في رده على المبادرة الفرنسية: لبنان يطالب بحل متكامل
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
البوابة- سلم وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، السفير الفرنسي لدى لبنان، هيرفي ماغرو، اليوم، رد لبنان الرسمي على المبادرة الفرنسية المتصلة بالتصور حول الاستقرار في جنوب لبنان.
اقرأ ايضاًدار الفتوى في لبنان: مؤشرات إيجابية على انتخاب رئيس للجمهوية
وأشار الرد إلى أن المبادرة الفرنسية "خطوة مهمة للوصول إلى سلام في جنوب لبنان"، وذلك بحسب البيان الصادر من الخارجية اللبنانية.
وأعاد لبنان في الرسالة التوكيد على موقفه الذي لا يرغب في الحرب ويسعى لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
في السياق ذاته، قال مصدر مقرب من ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن لبنان منفتح على المفاوضات وعلى أي اجتماعات في مقر قوات الأمم المتحدة في الناقورة، ولكنه يتمسك بموقفه في استعادة كامل الأراضي التي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: لبنان
إقرأ أيضاً:
المخاطرة اللبنانية!
في العام 1989، توصل اللبنانيون بوساطة سعودية إلى ميثاق وطني تحت مسمى «اتفاق الطائف»، الاتفاق الأشهر في تاريخ لبنان الذي أنهى حرباً أهلية دامية، وأعاد شكل لبنان الدولة بدلاً من لبنان الميليشيات، كانت فرصة تاريخية ضمنت للبنان واللبنانيين الاستمرار في الحياة دون الانزلاق في الحرب مرة أخرى.
كان اتفاقاً مرضياً وجيداً لكل الأطراف المتنازعة والمتحاربة، وضمن لمكونات لبنان اقتسام السلطة وتدوير القرار السياسي والأمني والاقتصادي بينهم. نعم، كاد العقد أن ينفرط أكثر من مرة، خاصة بعد اغتيال الحريري 2005، وبعد غزو حزب الله للمناطق السنية وتعديه عليهم 2007.
اتفاق الطائف حافظ -وما زال- على الحد الأدنى من لبنان، لكن لبنان الذي تمناه الجميع لم يعد، ليس بسبب الاتفاق في حد ذاته -بالرغم من جودته-، بل لأن الفرقاء والقوى الإقليمية المستفيدة لم يكونوا يريدون إلا ربع لبنان، لا لبنان المكتمل، أو بصيغة أخرى شكله لا جوهره؛ ولذلك لم يعمل الفرقاء اللبنانيون على الخروج التام من مأزقهم السياسي والأمني، فقد كان لبنان الممزق في حاجة إلى أن يتبنى أبناؤه تلك الفرصة النادرة ويبنون عليها وطنهم، كانت فرصة سياسية واقتصادية كبرى لم يستفيدوا منها.
الفرصة الثانية عادت مع الدعم السعودي والتوافق الدولي قبل أيام على تعيين رئيس للجمهورية اللبنانية، بالتأكيد أن الاتفاق على الرئيس جوزيف عون ليس شبيهاً أبداً بتعيين رئيس الجمهورية الأسبق رينيه معوض 1992، فالظروف ليست نفس الظروف، لكن يبقى اتفاق «جوزيف عون» خطوة في رحلة سياسية مهمة يمكن أن تعيد لبنان إلى دولة ناجحة بدلاً من شكل اللا دولة الذي لاحقها طويلاً.
ولعلنا نذكر كيف أن النظام السوري التف -حينها- على اتفاق الطائف واغتيل رينيه معوض، وأحكمت دمشق «البعث» سيطرتها على القرار اللبناني لثلاثين سنة لاحقة، تخللتها حروب بالوكالة، ووجبات اغتيال بالجملة، وتحول لبنان المتعافي إلى مجرد مصنع كبير للمخدرات.
صحيح أن ظروف ما بعد انتخاب جوزيف عون -الحالية- لا تشبه ظروف 1992، لكن أي محاولة لتعطيل الاتفاق أو الالتفاف عليه ستعتبر تهوراً أشد من تهور اغتيال الحريري وقبله رينيه معوض، فإعادة تشكيل المنطقة على يد القوى العظمى من كابل إلى المحيط الأطلسي لن تتوقف، وكل من يراهن على قدرته على الوقوف أمام قطار التغيير سيتعرض لما تعرض له نظام بشار في حده الأدنى، وما تعرض له حزب الله في حده الأعلى.
يعتقد البعض في المنطقة ممن لا يزالون يعيشون في المرحلة السابقة بكل تفاصيلها أنهم قادرون على التذاكي والالتفاف على تطورات اليوم، كما فعلوا منذ الثمانينات إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن قليلاً من الانحناء سيمكّنهم من استيعاب العواصف ثم استعادة المبادرة، واحتلال قرارات الحرب والسلام في الإقليم مرة أخرى.
لكن، لا بشار سيعود، ولا البعث الذي مات سينهض، ولا «غازي كنعان» جديداً سيدير لبنان من البقاع؛ لذلك لا يمكن إعادة خلق النظام السابق في دمشق مرة أخرى، فلم تنجح محاولات إعادة نظام البعث العراق، ولا الجماهيرية الليبية، وهو ما يخلق بالتأكيد شكلاً جديداً في الحياة السياسية في الشام جميعاً من دير الزور شرقاً إلى بيروت غرباً.