سواليف:
2024-06-27@13:35:46 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “52”

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “52”

عودٌ بعد غياب واستئنافٌ على #أعتاب_النصر

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

مقالات ذات صلة المدنس والمقدس في القدس 2024/03/14

مضى شهرٌ كاملٌ بالتمام والكمال، لم أكتب خلاله كلمةً واحدةً، ولم أنشر مقالاً أو أعقب على حدثٍ، ولم أشارك في برنامجٍ تلفزيوني أو إذاعي، ولم ألبِ أحداً لندوةٍ أو لقاء، اعتذرت عنها دون إبداء الأسباب، ولم أرد على كثيرٍ منها قصداً خشية الإحراج، إذ آثرت الصمت والعزوف، وفضلت العزلة والوحدة، والنأي بالنفس عن القريب والبعيد، والاكتفاء بالمتابعة ومشاهدة الأحداث، والتنقل بين المحطات الفضائية التي تنقل الصور والمشاهد، ومتابعة المواقع والمراكز التي تحلل وتناقش، وتتابع وترصد، وتتوقع وتتنبأ، رغم أن أغلب مشاهدها باتت متشابهة، وأحداثها متكررة، وما يحدث قد حدث مثله وجرى ما يشبهه، في المكان نفسه أو في أماكن أخرى كثيرة، والقاتل نفسه بسلاحه وسلاح غيره، والمقتول شعبي وأهلي، وبعض أهل بيتي أو جيراني.

شعرت خلال الشهر الذي انصرم بألمٍ ووجعٍ كبيرين، وبالكثير من الحزن والأسى، وبغير قليلٍ من العجز والضعف، الذي ربما ترك آثاره على الجسد والنفس معاً، علةً وحسرةً، ومرضاً ووهناً، واعتزالاً وانطواءً، وقد انتابتني خلاله موجاتٌ متباينة من المشاعر المختلطة، التي لم أعرف سبيلاً للخروج منها أو التعامل معها، فشعبي يقتل، وأهلي يشردون، وبيوتنا تدمر، ومعالم الحياة في أرضنا تعدم، وأطفالنا يموتون جوعاً وآباؤهم قهراً، حيث لا يجدون لقمةً تحفظ حياتهم، أو شربة ماء تروي ظمأهم، بينما يقتل يومياً المصطفون في الساحات العامة وهم ينتظرون المعونات والمساعدات، ولا أعرف ماذا أقدم لهم لأخفف عنهم وأساعدهم، أو أنقذهم وأحميهم، وأرد الموت عنهم أو أصد الجوع عن صغارهم.

لعلها المرة الأولى التي أتوقف فيها عن الكتابة واللقاءات الإعلامية منذ سنواتٍ طويلة، إذ اعتدت الكتابة يومياً، والمشاركة في مختلف البرامج السياسية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية، تعقيباً وتحليلاً وقراءة واستطلاعاً، وكنت لا أقصر ولا أتردد، ولا أمل ولا أتعب، ولا أقنط ولا أيأس، ولا أرد سائلاً ولا أعتذر عن برنامج، بل كنت أتهم دائماً أنني أُكثر وأسهب، وأفرط في التفاؤل وأستبشر، وامتدح من غيرهم بأنني غزير الكتابة سيال القلم، حاضر الفكرة جاهز الكلمة، التي أراها دوماً طلقةً سريعةً وقذيفةً مؤثرة، لا تقل عن سلاح الميدان أثراً وفعلاً، إلى جانب غيرها من مختلف الوسائل والأدوات التي تفضح جرائم العدو وتكشف طبيعته، وتظهر مظلومية شعبنا ومعاناته جراء الاحتلال وعدوانه.

لست يائساً ولا محبطاً، ولا أشعر بالعجز ولا بالهوان، ولا بالضعف أو الضعة، بل لعلني أنا المسكون يقيناً وأملاً، الواثق نصراً وعزةً، أرى تباشير النصر وأمارات الفتح، وأسمع أهازيج النصر وتكبيرات الفرح، رغم الجراح والآلام، وآلاف الضحايا والشهداء، ومشاهد الدمار والخراب، وتآمر العالم الحر ضدنا، وتكالب الحلفاء مع الكيان علينا، وتخاذل الأنظمة العربية وصمتها عن الجرائم التي يرتكبها العدو في حقنا، فهذه المحنة ستنتهي، وهذه الغمة وإن طالت فإنها ستزول، ومن بين الركام سيخرج شعبنا عملاقاً كالطود، ومن تحت الرماد ستتقد جمرتنا لاهبةً كقطعة نارٍ، وحينها سيعلم العدو ومن تحالف معه أو تآمر ضدنا، أي منقلبٍ ينقلبون.

اليوم الخامس من شهر رمضان المعظم، الذي يصوم أيامه القاسية شعبنا الجائع في قطاع غزة، أعود فأستل قلمي من جديد، وأبريه وأحده، وأغمسه بمدادٍ من الدم، لأكتب به ما أستطيع دفاعاً عن شعبي، ومساهمةً في نضاله، وتخفيفاً من معاناته، وتسليطاً للضوء على تضحياته وعطاءاته، فشعبنا العظيم في قطاع غزة خاصةً، وفي القدس والضفة الغربية عموماً، يستحق منا أن ننصره دائماً، وأن نقف إلى جانبه، وأن نؤيده في نضاله ومقاومته، وأن نقوم بغاية ما نستطيع دفاعاً عنه، فقد أرانا من صبره وثباته، وتضحياته واحتسابه، وأظهر لنا من قدراته وإمكانياته واستبساله وعناده، ما جعلنا نفخر بالانتماء له والانتساب إليه، فاللهم وفقني وغيري في أن يكون لنا دورٌ وسهم، وأن ينالنا شرف المقاومة والعمل معها، وأن يظللنا نصرك الذي وعدت.

بيروت في 15/3/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى أعتاب النصر

إقرأ أيضاً:

تطورات اليوم الـ265 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة - صفا

دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ265، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 37718 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 86377 مصابا ، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 600 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 6000 جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • عاجل| الجيش الإسرائيلي يبدأ نقل قواته إلى الحدود مع لبنان
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • مشعل: طوفان الأقصى فرض تحدٍ كبير على "إسرائيل"
  • خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب
  • تطورات اليوم الـ265 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • لعنة غزة .. ومصائرها الجيوسياسية!
  • مسير عسكري بمديرية الحشاء في الضالع تضامناً مع غزة
  • الاحتلال يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية.. ومستوطنون يقتحمون “الأقصى”
  • 18 عامًا على عملية "الوهم المتبدد".. و"طوفان الأقصى" أمل الأسرى
  • الصرامي يكشف عن المتسبب في إيقاف “العقيدي” عن البطولة الآسيوية.. فيديو