الله نسأل حسن الخاتمة:
هو دعاء دون شك يحمل أمنية تتجاوز موضعها لتكون غاية عظمى عند بني آدم جميعا في آخر أعمال يعملونها وآخر فكرة يفكرون بها وآخر كلمات ينطقونها. دون شك أن هذا دعاء جميل ينبغي ألاّ يختص به عمر معين، فالأعمار زمن والزمن ملك الله وينتهي متى شاء لا فرق بين طفل وشاب وكهل أو عجوز أو طاعن في السن محتفظ بذاكرته، هي كالصبر فُهمت خطأ، فالصبر يعني المطاولة على العمل لهدف أو غاية وليس التحمل للألم أو الظلم أو العجز، كذلك حُسن الخاتمة؛ أن يعاني الإنسان ليغادر وهو بمنظومة عقلية ناجحة لأن من يُختبر هي المنظومة العقلية.
عندما يقول هذا الدعاء رجل أو امرأة تجاوزا الأربعين أو حتى الثمانين، أتوقف لحظة لأدقق المراد، فالحياة هي الحياة مذ الصرخة الأولى إلى زفرة النفس حين السفر وكل وقت قد يكون الخاتمة، والإنسان مكلف ما دام فيه نفس وقلب ينبض.
الجسد يتفاعل مع الزمن لكن النفس لا تكبر أبدا وإنما تبقى شابة، وإن قبلت بها شابة بقي عطاؤك وهمتك وتفاعلك الإيجابي مع الحياة، ونحن نرى نماذجَ من هذا النوع ما انفكت تتعامل مع مزرعة أو مشغل صغير أو تسافر بمركب شراعي تكون أحد من يقوده وعندما تتحدث عن المستقبل تعبر عن الأمل، فالإنسان يفكر كثيرا وتراوده أفكار تثير أحاسيس عنده،الصواب أن تستخدم منظومتك العقلية لتفكر كيف تصنع الحياة ولو بابتسامة، والقيامة تقوم ازرع الفسيلة وأن تتعاون وتتعامل مع الآخرين بإيجابية متماهية مع تفكيرهم لتحقق الهدف الصواب بعضها إيجابي وبعضها سلبي، بيد أن الله الذي خلق هذا الإنسان لا يحاسبه على ما يتخيله وإنما ما يفعله. لهذا كان الحرص على الفعل مهما وكان الاستغفار ممحاة الضعف البشري أمام ضغوط الغرائز السلبية. والحمد لما يفعل إيجابيا، والشكر لله بالعمل وليس بالكلام، والإحسان للناس من الشكر والعطاء من الشكر، والإقدام على الحياة من الشكر أيضا.
لم تك السلبية أو الخوف من لحظات السعادة تمثل نجاح المنظومة الآدمية إلا عندما نتصور أننا خلقنا لها، وهذا نوع من السقم الذي يقود الإنسان إلى الجحود العملي بل ويظن أن هذا هو الصواب.. الصواب أن تستخدم منظومتك العقلية لتفكر كيف تصنع الحياة ولو بابتسامة، والقيامة تقوم ازرع الفسيلة وأن تتعاون وتتعامل مع الآخرين بإيجابية متماهية مع تفكيرهم لتحقق الهدف الصواب.
في جهازنا المعرفي نهتم للشكليات والاستجابة لبعض الانطباعات الخطأ، لن تكون عجوزا إلا إن أردت ولو كان عمرك في زهو الشباب والتوازن النفسي؛ بإضعاف الأمل، وحتما سيكون الإضعاف بدل التحفيز عندما فهمنا أننا ننتظر النهاية التي قد لا تأتي إلا بضعف عندها سنضعف! هذا معيار الركود في الحياة تثبيط للمشاعر، وحاجة للتجديد وقد تضعف طاقات من النخب فتستسلم للأفكار والمشاعر السلبية التي تضخ في المجتمع، فنجد الإنسان يثبط الطاقة التي وضعها الله فيه ويختبر بمتانتها ليكون سلبيا.
قد يُفهم هذا الدعاء عن قناعة بالإنجاز والاكتفاء وفي الجنة أفضل الحال؛ غاية طيبة لكن مستقبلاتها محبطة لهذا هي مؤشر على فشل في المنظومة لأنها لا تتحرك كما صممت للحراك فالكون كله مستقر بالحركة.
زراعة الأمل والبهجة في النفس تنبت أزهارا منها منظرا وعطرا، فان كانت بيئة الإنسان لا تشم رائحتها أو ترى جمالها فالإنسان نفسه يحس بها ويرى ما هو عليه وهذا مُجد. إن حسن الخاتمة هو أن تكون فاعلا في الحياة متوقدا مؤملا تسعى لتحسين أداء منظومتك العقلية لتنجح في الاختبار، ونفسيتك في الانفتاح والبسطة، فتكون شخصية يرضى عنها الله، وليس بالتثبيط والإحساس بالعجز أو الاكتفاء السلبي دون تجديد الحياة.
المفكر عالة في عالم نخب الغوغاء:
يحملون شعارا انطباعيا يرتفع صوتهم به، فهم وما يتبعهم من رعاع في التخريب الفكري والمدني لا يبتكرون رأيا ولا فكرة، لا تجدهم يطرحون أمرا متكاملا، هم يتمنون السلبية لأنهم يعيشون ويتكلمون ويجادلون بها كقضية، بل يصلون إلى مراتب عليا وبرنامجهم بوق السلبية والمظلومية التي تخاطب هوى الجمهور العاجز، فهذه النخب لا تعرف وترفض أن تصدق أنها لا تعرف، لا تقرأ وثقافتها من طقطوقة وجماهيريتها من عجز الجمهور
حالة الاستسلام بفهم خاطئ للتعامل مع الله، هي نتاج منظومة نفسها تنتج الغوغاء برداء نخب الثقافة، والغوغاء إن أردنا أن نميزهم عن الرعاع، فهم من يحملون شعارا انطباعيا يرتفع صوتهم به، فهم وما يتبعهم من رعاع في التخريب الفكري والمدني لا يبتكرون رأيا ولا فكرة، لا تجدهم يطرحون أمرا متكاملا، هم يتمنون السلبية لأنهم يعيشون ويتكلمون ويجادلون بها كقضية، بل يصلون إلى مراتب عليا وبرنامجهم بوق السلبية والمظلومية التي تخاطب هوى الجمهور العاجز، فهذه النخب لا تعرف وترفض أن تصدق أنها لا تعرف، لا تقرأ وثقافتها من طقطوقة وجماهيريتها من عجز الجمهور.
وينشط هؤلاء في تسفيه النخبة المثقفة القليلة في صراع تعيشه هذه النماذج الطاغية على واقعنا حتى مع شبيهاتها، وعندما يريدون التفوق فهم لا يبحثون عن إنجاز وإنما التسابق في كسب مواقف حرب دونكيشوت فيدفنون الأمل في أناس يحاولون جاهدين أن يصنعوا الحياة.
نحن في مأزق تلك النملة التي تتجه شرقا بكل سرعتها في سفينة ضخمة تسير غربا، وتظن أنها ستسبق الجميع وواقعا أنها تمضي في أمر ليس من خيارها، تصرخ بصوت عال ثم عندما ترى ما اعتبرته مشكلة يمكن أن يشبع حاجاتها أو غرائزها ستحاول التقرب منه ومنفردة أيضا، وكأنه بات ملاكا وأمل السماء حينما خاطب وهْمه ووعده كما وعد كل الواهمين بأنه سيتبنى ما تمثله أفكارهم الأنانية من إنقاذ، فهي بانفرادها تفكر كالأعرابي الذي يتصور رحمة الله سخل وليد لا يكفي أكثر من اثنين فيُسقط من يظنه منافسه في وقت عمل المجموعة أسلوب البنائين؛ وهنا تبدأ مشكلة الكم من الرعاع الذين يتبعون غوغاء النخب التي تمسك بالسلبيات ولا حلول، فيتولد الإحباط وعندما يتكلم المفكر أو المثقف سيواجه برد مريض من انعكاس المشاعر السلبية وليدة الإحباط والفشل، ومما يزيد الطين بلة أن هؤلاء يتقمصون شخصية المثقف الوسطي فيتهمون الوسطية بتعريفها أنها سلوك التسول في عالم النفاق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات النفس الأمل الشباب الغوغاء الشباب البناء الأمل النفس الغوغاء مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا تعرف
إقرأ أيضاً:
جمعة: التغيير بين اختيار البشر وإرادة الله
تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، عن مفهوم التغيير في حياة الإنسان، متسائلًا: "هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟" واستشهد بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، مؤكدًا أن التغيير في حياة الإنسان يقع بين فعل البشر وإرادة الله.
التغيير البشري: مناطه الاختيار
أوضح جمعة أن التغيير البشري يبدأ من اختيار الإنسان للخير أو الشر. فالإنسان خُيّر بين النجدين، كما قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]. فإذا اختار الخير وسار على نهج الله، زكت نفسه، وفتح الله له أبواب الخير. وأكد أن الإنسان مأمور بالسعي نحو الإيجابية، سواء في العبادة كالصلاة والزكاة، أو في السلوك كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أكد جمعة أن التغيير الذي يتم من الله تعالى يتجاوز قدرة البشر، لأنه متعلق بصفة الخلق والإيجاد. فإذا أظهر الإنسان استعدادًا للتغيير نحو الخير، تدخلت إرادة الله لتبديل حاله من الضعف إلى القوة، ومن الضيق إلى السعة.
استشهد جمعة بحال المسلمين في مكة عند بداية الدعوة الإسلامية، إذ كان حالهم مليئًا بالصعوبات. ولكن عندما تمسكوا بالقيم الإيجابية، غيَّر الله حالهم وكتب لهم الأمن في الحبشة.
ومن الحبشة، تطور حالهم إلى تأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة، حيث بدأوا مرحلة جديدة من القوة والفتوحات.
كما أشار إلى قصة الصحابي عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، الذي ضرب مثالًا في الاجتهاد والتغيير الإيجابي. فعندما عرض عليه سعد بن الربيع - رضي الله عنه - جزءًا من ماله وممتلكاته، رفض وأصر على العمل في التجارة، حتى أصبح من أثرى الصحابة.
التغيير مسؤولية الإنسان وأمر من الله
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بأن الله أمرنا بالسعي نحو التغيير الإيجابي، وأنه كلما تقرب العبد إلى الله، أكرمه المولى بتغيير أحواله إلى الأفضل. ولفت إلى أن البصيرة التي يمنحها الله لعباده الصالحين هي وسيلة لفهم حكمة التغيير الإلهي في حياتهم.
وأكد أن التغيير يبدأ من الإنسان نفسه، فإذا أخلص النية لله وسعى نحو الخير، أعانه الله وغيّر حاله، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.