قليل من سمع عن مثلث فايمار، والأقل من يعرف وظيفته، وذلك رغم اجتماعاته المتكررة في الفترة الأخيرة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، لكنه حتى الآن لم يتخذ موقفا حاسما في تلك الأزمة يجعل منه تحالف ذو شأن على الساحة السياسية، رغم تكونه من 3 دول ذات شأن سياسي في الاتحاد الأوروبي وهي  «ألمانيا، فرنسا، بولندا».

تعود فكرة إنشاء هذا المثلث إلى وزراء الخارجية الألماني هانس ديتريش، الفرنسي رولاند دوماس، والبولندي كرزيستوف سكوبيزيفسكي، وذلك في يومي 28 و 29 أغسطس لعام 1991، بعد عامين من سقوط جدار برلين، وبعد عام من إعادة توحيد ألمانيا، وفي نفس عام تفكك الاتحاد السوفييتي، وتعود تسميته بهذا الاسم إلى مدينة «فايمار» الألمانية الواقعة في مقاطعة تورنج، بعد أن استضافت أول اجتماع للمثلث عند إنشائه. 

أهداف المثلث

وكانت أول أهدافه المعلنة عند إنشائه، تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في مناطق الأزمات، وكذلك العمل على منع وقوع حرب في أوروبا، لكن أظهرت الأحداث فشل كلا الهدفين، حيث تعيش أوروبا آلان حالة من التوتر والضعف أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب العملية التي يشنها الجيش الروسي على العاصمة كييف، وما يظهره الوضع الميداني من تقدم للقوات الروسية على حساب المليارات التي تنفقها دول الناتو والاتحاد الأوروبي، لمواجهة تلك الأزمة.

كما فشل التحالف في هدفه المتمثل بتعزيز العلاقات بينهم في مناطق الأزمات، إذ تمر العلاقات الألمانية الفرنسية في الوقت الحالي بفترة يدور فيها الخلاف بين المستشار الألماني شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية والكيفية التي سيتم من خلالها توفير الدعم للعاصمة كييف، وهو ما جعل أضلاع المثلث ترتب للقاء في برلين، لوضع الخلافات الألمانية الفرنسية جانبا، وإظهار جبهة موحدة حول الأزمة الأوكرانية.

اجتماع قمة استثنائي لـ فايمار

أعلن أعضاء فايمار، عن تنسيق قمة ثلاثية، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، اليوم الجمعة، بالعاصمة برلين وذلك في ظل 3 عوامل تجعل من هذه القمة استثنائية، وفقا لما جاء في الشرق الأوسط.

تأتي على رأس هذه العوامل الثلاثة، الحاجة إلى تخطي الخلافات بين باريس وبرلين، والتي تراكمت في الفترة الأخيرة، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية والكيفية التي سيتم من خلالها توفير الدعم للعاصمة كييف، حيث ترى برلين أن ماكرون يحاول فرض نفسه زعيما للمعسكر الأوروبي الداعم لأوكرانيا، وذلك رغم قلة الدعم الفرنسي لأوكرانيا، مقارنة بالمساعدات العسكرية الألمانية التي تجاور الـ18 مليار يورو.

 بينما يمثل العامل الثاني استشعار أوروبا خطورة الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، في ظل اشتعال المنافسة بين الرئيس الحالي جو بايدن ونظيره في انتخابات الخامس من نوفمبر القادم الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما يخلق احتمالية عدم توفير الدعم الكافي للعاصمة كييف.

أما العامل الثالث، فهو غضب الرأي العام الغربي نتيجة المليارات التي تنفق على تلك الحرب دون وضع حد لها حتى الآن، بل يشهد الوضع الميداني تقدما للقوات الروسية على حساب القوات الأوكرانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فرنسا ألمانيا بولندا أوروبا مثلث فايمار الروسیة الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

تحالفات الفشل في السودان

يحاول الدعم السريع أن يكسب بعد خسارته الحرب مستغلًّا محترفي النصب السياسي في البلاد للحصول على مكاسب فشلت كل جرائمه طوال عامين في تحقيقها. فها هو الدعم وأنصاره من الحركه الشعبية في جبال النوبة بزعامة عبد العزيز الحلو يشكلون تحالفًا سياسيًّا لحكم البلاد، وقد وقَّعوا على دستورهم الثلاثاء الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي تمهيدًا لتشكيل حكومة موازية وجيش موازٍ وأقاليم منفصلة ودولة علمانية وكأنهم يصنعون أشكالًا أخرى غير السودان المستقر، وكأنهم أيضًا يحاولون إرضاء الأنظمة الأوروبية ويتناسون تمامًا وجود 45 مليون سوداني وقفوا خلف جيشهم منذ اندلاع التمرد في أبريل 2023.

والغريب أن حمدتي نجح في استقطاب عبد العزيز الحلو، هذا المسن الذي تجاوز الثمانين وأنفق أكثر من نصف عمره يقاتل معاديًا لوحدة السودان وباحثًا عن أوهام دولة في خياله ليس لها أثر في الواقع. ومع بقايا الدعم انضم أيضًا بقايا حزب الأمة بزعامة (برمة ناصر) لإعلان الدستور الانتقالي الجديد وتشكيل الحكومة الموازية. ونص الدستور السوداني الجديد على ما أسماه بتعزيز دعائم الوحدة الوطنية الطوعية، وهو ما يعني ضمنًا أن من حق الأقاليم التي ترفض هذه الوحدة الطوعية الانفصال وتشكيل كيانات خاصة بها. كما أن تحالف نيروبي منح الأقاليم الثمانية الحقَّ في تشكيل دساتير خاصة بها بزعم مراعاة خصوصيتها، وهو تقسيم واقعي لتلك الأقاليم وتمهيد لتقسيم السودان إلى ثماني دويلات مستقلة، بعد منح كل إقليم دستورًا وتنصيب حاكم خاصٍّ به. ويرى المراقبون أن هذا البند هو الأكثر وضوحًا في سعي تحالف الدعم السريع بنيروبي لتقسيم السودان بشكل علني، خاصة مع إصرار التحالف على تدمير الجيش السوداني والأجهزة الأمنية وكل مؤسسات الدولة القائمة واستبدال جيش آخر بها يتشكل من الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية بزعامة عبد العزيز الحلو وبعض الفصائل المسلحة الأخرى. وهو ما يعني أن هذا التحالف قد قرر تقسيم السودان بعد الانتهاء من شكل الدولة السودانية الحالي، وفقًا لطموحاته وأطماعه في الحصول على الدعم المالي والعسكري من دول إقليمية وغربية تقوم بحماية هذا التحالف منذ الانقلاب على الرئيس السابق عمر البشير.

والغريب أيضًا أن تحالف الدعم السريع الذي يعمل من نيروبي يتحرك بخطوات موازية مع نظيره تحالف (صمود) بزعامة عبد الله حمدوك، الذي أعلن أيضًا عن تصوره للتغيير وتشكيل السودان الجديد القائم وفقًا لرؤيته على الديمقراطية والمدنية والعلمانية وحقوق المرأة، والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وكل هذه المصطلحات التي يقدم حمدوك نفسَه بها باعتباره ممثلًا للمجتمع الدولي في السودان، وهو نفس التقديم الذي جاء به بعد الانقلاب على البشير وفشله الذريع أثناء رئاسته للحكومة في إدارة البلاد أو إخراجها من أزمتها الاقتصادية وتحقيق العدالة أو إقامة نظام للحكم يتمتع بتأييد شعبي. ومع ذلك فهو يأتي اليوم بنفس الشعارات أملًا في تحقيق نتائج جديدة، مما يضع المراقبين للشأن السوداني في حيرة كبيرة من تخبط النخبة السودانية وإصرارها على الفشل. وعلى الرغم من الرفض الموسع للحكومة الموازية ودستورها المزعوم فإن إلحاح ممثليها على أندية الدعم الأوروبي يمكن أن يشكل ضغوطًا على صناع القرار في الدول الأوروبية، خاصة وأن هؤلاء الممثلين يجيدون العزف على معزوفة محاربة الإسلاميين التي تلقى صدًى واسعًا في الأوساط الأوروبية.

تخريب وتدمير السودان إذًا تتطوع به ميليشيات عسكرية وجماعات سياسية سودانية تلهث ليلًا ونهارًا بحثًا عن حفنة من الدولارات ثمنًا لوطن كبير يمكن أن يمنح شعبَها وكلَّ أمة العرب أمنَها الغذائي الذي تفتقده.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد السعودي يبحث تطورات الأزمة الأوكرانية مع زيلينسكي في جدة
  • الخيول والحمير تدخل ميدان الحرب الروسية الأوكرانية
  • المملكة.. جهود قيادة حكيمة لحل الأزمة الأوكرانية وتحقيق السلام
  • وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى السعودية قبيل محادثات حول الأزمة الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية في كورسك بلغت أكثر من 66 ألف جندي منذ أغسطس الماضي
  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية في كورسك تتجاوز 66 ألف جندي منذ أغسطس الماضي
  • هدى الإتربي متحدثة عن تقليد زينة لها في العتاولة: موتنا من الضحك
  • تحالفات الفشل في السودان
  • مصدر بوزارة الدفاع لـ سانا: بعد استعادة السيطرة على معظم المناطق التي عاثت فيها فلول النظام البائد فساداً وإجراماً؛ تعلن وزارة الدفاع بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تد
  • الخارجية الأمريكية تؤكد حرص ترامب على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أقرب وقت