رأي اليوم:
2024-12-23@17:07:54 GMT

ما الغرض من زيارة كيسنجر للصين؟

تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT

ما الغرض من زيارة كيسنجر للصين؟

أيوب نصر توالت مؤخرا زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الصين، وكان آخرها وأبرزها وأكثرها إثارة للجدل هي زيارة عميد الديبلوماسية الأمريكية الثعلب هنري كيسنجر، والذي تعتبر الصين تخصصه. وقد خلفت زيارة كيسنجر تساؤلات كثيرة، حول إذا ما كانت هذه الزيارة صدرت عن طلب رسمي أم مبادرة شخصية من الرجل، وحول أهداف هذه الزيارة وغاية كيسنجر ومن يقف ورائه منها.

وأنا أستبعد أن تكون هذه الزيارة صادرة عن رغبة شخصية من الدكتور كيسنجر، وذلك أنه أحد رجالات الدولة العميقة وصناع الرأي والأفكار فيها والمخططين لسياساتها والراسمين لتوجهاتها. ورجل بهذه القيمة وهذا القدر والمكانة لن يتحكر هكذا من ذات نفسه، دون اتفاقات مسبقة وخطط معدة. لقد كان هنري كيسنجر كثيرا ما يدعو إلى التفرقة بين الصين وروسيا وعدم ترك مجال لحدوث تقارب بين الدولتين، لكنه في كل تلك الدعوات كان يركز على كسب روسيا إلى جانب الغرب وعدم تركها للصين، مما سيتولد عنه حصار للصين وإضعافها، وبقي كيسنجر على هذا الموقف حتى بعد بداية الحرب الروسية الأوكرانية، أو العملية العسكرية كما يحلو للروس تسميتها، ثم أيقن الرجل انعدام أي فرصة لكسب روسيا وإبعادها عن الصين. ولأن سياسة كيسنجر كانت على طول المدى  تقوم على فصل الصين عن روسبا وإبعاد إحداهما عن الأخرى، واستغلال كل منهما لإضعاف أختها وحصارها، فإنه لما أيقن فشل كسب روسيا، وزاد من صعوبة هذه العملية عامل الحرب الروسية الأوكرانية، فإنه اتجه نحو الصين، في محاولة لكسبها وإبعادها عن روسيا وضربها بها، وذلك أن الصين للآن وإن لم تعلن ذلك فإنها أبرز الداعمين لروسيا. وزيارة كيسنجر هذه إلى الصين، لم تأت على حين غفلة، بل لاحت بوادرها قبل أشهر، وذلك حين أعلنت الصين عن تقديم خطة لإنهاء الأزمة وإيقاف الحرب، فأعاب الجميع تلك المبادرة وأحطوا من قيمتها، ولم يستحسنها إلا شخص واحد، وهو الثعلب هنري كيسنجر، وهذا يبين عن نية الرجل في التحرك نحو كسب الصين وجرها بعيدا عن روسيا. إن زيارة كيسنجر للصين، ومن قبله زيارة وزير الخارجية و وزير الدفاع ووزيرة الخزانة، ينطبق عليها قول الشاعر: «ما أشبه الليلة بالبارحة ” حين عمل كيسنجر على كسب الصين لضرب السوفيات. كاتب وباحث مغربي Nasrayoub2@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: زیارة کیسنجر

إقرأ أيضاً:

العالم يتغير بعد الحرب الأوكرانية: أوروبا قد تخسر أمريكا.. والصين تربح روسيا

فى مذكراتها التى صدرت فى بداية الشهر الحالى تحت عنوان «الحرية: مذكرات ١٩٥٤-٢٠٢١»، تعترف المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل» أنها كانت تتمنى فوز كل من «كامالا هاريس» و«هيلارى كلينتون»، فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس الأسبق والمنتخب من جديد «دونالد ترامب».

السيدة السياسية الألمانية الأولى كانت تتمنى فوز السيدات اللاتى رشحهن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى ٢٠١٦ و٢٠٢٤ ضد المرشح الجمهورى. ربما لتوافق الرؤى السياسية معهن، ربما لأمل خفى فى رؤية مزيد من التمكين السياسى للمرأة، كما حدث معها، فى قلب صناعة القرار الدولى. ربما حتى لتوافقها الواضح مع الرؤساء الأمريكان الذين ينتمون للحزب الديمقراطى، والذى يصل إلى حد الصداقة مع الرئيس الأسبق «باراك أوباما»، ونائبه الذى أصبح رئيساً فيما بعد «جو بايدن».

لكن الناخب الأمريكى لم يهتم على ما يبدو بما تتمناه المستشارة الألمانية السابقة، واختار فى المرتين أن يدلى بصوته لمن رأى أنه يعبر عن طموحاته ويدافع عن مصالحه، فجاء الرئيس «دونالد ترامب» فى المرتين محمولاً على أعناق أنصاره، ليضع ألمانيا وأوروبا كلها أمامه فى مواقف لم تعهدها من «شركائها» الأمريكان من قبل، ويفرض على «ميركل» وغيرها من زعماء الاتحاد الأوروبى ضرورة مراجعة شروط التحالفات بين أوروبا وأمريكا (بما يحقق مصلحة أمريكا كما يراها أولاً)، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التهديد الأهم: روسيا.

يسرا زهران 

مقالات مشابهة

  • ‏سول: 1100 جندي من كوريا الشمالية سقطوا بين قتيل وجريح في الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • أوكرانيا تتهم روسيا بإعدام أسرى حرب
  • مسؤول سعودي يلتقي البرهان في ثاني زيارة رسمية منذ اندلاع الحرب
  • أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا
  • ارتفاع إمدادات الذهب الأسود من روسيا إلى الصين
  • أوكرانيا تنقل الحرب إلى "قلب" روسيا
  • العالم يتغير بعد الحرب الأوكرانية: أوروبا قد تخسر أمريكا.. والصين تربح روسيا
  • بهجمات "الدرونز".. أوكرانيا تنقل الحرب إلى قلب روسيا
  • روسيا والسعودية أكبر موردين للنفط الخام للصين في نوفمبر
  • الكرملين: لم نتلق طلبات بشأن زيارة شولتس إلى روسيا