إعلام أميركي: لماذا لا يستطيع بايدن أن يكون صارما إزاء إسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
نشرت مؤسستان إعلاميتان بارزتان في الولايات المتحدة مقالتين لاثنين من كبار الباحثين في شؤون الشرق الأوسط عن الخلاف بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي حين ركز مقال مجلة "فورين أفيرز" على نقاط الضغط التي تمنح الولايات المتحدة إمكانية التأثير على إسرائيل، تساءل كاتب المقال في صحيفة "نيويورك تايمز" عن الأسباب التي تحول دون ممارسة بايدن الضغط على تل أبيب.
يقول جونا بلانك، الباحث في مؤسسة راند ومعهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، في مقاله بمجلة "فورين أفيرز"، إن الرأي الذي ظل شائعا بخصوص المسار السياسي لبايدن، أن التعامل الصارم مع إسرائيل لا جدوى منه، بل ينطوي على مخاطر جمة.
لكن الأمور لم تعد بتلك البساطة، كما يعتقد الكاتب، ذلك لأنه بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب المدمرة في قطاع غزة، أصبح العجز عن اتخاذ موقف صارم تجاه إسرائيل يشكل خطرا كبيرا أيضا.
إحباط
ويرى بلانك أن بايدن لم يبدِ حتى الآن استعدادا لتحدي إسرائيل بطريقة مجدية، لكن ثمة دلائل تشي بأنه بات يشعر بإحباط متزايد من نتنياهو.
لكن إذا أراد الرئيس أن يتعامل بصرامة مع نتنياهو، فدون ذلك مجموعة من الخيارات؛ تتراوح من حجب المساعدات العسكرية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
ومع أن تنفيذ تلك الخيارات -كما يقر الكاتب- ليس بالأمر السهل من الناحية السياسية، فإنها قد تصبح أكثر جدوى في ظل ارتفاع حصيلة قتلى الحرب وانتشار المجاعة في قطاع غزة.
ورغم أن لهجة بايدن في انتقاده لحملة نتنياهو العسكرية في غزة أصبحت حادة وصريحة منذ فبراير/شباط الماضي، ودعوته إسرائيل إلى زيادة المساعدات الإنسانية، والحد من حجم عملياتها العسكرية، والخسائر في صفوف المدنيين، فعليه أن يعلن في خطاب متلفز من البيت الأبيض وقف تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "هذا إذا كان يريد أن يعطي مطالبه تلك ثقلا أكبر"، حسب بلانك.
ويرى الكاتب أنه إذا فعل ذلك فعليه أن يوضح أن انتقاده موجه لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة، وليس لشعبها، وهو ما من شأنه رفع وتيرة الضغط على نتنياهو في الداخل ما "يجعله يعتدل في مواقفه".
والخطوة الأخرى -برأي الباحث الأميركي في مقاله- هي "تخفيف" الدعم الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة، "دون التزام سياسي محدد".
كما أن هناك نقطة ضغط أخرى تكمن في أن بايدن يتمتع بصلاحية الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة من خلال اتخاذ إجراء تنفيذي.
تقديم حوافز
كما يمكن لواشنطن أن تتوقف عن تقديم حوافز لتشجيع إبرام اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، على حد تعبير مقال "نيويورك تايمز".
وفي مقاله، أعرب المحلل والمفاوض السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، عن اعتقاده أن تصريحات الرئيس بايدن بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي وردت في خطابه عن حالة الاتحاد وفي مقابلته مع شبكة "إم إس إن بي سي" يوم السبت، كانت إيذانا بسياسة أميركية أكثر انتقادا لإسرائيل.
وذكر ميلر، الذي يعمل باحثا بارزا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن الرئيس دعا في ذلك الخطاب إلى وقف مؤقت على الأقل لإطلاق النار، متحدثا عن الخسائر والمعاناة التي يقاسيها سكان غزة، وموجها رسالة إلى إسرائيل بضرورة العمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني باعتبار ذلك أولوية.
توبيخ
وبدلا من التبشير بتحول كبير في السياسة -وفق تعبير الكاتب- جاءت كلمات الرئيس واجتماع نائبته كامالا هاريس مؤخرا مع بيني غانتس، خصم نتنياهو وخليفته المحتمل، على الأرجح في إطار نهج الإدارة الأميركية الذي لا يبدو سعيدا مع حكومة نتنياهو.
وقال ميلر إن خطاب الرئيس حمل عدة رسائل منها "توبيخ" إسرائيل بسبب قصفها العشوائي لغزة؛ مبديا إحباطه من بعض تصرفات تل أبيب، وعدم اكتراثها وحتى معارضتها تسهيل دخول المساعدات إلى القطاع. كما أعرب عن غضبه إزاء عدم استعداد إسرائيل كبح جماح عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ويرى المحلل السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن عبارة "أنا غير سعيد بإسرائيل، لكنني لن أفعل الشيء الكثير حيالها"، التي أطلقها بايدن هي تعبير عن سياسته المدفوعة بحساسيته وخياراته السياسية التي يواجهها في التعامل مع الحرب الحالية.
ثم إن الرئيس يدري بالتأكيد أن هناك ثمنا سيدفعه في الداخل والخارج بسماحه لنتنياهو بالاستخفاف بالمصالح والقيم الأميركية، وهنا تكمن المشكلة، بحسب ميلر الذي أضاف أن ارتباط بايدن بإسرائيل هو الذي منعه من فرض شروط عليها طيلة الحرب. وأردف الكاتب بأن ما من رئيس أميركي وصف نفسه مرات ومرات بأنه صهيوني سوى بايدن.
ويرى بايدن أن حياته السياسية تتشابك مع قصة الدولة الإسرائيلية، لكن مشاعر الحب هذه لا تشمل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
متقاعدو الأرجنتين يتظاهرون ضد تدابير التقشف التي فرضها الرئيس ميلي
تجمع عدد من المتظاهرين، بينهم متقاعدون وأعضاء ومؤيدو الأحزاب المعارضة، في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس يوم الجمعة للاحتجاج على تدابير التقشف التي فرضها الرئيس خافيير ميلي.
اعلانبعد عام من توليه منصب الرئاسة، اتخذ ميلي سلسلة من الإجراءات المالية الصارمة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. شملت هذه الإجراءات تقليص الدعم للطاقة والنقل، وتخفيض الأجور والمعاشات التقاعدية بما يقل عن معدلات التضخم، بالإضافة إلى تسريح عشرات الآلاف من موظفي الحكومة وتعليق مشروعات البنية التحتية العامة.
أحد المشاركين في الاحتجاج، ماريا روزا ريفيرو (75 عامًا)، أكدت أن معاشها التقاعدي لا يكفي لتغطية احتياجاتها اليومية، مشيرة إلى صعوبة التنقل بسبب تكاليف وسائل النقل العامة المرتفعة.
وأضافت: "الأوضاع الاقتصادية سيئة بالنسبة لي. لا أستطيع السفر لأن المال غير كافٍ، وهذا سبب مشاركتي في الاحتجاج".
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يغني في فعالية ترويجية لكتابه الجديد في بوينس آيرس، الأرجنتين، 22 مايو 2024Gustavo Garello/APRelatedقرار حكومي يشعل غضب المتقاعدين في الأرجنتين ويدفعهم إلى الشوارعطلاب الأرجنتين يحتجون في بوينس آيرس ضد فيتو الرئيس ميلي على تمويل الجامعات العامةسياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتينالأرجنتين تحتفل بتقاليدها.. تكريم للأجداد وفرسان الريف وتشبثّ بالقيم النبيلةتعتبر هذه الاحتجاجات رمزًا للمعاناة التي يواجهها العديد من المتقاعدين في الأرجنتين نتيجة الإجراءات التي فرضتها الحكومة، والتي شملت خفض قيمة المعاشات التقاعدية.
متظاهرون للحكومة يشتبكون مع الشرطة خارج الكونغرس بينما يناقش المشرعون مشروع قانون الإصلاح الذي يروج له الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بوينس آيرس، الأرجنتين، 12 يونيو 2024Gustavo Garello/APفي الوقت نفسه، أظهرت بعض المؤشرات الاقتصادية تحسنًا طفيفًا في البلاد، حيث انخفض التضخم الشهري، وزادت قيمة السندات، وتقلص الفارق بين الدولار في السوق السوداء والسعر الرسمي بنحو 44%.
فيما يخص المخاوف من الأزمة الاقتصادية، وصل مؤشر مخاطر الدولة في الأرجنتين إلى أدنى مستوياته خلال خمس سنوات، مما يشير إلى تحسن نسبي في الأوضاع المالية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بارنييه يكشف خارطة طريق مالية تتضمن ضرائب أكبر على الأثرياء وتأجيل مكاسب المتقاعدين شاهد: اشتباكات بين قوات الأمن والمتقاعدين العسكريين في بيروت الجزائر ترفع الأجور ومعاشات المتقاعدين ومنح البطالة الأرجنتينسن التقاعدالحركة والتنقلمظاهراتأزمة اقتصاديةتضخماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس يعرض الآن Next مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر مشروع زيادة مدفوعات الضمان الاجتماعي للمتقاعدين في القطاع العام يعرض الآن Next إسرائيل تتوغل جنوبا في العمق السوري.. فما هو "حوض اليرموك" ولماذا يمثل هدفًا استراتيجيًا لتل أبيب؟ يعرض الآن Next استدعاء للسفراء وإصدار مذكرات اعتقال.. ما الذي يحدث بين بولندا والمجر؟ اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومهيئة تحرير الشام ضحايابشار الأسدسورياأبو محمد الجولاني الحرب في سوريااعتداء إسرائيلقطاع غزةعيد الميلادألمانياإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024