى الهدى أو من يوجهها إلى الضلال وقد تدرك بعد وقت قصير أو طويل من كان يستهدف نفعها ومن كان يبغي نفع نفسه من خلال استغلالها بالتغرير بها كما هو حاصل اليوم في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
إن حركة الجماهير حركات مباركة – كما يُقال – لكن قد يقبحها في نظر الناس أو يجملها سوء القيادة أو حسنها، لأن كل قائد يستغل ما في نفوس الجماهير من حرمان وكبت فيفجر طاقتها ويدمر بها كما يفعل المجلس الانتقالي في عدن اليوم، وهنا يمكننا أن نعقد مقارنة في جزئية بسيطة – وإن كنا لا نرى وجها للمقارنة بين صنعاء وعدن في كل التجليات – فقادة صنعاء ينتصرون بالجماهير لخدمة الجماهير والنفع العام، وقادة العملاء في المجلس الانتقالي بعدن يستغلون غضب الجماهير ويجعلونها طريقا ينتعلونه للوصول إلى غاياتهم ثم يتركونه عند أول شعور طاغ بالتمكين والسيطرة.
وعلينا أن ندرك أن نضال الجماهير يجب ألا يضيع هدرا، فما سقطت جماجمهم إلا لتعلو راية الشعب وتنتصر الإرادة الوطنية الحرة وعلى مثل ذلك تدل حركة الواقع وتجاذباته ودلت عليه خطابات السيد عبد الملك قائد الثورة، ودلت عليه مفاوضات مسقط التي تتمثل في موقف وفدنا الوطني المفاوض منها حين حاول المفاوض الأمريكي والمفاوض الأممي الانتقاص من القيمة والسيادة والحرية والكرامة.
ومن الحكمة الوقوف أمام الظواهر التي نشأت خلال السنين الخوالي ودراستها وبيان أسبابها حتى لا تصبح تقليدا وحتى نُحدث انحرافا في مسارها أملا في استقرار اليمن وعدم تكرار تيار الذين يختانون الله والوطن فوراءنا الكثير من التجارب التي يمكننا دراستها حتى نتجاوزها لنبني يمنا يتوازى وحجم التضحيات التي حدثت خلال زمن العدوان الغاشم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تعاقبون الجماهير والمستوى غير جيد..عبد الحليم علي يهاجم لاعبي الزمالك

عبر  عبد الحليم علي نجم الزمالك السابق عن انتمائه و حبة لنادي الزمالك موجها رسالة غاضبة للاعبي الفريق.

وقال عبدالحليم علي عبر قناة نادي الزمالك : جددت عقدي مع الزمالك مرة أو مرتين، ولم أتحدث في أموال مع النادي وكنت أوقع على بياض

و أضاف :لابد أن أكون شاري النادي وجماهيره، قيمة الزمالك وكيانه وجماهيره شيء عظيم وتاريخ كبير ويستحق التضيحة، جميعنا قبل أن ندخل الزمالك لم يعرفنا أحدًا

و تابع :الزمالك يستحق أن تضحي بحياتك من أجله، جمهور الزمالك هو البطل الحقيقي لتاريخ النادي، اسمنا ارتبط بالكيان، والجماهير لا تستفاد شيئًا ورغم ذلك يضحون ويدفعون من جيبهم ويعطون كل شيء

و أشار :الزمالك يعطي لك أيضًا كل شيء، أنت لاعب أناني تريد كل شيء ولا تريد أن تعطي شيئًا، وهذا الكلام للجيل الحالي

و أستكمل :نحتاج إلى 6 أو 7 أشهر لكي نجدد مع لاعب؟، والجماهير تطالبه بالتوقيع، النادي يستحق، هو اللي عملك وجماهيره، ربنا ثم الجماهير، لديك لاعب ليس لديه انتماء يجب أن يرحل وتتعاقد مع 100 لاعب غيره، لا يوجد روح وقلب في الملعب ،يجب أن تكون هناك قرارات شديدة ضد اللاعبين واستبعادهم، يجب أن يكون هناك روح وانتماء، وإذا حدث غير ذلك يرحلون.

و استكمل :عندما كنا نخسر مباراة قبل ذلك كانت تحدث لنا حالة من الرعب بسبب جماهيرنا، نحن نلعب باسم الزمالك، قيمة قميصه كبيرة، يجب أن تكون هناك قرارت قوية من الإدارة، يرحل 100 لاعب ويأتي 100 غيرهم، لا تتأخر وخذ قرار، لا يوجد أحد أكبر من الزمالك.

و اختتم :أنت كلاعب، ماذا قدمت لي لمدة ثلاث سنوات، لم نلعب دوري أبطال إفريقيا ولم نشارك في كأس العالم للأندية، أنت تعاقب الجماهير التي تشجعك؟ مستوى اللاعبين جميعهم في آخر 7 مباريات غير جيد، ورغم ذلك الجماهير تقف خلفهم.

مقالات مشابهة

  • خبير أرصاد: موجة برد شديدة تضرب اليمن بدءاً من اليوم وتستمر حتى هذا التاريخ
  • تفاعل الجماهير بحماس مفرط مع ميترو بومين في جدة.. فيديو
  • أول من عرف حقوق الملكية الفكرية.. كيف حافظ المصري القديم على إرثه الحضاري؟
  • تعاقبون الجماهير والمستوى غير جيد..عبد الحليم علي يهاجم لاعبي الزمالك
  • سوق ماقوسة الحضاري بالمنيا.. مرحلة أولى في نهضة اقتصادية
  • “التراث الحضاري” يختتم فعاليات أول دورة لاعتماد مدربين بمجال التراث بالأقصر
  • عضو الزمالك: نمر بتحديات صعبة ونقدر غضب الجماهير
  • الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
  • جهاز العاشر من رمضان يطلق حملة لتعزيز المظهر الحضاري بالمدينة
  • "التواصل الحضاري" يناقش أهمية المشاركات الدولية وتعزيز مكانة المملكة