واشنطن- اتهمت المنظمة الصهيونية الأميركية "زد أو إيه" (ZOA)، وهي أحد أهم منظمات اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة، 8 سيناتورات من أعضاء مجلس الشيوخ بكراهية اليهود، واعتبرت أنهم متطرفون في عدائهم لإسرائيل.

وأدانت المنظمة قيام أعضاء الشيوخ الثمانية بتوجيه رسالة تدين إسرائيل وعدوانها المستمر على قطاع غزة، وما نتج عنه من مآسٍ إنسانية وصلت حد انتشار المجاعة في بعض مناطقها، معتبرة أن الرسالة "مخزية" و"مؤيدة لحركة حماس" حيث طالب الأعضاء الرئيس جو بايدن بتوجيه "إنذار نهائي لإسرائيل" بتوسيع نطاق دخول المساعدات إلى غزة، أو فقدان المساعدات العسكرية الأميركية.

وجاء في بيان "زد أو إيه" -الذي أطلعت عليه الجزيرة نت- أن الأعضاء الثمانية بمجلس الشيوخ "يساعدون جيش حماس الإرهابي، ويجعلون السلام مستحيلا، عندما يُشهّرون بدولة إسرائيل اليهودية، ويروجون لقطع المساعدات العسكرية المنقذة للحياة في إسرائيل في هذا الوقت".

من المُلام؟

الأعضاء الثمانية كلهم ديمقراطيون، وهم: بيرني ساندرز، وهو يهودي من ولاية فيرمونت، وجيف ميركلي (أوريغون) وكريس فان هولين (ميريلاند) وبيتر ويلش (فيرمونت) وتينا سميث (مينيسوتا) وإليزابيث وارن (ماساشوستس) وبن راي لوجان (نيو مكسيكو).

واستشهد الأعضاء الثمانية -في رسالتهم للبيت الأبيض- ببيان كامالا هاريس نائبة الرئيس حول الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية في غزة، وهو ما اعتبرت المنظمة أنه يلقي اللوم على إسرائيل زورا، وأن حماس هي المسؤولة عن هذه الوفيات، كما أشارت إلى أن أعداد القتلى داخل القطاع الفلسطيني مبالغ فيها لحد كبير.

واتهمت "زد أو إيه" أعضاء الشيوخ الثمانية بالتطرف في كراهية إسرائيل، وأنهم قالوا زورا إن "القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات الإنسانية أحد الأسباب الرئيسية لهذه الكارثة الإنسانية" ثم تطالب الرسالة بوقف فوري للمساعدات العسكرية لإسرائيل.

وأشار بيان المنظمة إلى أنه "من المخجل أن يفكر بايدن أيضا في قطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل إذا اتخذت الخطوة اللازمة لتدمير معقل حماس في رفح، بسبب احتمال مقتل فلسطينيين". وأضاف أن "الواقع أن إسرائيل تواصل السماح بدخول كميات هائلة من المعونات الإنسانية، وتواصل التقليل إلى أدنى حد من الخسائر في صفوف المدنيين، وإذا لم تخض حربا بسبب المدنيين الذين يموتون، فإن حماس تنتصر وتبقى في السلطة لذبح المزيد من الإسرائيليين والأميركيين".

مطالب المنظمة

طالبت "زد أو إيه" بـ"ضرورة تذكّر عدة حقائق" على النحو التالي:

أن إسرائيل هي الطرف الذي بادر بفكرة إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر، مع وجود نقاط تفتيش في قبرص، وذلك خلال محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس بايدن، لذا كان من العار أن يعلن الأخير في خطاب حالة الاتحاد أنه سيبدأ أخيرا في "جلب المساعدات عن طريق البحر، لأننا لا ننتظر الإسرائيليين". عملت 3 فرق إسرائيلية، وهي شعبة التعاون الدولي الإسرائيلية التابعة لمديرية التخطيط الإستراتيجي والتعاون، وإدارة التنسيق والارتباط في غزة التابعة لوحدة تنسيق أعمال الحكومة فيها، والفرقة 98 وسلاح الجو الإسرائيلي، بالتعاون مع 5 دول، لإسقاط 160 رزمة من المواد الغذائية والمعدات الطبية لسكان جنوب غزة والمستشفى الميداني الأردني في خان يونس (بما في ذلك إمدادات الوقود للمستشفى). تسهل إسرائيل دخول عدة مئات من الأطنان من الإمدادات الإنسانية كل يوم، على الرغم من أن حماس تمتلك العديد من الإمدادات الأساسية التي يمكن أن توفرها بنفسها للسكان المدنيين، كما توفر إسرائيل المياه لغزة من إمداداتها الخاصة. نتنياهو كبش فداء

وعقب توجيه بايدن بعض اللوم لإسرائيل على ما اعتبره "تماديا كبيرا في عدوانها على قطاع غزة" أصدر رئيس المنظمة الصهيونية الأميركية مورتون كلاين بيانا، جاء فيه أن "بايدن تخطى حدوده فيما يتعلق بنقده للعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة".

وجاء في بيان المنظمة أن "إدانة بايدن لرد إسرائيل يتجاهل الواقع، إذ تتبع إسرائيل القانون الإنساني بدقة، وتبذل جهودا غير مسبوقة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، وتحارب -ويجب أن تهزم- جماعات الإبادة الجماعية الإرهابية حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي تتعهد بتكرار مذابح 7 أكتوبر/تشرين الأول مرارا وتكرارا، حتى تتم إبادة إسرائيل".

وفي نفس السياق، ومع تصاعد ضغط الشارع الأميركي بسبب الأزمة الإنسانية المتنامية في غزة، توجه زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو يهودي الديانة، بتوبيخ حاد وبشكل استثنائي للحكومة الإسرائيلية، ودعا إلى الإطاحة بزعيمها نتنياهو.

وأدان شومر نتنياهو باعتباره "ضل طريقه وسط معركة إسرائيل مع حماس" قائلا إن "ائتلاف نتنياهو لم يعد يناسب احتياجات إسرائيل، وأعتقد أن الانتخابات الجديدة هي الطريقة الوحيدة للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة حول مستقبل إسرائيل" وحذر شومر، الذي دعم إسرائيل طوال 25 عاما قضاها بمجلس الشيوخ، من أن تلك الخسائر في غزة تخاطر بتحويل إسرائيل إلى "دولة منبوذة".

واعتبرت افتتاحية "وول ستريت جورنال" -التي تصنف بأنها محافظة- أن الديمقراطيين "يجعلون رئيس الوزراء نتنياهو كبش فداء لاسترضاء اليسار الأميركي المناهض لإسرائيل" حيث قالت إن الديمقراطيين "يبحثون عن طريقة لانتصار إسرائيل في الحرب ضد حماس، بطريقة تقلل من غضب اليسار المناهض لإسرائيل في الولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة الأميركية أن "الهجوم على إسرائيل من جانب الديمقراطيين قد يأتي بنتائج عكسية في إسرائيل، حيث تم استنكاره باعتباره تدخلا غير مرحب به في الشأن السياسي الإسرائيلي الداخلي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي يكشف بنودا من رد حماس واتصال مرتقب بين بايدن ونتنياهو

نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يشمل شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة، في حين أغلق المتظاهرون المناهضون للحكومة طرقا في تل أبيب.

وقالت القناة 12 نقلا عن مسؤول إسرائيلي إن رد حماس يتيح "إعادة المختطفين من كبار السن والأطفال والمرضى والجرحى والمجندات".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي وفقا للقناة 12 أنه إذا خرقت حماس الاتفاق يمكن الانسحاب من الاتفاق والعودة للقتال بعد المرحلة الأولى.

كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيضحي بالمختطفين من أجل كسب بعض الوقت إلى ما بعد خطابه بالكونغرس.

وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا اليوم الخميس مع نتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة.

من جانبه قال وزير الشتات الإسرائيلي إنه لم يتم بعدُ إطلاع وزراء الحكومة على رد حماس، مؤكدا أن "إعادة المختطفين من أهم أهداف الحرب ولم تخرج عن جدول أعمالنا وأولوياتنا".

وشدد على أنه إذا تضمنت الصفقة الإفراج عن 1 مقابل 3 فهذا ممكن، ولكنهم بالمقابل لن يقبلوا بانسحاب القوات وقف الحرب حسب قوله.

وكان جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) قال إن الوسطاء (مصر وقطر) قدموا لإسرائيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وسوف تقوم تل أبيب بدراسته.

جاء ذلك وفق بيان للموساد، نشره مكتب نتنياهو، عبر منصة "إكس"، مساء الأربعاء. وقال البيان إن المكتب سيدرس رد حماس وسيرد على الوسطاء.

خلاف بين المنظومتين

هذا، وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وجود خلاف بين المنظومة الأمنية والقيادة السياسية في إسرائيل بشأن التقدم نحو إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر بشأن أفكار تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حدا للعدوان الإسرائيلي.

وأضافت حركة حماس في بيان، أن هنية تواصل أيضا مع المسؤولين في تركيا بشأن التطورات الأخيرة، مؤكدة أنها تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية.

في غضون ذلك نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول مطلع قوله إن قطر تلقت ردا أوليا إيجابيا من حماس على مقترح بايدن بشأن غزة.

وكشف المصدر للصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف الحرب.

تحركات عائلات الأسرى

وفي تعليقها على إعلان مكتب نتنياهو تسلم رد حماس، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إنها لن تسمح للحكومة بعرقلة التوصل لصفقة تبادل الأسرى مرة أخرى.

وهددت هيئة عائلات الأسرى نتنياهو بخروج الملايين إلى الشوارع إذا لم يقبل صفقة مع حماس. وأضافت الهيئة أن شعب إسرائيل أظهر مراراً وتكراراً في كل استطلاع للرأي أنه يؤيد التوصل إلى صفقة شاملة من أجل عودة جميع المحتجزين.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم أن متظاهرين مناهضين للحكومة أضرموا النار وأغلقوا طرقا عدة في محور أيالون في تل أبيب، وسط خلاف بين المنظومة الأمنية والسياسية بشأن الصفقة.

ويطالب المتظاهرون بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

مقترح الصفقة

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قدم خطة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك في خطاب ألقاه يوم 31 مايو/أيار الماضي عرض خلاله مقترحا إسرائيليا بهذا الشأن مكونا من 3 مراحل.

وحصلت الجزيرة على نسخة من وثيقة المبادئ الأساسية لصفقة التبادل وعودة الهدوء التام في قطاع غزة، والتي تعد أساس المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وستدوم المرحلة الأولى -وفقا لهذا المقترح- 6 أسابيع، وتتضمن وقف إطلاق نار شاملا وكاملا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق عدد من المحتجزين بغزة -بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء- مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين.

وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لأسرى إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة، بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى القطاع المحاصر بمعدل 600 شاحنة في اليوم.

وحسب مقترح بايدن، فإنه خلال هذه الأسابيع الستة ستتفاوض إسرائيل وحماس على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.

وسيتم في المرحلة الثانية تبادل كل الأسرى الأحياء، بمن في ذلك الجنود الإسرائيليون، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، في حين تشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية.

ومنذ انتهاء الهدنة السابقة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي تواجه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل عقبات عديدة نتيجة إصرار الاحتلال على الاستمرار في عدوانه بذريعة "تحقيق أهداف الحرب واستعادة المحتجزين وتحقيق تقدم بالمباحثات عبر الضغط العسكري".

مقالات مشابهة

  • ‏قادة منظمة شانغهاي يدعون إلى وقف دائم لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • مسؤول إسرائيلي يكشف بنودا من رد حماس واتصال مرتقب بين بايدن ونتنياهو
  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد
  • رسالة فرنسية - أميركية لإسرائيل تخصّ لبنان.. ماذا فيها؟
  • درس عن حماس يثير الجدل ويدفع معلمة أميركية للاستقالة
  • كيف سيُصوِّت اليهود في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
  • ضجة كبيرة داخل المجتمع اليهودي الأمريكي بسبب الاحتجاجات الجامعية المناهضة لإسرائيل
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة
  • نتنياهو: إسرائيل تقترب من القضاء على قدرات حماس العسكرية
  • سوناك يهاجم حماس ويعلن دعمه لـإسرائيل.. لكسب أصوات اليهود