القيمة المضافة فى «نور الدين»
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
لست ممن يصفون برنامج نور الدين الذى يقدمه المفتى الأسبق الدكتور على جمعة بأنه مثير للجدل.. على العكس هذا البرنامج بداية من فكرته إلى مقدمه وضيوفه من الشباب والأطفال هو قيمة مضافة يجب الإشادة بها وتطوير مثل هذه البرامج التى تقوم على الاشتباك الفكرى المباشر، مع أسئلة أطفال وشباب فى سن المراهقة من أجل التعرف على أفكارهم، وما يشغلهم خاصة أن من يحاورهم ويرد عليهم عالم كبير مثل الدكتور على جمعه بقدرته على التصدى لكل الاستفسارات دون خوف والرد عليه بالحجة والدليل من القرآن.
هكذا فعل الرجل عندما قال بوضوح إن العلاقة قبل الزواج مباحة طالما لا تخرج عن آداب الدين وفى إطار الحب البريئة دون إثم، وتكون بمعرفة الأسرة.
هنا لابد أن نتعامل مع الآراء والردود التى يقدمها الدكتور على جمعة دون اجتزاء، أو استهداف يفسد تجربة جديدة فى الفتوى والرأى.. مشكلة السوشيال ميديا هى الاجتزاء وعدم الأمانة فى النقل بشكل كلى جامع كما جاء فى حديث العلماء الثقات.
معروف أن السوشيال ميديا تسعى وراء «المشاهدات» التى تأتى من وراء الجدل.
أعجبنى رد الدكتور على فى برنامجه على سؤال أحد الأطفال عندما سأله: هل الاحتفال بالكريسماس حلال أم حرام..وجاء رد الدكتور على جمعة من القرآن بأن الكريسماس هو يوم ميلاد السيد المسيح الذى جعله القرآن يوماً للسلام حين قال على لسان السيد المسيح
«والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً».
حتى رده على دخول الجنة لغير المسلمين حصنه بآية قرآنية.
قيمة مقدم برنامج نور الدين فى قدرته على الفهم العميق والصحيح وإلمامه بكل علوم الدين وجرأته فى الدخول إلى مناطق يظنها البعض شائكة والحديث فيها من المحرمات.
هكذا كان دائماً الرجل حتى فى عهد الإخوان يقرع الحجة بالحجة ويعرى كل أفكار التشدد
نحتاج لهذه القيمة الجديدة لمثل هذه البرامج حتى لا تبقى فى ذهن الأطفال والشباب أسئلة حائرة تقودهم فى النهاية إلى أحد أمرين: أما الانغلاق والتشدد أو الشك والعياذ بالله.
هذه برنامج خارج الصندوق ويجب دعمه بل وتحويل كل برامج الفتوى إلى مثل هذا الطرح
بعيداً عن الترهيب العقلى فى طرح الأسئلة
الدين الإسلامى فى طياته يحمل القدرة على تلبية احتياجات وأسئلة أبنائه بشرط أن يكون لدينا من يملك أدوات الدين وعلومه.
نحتاج إلى تغيير طريقتنا فى التفكير وإحداث عصف ذهنى تحت حراسة علماء كبار مثل الدكتور على جمعة، وفى النهاية لن ينتقص من الدين شيئاً بل يترسخ فى ذهن الصغار أن دينهم هو الدين الصحيح فى كل زمان.
من السهل الانغلاق والرد على أسئلة الصغار بأن ما يسألونه حرام ولا يجب الحديث فيه كما حدث معنا جميعاً وكانت النتيجة بقاء الأسئلة معلقة بدون إجابة، أو تلقى الإجابة من تيارات متشددة كما حدث من قبل وخرج علينا بعض السلفيين والمشايخ يفتون بحرمة تهنئة المسيحيين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاحتفال بالكريسماس الدکتور على جمعة
إقرأ أيضاً:
الدكتور عبدالله العكايلة … إِشْراقَةٌ لا يَخْبُو بَريقُها
#سواليف
الدكتور #عبدالله_العكايلة … إِشْراقَةٌ لا يَخْبُو بَريقُها
بقلم د. معاذ عبدالله العكايلة
كثيرون يَخْبُو عنهم بريق السلطة فَتَخْبُو شخوصهم، ولا يكون لهم بين العالمين من ذكر، لَيْسَ من هؤلاء الدكتور عبدالله العكايلة . فالرجل الذي يطفئ اليوم شمعته الثامنة والسبعين يَخُوضُ في عباب بريقه الإنساني المُتَجَرِّد من أي منصب، سوى ما كان سيرةً ما انفكَّت تَشُدُّ المحبين إلى مثالاتها في التضحية ومحاربة الفساد.
مقالات ذات صلة التنمر الناعم 2024/11/04حَرَصَ العكايلة أن تكون علاقته بربه ودينه هي السِّرَاج الذي يُضيءُ طريقه، فيقول : “يكفيني أن تكون علاقتي بربي وديني طَيِّبَة، فهي مِمَّا يَبْعَثُ الدفء في أعباء العقد السابع.” هي كلمات، لكنها أعمقُ من محض جملة، إنها فلسفة حياة تشع بريقاً إنسانياً يتجاوزُ الألقاب والمناصب.
عاش العكايلة، إنساناً متجرداً من قيود السلطة، مُتَمَاهِياً مع شعبه، يَنْقُلُ لهم الأمل ويعيدُ تشكيل ملامح الإنسانية بقيمٍ لا تعرفُ الانكسار، إنه رجل حمل هموم الوطن على كتفيه، وأبقى أبواب قلبه مفتوحة للفقراء والمهمشين، في زمن عزّ فيه الصدق وندر فيه الإخلاص، لم يكن يقتصر في عمله العام على دورٍ سياسي عابر، بل كان صوتاً نقياً ينطق باسم الشعب، ويجسد آمالهم في كل كلمةٍ وموقف.
تتجسد قوة العكايلة في شجاعته، وفي قدرته على مواجهة الصعاب بروحٍ تتحدى الظلم وتنتصر للحق، مدركاً أن المسؤولية ليست وجاهةً أو جاه، بل تكليف يَنْبُعُ من قلبٍ واعٍ بحاجات الناس، وعقلٍ يقظ يرى في العدل واجباً مقدساً، لم يكن دوره محصوراً في انتقاد الظلم، بل كان يحارب الفساد كمن يحارب نيراناً مشتعلة في عتمة الوطن، لا يخشى في ذلك لومة لائم، ولا يعترف بالتراجع أمام المتنفذين، مؤمناً بأن الإصلاح يبدأ من القول الصادق والفعل الرصين.
حينما نستذكر الدكتور العكايلة في يوم ميلاده الثامن والسبعين، فإننا لا نحتفي بسنوات عمره فحسب، بل نحتفي بمسيرةٍ رسمها بالإصرار والمبادئ، كانت حياته شاهداً على كيف يُبنى القادة الكبار، وعلى أن القيادة الحقيقية ليست بالمناصب، بل بقيمٍ تترسخ كالجذور في أرض الوطن. لقد أضاء دربه بشجاعةٍ ووضوح، وجعل من حياته منارةً تنير للأجيال القادمة درب العطاء الحقيقي.
ختاماً، الدكتور عبدالله العكايلة ليس مجرد اسمٍ عابر في سِفْرِ التاريخ الأردني، بل هو نبراسٌ للإنسانية، ورمزٌ للقيادة التي تعلو على المصالح الشخصية، وتجسيدٌ لمعنى المسؤولية التي تعلي الوطن على كل اعتبار. اليوم، في ذكرى يوم ميلاده، نكرّم ليس فقط إنساناً، بل قيماً ومبادئ ستظل تنبض في ذاكرة الوطن وشعبه، وتبقى نهجاً يُحتذى للأجيال القادمة، كنموذج للإنسانية المتجردة والالتزام الصادق.
أخيرا، يا أبتِ، عرفتك أبا ودودا تفيض بالمشاعر، وكنت أود أن أكتب كابن فخور بأبيه، استظل تحت وارف أغصانه، لكني آثرت أن أكتب من واقع من عرفوك وأنصفوك ممن قرأت لهم وسمعت منهم فيك كل كلام عذب …