الحرة:
2024-12-28@19:06:51 GMT

الثورة السورية في ذكراها الـ13.. خَبَت وجاءت السويداء

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

الثورة السورية في ذكراها الـ13.. خَبَت وجاءت السويداء

قبل 13 عاما وفي مثل هذا اليوم سمع الشباب في سوريا أن "الحرية على الباب" كما يردد الفنان السوري سميح شقير في أغنيته الشهيرة "يا حيف"، وبعدما خرجوا يهتفون لها أُطلق عليهم الرصاص الحي من "بواريد إخوتهم" وباسم "أمن الوطن".

"يا حيف.. يا حيف" يكمل شقير أغنيته التي باتت رمزا واستثناء يحمل السوريين عند سماعهم لها إلى ذكريات الأيام الأولى للثورة السورية والصرخات الأولى التي طالبت بإسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد.

ورغم أن الظروف تغيّرت ما بين 2011 و2024 ولم يبق أي شيء على حاله في سوريا، لا يكاد يمر يوم الخامس عشر من مارس (بتوقيت دمشق) والثامن عشر من الشهر ذاته (بتوقيت درعا) من كل عام حتى يخرج السوريون إلى الساحات، مرددين شعارات "إرحل يا بشار"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، "حرية للأبد".

لكن وبينما يواصلون التأكيد على ما بدأوه قبل سنوات دائما ما تثار بين أوساطهم أسئلة تفرضها الوقائع على الأرض، وتفرضها أيضا صورة بلد ممزق إلى 4 مناطق وفي كل منطقة سلطة مختلفة عن الأخرى وسياسة ونهج وموقف.

هل مازال هناك ثورة؟.. هو السؤال الأبرز وسرعان ما يفتح الباب أمام أسئلة أخرى، من قبيل. لماذا وصلت الحالة إلى ما عليه الآن؟ ومن يطغى على من: الخيبة أم الأمل؟ 

"خَبَت.. وجاءت السويداء" 

يعتقد الفنان السوري، سميح شقير أنه وفي السنوات الأخيرة كان يمكن اعتبار أن الثورة بمظاهرها الأساسية في الداخل السوري من تظاهر وتعبير بأشكال متعددة عن رفضها العلني للنظام (خاصة في المناطق الخاضعة له) قد خَبَت، وبأن الأخير وبعد العنف الوحشي الذي مارسه "استعاد بناء جدار الخوف الذي حطمته الثورة".

ولكن ومع ظهور انتفاضة السويداء بسقوف مطالبها العالية وتحديها للنظام ومع تبنيها لكل مطالب السوريين والعودة إلى أجواء بدايات الثورة في عام 2011 "عاد الأمل بتجدد الثورة عبر موجتها الثانية"، كما يقول شقير لموقع "الحرة".

وخرجت السويداء، الجمعة، بمظاهرات شعبية أحيت من خلالها ذكرى الثورة السورية الـ13، وأكدت على مطلب إسقاط النظام السوري ورحيل رئيسه الأسد، وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل في سوريا.

ولم يكن هذا المسار الاحتجاجي جديدا بل جزءا من انتفاضة عامة تعيشها المحافظة ذات الغالبية الدرزية، منذ شهر أغسطس العام الماضي.

"انتفاضة السويداء تحافظ على سلميتها ولا ترتهن لممول أو لأجندة خارجية"، وفق شقير.

ويضيف: "بانتظار أن يتم ملاقاتها والتشبيك معها من جانب السوريين في المناطق الخاضعة للنظام أم تلك التي تحت سيطرة قوى الأمر الواقع".

"نكسات وأمل"

إلى جانب السويداء أحيت مناطق الشمال السوري بقسميها الخاضعة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" و"هيئة تحرير الشام" ذكرى الثورة الـ13 تحت شعارات مناهضة للأسد.

ولم يقتصر السكان هناك على التأكيد على موقفهم من الأسد ونظامه، بل واصلوا مسارهم المناهض ضد زعيم "تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، مطالبين بإسقاطه وكف يده عن مشهد المنطقة، السياسي والعسكري والاقتصادي.

ويرى الكاتب والناشط السياسي، حسن النيفي أن "المآلات الراهنة للواقع السوري موجعة في الصميم".

وترتبط الحالة التي يتحدث عنها بالتقسيم الحاصل بفعل تعاظم النفوذ الدولي داخل سوريا، و"كذلك بفعل تعدد سلطات الأمر الواقع التي باتت تشبه بعضها بعضا"، وفق تعبير النيفي.

وتضيف الكاتبة والناشطة السياسية، عاليا منصور أن "سوريا الآن تبدو فاشلة على جميع الصعد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وخدميا وتعليميا وطبيا".

وتضيف لموقع "الحرة": "كل القطاعات التي كان ينخرها الفساد وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الانهيار".

ومع ذلك يرى الكاتب والناشطة أن الثورة "مستمرة ولو تغير شكلها ولو مرت بنكسات".

ويعتبران من جانب آخر أن "بشار الأسد هو أصل كل الخراب، وما نراه من مصادر أخرى هو من مشتقات سلطته".

النيفي يوضح أن الثورة ورغم أنها أخفقت في تجسيد ما يطمح إليه السوريون ولم ينجح مشروع التغيير الديمقراطي في سوريا، لا يمكن القول إنها "انتهت" أو توارت  واندثرت عن أذهان السوريين.

ويعتقد أنه "طالما أن نظام الأسد ما يزال مستمرا باضطهاد السوريين وموجودا في السلطة فإن ثورة السوريين لن تنطفىء".

وتتابع الناشطة منصور بالقول: "سوريا لن تعرف تخطو أولى خطواتها على طريق الاستقرار والاستقلال إلا بنجاح الثورة ورحيل الأسد".

وتضيف: "جميعنا نحنّ لأيام الثورة الأولى التي ولّت.. لكن لا يعني ذلك فشلها، وما نتائج المصالحات وعدم عودة المهجرين إلا دليل على أن السوريين لن يقبلوا بأقل من رحيل الأسد".

"ولّادة. ليست عقيمة"

الفنان السوري شقير يشير إلى أن الثورة قد تستغرق وقتا طويلا وعبر موجات عدة لتصل لتحقيق أهدافها (عدا عن تلك التي فشلت) وهذا أيضا ممكن ووارد، حسب قوله.

وفيما يتعلق بالثورة السورية وفيما إذا كانت تمتلك مسببات استمرارها يعتقد شقير أنها كذلك بالفعل. 

لكنه يضيف أن "الأسباب الموجبة قد لا تكون كافية إن لم يتم نقد المرحلة الماضية ومعرفة مكامن الخلل فيها، وخاصة إن لم يكن هناك نقد عميق للأجسام السياسية التي ادعت تمثيل الثورة بأسلوبها الشعبوي الرديء".

وعلاوة على ذلك لن تكون عوامل بقائها كافية "إن لم يدرك الثائرون أن مقتل الثورة هو في تطييفها والجنوح بها إلى مقاصدَ تلبس لبوس الدين وتُبعد الثوار عن أهدافهم الحقيقية".

وإن لم يدركوا أيضا أن "سر نجاح الثورة يكمن بالتفاف كل السوريين الذين رزحوا تحت نير الاستبداد حول هدف واحد وهو بناء دولة (القانون والمواطنة) التي تضمن الحياة الكريمة والحريات لكل السوريين"، وفق شقير.

ويعتقد الكاتب والناشط السياسي النيفي أن "الثورة هي سيرورة لا يؤطرها زمن محدد".

ويقول إنها "تخفق وتتعثر وتتعرض لانعطافات موجعة كثيرة، ولكنها ليست عقيمة، بل هي ولّادة على الدوام حين تكون حوامل الولادة موجودة".

كما يعتقد الكاتب أن "الحراك الشعبي الذي انطلق من مدينة السويداء منذ العشرين من أغسطس الماضي وكذلك موجات الحراك الشعبي التي تشهدها مدن الشمال السوري لهي الدليل الذي يؤكّد أن مفهوم الثورة متجذّر في الوجدان السوري، وتجلياته نلمسها في الواقع".

"لا حل في الأفق"

وفي بيان أصدره في الذكرى الـ13 قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون إن الحل السياسي للملف السوري "لا يزال بعيداً"، وإن "الصراع يدخل عامه الرابع عشر دون أن يلوح حل سياسي في الأفق".

بيدرسون أضاف: "رسالتي واضحة: وهي أن السعي الثابت للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء هذا الصراع هو وحده القادر على إعادة الأمل للشعب السوري".

وتابع: "عانى السوريون لفترة طويلة من العنف والدمار الذي لا يمكن وصفه، والذي أثر دون تمييز على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وجميع شرائح المجتمع".

بدورها دعت السفارة الأميركية لدى سوريا، إلى إنهاء الصراع في البلد الذي مزقته الحرب، بما يتماشى مع تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وقالت في بيان على منصة إكس: "في الذكرى الـ13 للانتفاضة السورية، نتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم سعيا لتحقيق الكرامة والعدالة والسلام"، و"نؤكد من جديد أن المساءلة والعدالة واحترام حقوق الإنسان ضرورية لضمان إنهاء الصراع، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".

ولا ترى الناشطة السياسية منصور أي انفراجة سورية حتى الآن، وتوضح أن "كل ما هو مطروح إما حلول غير واقعية أو تعامٍ عن الواقع السوري والتعاطي مع الشأن السوري كأن الـ13 عاما لم تكن".

منصور تشير إلى أن "تعويم الأسد لا يمكن أن ينجح لأسباب كثيرة، ولا تطبيق القرار 2254 بنصه الأساسي، وجاءت الحرب في غزة لتعطي النظام جرعة أوكسجين".

وتضيف: "المسؤول الأول والعاشر والأخير عما آلت إليه البلاد هو بشار الأسد ونظامه. هو ممثل الدولة السورية وأي ضرر يلحق بها وبشعبها هو المسؤول عنه. فتح البلاد بمصراعيها للاحتلالات والميليشيات الإرهابية وسلم البلد تسليم اليد لإيران للبقاء على الكرسي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أن الثورة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بيروت تسلم دمشق 70 من العسكريين السوريين الهاربين

#سواليف

قال مصدر أمني سوري للجزيرة إن #الحكومة_اللبنانية سلمت #الإدارة_العسكرية في #سوريا 70 عسكريا ممن فروا إلى #لبنان بعد #انهيار #نظام_بشار_الأسد.

يأتي هذا تزامنا مع عملية أمنية واسعة تنفذها الإدارة السورية الجديدة لملاحقة من تصفهم بفلول النظام البائد في عموم البلاد.

ويعتقد أن الآلاف من السوريين بينهم مسؤولون بنظام بشار الأسد وأقاربه دخلوا لبنان بشكل غير نظامي ليلة سقوط الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عندما دخلت قوات المعارضة السورية المسلحة دمشق.

مقالات ذات صلة الإعدام لبائع مخللات في إربد لقتله رجلًا ستينيًا بهدف السرقة / تفاصيل 2024/12/28

ونقلت وكالة رويترز، أمس الجمعة، عن مسؤوليْن أمنييْن لبنانييْن قولهما إن رفعت الأسد عمّ الرئيس السوري المخلوع فرّ من العاصمة اللبنانية بيروت إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال المسؤولان إن العديد من أفراد #عائلة_الأسد غادروا من بيروت إلى دبي، في حين بقي آخرون في لبنان.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر مطلعة أنه تم اعتقال رشا خزيم، زوجة دريد الأسد -نجل رفعت الأسد- وابنتهما شمس في مطار بيروت أمس الجمعة حين كانتا تحاولان السفر إلى مصر باستخدام جوازي سفر مزورين.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاثنتين محتجزتان لدى الأمن العام اللبناني، دون تفاصيل عن مصيرهما.

وقال مسؤولون إن رفعت الأسد سافر في اليوم السابق بجواز سفره الحقيقي ولم يتم إيقافه.

يذكر أن رفعت الأسد، شقيق والد بشار الأسد حافظ الأسد الرئيس السوري السابق، كان قد قاد وحدة المدفعية التي قصفت مدينة حماة في ثمانينيات القرن الماضي وقتلت الآلاف، مما أكسبه لقب “جزار حماة”.

مقالات مشابهة

  • بيروت تسلم دمشق 70 من العسكريين السوريين الهاربين
  • وقفة صامتة في برلين لتكريم الشهداء الذين قضوا في الثورة السورية
  • الثورة السورية حدث سياسي وإنساني
  • الأمن السوري يقبض على شبيح شهير في اللاذقية (شاهد)
  • التأدب أمام الثورة السورية
  • السويداء السورية.. من التهميش والقمع إلى الحرية
  • أول اختبار للإدارة السورية.. السويداء ترشح امرأة لمنصب المحافظ
  • توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران
  • الثورة السورية وانعكاساتها على الإسلاميين
  • الدرقاش: قادة الثورة السورية يمتلكون الفكر ولم تغريهم المكاسب المادية