سواليف:
2025-04-10@21:49:36 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “52”

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “52”

عودٌ بعد غياب واستئنافٌ على #أعتاب_النصر

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

مقالات ذات صلة المدنس والمقدس في القدس 2024/03/14

مضى شهرٌ كاملٌ بالتمام والكمال، لم أكتب خلاله كلمةً واحدةً، ولم أنشر مقالاً أو أعقب على حدثٍ، ولم أشارك في برنامجٍ تلفزيوني أو إذاعي، ولم ألبِ أحداً لندوةٍ أو لقاء، اعتذرت عنها دون إبداء الأسباب، ولم أرد على كثيرٍ منها قصداً خشية الإحراج، إذ آثرت الصمت والعزوف، وفضلت العزلة والوحدة، والنأي بالنفس عن القريب والبعيد، والاكتفاء بالمتابعة ومشاهدة الأحداث، والتنقل بين المحطات الفضائية التي تنقل الصور والمشاهد، ومتابعة المواقع والمراكز التي تحلل وتناقش، وتتابع وترصد، وتتوقع وتتنبأ، رغم أن أغلب مشاهدها باتت متشابهة، وأحداثها متكررة، وما يحدث قد حدث مثله وجرى ما يشبهه، في المكان نفسه أو في أماكن أخرى كثيرة، والقاتل نفسه بسلاحه وسلاح غيره، والمقتول شعبي وأهلي، وبعض أهل بيتي أو جيراني.

شعرت خلال الشهر الذي انصرم بألمٍ ووجعٍ كبيرين، وبالكثير من الحزن والأسى، وبغير قليلٍ من العجز والضعف، الذي ربما ترك آثاره على الجسد والنفس معاً، علةً وحسرةً، ومرضاً ووهناً، واعتزالاً وانطواءً، وقد انتابتني خلاله موجاتٌ متباينة من المشاعر المختلطة، التي لم أعرف سبيلاً للخروج منها أو التعامل معها، فشعبي يقتل، وأهلي يشردون، وبيوتنا تدمر، ومعالم الحياة في أرضنا تعدم، وأطفالنا يموتون جوعاً وآباؤهم قهراً، حيث لا يجدون لقمةً تحفظ حياتهم، أو شربة ماء تروي ظمأهم، بينما يقتل يومياً المصطفون في الساحات العامة وهم ينتظرون المعونات والمساعدات، ولا أعرف ماذا أقدم لهم لأخفف عنهم وأساعدهم، أو أنقذهم وأحميهم، وأرد الموت عنهم أو أصد الجوع عن صغارهم.

لعلها المرة الأولى التي أتوقف فيها عن الكتابة واللقاءات الإعلامية منذ سنواتٍ طويلة، إذ اعتدت الكتابة يومياً، والمشاركة في مختلف البرامج السياسية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية، تعقيباً وتحليلاً وقراءة واستطلاعاً، وكنت لا أقصر ولا أتردد، ولا أمل ولا أتعب، ولا أقنط ولا أيأس، ولا أرد سائلاً ولا أعتذر عن برنامج، بل كنت أتهم دائماً أنني أُكثر وأسهب، وأفرط في التفاؤل وأستبشر، وامتدح من غيرهم بأنني غزير الكتابة سيال القلم، حاضر الفكرة جاهز الكلمة، التي أراها دوماً طلقةً سريعةً وقذيفةً مؤثرة، لا تقل عن سلاح الميدان أثراً وفعلاً، إلى جانب غيرها من مختلف الوسائل والأدوات التي تفضح جرائم العدو وتكشف طبيعته، وتظهر مظلومية شعبنا ومعاناته جراء الاحتلال وعدوانه.

لست يائساً ولا محبطاً، ولا أشعر بالعجز ولا بالهوان، ولا بالضعف أو الضعة، بل لعلني أنا المسكون يقيناً وأملاً، الواثق نصراً وعزةً، أرى تباشير النصر وأمارات الفتح، وأسمع أهازيج النصر وتكبيرات الفرح، رغم الجراح والآلام، وآلاف الضحايا والشهداء، ومشاهد الدمار والخراب، وتآمر العالم الحر ضدنا، وتكالب الحلفاء مع الكيان علينا، وتخاذل الأنظمة العربية وصمتها عن الجرائم التي يرتكبها العدو في حقنا، فهذه المحنة ستنتهي، وهذه الغمة وإن طالت فإنها ستزول، ومن بين الركام سيخرج شعبنا عملاقاً كالطود، ومن تحت الرماد ستتقد جمرتنا لاهبةً كقطعة نارٍ، وحينها سيعلم العدو ومن تحالف معه أو تآمر ضدنا، أي منقلبٍ ينقلبون.

اليوم الخامس من شهر رمضان المعظم، الذي يصوم أيامه القاسية شعبنا الجائع في قطاع غزة، أعود فأستل قلمي من جديد، وأبريه وأحده، وأغمسه بمدادٍ من الدم، لأكتب به ما أستطيع دفاعاً عن شعبي، ومساهمةً في نضاله، وتخفيفاً من معاناته، وتسليطاً للضوء على تضحياته وعطاءاته، فشعبنا العظيم في قطاع غزة خاصةً، وفي القدس والضفة الغربية عموماً، يستحق منا أن ننصره دائماً، وأن نقف إلى جانبه، وأن نؤيده في نضاله ومقاومته، وأن نقوم بغاية ما نستطيع دفاعاً عنه، فقد أرانا من صبره وثباته، وتضحياته واحتسابه، وأظهر لنا من قدراته وإمكانياته واستبساله وعناده، ما جعلنا نفخر بالانتماء له والانتساب إليه، فاللهم وفقني وغيري في أن يكون لنا دورٌ وسهم، وأن ينالنا شرف المقاومة والعمل معها، وأن يظللنا نصرك الذي وعدت.

بيروت في 15/3/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى أعتاب النصر

إقرأ أيضاً:

ما هي الورقة التي حذر “الحوثي” من تفعيلها ان مضت واشنطن في حماقتها 

 

الجديد برس|

 

هددت صنعاء ، الخميس، بتصعيد “خياراتها المؤلمة” في مواجهة العدوان الامريكي وتحديداً في شقه الاقتصادي .

 

ومع استمرار الغارات الامريكية للاسبوع الرابع حذر عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء محمد علي الحوثي بأنه في حال اقدمت امريكا على خنق الموانئ اليمنية فإن “صنعاء” ستتخذ خيارات مماثلة واكثر ايلاماً.

 

وكانت واشنطن صعدت عدوانها بفرض حظر على موانئ الخاضعة لحكومة صنعاء في محاولة لممارسة سياسات الضغط الشديد على قوات صنعاء لثنيها عن موقفها من الاحتلال الإسرائيلي .

 

الجديد بالذكر ان “قوات صنعاء” نجحت حتى الآن في استراتيجية حصار الاحتلال الاسرائيلي سواء في البحر الاحمر او خليج عدن والمحيط الهندي وهي الورقة التي قد تستخدمها بقوة ضد المصالح الامريكية في منطقة عملياتها.

 

وكان الحوثي يعلق على اعلان جديد للخارجية الامريكية يتوعد باستهداف الشركات التيي تتعامل مع اليمن.

 

والبيان الامريكي جاء قبيل وصول سفينة نفط تجارية منحتها البعثة الاممية تصريح لافراغ حمولتها في الحديدة وتعد الاولى منذ اعلان امريكا دخول قرارها حصار اليمين حيز التنفيذ الاسبوع الماضي.

 

مقالات مشابهة

  • ما هي الورقة التي حذر “الحوثي” من تفعيلها ان مضت واشنطن في حماقتها 
  • “أنسو فاتي” هدف النصر في الصيف
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني بمسيرات “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”
  • “حماس” تعتبر دعوات الاقتحام المتكررة للأقصى تصعيداً خطيراً وتدعو للنفير والتحرك العام
  • السودان الجديد الذي يسوق له “دقلو” هو ارض جدباء بلا سكان ولا بنى تحتية
  • جيش “كيان العدو” يستعد لتحويل منطقة رفح إلى منطقة العازلة‎
  • تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الفشل في سديروت يوم 7 أكتوبر
  • محافظة القدس : الدعوات الإسرائيلية لذبح قرابين بالأقصى “تطور خطير”
  • تنفيذيا “الهلال” و”النصر” يؤكدان أن جودة الرياضة في المملكة ترفع من القيمة السوقية للأندية السعودية
  • تكريم فريق الزوراء بشرارة بطل طوفان الأقصى بعمران