ضرب وتركيع وإذلال.. وول ستريت جورنال: شهادات مروعة للأسرى الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال.. تعديلات على قانون الاحتجاز الصهيونى بعد طوفان الأقصى.. واحتجاز الأشخاص دون رؤية محام لمدة 6 أشهر
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
أظهرت شهادات صادمة من فلسطينيين أسرى فى غزة حقائق مروعة حيال ما تعرضوا له بعد اعتقالهم على يد قوات الاحتلال الصهيوني.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد شهد الأسرى فترات من العذاب حيث تعرضوا لأشد أنواع التعذيب الجسدى والنفسى دون أى هدف محدد سوى الانتقام من أهل غزة.
تروى الصحيفة حادثة "بهاء أبوركبة"، البالغ من العمر ٢٤ عامًا، الذى تم الإفراج عنه بالقرب من معبر حدودى فى غزة بعد احتجاز دام لثلاثة أسابيع تقريبًا، حيث أفاد بتعرضه للضرب المتكرر بأعقاب البنادق والركل فى الفخذ مما تسبب فى آلام شديدة وصعوبة فى المشي.
تُقدر الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلى احتجزت آلاف الشباب الفلسطينيين فى غزة، تحت مزاعم استهداف المقاتلين التابعين لحركة حماس، لكن يبدو أن الهدف الفعلى هو الانتقام من سكان المنطقة.
وتحدثت الصحيفة مع أكثر من ١٠ أسرى سابقين ووصفوا تعرضهم لأشكال مختلفة من التعذيب النفسى والجسدي، بما فى ذلك الضرب أثناء الاستجواب وإجبارهم على وضع مواقف متعبة لفترات طويلة.
وروى "بهاء أبوركبة"، الذى يعمل مسعفًا فى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تجربته قائلاً: "كنت أُجبر فى بعض الأيام على الركوع لمدة تصل إلى ٢٠ ساعة"، ووصف وضعه بأن يديه كانتا مقيدتين بقضيب فوق رأسه، ما أظهر سوء معاملته وانتهاك حقوقه الأساسية.
فى تقرير سابق نشرته صحيفة "هآرتس" الصهيونية، جاءت معلومات تثير القلق حيال مصير ٢٧ فلسطينيًا من سكان قطاع غزة فقدوا حياتهم فى المعتقلات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.
وأفادت الصحيفة العبرية بأن الجيش الإسرائيلى أكد لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه يعلم بوفاة هؤلاء المعتقلين خلال فترة احتجازهم.
وفى نهاية المطاف، تم الإفراج عن المعتقلين دون توجيه اتهامات رسمية ضدهم من قبل السلطات الإسرائيلية.
وخلال مقابلات أجرتها الصحيفة مع بعض المفرج عنهم، قام بعضهم بوصف سوء المعاملة التى تعرضوا لها أثناء فترة الاعتقال، حيث تعرض بعضهم للاعتداءات الجسدية بما فى ذلك الضرب والركل، فيما أشار البعض الآخر إلى تعرضهم للإهانة المتكررة وأشكال أخرى من الإساءة اللفظية.
اضطهاد جسدى ونفسى
وتنوعت الشكاوى بين الاضطهاد الجسدى والنفسي، حيث زعم البعض أنهم تعرضوا لساعات طويلة من الركوع وعدم السماح لهم بالنوم سوى لأربع ساعات يوميًا، دون توفير أسِرَّة أو بطانيات، كما وصف العديد منهم الظروف القاسية داخل مراكز الاحتجاز بأنها تشبه جحيمًا، حيث شملت الاكتظاظ ونقص الصرف الصحى والغذاء.
وفى تعليقه على هذه الأحداث، أكد تال شتاينر، المدير التنفيذى للجنة العامة لمناهضة التعذيب فى إسرائيل، على أن هؤلاء المعتقلين يحتجزون بشكل معزول عن العالم الخارجى دون حقوق أساسية، مثل الاستعانة بمحامين أو التواصل مع أسرهم، مشيرًا إلى أن استخدام إسرائيل للتعذيب فى الاستجوابات يعكس صورة مظلمة للحقوق الإنسانية.
وبعد العدوان الصهيونى على قطاع غزة، شهدت الأسابيع التالية تسريب مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية للمعتقلين الفلسطينيين، مما أدى إلى انتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان.
وتم خلع ملابس العديد من الرجال باستثناء ملابسهم الداخلية، وجثا بعضهم على ركبهم فى الشوارع أو احتضنوا أرجلهم للحماية من البرد، وهو ما أدانته وزارة الخارجية الأمريكية ووصفته بأنه "مزعج للغاية".
وفى نوفمبر وديسمبر، خلال المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلى على غزة، اعتُقِل العديد من الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى الصحيفة، حيث اتجه مئات الآلاف من السكان نحو جنوب القطاع بناءً على دعوة إسرائيل للإجلاء.
ووصف الفلسطينيون الذين تحدثوا إلى الصحيفة كيف تم حشدهم فى مجموعات كبيرة وتجريدهم من ملابسهم وتعصيب أعينهم فى بعض الأحيان، قبل نقلهم إلى مراكز الاحتجاز فى غزة وإسرائيل.
وبالرغم من ادعاءات جيش الاجتلال بأن إجراء خلع الملابس يأتى للتأكد من عدم حمل المعتقلين لأسلحة، إلا أن المعتقلين السابقين أكدوا للصحيفة أنهم تم خلع ملابسهم لفترات طويلة، بما فى ذلك أثناء فترة الاستجواب.
تجربة مروعة
وفى هذا السياق، تعرض الصحفى محمد عبيد، البالغ من العمر ٢٠ عامًا، لتجربة مروعة عندما تم اعتقاله فى أكتوبر خلال تنفيذ أوامر الإخلاء التى أصدرتها إسرائيل للحى الذى يسكنه فى مدينة غزة.
فى ظل تهديد السلاح، اضطر عبيد لخلع ملابسه، قبل أن يقيد جنود الاحتلال يديه وقدميه بأربطة مضغوطة، ويتم نقله بعد ذلك فى شاحنة ثم فى حافلة مع معتقلين آخرين إلى منطقة مفتوحة تضم عددًا قليلًا من المبانى المؤقتة.
خلال فترة الاستجواب التى استمرت لمدة ٦ ساعات، كانت يداه مقيدة بالسقف، وخلال هذه الفترة، تعرض للاستجواب حول مكان وجوده فى يوم ٧ أكتوبر ومواقع المحتجزين الإسرائيليين وأنفاق حماس ومواقع الصواريخ، بينما تناوب المحققون على لكمه على وجهه.
وبعد انتهاء الاستجواب، جرى سحبه إلى الخارج حيث طُلب منه مسح الدماء عن وجهه والوقوف أمام العلم الإسرائيلى لالتقاط صورة له.
رغم مرور ٤٠ يومًا من الاحتجاز، تم إطلاق سراح عبيد دون توجيه أى اتهامات له، وهو يروى تجربته التى تمثل مجرد جزء صغير من الظروف القاسية التى يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون فى سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أيمن لباد، البالغ من العمر ٣٤ عامًا، شارك تجربته الصادمة أيضًا مع الصحيفة، حيث كان فى منزل عائلته فى شمال غزة عندما داهمته قوات الاحتلال الإسرائيلى فى ٧ ديسمبر، وأمرت السكان بإخلاء المنطقة.
عندما ترك السكان منازلهم، تم توجيه النساء وكبار السن إلى المستشفى المحلي، بينما أُجبر الذكور البالغون من العمر ١٤ عامًا فما فوق على خلع ملابسهم والركوع فى الشارع.
لباد وصف كيف تم تعصيب عينيه وربطه بأربطة، ثم نقله إلى سلسلة من مواقع الاحتجاز خلال الأيام التالية.
تعرض للضرب بشكل متكرر على يد الجنود الإسرائيليين دون سبب واضح، حيث كانوا ينهالون عليه بالضرب على منطقة الصدر باستمرار، مما تسبب فى فقدانه القدرة على الحركة لمدة ليلتين بسبب شدة الألم.
وفى النهاية، أُطلق سراحه فى ١٤ ديسمبر، بعد أيام من الاحتجاز القاسى والمرهق، دون أن يوجه له أى اتهامات رسمية.
وسنت إسرائيل قوانين تتيح لها احتجاز الفلسطينيين فى قطاع غزة، مثل قانون صدر عام ٢٠٠٢ الذى يسمح بالاحتجاز لما يسمونهم بـ "المقاتلين غير الشرعيين".
وفى أعقاب حدوث عملية طوفان الأقصى، أدخلت إسرائيل تعديلات طارئة على هذا القانون، مما يتيح لها احتجاز الأشخاص دون رؤية محام لمدة تصل إلى ستة أشهر، فى حالة حصول موافقة القاضي.
تكشف الشهادات عن تحويل النساء الفلسطينيات اللاتى التقتهن الصحيفة إلى سجون إسرائيلية عقب اعتقالهن، حيث قالت هبة غبن (٤٠ عامًا) إنها تم اعتقالها فى أوائل ديسمبر، ونقلت إلى سجن الدامون الواقع بالقرب من حيفا فى شمال إسرائيل، حيث قضت ما يقرب من شهرين خلال فترة الاحتجاز.
وخلال جلسات الاستجواب، تعرضت النساء للاستجواب بشدة، حيث طُلب منهن الإدلاء بمعلومات حول سكان الأحياء التى يسكنها، وعن مكان وجود قادة حماس والمحتجزين الإسرائيليين.
ورغم عدم وجود تهم موجهة لهن، تم تعريضهن للتهديد بالصعق بالكهرباء، بالإضافة إلى ربط أيديهن وأرجلهن خلال فترات الاحتجاز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فلسطينيين الاحتلال قوات الاحتلال من العمر فى غزة
إقرأ أيضاً:
إصابات برصاص الاحتلال في مدن وبلدات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
أصيب عدد من الفلسطينيين -اليوم الخميس- خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المدن والبلدات في الضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر رسمية فلسطينية إن 91 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم.
وذكرت المصادر أن فترة الاقتحامات للمسجد الشريف عادة ما تبدأ يوميا بعد صلاة الظهر وتستمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وتنتهي قبل صلاة العصر عدا يومي الجمعة والسبت، كما أن هناك فترة اقتحامات مسائية.
ومن جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 3 فلسطينيين، بينهم طفل، أصيبوا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وذكر "الهلال" الفلسطيني أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى المصابين.
ومن ناحية أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال في المخيم شابا فلسطينيا بعد الاعتداء عليه بالضرب بزعم أنه مطلوب لأجهزتها الأمنية، كما اعتقلت امرأة وابنها.
كما اقتحم جيش الاحتلال مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.
وقد أفادت مصادر للجزيرة بأن عناصر من جيش الاحتلال خطوا إشارات وأرقاما على جدران منازل ومنشآت، كما أخذوا قياسات لعدد من الشوارع داخل المخيم قبل انسحابهم.
اعتقالاتفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا بعد أن أصابته بالرصاص، وصادرت مركبته، في منطقة كفر صور جنوبي المدينة.
إعلانوكانت قوات الاحتلال اقتحمت -في وقت سابق- منطقة كفر صور جنوبي المدينة، وحاصرت مركبة فلسطينية، وأطلقت النار من مسافة الصفر على شاب كان بداخلها.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت هذا الشاب بعد أن نكلت به، ومنعت طواقم الاسعاف من الوصول إليه، وصادرت مركبته، واقتادته لوجهة مجهولة، دون معرفة هويته أو وضعه الصحي.
وجنوبي الضفة، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي عشوائيا أثناء توغلها في محيط مخيم الدهيشة في بيت لحم.
وأكدت مصادر فلسطينية أن شبانا فلسطينيين حاولوا التصدي لهذه القوات التي انتشرت عند مداخل المخيم، ونشرت القناصة على أسطح عدد من البنايات السكنية.
كما قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت بيت لحم، ومخيم العروب جنوبي المدينة.
وفي بلدة زعترة شرق بيت لحم، هدمت قوات الاحتلال منزلا بحجة البناء دون ترخيص.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة صباح اليوم برفقة آليات الهدم العسكرية، وحاصرت المنزل ثم بدأت بهدمه.
كما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطيني عند مدخل قرية قِلقِس جنوب الخليل.
وقام جنود الاحتلال بضرب هذا الشاب بأعقاب البنادق، مما أدى الى إصابته بجروح في رأسه.
كما أجبرت قوات الاحتلال الفلسطينيين على الاصطفاف في طابور طويل، وعرقلت مرورهم عبر بوابة قرية قلقس المغلقة منذ 18 شهرا.
اعتداءات المستوطنينمن ناحية أخرى، هاجم مستوطنون بلدة "كِفِلْ حارس" شمال غرب مدينة سلفيت شمالي الضفة، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين أثناء اقتحام البلدة لأداء طقوس تلمودية.
وأظهر مقطع مسجل لحظة هجوم المستوطنين واعتدائهم على ممتلكات الفلسطينيين، حيث حطموا زجاج عدد من المركبات والمنازل.
وأكدت مصادر فلسطينية أن هذه البلدة تشهد اعتداءات متكررة بشكل يومي من قبل المستوطنين، إضافة لسياسة الهدم والتجريف التي تواصلها سلطات الاحتلال بحق ممتلكات الأهالي لصالح التوسع الاستيطاني.
إعلانيُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه -منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي- على مخيمات وبلدات ومدن شمال الضفة الغربية.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد المستوطنون والجيش الإسرائيلي اعتداءاتهم بالضفة مما أدى لاستشهاد أكثر من 956 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.