بوابة الوفد:
2025-03-07@07:29:25 GMT

شكراً «المتحدة».. ولكن!

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

طفرة رائعة ومنظومة شاملة للتجدد والتطوير والتحديث للشاشة المصرية الإخبارية والتوثيقية والدرامية والإعلانية حققتها «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» بأداء علمى وموضوعى وإبداعى عندما خططت لإنشاء قنوات تليفزيونية وإعداد برامج سياسية وثقافية وتنويرية وإنتاج دراما متنوعة الأشكال والغايات الفنية والإبداعية والقيمية والوطنية والإنسانية والمجتمعية والرياضية.

.
مع قناة «القاهرة الإخبارية» أصبح لدينا نافذة إعلامية نطل عبر نافذتها على الدنيا بشكل غير مسبوق عبر شبكة مراسلين على النطاق الإقليمى والعربى والدولى لأول مرة منذ إنشاء التليفزيون الأبيض وأسود وعبر مساحات تتاح لأهل التحليل السياسى والعلمى بتغطيات ترقى للمنافسة، بل وإقبال بعض قنوات الدنيا على النقل عنها... وبات لنا أن نفخر بإنشاء قناة «الوثائقية» إحدى إضافات «المتحدة» الإبداعية المهمة لتحقيق المزيد من مساحات الوعى الوطنية والتاريخية لدى شبابنا والأجيال الطالعة..
وفى مجال الدراما التليفزيونية عادت لنا الشاشة بعد فترة تراجع وتوقف إنتاج للمنافذ الثلاثة التقليدية للإنتاج الدرامى.. وتابع المشاهدون بسعادة وإقبال دراما الاختيار عبر 3 مواسم رمضانية، ورغم صعوبة تقديم دراما لمعالجة ومناقشة أحداث معاصرة إلا أن نبرة الصدق والموضوعية والإضافات الإبداعية والمواد الفيلمية الحية حققت لها نسب المشاهدة الأعلى والارتباط الإنسانى بين شخوص الدراما والمتلقى المصرى والعربى..
وقد تميزت أعمال الكاتب والسيناريست المبدع «عبدالرحيم كمال» بحداثة التناول وروعة السياق الدرامى والتاريخى، فقد قدم عبر الدراما الرائعة «القاهرة كابول» ما يؤكد قدرته على التحليل، بناء على وعى بالتاريخ والشخصيات، أما دراما «جزيرة غمام» الرائعة والناجحة فنياً وجماهيرياً فقد قدم عبدالرحيم سردية شعبية روحية فسلفية إنسانية بديعة بإسقاطات رمزية مهمة حول الصراع بين رجال السلطة والدين والمال، ورغم أن المسلسل لا يشير صراحة إلى اسم أى مكان، فإن متابعين اعتبروه عملاً ينتمى لدراما الصعيد لتحدث أبطاله باللهجة الصعيدية، ما اعتبره البعض تجربة جديدة ومختلفة عن دراما الصعيد، إذ إنه ينقل الصراع الدرامى من الجبال والوادى الضيق، إلى ساحل البحر..
فقط لى همسة عتاب ساخنة من فرط الغليان والضيق تتعلق ببعض مفاهيم وقيم سلبية تؤكد سياقاتها بعض الأعمال الدرامية.. إن أعمال «محمد رمضان» وتلميذه النجيب الذى أفسح له هواء دراما الجدعنة السلبية الشاب أحمد العوضى العام الحالى، أما الفارس رامز جلال الشاب المسموح له بإغواء بعض الفنانين والفنانات والشخصيات العامة بالمال والظهور المختلف، ولا يهم تكرار تلك الرسائل البغيضة بإلحاح رذيل كل عام فى الشهر الفضيل لإهدار كل القيم الإيجابية، فلدى الناس الطيبين مليون علامة استفهام والصراخ: ليه؟!!
لا يمكن اعتماد هذا القدر من مفاهيم استرداد الحقوق خارج سلطة القوانين واعتماد أساليب البلطجة، والتحريض على العنف وتعاطى الحشيش والتفوه بألفاظ غير لائقة، وحمل السلاح الأبيض والتطلع إلى السيطرة والهيمنة وفرض الأمر بالقوة والتنطع القبيح والتهديد الغاشم باعتبارها «جدعنة»!
تعالوا نعاود التأكيد على قيم دراما الجدعنة فى حواديت أسامة أنور عكاشة ومبادئ روحانيات محمد جلال عبدالقوى وأخلاقيات شخوص تراثيات يسرى الجندى وأبطال كوميديا الإنسان فى كل متناقضاته بصدق ودون ابتذال زمن إفيهات الترخص عند وحيد حامد وعاطف بشاى..
أما ما تبثه بعض الإعلانات التليفزيونية ذات المردود السلبى فللمقال تتمة، وأعاود تحية تقديرًا لكل الجهود الإبداعية والوطنية العظيمة للشركة المتحدة..
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية

إقرأ أيضاً:

الدراما السعودية بين التكرار والابتكار!

عبده الأسمري

بدأت «الدراما السعودية» منذ عامين توهجها من خلال «أعمال» تحاكي البيئة المحلية وترصد تداعيات مختلفة وتعالج قضايا متجددة.. وقد رأينا الكثير من الأعمال المختلفة بعد أن ارتفعت أعداد المشاهدات لبعض الأفلام والمسلسلات المحلية.. مما أوقع بعض شركات الإنتاج في تكرار «الأفكار» وأوجد سقطات في بعض الأعمال نتيجة اللهاث خلف «التقليد».

كثيرة هي الأعمال التي جاءت برداء مختلف ولكن «الخلل» يكمن في تكرار الفكرة في قوالب مختلفة تحت «العناوين» ذاتها والدليل الأكبر أن مسلسل «العاصوف» تكررت أجزاء منه في نسخ مختلفة من خلال «العرض» والقالب واللباس والحكايات والقصص والأسواق الشعبية وحكايات «الجدات» ومرويات «الأمهات» وكدح «الآباء» والتركيز على «اللهجات المحلية» التي تشابهت كثيراً إلى حد «الاستنساخ» ثم جاءت أفكار أخرى وآخرها عمل «شارع الأعشى» لتروي القضايا من زوايا مماثلة.

أخبار قد تهمك العاصوف يتصدر البحث مع عرض أولى حلقاته.. شاهدها من هنا 3 أبريل 2022 - 12:35 صباحًا

وفي ذات النسق تحوم الفكرة حول مسلسل «الشميسي» وغيرها وكان قبل ذلك «ثانوية النسيم» لنرى الإمعان في التركيز على «الأماكن» كعنوان جاذب لارتباطه بدوائر الزمن ووجوده قائماً في «حد الذاكرة» مما يستدعي وجود الاهتمام بالاسم أولاً ثم تدوير حركة “الشخصيات” في النصوص، ولكن التكرار يظل قائماً في نوعية «الحبكة» الدرامية والخروج من «الواقع» المفروض إلى «الخيال» المفترض بحثاً عن «تشويق» منتظر في مساحات قادمة من «التنبؤات».

عانت الدراما السعودية في فترات سابقة من «أزمة نصوص» تحت «احتكار» أسماء معينة وظل «التكرار» مستمراً إلى حد «البؤس»؛ وكأن كتاب تلك «النصوص» يكتبون أعمالهم في مكان واحد وبتفكير متشابه؛ مما جعل «المشاهد» يبحث عن زوايا متجددة وأفكار مبتكرة.

هنالك أبعاد متعددة للنجاح الدرامي تعتمد على النص والإنتاج والأداء مع أدوات أخرى تتجه إلى «سد فراغات» الخلل من خلال البحث عن «أسماء» ذات خبرة فنية توازي العمل مع ضرورة دراسة «الكاريزما» التي يمتلكها الممثل أو الممثلة والتي تمنحه «الأحقية» بتمثيل الدور وتبقى الفجوة في إسناد أدوار رئيسة إلى بعض «الفنانين والفنانات» على ضوء «المجاملات» أو من أجل نجاحات سابقة في حين أن الأدوار المحلية والتي ترتبط بالبيئة تحتاج إلى «شخصية» ذات قدرات عالية تصنع الفرق وتؤدي المطلوب بكفاءة عالية سواء في اللغة أو حركة الجسد أو تجويد الأداء.

وبالنظر إلى المعايير الفنية الدقيقة والمقاييس الدرامية المفصلة فإن مسلسل «خيوط المعازيب» كان ولا يزال «أنموذجاً» حقيقياً للمواءمة بين الفكرة والنص والأداء والاحترافية في توزيع الأدوار واختيار ممثلين وممثلات من «ذات البيئة» المرتبطة بالعمل حتى يتم احتراف اللهجة وتسخير المهارات في خدمة المنتج دون الاعتماد على الأسماء وتاريخها فقط دون تحقيق «الانسجام» الفني بين النص والأداء وديناميكية الدور واحترافية الإنتاج.

لابد أن يكون هنالك تفريق بين تحويل رواية كاملة لعب فيها «الخيال» لعبته وما بين مسلسل يقتضي تحوير «الإنتاج» ليحاكي البيئة مع ضرورة توظيف النصوص وتجسيدها فنياً وسلوكياً على أرض الواقع مع أهمية التفريق بين شخصيات وأحداث مقروءة وما بين حكايات وأحاديث مشاهدة والتي تتجلى على ضوئها «معايير» النقد.

على شركات الإنتاج أن تستفيد من «تجارب سابقة» في بلدان الخليج والعالم العربي بعد أن ترسخت «الصورة الذهنية» عن الظواهر المتفشية في المجتمعات والمظاهر الشائعة في المناسبات حيث توقفت الأعمال الخليجية في أعوام خلت أمام «التكرار» في العنف وقضايا الطلاق والجريمة والمخدرات وترويج الحزن؛ وظلت الأعمال الدرامية الشامية تكرر نفسها بتراجع مخيف في المسلسلات المكررة؛ والحكايات المنسوجة من بعضها في الحارات القديمة.

يجب التركيز على الابتكار والتعاطي مع القضايا المهمة والقصص الموثوقة دون الدخول في مساحة «الشبهات» التاريخية أو الأخطاء الجغرافية أو الأمور القبلية أو الاعتماد على «روايات» صنعت في أفق تخيلي وترويضها لتكون مسلسلاً يتحدث عن أزمنة وأمكنة تتقاطع مع ذاكرة المشاهد مع ضرورة البحث عن «كتاب» من طراز رفيع يمتلكون المهارات ويملكون «الحس الفكري» لصناعة الفارق بعيداً عن استنساخ الأفكار وتعاقب التكرار.

* كاتب وإعلامي سعودي
*نقلاً عن: al-jazirah.com

مقالات مشابهة

  • الدراما والتوظيف السياسي
  • البابا فرنسيس في أول رسالة صوتية من المستشفى: شكرا لكم على صلواتكم
  • بو عاصي: مستعدّ للحديث مع حزب الله ولكن!
  • رمضان فرح روحي وثقافي
  • الدراما الرمضانية.. تطبيع للانحلال وتغريب للهوية
  • جامعة أسيوط تنظم مسابقة لاختيار «أجمل ساحة رمضانية» لتعزيز الأجواء الإبداعية بين الطلاب
  • دراما رمضان وتشويه الواقع
  • الحكومة لم تُقصِّر.. ولكن!
  • الدراما السعودية بين التكرار والابتكار!
  • هالة صدقي: أتعرض عليا دور إنتصار في "إش إش" ولكن رفضته