رأي اليوم:
2025-01-13@23:17:48 GMT

أسامة خليفة: سموتريتش وخطة الحسم

تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT

أسامة خليفة: سموتريتش وخطة الحسم

 

أسامة خليفة في أيلول/ سبتمبر 2017 نشر «سموتريتش» العضو الهامشي في الكنيست ما سماه «خطة الحسم»، وقدم دراسة حول السياسة الناجعة للحكومة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين، حسب رأيه هذه الخطة وهذه السياسة ستؤديان في حال تطبيقهما إلى إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وحسمه، وفق الرؤية الإسرائيلية التي تتنكر كلياً للحقوق الفلسطينية، وترفض بالمطلق قيام دولة فلسطينية، باعتباره أن فلسطين كاملة هي أرض إسرائيل، والمنطقة بين البحر والنهر مساحة جغرافية وطوبوغرافية واحدة، ولا يمكن تقسيمها، ويعتبرها حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش وغير قابلة للتفاوض.

في إنكاره لوجود شعب فلسطين ما جاء بجديد، يتابع ما قاله سابقوه من زعماء الحركة الصهيونية كذباً وتزويراً: أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وترى الادعاءات التوراتية التي أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وأن فلسطين «أرض الميعاد»، لتأجيج الدافع الديني عند اليهود للهجرة إلى فلسطين، واستغلال الفكر الديني التوراتي لأغراض سياسية استعمارية استيطانية، وقلب الحقائق، على نفس المنوال نسج «سموتريتش» رواية تاريخية صهيونية توراتية تؤكد عدم وجود شعب فلسطيني، مدعياً أن الشعب الفلسطيني لم يكن موجوداً قبل ظهور المشروع الصهيوني، والسؤال هنا: هل المشروع الصهيوني هو الذي أوجد الشعب الفلسطيني؟. لقد تبلور وتطور الوعي بالهوية، ونما بشكل متصاعد نتيجة الهجمة الصهيونية الشرسة، وهذا أمر طبيعي عند كل الشعوب الحرة، ورداً على مساعي الحركة الصهيونية استلاب تراث فلسطين بكل جوانبه من الآثار التاريخية وأبرزها القدس القديمة والأقصى المبارك، إلى الثوب حتى طبق الطعام، برز تحدي الهوية على شكل عناية فائقة بالتراث والثقافة وبالسمات الشخصية والوطنية وبحث في التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، اهتمام أدى إلى إبراز الهوية الفلسطينية لكل العالم أنها قد بدأت تتشكل منذ 6 ألاف عام قبل الميلاد، بجذورها الكنعانية وحضارتها الأصيلة. انتهز سموتريتش انحياز المجتمع الإسرائيلي نحو العنصرية الدينية المتطرفة فتبنى المرجعية التوراتية للخطاب الصهيوني الذي يعتمد على التوراة كسند يعطي الحق لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين، ليصعد ويرتقي في سلم المراتب الحزبية والحكومية وزعامة المستوطنين، من عضو كنيست عادي هامشي إلى زعيم حزب متطرف ثم وزير مزدوج لوزارتين، أدرك أن الاستيطان يحتاج إلى الفكر الأسطوري التوراتي، فأعاد تسويق الفكر التوراتي الأسطوري من أجل مكاسب انتخابية من جهة، ومن أجل تسويغ السياسات المتطرفة، ولتحقيق طموحه بـ«الحسم الاستيطاني»، وزيادة عدد المستوطنين في منطقة الضفة الغربية ليشكلوا أغلبية سكانية، هدف لن يتحقق عبر التسهيلات المالية والحوافز الاقتصادية، والمساعدات لمن يرغب بالاستيطان، فهذه الحوافز لم تعد تغري الاسرائيليين المقيمين في «مناطق هادئة» على الاستيطان في البؤر الاستيطانية، إلا أصحاب العقلية الدينية التوراتية المتطرفة، من غلاة المستوطنين المشبعين بالحقد والكراهية، ومع بث الحوافز الدينية كدافع للاستيطان، قدم نفسه كمتدين وقدم خطته على الرؤى التوراتية والعقائد الدينية، يقول نفاقاً: «أنا شخص مؤمن يؤمن بالقدوس تبارك في حبه لشعب إسرائيل وفي رعايته لهم، يؤمن بالتوراة التي حذرت من النفي ووعدت بالفداء، أنا أؤمن بكلمات الأنبياء الذين توقّعوا الدمار، وليس أقلها البناء المتجدد الذي سنراه يجري بناؤه أمام أعيننا. أعتقد أن دولة إسرائيل هي بداية نمو خلاصنا وتحقيق نبوءات التوراة ورؤى الأنبياء». كان نتنياهو يحتاجه، و«سموتريتش» يحتاج نتنياهو، والحاجة الاستعمارية الاستيطانية استدعت بن غفير، وغيره من المتطرفين، لتحقيق التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، اكتملت عصابة حكومة الاستيطان، ودعاة الحسم، فجعلوا سموتريتش صاحب الكلمة العليا في مسألة الاستيطان، فأطلق يد المستوطنين وجمعياتهم لنشر المزيد من البؤر الاستيطانية العشوائية في كل مكان لا سيما على الجبال والتلال، داعياً لتوطين مليوني مستوطن يهودي في الضفة، وربطها بعمق مناطق الـ48 خلف الخط الأخضر من أجل محوه، بتصعيد وتيرة العمل الاستيطاني وإنشاء المستوطنات والمدن، وإقامة البنية التحتية على جانبي الخط الأخضر، لتصل الضفة بالداخل الفلسطيني تمهيداً للدولة الواحدة. ارتبط التحول في خطته من الإطار النظري إلى الجانب العملي، بارتقائه في سلم المراتب الحكومية إلى قلب مركز اتخاذ القرار والقدرة على تنفيذه، لتصبح مشروعاً في إطار التنفيذ، يضع الفلسطينيين أمام ثلاثة خيارات: تغيير الوعي، أو القتل، أو التهجير، وأمام ثلاثة أنواع من الحسم: -الحسم بالاستيطان المكثف، وتوفير العنصر البشري، الإغراء المالي للمستوطنين، مقابل العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين وهدم البيوت. -الحسم بالتهجير والترحيل طوعاً أو كراهية. -الحسم بالعنف واستخدام القوة العسكرية واستخدام عصابات المستوطنين.  يحدد سموتريتش المرحلة الأولى والرئيسية من خطته لحسم الصراع بـ«الحسم الاستيطاني»، الذي يتطلب توفير الغطاء السياسي والقانوني، من خلال تطبيق السيادة على جميع أراضي الضفة الغربية، أو ما يسميها «يهودا والسامرة»، ويرى سموترتيش أن الهدف وراء أولوية الحسم الاستيطاني يكمن في إنشاء واقع استيطاني واضح لا رجوع فيه في هذا المجال في غضون بضع سنوات، وأنه لا يوجد شيء يعمل بشكل أفضل من واقع الاستيطان في أذهان عرب «يهودا والسامرة»، ويساعدهم على التخلص من وهم الدولة الفلسطينية، ويوضح لهم أنه لا توجد فرصة لإقامة دولة عربية أخرى غرب الأردن. والسؤال المطروح هنا، حول مقولة «سموتريتش»: «الحقائق على الأرض، تغير الوعي أو تقرر الوعي» ما الذي سيثبته تعاظم الاستيطان ومصادرة الأرض؟. مزيداً من تمسك الفلسطينيين بالأرض والهوية الوطنية الفلسطينية، اعتقاده أو مقولته أن فرض الأمر الواقع يغير الوعي الفلسطيني أو يسهل من إمكان تغييره، مقولة ستلحق بأقوال من سبقه من زعماء الحركة الصهيونية الذين بنوا أحلامهم التوراتية على زرع اليأس في نفوس الفلسطينيين. قالوا: «الكبار يموتون والصغار ينسون»، فماذا كانت النتيجة؟. الذاكرة الفلسطينية والقضية الفلسطينية حملتها الأجيال الفلسطينية ما بعد النكبة باقتدار وصمود وصلابة تدل على حيوية الشعب الفلسطيني وقوة إرادته، ما جرى لهذا لشعب المكافح، وكل ما تعرض له من مآس ونكبات ونكسات وتشرد ومعاناة ووعلى مدى أكثر من مئة عام من الصراع، رفع من وعيه الوطني، ومن يصنع ويصلب الوعي الوطني هو مؤسسات وطنية، مستمرة عبر الزمن قتل وتدمير بناه التحتية في ممارسة دورها على أكمل وجه، وإذا أراد «سموتريتش» ابتلاع فلسطين والقدس يترتب عليه ليس فقط تغيير وعي الفلسطينيين بل تغيير وعي كل الشعوب العربية والإسلامية، ولو أنه قرأ التاريخ واستوعبه لعلم أن محرري فلسطين والقدس قدموا من محيطها، فصلاح الدين انتقل من سوريا إلى مصر ومن هناك إلى القدس ليحررها، والظاهر بيبرس قدم من بغداد إلى الشام إلى مصر ثم إلى فلسطين… وهذه المرة نأمل أن تتحرر فلسطين على يد أحرارها، أو أنهم رأس الحربة في صنع النصر على الصهيونية. خطة الحسم تريد أن تكرر في فلسطين مأساة السكان الأصليين لأمريكا، بحرب إبادة وترحيل يدعو لها «سموتريتش»، ومن وراءه حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة، إنكار سموتريتش وجود شعب فلسطين لا يغير حقائق التاريخ، شعب فلسطين حقيقة تاريخية مؤكدة بنضاله ودوام إقامته على أرضه دون انقطاع عبر آلاف السنين، يقول «سموتريتش»: ـ«الشعب الفلسطيني أساساً ما هو إلا حركة مضادة للحركة الصهيونية»، لقد قامت الحركة الوطنية الفلسطينية لحل التناقض الرئيسي مع الحركة الصهيونية، طبعاً ليس بتناقض مع اليهودية كدين، لذا نؤكد ما يقوله «سموتريتش» في هذه الجزئية: «لا مكان في أرض فلسطين -وليس أرض إسرائيل- لحركتين “وطنيتين” متناقضتين»، يعتبر سموتريتش الصهيونية «حركة تحرر وطني» ونعتبرها «حركة استيطانية استعمارية»، إذاً لا مجال لوجود الحركة الوطنية الفلسطينية مع الحركة الصهيونية، القدس خط أحمر بالنسبة لنا، وأورشليم خط أحمر بالنسبة للحركة الصهيونية، إنه تناقض تناحري باللون الأحمر القاني، وألوان علمنا ستخفق عالياً بسماء الحرية والاستقلال وتهزم الاستعمار، فالحتمية التاريخية تؤكد أن مصيره الهزيمة أمام إرادة الشعوب. يقول«سموتريتش»: «الحركة الوطنية الفلسطينية هي حركة معادية للصهيونية، وعلى هذا النحو، لا يمكنها صنع السلام معها. هذا هو السبب في أن الفلسطينيين يرفضون الحد الأدنى من طلب إسرائيل بحقها في الوجود كدولة يهودية»، إن الشاذ في عصر الحريات والديمقراطية ورفض التمييز العنصري أن تُطرح الدولة اليهودية أو يهودية الدولة، لتضع اليهود في مرتبة فوق الآخرين، في نظام أبارتهايد. ومن وجهة نظره ومن أجل حلّ الصراع اليهودي الفلسطيني، فلا بد أن يكون هناك تعريف قومي واحد فقط غرب نهر الأردن، وهو التعريف اليهودي. لا توجد قومية فلسطينية. ومن ثم؛ لن يسمح «سموتريتش» بإقامة أي دولة عربية في قلب «أرض إسرائيل» تتمكن من تحقيق التطلعات القومية العربية هناك. ليس فقط أحزاب التيار الديني القومي من يرفض إقامة كيانية فلسطينية وطنية تقود إلى دولة مستقلة، العلمانيون، والمتدينون بكل أطيافهم، يؤيدون ما يصرح به سموتريتش: بأن الفلسطينيين الذين يقبلون التخلي عن طموحاتهم الوطنية، سيُسمح لم بالبقاء، لكن لن يتمتعوا بـ«حقوق المواطنة» في «دولة إسرائيل»، ويسمح لهم بإقامة إدارة ذاتية لشؤونهم الحياتية، من خلال إدارات بلدية إقليمية، خالية من الخصائص الوطنية. باختلاف التسميات «حكم ذاتي» أم «دولة ناقصة» أي دولة منزوعة السيادة، ليس لها جيش، ولا يحق لها الإشراف على الحدود البرية والجوية، يتفق سموتريتش مع نتنياهو في الجوهر على طبيعة الكيان الفلسطيني المقترح في الضفة الغربية، لكن خطة سموتريتش تقترح تفتيت هذا الكيان، على الطريقة الاستعمارية «فرق تسد» عقيدة سايكس بيكو، يقسّم «سموتريتش» الحكم الذاتي لفلسطينيي الضفة الغربية إلى ستّ حكومات بلدية إقليمية يتم انتخابها “ديمقراطياً”!!! وهي بلديات الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وأريحا، ونابلس، وجنين، وليس بينها القدس، الهدف من التقسيم حسب سموتريتش، «تفتيت الجماعة الوطنية الفلسطينية والتطلعات إلى تحقيقها». مثل هذا الطرح يشبه ما طرحه حزب الليكود في العام 1978، فشكّل ـ«روابط القرى»، تحت عنوان التنمية وتقديم الخدمات والنُهوض بحياة المواطنين الفلسطينيين، وفشلت التجربة لرفض الشعب الفلسطيني هذه الروابط العميلة كقيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية في المناطق المحتلة. إذا كان المقترح دولة واحدة على أرض فلسطين الانتدابية، كيف يحل سموتريتش المسألة الديمغرافية؟. أو ما يسمى «القنبلة الديمغرافية»؟. والتخوف من وجود أغلبية ديموغرافية فلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، بتشجيع الهجرة «الطوعية» عبر تقديم المساعدة المالية واللوجستية للراغبين بالهجرة من الفلسطينيين، إلى البلدان العربية أو إلى أي مكان آخر، لاسيما الفلسطينيين الذين سيجدون صعوبة في التخلي عن تحقيق تطلعاتهم القومية، فهم حسب قوله: «مدعوون للذهاب وتحقيقها في واحدة من العديد من الدول العربية المحيطة، أو البحث عن أنفسهم، مثل الكثير من العرب من حولنا، عن مستقبل أفضل في أوروبا وأمريكا الجنوبية أو دول أخرى، حتى لا يضطروا للعيش في الدولة اليهودية»، أما أصحاب التطلعات القومية الذين يرفضون الهجرة الطوعية، سيتم التعامل معهم بـ«الحسم الأمني والعسكري» باستخدام العنف المفرط، والضربات الأمنية المركزة. في سياق البحث عن حلّ للصراع مع الفلسطينيين تبدو خطة سموتيرتيش بديلاً لـ«حلّ الدولتين» التي وصلت إلى طريق مسدود، وتوقفت عملية «السلام» القائمة على اتفاق أوسلو، والتي تجاوزتها إسرائيل ولم تلتزم بالاتفاقية وتملصت من بنودها وحلها النهائي، حيث يسعى «سموتريتش» من خلال خطته إلى استغلال ما حققته اتفاقية أوسلو، من إنجازات لصالح الاستيطان والبناء عليها، والقضاء على تطلعات شعب فلسطين بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. لقد كافح الشعب الفلسطيني وقدم التضحيات، حتى نال الاعتراف العالمي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ويريد سموتريتش أن يعيد الزمن إلى الوراء، ليس فقط إلى ما قبل أوسلو فقد تنصلت إسرائيل من استحقاقاتها وأجهضت مشروع الحل النهائي، فهل يستطيع إعادة العالم إلى ما قبل 1974 ليزعن لإنكاره وجود شعب فلسطيني؟. والتنكر لأبسط حقوقه في تقرير المصير على أرضه والتي ضمنتها الشرائع الدولية ؟. وهل يقبل العالم اليوم تنفيذ التهجير القسري؟. بعد أن ثبت فشل التهجير الطوعي للفلسطينيين، والذي سعت له الحكومات الإسرائيلية السابقة ولم تتغير على أرض الواقع الحالة الديمغرافية؟. وإذ نتحدث عن ردود الفعل العالمية على خطة «سموتريتش» للحسم، فالأولى أن تقوم السلطة الفلسطينية بدورها في التصدي لهذه الخطة بالتحلل من اتفاقات أوسلو وبروتوكول باريس الاقتصادي، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بخصوص وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والعمل على إنجاح اجتماع الأمناء العامين في 30 تموز/يوليو القادم وإنهاء الانقسام السياسي، والتوافق على مشروع وطني لتفعيل المقاومة بكل أشكالها والتصدي لعصابات المستوطنين واجتياحات الجيش الإسرائيلي وسياسة الاغتيال والاعتقال. باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

حرب غزة تقترب من النهاية مع دخول المفاوضات مرحلة الحسم

قال مسؤولون، اليوم الاثنين، إن الوسطاء الأمريكيين والعرب حققوا تقدماً كبيراً خلال الليل نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس والإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وأكد 3 مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث عن المحادثات، تحقيق تقدم، مشيرين إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لإنهاء أكثر من 15 شهراً من القتال الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

عقبات 

وقال أحد المسؤولين الثلاثة ومسؤول من حماس إنه لا يزال يتعين تجاوز عدة عقبات لا تزال قائمة.
وصرح مسؤولون أمريكيون، في عدة مناسبات على مدار العام الماضي، بأنهم كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق، لكن المحادثات توقفت.
وقال مصدر مطلع على المحادثات، إنه تم تحقيق تقدم خلال الليل وإن هناك اتفاقاً مقترحاً مطروحاً على الطاولة.
وأضاف المصدر أن المفاوضين الإسرائيليين وممثلي حماس سيقدمون الاتفاق إلى قادتهم للحصول على الموافقة النهائية. 

ضغوط 

وأوضح المصدر أن وسطاء من دولة قطر مارسوا المزيد من الضغوط على حماس لقبول الاتفاق، فيما كان مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، يضغط على الجانب الإسرائيلي. وانضم ويتكوف مؤخراً إلى المفاوضات حيث زار المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف المصدر أن الوسطاء سلموا مسودة الاتفاق لكلا الطرفين وأن الساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة.
وقال مسؤول مصري، إنه تم إحراز تقدم جيد خلال الليل، ولكن من المرجح أن يستغرق الأمر بضعة أيام أخرى، مضيفاً أن الأطراف تسعى إلى التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.

اتجاه جيد

وقال مسؤول ثالث، إن المحادثات تسير في اتجاه جيد لكنها لم تكتمل بعد، معرباً عن توقعاته بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب.
ومع ذلك، قال مسؤول من حماس، تحدث دون الكشف عن هويته لكونه غير مخول بإطلاع وسائل الإعلام على مجريات المباحثات، إنه لا يزال يتعين حسم عدد من القضايا الخلافية، من بينها التزام إسرائيل بإنهاء الحرب وتفاصيل انسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الأسرى والرهائن. 

وأكد المسؤول المصري أن هذه القضايا لا تزال قيد البحث.
وأمضت إدارة بايدن، إلى جانب مصر وقطر، أكثر من عام في محاولة التوسط للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب الأكثر دموية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتأمين الإفراج عن عشرات الرهائن الذين تم أسرهم خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أدى إلى اندلاع الصراع.
لكن الجانبين انقسما حول تفاصيل التبادل المخطط له للرهائن مقابل الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، فضلاً عن طبيعة وقف إطلاق النار نفسه. وقالت حماس إنها لن تفرج عن الأسرى المتبقين دون إنهاء الحرب، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بمواصلة الحملة حتى تحقيق "النصر الكامل" على الجماعة المسلحة.
ويجري حالياً بحث وقف إطلاق النار على مراحل. وأشار نتانياهو مراراً وتكراراً إلى أنه ملتزم فقط بالمرحلة الأولى، وهي إفراج جزئي للرهائن مقابل وقف القتال لمدة أسابيع. وسيتم التفاوض على إمكانية وقف إطلاق النار الدائم وغيره من القضايا بعد بدء المرحلة الأولى. وطالبت حماس بالانسحاب الكامل والإنهاء الكامل للحرب، وتأمل أن تؤدي المرحلة الأولى إلى هذه النتيجة. 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ماكغورك يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على نص سيتم تقديمه إلى الجانبين، لكنه امتنع عن التنبؤ بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، يوم تنصيب الرئيس الجديد
وقال سوليفان، "نحن قريبون جداً جداً. ومع ذلك، فإن كوننا قريبين جداً يعني أننا بعيدون، لأن الاقتراب لا يعني شيئا حتى يتم تجاوز خط النهاية والتوصل إلى اتفاق فعلي ". 

انفراجة في مفاوضات غزة.. مسودة نهائية بين يدي حماس وإسرائيل - موقع 24قال مسؤول مطلع على المفاوضات اليوم الإثنين، إن قطر التي تقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس سلمت الجانبين مسودة "نهائية" لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأسفرت حملة إسرائيل في غزة عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقتل مسلحون بقيادة حماس نحو 1200 شخص واختطفوا نحو 250 آخرين في الهجوم الذي أشعل أتون الحرب.
وتواصل عائلات نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتوصل إلى اتفاق يضمن عودة أحبائهم إلى ديارهم. وتجمع مواطنون إسرائيليون مجدداً في مدينة تل أبيب مساء أمس الأول السبت، حيث عرضوا صور الرهائن.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات التهدئة في غزة تدخل «مرحلة الحسم»
  • نائب وزير الداخلية يناقش الموضوعات المشتركة مع سفير دولة فلسطين
  • حرب غزة تقترب من النهاية مع دخول المفاوضات مرحلة الحسم
  • «عام الحسم».. باحثة: المعركة في 2025 على الضفة وليس غزة
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تستولي على مليارات الدولارات من الفلسطينيين في مناورة ديون صادمة قادها سموتريتش
  • أسامة سعد يقدّم واجب العزاء بناظم اليوسف: كان حلمه أن يعود إلى فلسطين
  • اسرائيل وخطة التغيير الثقافي.. مشروع خفي يهدد الفلسطينيين والعرب والمسلمين
  • إعلام عبري: تقدم كبير في مفاوضات غزة وخطة لسحب قوات
  • ترامب يضغط قبل ساعات الحسم في صفقة الرهائن
  • نشرة التوك شو| حقيقة التغييرات الوزارية المرتقبة وخطة لتشجير الدائري بالقاهرة الكبرى