عربي21:
2025-02-22@22:02:49 GMT

نخب الغوغاء

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

الله نسأل حسن الخاتمة:

هو دعاء دون شك يحمل أمنية تتجاوز موضعها لتكون غاية عظمى عند بني آدم جميعا في آخر أعمال يعملونها وآخر فكرة يفكرون بها وآخر كلمات ينطقونها. دون شك أن هذا دعاء جميل ينبغي ألاّ يختص به عمر معين، فالأعمار زمن والزمن ملك الله وينتهي متى شاء لا فرق بين طفل وشاب وكهل أو عجوز أو طاعن في السن محتفظ بذاكرته، هي كالصبر فُهمت خطأ، فالصبر يعني المطاولة على العمل لهدف أو غاية وليس التحمل للألم أو الظلم أو العجز، كذلك حُسن الخاتمة؛ أن يعاني الإنسان ليغادر وهو بمنظومة عقلية ناجحة لأن من يُختبر هي المنظومة العقلية.



عندما يقول هذا الدعاء رجل أو امرأة تجاوزا الأربعين أو حتى الثمانين، أتوقف لحظة لأدقق المراد، فالحياة هي الحياة مذ الصرخة الأولى إلى زفرة النفس حين السفر وكل وقت قد يكون الخاتمة، والإنسان مكلف ما دام فيه نفس وقلب ينبض.

الجسد يتفاعل مع الزمن لكن النفس لا تكبر أبدا وإنما تبقى شابة، وإن قبلت بها شابة بقي عطاؤك وهمتك وتفاعلك الإيجابي مع الحياة، ونحن نرى نماذجَ من هذا النوع ما انفكت تتعامل مع مزرعة أو مشغل صغير أو تسافر بمركب شراعي تكون أحد من يقوده وعندما تتحدث عن المستقبل تعبر عن الأمل، فالإنسان يفكر كثيرا وتراوده أفكار تثير أحاسيس عنده،الصواب أن تستخدم منظومتك العقلية لتفكر كيف تصنع الحياة ولو بابتسامة، والقيامة تقوم ازرع الفسيلة وأن تتعاون وتتعامل مع الآخرين بإيجابية متماهية مع تفكيرهم لتحقق الهدف الصواب بعضها إيجابي وبعضها سلبي، بيد أن الله الذي خلق هذا الإنسان لا يحاسبه على ما يتخيله وإنما ما يفعله. لهذا كان الحرص على الفعل مهما وكان الاستغفار ممحاة الضعف البشري أمام ضغوط الغرائز السلبية. والحمد لما يفعل إيجابيا، والشكر لله بالعمل وليس بالكلام، والإحسان للناس من الشكر والعطاء من الشكر، والإقدام على الحياة من الشكر أيضا.


لم تك السلبية أو الخوف من لحظات السعادة تمثل نجاح المنظومة الآدمية إلا عندما نتصور أننا خلقنا لها، وهذا نوع من السقم الذي يقود الإنسان إلى الجحود العملي بل ويظن أن هذا هو الصواب.. الصواب أن تستخدم منظومتك العقلية لتفكر كيف تصنع الحياة ولو بابتسامة، والقيامة تقوم ازرع الفسيلة وأن تتعاون وتتعامل مع الآخرين بإيجابية متماهية مع تفكيرهم لتحقق الهدف الصواب.

في جهازنا المعرفي نهتم للشكليات والاستجابة لبعض الانطباعات الخطأ، لن تكون عجوزا إلا إن أردت ولو كان عمرك في زهو الشباب والتوازن النفسي؛ بإضعاف الأمل، وحتما سيكون الإضعاف بدل التحفيز عندما فهمنا أننا ننتظر النهاية التي قد لا تأتي إلا بضعف عندها سنضعف! هذا معيار الركود في الحياة تثبيط للمشاعر، وحاجة للتجديد وقد تضعف طاقات من النخب فتستسلم للأفكار والمشاعر السلبية التي تضخ في المجتمع، فنجد الإنسان يثبط الطاقة التي وضعها الله فيه ويختبر بمتانتها ليكون سلبيا.

قد يُفهم هذا الدعاء عن قناعة بالإنجاز والاكتفاء وفي الجنة أفضل الحال؛ غاية طيبة لكن مستقبلاتها محبطة لهذا هي مؤشر على فشل في المنظومة لأنها لا تتحرك كما صممت للحراك فالكون كله مستقر بالحركة.

زراعة الأمل والبهجة في النفس تنبت أزهارا منها منظرا وعطرا، فان كانت بيئة الإنسان لا تشم رائحتها أو ترى جمالها فالإنسان نفسه يحس بها ويرى ما هو عليه وهذا مُجد. إن حسن الخاتمة هو أن تكون فاعلا في الحياة متوقدا مؤملا تسعى لتحسين أداء منظومتك العقلية لتنجح في الاختبار، ونفسيتك في الانفتاح والبسطة، فتكون شخصية يرضى عنها الله، وليس بالتثبيط والإحساس بالعجز أو الاكتفاء السلبي دون تجديد الحياة.

المفكر عالة في عالم نخب الغوغاء:
يحملون شعارا انطباعيا يرتفع صوتهم به، فهم وما يتبعهم من رعاع في التخريب الفكري والمدني لا يبتكرون رأيا ولا فكرة، لا تجدهم يطرحون أمرا متكاملا، هم يتمنون السلبية لأنهم يعيشون ويتكلمون ويجادلون بها كقضية، بل يصلون إلى مراتب عليا وبرنامجهم بوق السلبية والمظلومية التي تخاطب هوى الجمهور العاجز، فهذه النخب لا تعرف وترفض أن تصدق أنها لا تعرف، لا تقرأ وثقافتها من طقطوقة وجماهيريتها من عجز الجمهور
حالة الاستسلام بفهم خاطئ للتعامل مع الله، هي نتاج منظومة نفسها تنتج الغوغاء برداء نخب الثقافة، والغوغاء إن أردنا أن نميزهم عن الرعاع، فهم من يحملون شعارا انطباعيا يرتفع صوتهم به، فهم وما يتبعهم من رعاع في التخريب الفكري والمدني لا يبتكرون رأيا ولا فكرة، لا تجدهم يطرحون أمرا متكاملا، هم يتمنون السلبية لأنهم يعيشون ويتكلمون ويجادلون بها كقضية، بل يصلون إلى مراتب عليا وبرنامجهم بوق السلبية والمظلومية التي تخاطب هوى الجمهور العاجز، فهذه النخب لا تعرف وترفض أن تصدق أنها لا تعرف، لا تقرأ وثقافتها من طقطوقة وجماهيريتها من عجز الجمهور.

وينشط هؤلاء في تسفيه النخبة المثقفة القليلة في صراع تعيشه هذه النماذج الطاغية على واقعنا حتى مع شبيهاتها، وعندما يريدون التفوق فهم لا يبحثون عن إنجاز وإنما التسابق في كسب مواقف حرب دونكيشوت فيدفنون الأمل في أناس يحاولون جاهدين أن يصنعوا الحياة.

نحن في مأزق تلك النملة التي تتجه شرقا بكل سرعتها في سفينة ضخمة تسير غربا، وتظن أنها ستسبق الجميع وواقعا أنها تمضي في أمر ليس من خيارها، تصرخ بصوت عال ثم عندما ترى ما اعتبرته مشكلة يمكن أن يشبع حاجاتها أو غرائزها ستحاول التقرب منه ومنفردة أيضا، وكأنه بات ملاكا وأمل السماء حينما خاطب وهْمه ووعده كما وعد كل الواهمين بأنه سيتبنى ما تمثله أفكارهم الأنانية من إنقاذ، فهي بانفرادها تفكر كالأعرابي الذي يتصور رحمة الله سخل وليد لا يكفي أكثر من اثنين فيُسقط من يظنه منافسه في وقت عمل المجموعة أسلوب البنائين؛ وهنا تبدأ مشكلة الكم من الرعاع الذين يتبعون غوغاء النخب التي تمسك بالسلبيات ولا حلول، فيتولد الإحباط وعندما يتكلم المفكر أو المثقف سيواجه برد مريض من انعكاس المشاعر السلبية وليدة الإحباط والفشل، ومما يزيد الطين بلة أن هؤلاء يتقمصون شخصية المثقف الوسطي فيتهمون الوسطية بتعريفها أنها سلوك التسول في عالم النفاق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات النفس الأمل الشباب الغوغاء الشباب البناء الأمل النفس الغوغاء مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا تعرف

إقرأ أيضاً:

ندوة تنهل من حكمة الشيخ زايد ومواقفه وإنجازاته

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة ممثلون: الدراما «مرآة» المجتمع برعاية منصور بن زايد.. بطولة أبوظبي الدولية لجمال الخيل العربية تنطلق اليوم

استهلّ الأرشيف والمكتبة الوطنية موسمه الثقافي 2025 بندوة عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سلط الضوء فيها على قيادته الحكيمة، واستشراف المستقبل في فكر الشيخ زايد وإنجازاته، ورؤاه الاستثنائية، وجهوده على الصعيد الإنساني، واهتمامه بالمجتمع وتنمية الإنسان باعتباره اللبنة الأساسية لكل تطوّر وتقدم؛ وجهوده في مجال التعليم والرعاية الصحية والثقافة التي تؤهل الإنسان ليكون قادراً على خدمة وطنه، كما أعطى -طيب الله ثراه- للأسرة اهتماماً كبيراً باعتبارها نواة المجتمع والمؤثر الأكبر في شخصية الإنسان وتكوينه.
اختار الأرشيف والمكتبة الوطنية الندوة لما يحفل به تاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من المواقف الخالدة التي حولته إلى رمز للحكمة والخير والعطاء على كافة المستويات، ولا تزال مواقفه ومبادراته الملهمة شاهدة على مكانته كقائد خالد يحظى بتقدير شعوب المنطقة ودول العالم.
شارك في الندوة كل من الدكتورة وديمة الظاهري من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور موسى الهواري من دائرة الثقافة والسياحة، وراشد الحوسني من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وأدارت الندوة الكاتبة الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتطرقت الندوة إلى اهتمام الشيخ زايد باستشراف المستقبل، وتجلى ذلك بمقابلته لعلماء الفضاء الذين يشكلون فريق أبوللو في وكالة ناسا عام 1976م، واغتنامه للقوة الناعمة في العلاقات مع الآخرين، وإنجازاته الكثيرة وأبرزها: قيام الاتحاد، ونهضة التعليم، والثقافة والتراث، والتنمية والتطوير، ولم يدخر جهداً على الصعيد الإنساني، والاهتمام بالمجتمع وتنمية الإنسان والارتقاء به.
وركزت الندوة على حكمة المؤسس والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤاه الاستثنائية؛ فقد كانت له رؤية شاملة للتنمية تهدف إلى جعل الإمارات نموذجاً للتنمية المستدامة، وواجهت عملية التطوير التحديات الاقتصادية والسياسية، واستطاع بحكمته وعزيمته تجاوزها فنفذ خططاً لتطوير البنية التحتية، وأنشأ المرافق الأساسية التي تعزز الحياة الكريمة للإنسان، وانطلق بهمةٍ وعزيمةٍ نحو توحيد الإمارات إيماناً منه بأهمية الوحدة، ولم يدخر جهداً في سبيل تمكين المواطنين ودعم السلام، وتعزيز الهوية الوطنية بالحفاظ على التراث والتقاليد، فكان إرث زايد غنياً بالتنمية والتطوير والحضارة، وألهمت رؤاه الحكيمة القيادات في الإمارات، وغدت الإمارات نموذجاً عالمياً.
واهتمت الندوة بالجانب الإنساني في حياة المؤسس والباني؛ فأشارت إلى جهوده أثناء وجوده ممثلاً للحاكم في العين؛ حيث أسهم في صيانة الأفلاج، ووضع نظاماً لتوزيع المياه والري، واهتمّ بالزراعة والتشجير، وقال حكمته الشهيرة: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، ثم أثناء حكمه لإمارة أبوظبي اهتم في جميع المراحل بالتعليم والصحة، وبإنشاء البنية التحتية، وبذل الكثير من أجل قيام الاتحاد، وكان القائد القريب من أبناء شعبه، ورجل الإنسانية الذي يمدّ يده بالمساعدات الإنسانية إلى الأشقاء والأصدقاء.

مقالات مشابهة

  • ترامب: 70% من الأمريكيين يعتقدون أن ما نقوم به هو الصواب
  • حالتان لا تُقبل فيهما التوبة.. احرص على الإقلاع عن الذنب في أقرب وقت
  • ليستر سيتي.. «القياسية السلبية» في «البريميرليج»!
  • علي جمعة: الإنسان مع كثرة العبادة يحدث له أنس بالله
  • بعد النجاحات التي حققها.. العربي الأوربي لحقوق الإنسان يتحصل على صفة «مراقب»
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • خطيب الأوقاف: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. فيديو
  • بتمويل من الحزب.. ملعب المدينة الرياضية يعود إلى الحياة
  • ندوة تنهل من حكمة الشيخ زايد ومواقفه وإنجازاته
  • مقاتل من حزب الله يعود إلى الحياة بعد فقدانه لأشهر.. سأل عن نصر الله (شاهد)‏