تحل اليوم ذكرى تأسيس الأمم المتحدة لليوم العالمي لمكافحة الكراهية ضد الإسلام»، حيث وضعت العديد من الحكومات العديد من التدابير والتشريعات التي من شأنها أن تحد من الكراهية ضد  الدين الحنيف، وذلك من خلال إطلاق حملات تثقيفية عامة حول المسلمين والإسلام بهدف إظهار الخرافات والمفاهيم المغلوطة والمسيئة، بهدف منع جرائم الكراهية ومعاقبة مرتكبيها.

 

مكافحة الكراهية ضد الإسلام تتطلب جهود متعددة المستويات

وقالت الدكتورة رهام سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن مكافحة الكراهية ضد الإسلام تتطلب جهود متعددة المستويات، بما في ذلك التثقيف والتوعية لتعزيز فهم أفضل للإسلام ومكانته في المجتمع، بالإضافة إلى تشجيع التسامح واحترام التنوع الثقافي والديني.

وتابعت مديرة المرصد في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، "لا يمكنني كـ«مرصد» تقديم أرقام دقيقة بشأن عدد الحوادث التي تنم عن الكراهية ضد الإسلام، حيث أن هذا يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك البلد والزمان والتعريف المستخدم لمصطلح «حادث تنم عن الكراهية».

 

الكراهية ضد الإسلام قد تتجلى في أشكال مختلفة

وأكدت «سلامة»، أن الكراهية ضد الإسلام قد تتجلى في أشكال مختلفة، مثل الاعتداءات اللفظية أو الجسدية، والتمييز في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والترويج للتصورات النمطية السلبية والمزايدات العنصرية.

 

«الإسلاموفوبيا» بشكلها الحالي جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون

وأوضحت مديرة المرصد، أن مصطلح «الإسلاموفوبيا»، يشير إلى الخوف من الإسلام والمسلمين، ويمكن أن يشمل التمييز والكراهية والتحيز ضد المسلمين بشكل عام، لافتةً أن هذا المصطلح يُستخدم لوصف النمطية السلبية والتمييز ضد الأفراد والمجتمعات المسلمة، ويتضمن ذلك التحيز في السياسة ووسائل الإعلام والثقافة.

ونوهت، أنها تحاول جاهدة ضد استخدام هذا المصطلح لأن «الفوبيا» مرض والمريض لا يؤخذ عليه شيء، وإنما «الإسلاموفوبيا» بشكلها الحالي جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون وفقًا لنوع ودرجة الفعل بالطبع.

من جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا من الظواهر التي باتت تؤرق المجتمعات الغربية وتحتاج إلى وقفة جادة من أجل مواجهتها حتى يعيش جميع البشر في محبة ووئام.

تؤثر على حياة المسلمين في الغرب

وأضافت دار الإفتاء، إن الإسلاموفوبيا ظاهرة تتجلى في التمييز والتحامل السلبي والتحيز ضد المسلمين بناءً على انتمائهم الديني؛ مما يؤدي إلى انعكاسات خطيرة في التعامل معهم يصل بعضها إلى حدِّ العنف اللفظي والجسدي ويؤثر على حياة المسلمين في الغرب في مختلف المجالات، مثل العمل والتعليم والإسكان وغيرها.

وعبَّرت دار الإفتاء عن قلقها إزاء ازدياد وتيرة الإسلاموفوبيا في العالم مؤخرًا، وهو ما يحتِّم علينا ضرورة مكافحتها والعمل المشترك لإحلال التسامح والتفاهم بين الثقافات والأديان، فالإسلاموفوبيا ليست مجرد مسألة فردية، بل تشكِّل تهديدًا للسلام والاستقرار الاجتماعي، وتنتهك حقوق الإنسان وتؤثر على حياة الجميع.

يجب على الحكومات الغربية إنشاء بيئة شاملة ومتسامحة للجميع 

وأكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا بد من التعاون والعمل معًا على مستوى القيادات والمؤسسات الدينية وكذلك مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أجل بناء الوعي الصحيح والتثقيف حول حقيقة الإسلام والمسلمين، وتعزيز الحوار المفتوح والبنَّاء بين المجتمعات المختلفة، بغضِّ النظر عن الديانة أو العِرق، ويجب أن تتاح للجميع فرصة للتعبير عن ثقافتهم وممارسة ديانتهم بحُرية وسلام، ولإزالة كافة الصور النمطية المغلوطة تجاه الإسلام والمسلمين.

وأدانت الدار بشدة أية إجراءات أو سياسات تعزِّز الإسلاموفوبيا أو تشجِّع على التحيُّز ضد المسلمين في الغرب، مشددة على أنه يجب على الحكومات والمؤسسات العامة العمل على إنشاء بيئة شاملة ومتسامحة للجميع، تحترم حقوق الإنسان وتعزز التعايش والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.

 

على وسائل الإعلام الغربية إلى تجنب نشر الصور النمطية المشوهة للمسلمين

كما دعت دار الإفتاء المصرية وسائل الإعلام والصحافة الغربية إلى تبنِّي الموضوعية والحياد في تغطية الأحداث المتعلقة بالإسلام والمسلمين، وتجنُّب نشر الصور النمطية والتشويهية التي تؤدي إلى تعزيز الخوف والكراهية، وإعطاء الفرصة للمرجعيات الدينية المعتدلة ليعلوا صوتها فوق صوت التشدد والكراهية بمعاني وقيم المحبة والعيش المشترك والسلام.

وحددت الأمم المتحدة 15 مارس من كل عام، يومًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام، وذلك بعد تقديم دول أعضاء مجلس التعاون الإسلامي مشروعًا لاعتماد هذا القرار الذي تضمنت وثيقته أن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية.

بدوره، دعا خطاب الوثيقة التي التي اعتمدها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تشجيع إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، في إشارة منها إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.

 

يُشير إلى الخوف من المسلمين وكرههم ومن ثم استفزاز مشاعرهم

وهناك مصطلحات عديدة ترمز إلى الكراهية في الإسلام، منها «الإسلاموفوبيا»، وهو مصطلح يُشير إلى الخوف من المسلمين وكرههم، ومن ثم القيام بأفعال عدائية ضدهم تؤدي إلى استفزاز مشاعرهم بشتى الطرق والأساليب بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي ينفد من تلك الأطر إلى عنصرية دينية وثقافية.

ويفضل بعض الخبراء تسميت «الكراهية ضدًا على المسلمين» خشية أن يؤدي مصطلح «الإسلاموفوبيا» إلى إدانة جميع الانتقادات الموجهة للإسلام، مما يتسبب في يخنق حرية التعبير، حيث أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يحمي الأفراد وليس الأديان، حيث يؤكد هذا التعريف على الصلة بين المستويات المؤسسية لكراهية الإٍسلام مثل المواقف التي يؤجهها بروز هوية الضحية المسلمة المتصورة، كما ان هذا النهج يفسر أيضًا كراهية الإسلام بوصفها شكل من أشكال العنصرية، حيث يُنظر إلى الدين والتقاليد والثقافة الإسلامية على أنها «تهديد» للقيم الغربية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكراهية ضد الإسلام مرصد الأزهر الإسلام والمسلمین الکراهیة ضد ا دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

 وزير الشباب: مصر ضمن أفضل 50 دولة في العالم في مكافحة المنشطات

شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات NADO، والوكالة الإماراتية لمكافحة المنشطات UAE NADA، بحضور السفيرة مريم الكعبي، سفيرة الإمارات بالقاهرة، والدكتور كمال درويش، رئيس اللجنة العلمية بالوزارة.

تعزيز الرياضة النظيفة

وأشاد الوزير بدور المنظمة المصرية لـ مكافحة المنشطات، التي تُعد واحدة من أفضل 50 منظمة على مستوى العالم، مؤكدًا أن الوزارة تقدم دعمها الكامل لها، لضمان استمرار جهودها في تعزيز الرياضة النظيفة.

تعزيز التعاون الرياضي بين مصر والإمارات

وأوضح أن توقيع البروتوكول يُعزز التعاون العربي، مشيرًا إلى أهمية مكافحة المنشطات للحفاظ على صحة ومستقبل الرياضيين، ووجه شكره للسفيرة الإماراتية على جهودها في تعزيز التعاون الرياضي بين البلدين.

وأعربت السفيرة مريم الكعبي عن سعادتها بحضور مراسم توقيع البروتوكول، مؤكدة أنه يُمثل خطوة مهمة للتعاون العربي في مكافحة المنشطات، وأشادت بدور مصر الرائد عالميًا في هذا المجال.

واعتبرت أن تعزيز الرياضة النظيفة رسالة مشتركة تسعى الإمارات ومصر لتحقيقها، لحماية صحة الرياضيين وضمان مستقبل أفضل لهم.

أكد الدكتور حازم خميس، رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، أن توقيع البروتوكول يُبرز جهود مصر في مكافحة المنشطات، مشيرًا إلى أن المنظمة المصرية تُعد نموذجًا يحتذى به على المستوى الدولي.

وأضاف أن الدعم المستمر من وزارة الشباب والرياضة كان له دور كبير في تحقيق هذه المكانة المميزة، ووجه الشكر للدكتور أشرف صبحي والدكتورة مي الكعبي، على تعاونهما المثمر، لتعزيز الرياضة النظيفة.

بداية قوية للتعاون العربي في مكافحة المنشطات

وأكدت الدكتورة مي الكعبي، رئيس الوكالة الإماراتية لمكافحة المنشطات، أن البروتوكول يُمثل بداية قوية للتعاون العربي في مكافحة المنشطات، ويُبرز التزام الإمارات بدعم الرياضة النظيفة.

وأشادت بالدور المصري المميز في هذا المجال، مؤكدة أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا في تعزيز جهود مكافحة المنشطات على المستويين العربي والدولي.

وقع البروتوكول الدكتور حازم خميس، رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، والدكتورة مي الكعبي، رئيسة الوكالة الإماراتية لمكافحة المنشطات، وشهدت المراسم حضور عدد من رؤساء الاتحادات الرياضية المصرية والشخصيات الرياضية البارزة الذين أكدوا أهمية هذا التعاون في دعم الرياضة النظيفة وتعزيز العلاقات العربية.

مقالات مشابهة

  • مكتب المبعوث الأممي يعقد اجتماعا في عدن لمناقشة المخاوف الاقتصادية التي تواجه اليمنيين
  • «أهمية الأمن في الحفاظ على استقرار المجتمع وتقدمه» أمسية دينية لخريجي الأزهر بمطروح
  • "خريجي الأزهر" بمطروح تشارك الرقابة الإدارية في ندوة الوقاية من الفساد
  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة
  • أستراليا تحقق في عبارات مسيئة للمسلمين.. ومرصد الأزهر يعلق
  • عضو «الأزهر العالمي»: الاستئذان في الإسلام ضرورة احتراما لخصوصية الآخرين
  •  وزير الشباب: مصر ضمن أفضل 50 دولة في العالم في مكافحة المنشطات
  • مرصد الأزهر: تصاعد الإرهاب في باكستان 2024 يتطلب استراتيجيات شاملة للمواجهة
  • مرصد الأزهر يحلل إحصائيات جرائم التنظيمات الإرهابية شرق إفريقيا خلال ديسمبر 2024
  • الإسلام في الفكر الغربي وكيف يرانا الآخر؟.. من أحدث إصدارات الأزهر بمعرض الكتاب