لفتت افتتاحية الغارديان (The Guardian)، اليوم الثلاثاء، ما وصفته بالنفوذ القومي الذي اكتسبته أحزاب اليمين المتطرفة بعد سلسلة من الانتخابات الأوروبية، باستثناء إسبانيا التي خالفت هذا الاتجاه.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في الفترة التي سبقت انتخابات يوم الأحد في إسبانيا، وجّهت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني رسالة فيديو قوية إلى أنصار حزب فوكس (Vox) الإسباني اليميني المتطرف قالت فيها "لقد حانت ساعة القوميين".

وذلك قبل استطلاع رأي يتوقع أن يقدم المزيد من الأدلة على أن القومية الاستبدادية المعادية للأجانب أصبحت طبيعة في السياسة الأوروبية.

وذكرت الصحيفة أنه لم يحدث ما أرادت. وبدلا من ذلك، بعد إقبال كبير في حرارة الصيف الحارقة، خسر حزب فوكس 19 مقعدا، حيث انخفضت حصته من الأصوات مقارنة بالانتخابات التي حققها في عام 2019. وفاز الحزب الشعبي المحافظ بقيادة ألبرتو نونيز فيخو بأكبر عدد من المقاعد لكنه فشل في الاقتراب من الفوز بأغلبية.

وهذا يعني بالحسابات البرلمانية اللاحقة أن دورا لـ "فوكس" كشريك صغير في الائتلاف، في إدارة يقودها الحزب الشعبي، ليس واردا. وهكذا تراجعت احتمالية وجود يميني متطرف في الحكومة القومية، لأول مرة منذ عودة الديمقراطية إلى إسبانيا في عام 1975.

تعقيد الحالة الإسبانية، والقضايا المختلفة حول الوطنية والقومية التي ظهرت في حقبة ما بعد فرانكو، تعني أنه لا ينبغي استخلاص الدروس لبقية أوروبا ظاهريا من نتيجة يوم الأحد

ورأت الصحيفة أن هذا شيء يدعو للاحتفال، بالنسبة للتقدميين داخل إسبانيا وخارجها بعد فترة مقلقة للغاية، إذ شهدت سلسلة من الانتخابات الأوروبية أن أجندة اليمين المتطرف بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وحقوق مجتمع الميم أصبحت جزءا لا يتجزأ من التيار السياسي السائد.

ومع ذلك ترى الصحيفة أن ما سيأتي بعد ذلك غير مؤكد إلى حد كبير، إذ قد تؤدي نتيجة الانتخابات فعليا، في الوقت الحالي، إلى إفساد إمكانية الترنح نحو اليمين القومي. لكن الأرقام تعني أن اشتراكيي رئيس الوزراء بيدرو سانشيز -الذين جاؤوا في المرتبة الثانية بعد الحزب الشعبي- وحلفاءهم اليساريين، سيحتاجون إلى مساعدة مجموعة من الأحزاب الصغرى للحفاظ على أغلبيتهم.

وختمت الصحيفة بأن تعقيد الحالة الإسبانية، والقضايا المختلفة حول الوطنية والقومية التي ظهرت في حقبة ما بعد فرانكو، تعني أنه لا ينبغي استخلاص الدروس منها لبقية أوروبا بناء على نتيجة يوم الأحد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الفوز الساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا ينهي 14 سنة من حكم المحافظين

طوى الفوز الساحق لحزب العمال في الانتخابات التشريعية، حقبة من تاريخ المملكة المتحدة التي ظل فيها المحافظون يحكمون بالبلاد لمدة 14 عاما.

ومن دون انتظار النتائج للدوائر ال650 كاملة، أقر رئيس الوزراء ريشي سوناك بهزيمة معسكره معلنا أنه اتصل بزعيم حزب العمال كير ستارمر لتهنئته ومتحملا مسؤولية هذا الفشل الذي يبدو أنه غير مسبوق.

وصباح الجمعة سيكلف الملك تشارلز الثالث كير ستارمر المحامي السابق المتخصص بحقوق الإنسان والبالغ 61 عاما، مهمة تشكيل الحكومة. وسيدخل 10 داونينغ ستريت تاليا سياسي معتدل من اليسار الوسط في وقت قد يصل فيه اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا ويبدو فيه أن دونالد ترامب في موقع جيد للعودة إلى البيت الأبيض.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني المقبل « التغيير يبدأ الآن » شاكرا مناصريه ومجددا وعده بحصول « تجدد وطني ». وأضاف « لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملا شاقا وصبورا وحازما ».

وتؤكد النتائج التي وردت صباح الجمعة حجم النجاح الذي حققه حزب العمال والهزيمة غير المسبوقة للمحافظين وهو أمر توقعته استطلاعات الرأي منذ أشهر.

قرابة الساعة 04,30 بتوقيت غرينيتش كان حزب العمال قد ضمن أكثر من 367 مقعدا أي أكثر من المقاعد ال326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده.

وأظهر آخر استطلاع لهيئة بي بي سي بعد إعلان ثلث النتائج أن حزب العمال يرجح أن يفوز ب408 مقاعد من أصل 650 في مجلس العموم أي أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير العام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعدا.

أما حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك فيتوقع أن يسجل أسوأ نتيجة له على الاطلاق منذ مطلع القرن العشرين مع انتخاب 136 نائبا في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون.

وقد خسر عدد قياسي من الوزراء الحاليين مقاعدهم النيابية مثل وزير الدفاع غرانت شابس ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلا. وفي الإجمال خسر تسعة وزراء مقاعدهم وكان العدد القياسي السابق سبعة في 1997.

كذلك، خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها. وشددت العناوين الرئيسية للصحف البريطانية بالاجماع الجمعة على « الفوز الساحق » للعمال.

وخلال الحملة الانتخابية وعد كير ستارمر الذي بدأ خوض غمار السياسية قبل تسع سنوات فقط، بعودة « الاستقرار » و »الجدية » مع إدارة صارمة جدا للنفقات العامة.

ويعد ستارمر الذي لا يتمتع بكاريزما كبيرة، بتحويل البلاد كما فعل على صعيد حزب العمال بعدما خلف جيريمي كوربين في 2020 من خلال التركيز على الاقتصاد ومكافحة معاداة السامية.

ويؤكد أنه يريد تحفيز النمو وتصحيح وضع المرافق العامة وتعزيز حقوق العمال وخفض الهجرة وتقريب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون العودة عن البريكست.

 

 

كلمات دلالية الانتخابات التشريعية الفوز المحافظين بريطانيا حزب العمال

مقالات مشابهة

  • ضربة لإسرائيل: الشعاع الحديدي لمواجهة الحزب خارج الخدمة.. ولن يكون جاهزًا قبل هذا الموعد!
  • الفوز الساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا ينهي 14 سنة من حكم المحافظين
  • عكس أوروبا.. لماذا توجهت بريطانيا يسارًا نحو العمّال؟
  • اليمين المتطرف وبالون النجاة
  • نشر 30 ألف شرطي في العاصمة باريس خوفًا من فوز «اليمين المتطرف»
  • فرنسا تنشر مزيداً من أفراد الشرطة بعد انتخابات الأحد
  • تحليل : المغرب لن يتأثر بصعود اليمين المتطرف إلى السلطة بفرنسا
  • معاداة المهاجرين والأقليات.. شبح ماضي اليمين المتطرف يخيم على فرنسا
  • وصول اليمين المتطرف للسلطة في فرنسا
  • انتخابات فرنسا .. انسحاب عشرات المرشحين لعرقلة اليمين وعواصم عالمية تراقب