بعد 136 عاما.. فتح ملف جاك السفاح الذي أرعب بريطانيا
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
كشف عن ملف خاص من نوعه لدى الشرطة البريطانية، اليوم الجمعة، بعد 136 عاما، ويتعلق الأمر بواحد من أشهر السفاحين في تاريخ البلاد، "جاك السفاح"، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بسبب الغموض، الذي يحيط بهذه الشخصية المرعبة. وكان الملف قد تم الاحتفاظ به من قبل المفتش جوزيف هنري هيلسون، الذي كان يخدم في شرطة العاصمة لندن، عندما أقدم القاتل المتسلسل المعروف باسم جاك السفاح على قتل 5 نساء في وايت تشابل، شرقي لندن، في عام 1888.
يتضمن الأرشيف، الذي تم تناقله عبر 4 أجيال من عائلة هيلسون، وتم نشره الجمعة من قبل حفيده، صورتين لمايكل أوستروغ، أحد المشتبه بهم الأوائل لهوية جاك السفاح، بالإضافة إلى النسخة الوحيدة الموجودة للبطاقة البريدية التي يُزعم أن السفاح أرسلها إلى الشرطة للتهكم عليهم.
وتحتوي صور أوستروغ، وهو مهاجر روسي ولص صغير مختص بفن الاحتيال، قضى فترات طويلة في السجن والمصحة العقلية، على ملاحظات على ظهرها تسرد ثلاثة من أسمائه المستعارة وسجله الإجرامي ومظهره الجسدي.
تم استبعاد أوستروغ سريعا باعتباره السفاح عندما تبين أنه كان في مصحة عقلية بسجن فرنسي عندما وقعت جرائم القتل.
يحتوي الأرشيف أيضا على نسخة من رسالة "Dear Boss"، وهي رسالة أرسلها القاتل إلى الشرطة ووقعها باسم "جاك السفاح"، وهي المرة الأولى التي تتم فيها الإشارة إلى الاسم.
وتفاخر القاتل بقتل ضحاياه من الإناث، وحذر الشرطة من أن سكينه "لا تزال لطيفة" ووعد "بقطع أذني السيدة".
تم اعتبار الرسالة الأصلية، المحفوظة في الأرشيف الوطني في لندن، في البداية، خدعة، حتى قررت الشرطة أن تأخذ الأمر على محمل الجد عندما تم العثور على الضحية الرابعة للسفاح، كاثرين إيدويس، مقطوعة بجزء من أذنها اليمنى.
كما توجد في الملف صورة قاتمة لجثة ضحية السفاح، ماري آن نيكولز، في المشرحة، والتي يُعتقد أنها تُظهر بقاياها بزاوية مختلفة قليلا عن الصورة الأكثر شيوعا لها.
عمل المفتش هيلسون على مقتل نيكولز، التي كانت تعمل بالدعارة وكانت أول ضحية للسفاح.
تم العثور عليها وقد قطعت حنجرتها وظهرت جروح مشوهة على جسدها في الساعات الأولى من يوم 31 أغسطس 1888.
تولى هيلسون مسؤولية التحقيق وساعد في التحقيقات بمقتل آني تشابمان، الضحية الثانية للسفاح، بعد 8 أيام.
ويباع الآن أرشيفه، الذي تقدر قيمته بنحو 10 آلاف جنيه إسترليني، من قبل حفيده الأكبر في دار "ويتون آند لينغ" للمزادات في إكزتر، في ديفون.
وقال متحدث باسم Whitton & Laing: "على مدى ما يقرب من 140 عاما، كانت جرائم القتل التي ارتكبها جاك السفاح تحظى بسحر دائم، ونادرا ما يتم عرض العناصر المرتبطة مباشرة بالجرائم للبيع".
وأضاف: "توجد أيضا نسخة طبق الأصل من رسالة "Dear Boss" سيئة السمعة والبطاقة البريدية التي يبدو أنها مقطوعة من الصفحة العريضة المطبوعة عام 1888 وتستخدمها الشرطة على أمل أن يتعرف شخص ما على خط اليد".
وتقاعد هيلسون من الشرطة في عام 1895 بعد 26 عاما من الخدمة وعاد إلى موطنه ديفون للعمل في السكك الحديدية، وتوفي عن عمر يناهز 75 عاما عام 1920.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: جاک السفاح
إقرأ أيضاً:
فلسطينيو بريطانيا يرفضون خطة ترامب لتهجير سكان غزة
تجمع المئات من المتظاهرين مساء أمس الجمعة أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داونينغ ستريت، استجابةً لدعوة المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB)، رفضًا لمخطط التهجير القسري لأهالي غزة الذي يروج له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي وصفه المشاركون بأنه “جريمة تطهير عرقي ممنهجة”.
حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تندد بالانتهاكات الإسرائيلية، مرددين شعارات ترفض التهجير وتؤكد على صمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات اقتلاعه من أرضه.
رسائل قوية للحكومة البريطانية
في كلمة الافتتاح، شدد منظمو التظاهرة على أن بريطانيا تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه ما يحدث في فلسطين، مطالبين حكومة كير ستارمر باتخاذ موقف واضح وعملي ضد هذه المخططات، وعدم الاكتفاء بالإدانات الدبلوماسية.
وقال المنتدى الفلسطيني في بيانه الرسمي: "على بريطانيا أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ، لا أن تتواطأ في جريمة أخرى ضد الإنسانية. لا يمكن القبول بأي شكل من أشكال التواطؤ في مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة، سواء بالدعم السياسي أو الاقتصادي أو اللوجستي".
دعوات لدور حاسم من الدول العربية
ووجّه المشاركون رسائل مباشرة إلى حكومات مصر والأردن، مؤكدين أن الرفض الرسمي لهذه المخططات يجب أن يتحول إلى إجراءات عملية تمنع تنفيذ التهجير القسري. وطالب المتحدثون بفتح معبر رفح بشكل دائم أمام المساعدات الإنسانية، وتوفير كل السبل التي تمكن سكان غزة من الصمود وإعادة الإعمار بدلًا من فرض إجراءات تعيق حركتهم وتخدم أهداف الاحتلال.
انتقادات للسلطة الفلسطينية
لم تخلُ التظاهرة من انتقادات شديدة اللهجة للسلطة الفلسطينية، حيث اتهمها بعض المشاركين بـقمع المقاومة في الضفة الغربية والتحول إلى أداة بيد الاحتلال، داعين إياها إلى مراجعة مواقفها والانحياز لمطالب الشعب الفلسطيني.
المتحدثون: غزة لن تُهجر!
شارك في التظاهرة عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية، من بينهم: إبراهيم خضرة ـ صحفي، سامر جابر ـ أكاديمي، جنين حوراني ـ ممثلة عن حركة الشباب الفلسطيني (PYM)، حلا حنينة ـ ممثلة عن عائلات غزة، رغد التكريتي ـ ممثلة عن المنتدى الإسلامي البريطاني (MAB).
وأكد المتحدثون أن الشعب الفلسطيني لن يكرر نكبة 1948، وأنه سيقاوم بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على وجوده في أرضه.
واختُتمت التظاهرة برسالة موحدة مفادها أن غزة لن تُهجر، وفلسطين لن تُقسم، والشعب الفلسطيني لن يستسلم. وأكد المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أنه سيواصل الضغط على الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي لمنع تنفيذ هذا المخطط، داعيًا إلى المزيد من التحركات الشعبية لدعم صمود الفلسطينيين في غزة.
والأسبوع الماضي اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن بدعوى عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة جراء الإبادة الإسرائيلية.
وعبَّرت مصر والأردن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيانات وتصريحات يومي الاثنين والأحد، عن رفضها دعوة ترامب لتهجير فلسطينيين، ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما رفضت الرئاسة الفلسطينية، في بيان الاثنين، دعوة ترامب، مؤكدة أن البديل هو "تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وهذه المبادرة هي مقترح سعودي تبنته القمة العربية ببيروت عام 2002 ويدعو لإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية التي تحتلها منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.