20 قتيلا في أحد أعنف الهجمات الروسية على أوديسا
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من سبعين، الجمعة، في أحد أعنف الهجمات الصاروخية الروسية على مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا التي استُهدفت مرتين في الأيام الأخيرة.
وندد الرئيس فولوديمير زيليسنكي، الجمعة، بما اعتبره "هجوما مشينا" استخدم فيه صاروخان، سقط الثاني "فيما كان المسعفون والأطباء يصلون إلى مكان الهجوم".
وأفادت أجهزة الإسعاف أن الهجوم خلف عشرين قتيلا، فيما أشار النائب العام الأوكراني أندريه كوستين عبر فيسبوك إلى سقوط 73 جريحا.
وكان حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر كشف في وقت سابق عبر تلغرام أن "مواطنين وعاملا طبيا ومسعفا" هم في عداد القتلى. وأفادت النيابة العامة عن إصابة ثمانية عناصر على الأقل من جهاز الطوارئ.
وأعلنت البلدية السبت يوم حداد على ضحايا هذا الهجوم الذي يعد من الأكثر حصدا للأرواح في أوديسا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل سنتين.
وبحسب الجيش الأوكراني، أطلقت القوات الروسية "صواريخ بالستية من نوع اسكندر من القرم" التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بقرار أحادي في 2014. وبحسب أجهزة الطوارئ الأوكرانية، استهدفت ضربتان متتاليتان الموقع عينه.
وكشفت أجهزة الطوارئ أن ضربة صاروخية أولى استهدفت المدينة ملحقة أضرارا بمنشآت مدنية ومتسببة بحريق، فأرسل عناصر الإطفاء إلى المكان وبدأوا بـ "إخماد النيران ورفع الأنقاض والبحث عن الضحايا" عندما "شن العدو ضربة صاروخية أخرى".
وأظهرت صور بثتها أجهزة الطوارئ الأوكرانية عناصر إسعاف مصابين، وجوههم مضرجة بالدماء وثيابهم ممزّقة، يتلقّون مساعدة من زملائهم.
وقالت ماريا سليزوفسكا التي تقيم في الحي المستهدف "نعيش جميعا في روليت روسية" تهدد الجميع بالموت.
وهذا هو الهجوم الفتاك الثالث الذي تتعرض له أوديسا منذ مطلع مارس.
ففي الثالث من مارس، استهدف هجوم بمسيرة مبنى سكنيا، موديا ب 12 شخصا، من بينهم 5 أطفال. وفي السادس من الشهر، أدى قصف إلى مقتل خمسة أشخاص في وقت كان زيلينسكي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يقومان بجولة في المدينة.
وكثفت روسيا في الأشهر الأخيرة الهجمات على المدينة ومرفئها. وتعد أوديسا مركزا أساسيا لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر الممر البحري الذي اعتمدته كييف بعد انسحاب موسكو من اتفاق كان يتيح لأوكرانيا تصدير إنتاجها الزراعي.
والجمعة، في أول أيام الانتخابات الرئاسية في روسيا التي يضمن بوتين الفوز بها، أعلن كل من موسكو وكييف عن سقوط قتلى مدنيين في هجمات متبادلة بالمدفعية والمسيرات خلال الليل.
وفي منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، قتل مدني ومقاتل وأصيب مدنيان في قصف أوكراني، وفق حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.
وفي الأيام الأخيرة، نفذ مقاتلون روس موالون لأوكرانيا عمليات توغل في عدة مناطق روسية. وأكّد الجيش الروسي الجمعة أنه صد كل التوغلات.
وفي دونيتسك في شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، أعلنت السلطات الموالية لموسكو مقتل ثلاثة أطفال في ساعات الصباح الأولى إثر قصف طال المدينة ليلا.
وأعلنت الشرطة الأوكرانية من جهتها أن هجمات بمسيرات روسية في الليل أدت إلى مقتل زوجين وإصابة شابين في منطقة فينيتسيا (الوسط الغربي)، على مسافة أكثر من 400 كيلومتر من خط المواجهة.
وفي جنوب أوكرانيا، قضت مسنة في السادسة والسبعين في قصف روسي على منطقة زابوريجيا، وفق الإدارة الإقليمية.
وصرح قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عبر "تلغرام" الجمعة أن روسيا "ركزت أبرز جهودها" حول مدنية أفدييفكا التي سيطرت عليها في فبراير وتسعى منذ عدة أيام إلى "اختراق الدفاعات" الأوكرانية.
وكشف المركز الأوكراني المعني بسجناء الحرب أنه استعاد رفات مئة جندي سقطوا في المعارك على الجبهة.
ويشكل هذا النوع من التبادلات مع ذاك الخاص بالأسرى العسكريين أحد المجالات القليلة التي تتعاون موسكو وكييف في إطارها منذ بداية الغزو.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة.. والتسوية السلمية بعيدة
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة، وفرص التسوية السلمية تبدو بعيدة في المدى المنظور، مؤكدًا أننا أمام تصعيد متزايد في هذه الحرب.
بايدن يسعى لوضع ترامب في موقف صعبوأضاف أحمد، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كل الزوايا»، مع الإعلامية سارة حازم طه، والمذاع على قناة «أون»، أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، يسعى لوضع سلفه دونالد ترامب في موقف صعب، خصوصًا بعدما صرح ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب في أيام معدودة، منوها بأن بايدن أعطى الضوء الأخضر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستخدام صواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي بمدى يصل إلى 300 كيلومتر.
وأكد أحمد سيد، أن استخدام هذه الصواريخ قد لا يكون واسع النطاق، إذ يدرك الجميع أن ذلك سيقابل برد قاسٍ من روسيا، التي تعد قوة عسكرية عظمى توازي الولايات المتحدة، موضحًا أنه خلال أكثر من عامين ونصف من عمر الأزمة، ورغم الدعم العسكري الغربي الذي تجاوز 150 مليار دولار، لم يتمكن الغرب من تغيير ميزان القوى لصالح أوكرانيا.وأوضح أن الغرب يدرك أن استمرار الحرب يخدم مصالحه، حيث يساعد على تنشيط صناعة الأسلحة الأمريكية، ورفع الإنفاق العسكري الأوروبي، وتعزيز «الفزاعة الروسية»، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف تتعارض مع توجهات ترامب، الذي يفضل الصفقات على استمرار الصراعات.