وصول أول سفينة مساعدات قبالة غزة .. والحصيلة ترتفع إلى 31490 شهيدا
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
شوهدت قبالة شاطئ مدينة غزة صباح الجمعة سفينة المساعدات الأولى المتجهة الى القطاع المحاصر الذي تهدّده المجاعة وتمزقّه الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بينما يسود التوتر في القدس الشرقية ومحيط المسجد الأقصى في أول يوم جمعة من شهر رمضان.
وأعلنت الشرطة أنها نشرت نحو ثلاثة آلاف من عناصرها في البلدة القديمة في القدس الشرقية قبل صلاة الجمعة.
وقتل 20 شخصا كانوا ينتظرون وصول مساعدات في مدينة غزة مساء الخميس. واتهم الجيش الإسرائيلي الجمعة "مسلحين فلسطينيين" بإطلاق النار عليهم، بعد أن كانت حركة حماس اتهمت الجيش بإطلاق النار.
وتزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا في قطاع غزة بعد أكثر من خمسة اشهر على بدء الحرب، من دون أن يلوح أي حلّ في الأفق، في وقت أفاد مصدر مطلع أن حركة حماس قدّمت مقترحًا جديدًا إلى الوسطاء الذين يعملون على التوصل إلى هدنة.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن السفينة التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية تقترب من ساحل غزة، وصار في الإمكان مشاهدتها.
وتنقل السفينة مئتي طن من المواد الغذائية، وقد سلكت ممّرًا بحريا من قبرص إلى القطاع الذي يرزح تحت حصار مطبق منذ اندلاع الحرب، وحيث تخشى الأمم المتحدة مجاعة وشيكة واسعة النطاق لا سيما في المناطق الشمالية التي يصعب الوصول إليها. ويوجد أكثر من 300 ألف شخص في هذه المناطق التي نزع العدد الأكبر من سكانها.
وقالت إيرين غور، مديرة منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) الخيرية التي تشارك مع "أوبن آرمز" في العملية، لوكالة فرانس برس الخميس " نعلم جميعا أن هذا ليس كافيا.. ولهذا علينا فتح هذا الممر لضمان التدفق المستمر للسفن".
وأضافت "نأمل تفريغ المساعدات في أقرب وقت، ولكن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في هذه العملية المعقّدة".
ويتضّور سكان القطاع جوعا. ويهرعون في كل مرة لملاقاة المساعدات كلما وصلت شاحنة منها الى أي منطقة. كما تعرضت قوافل مساعدات عدة للنهب.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 20 شخصا وإصابة 155 آخرين بجروح ليل الخميس بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم شاحنات أغذية عند دوار الكويت في جنوب مدينة غزة، الأمر الذي نفاه الجيش الإسرائيلي واتهم "مسلحين فلسطينيين" بإطلاق النار.
وقالت الوزارة في بيان "وصل الى مجمّع الشفاء الطبّي 20 شهيداً و155 إصابة حتى اللحظة ... جرّاء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمّع مواطنين ينتظرون المساعدات الانسانية لسدّ رمقهم عند دوّار الكويت".
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن الجيش "استهدف بالدبّابات والمروحيات منتظري الطحين عند دوار الكويت".
إسرائيل تنفي
لكنّ جيش الإحتلال نفى إطلاق النار على منتظري المساعدات، واصفًا تلك الاتهامات بأنها "كاذبة".
وقال في بيان الجمعة "لم يتمّ إطلاق نيران الدبابات أو الغارات الجوية أو إطلاق النار تجاه المدنيين في غزة". وأضاف أن "الجيش قام بتيسير مرور قافلة من 31 شاحنة تنقل مواد غذائية وإمدادات لتوزيعها في شمال قطاع غزة. وقبل ساعة تقريبًا من وصول القافلة، أطلق مسلحون فلسطينيون النار بينما كان المدنيون في غزة ينتظرونها".
وأكد الطبيب محمد غراب في قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء أنّ "معظم الإصابات في البطن والأجزاء العلوية". وأفاد مصوّر متعاون مع فرانس برس أنّه شاهد في المستشفى عددا من القتلى والجرحى، بعضهم بُترت أطرافهم وآخرون أصيبوا بالرصاص.
في 29 فبراير، لقي أكثر من مئة فلسطيني حتفهم عند دوار النابلسي في مدينة غزة، بحسب حماس، خلال عملية توزيع مساعدات غذائية. واتهمت حماس إسرائيل التي نفت إطلاق النار في اتجاه القافلة، مشيرة الى أنها أطلقت النار على مجموعة في المنطقة اقتربت من جنود "شعروا بالخطر"، وتحدثت عن قتلى سقطوا في "التدافع".
وحصلت حوادث أخرى قتل فيها مدنيون خلال عمليات تسليم مساعدات.
وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص مهدّدون بالمجاعة في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون.
لا تلبّي الحدّ الأدنى
وتقول وكالات الإغاثة إن الشاحنات الداخلة إلى القطاع لا تلبّي الحدّ الأدنى من الاحتياجات وإنّ إسرائيل تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق. وتسعى دول عدة لاعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات تشمل إلقاء المساعدات جواً.
وتنفي إسرائيل العرقلة، وتقول إن الأمم المتحدة لا ترسل عددًا كافيًا من الشاحنات إلى الشمال حيث توزيع المساعدات صعب وخطر جرّاء الدمار الهائل والانفلات الأمني وفقدان السيطرة على الوضع.
ويُشاهد في شمال القطاع السكان وهم يحدقون في البحر أو في السماء في انتظار إلقاء مساعدات. وما إن تقترب المظلات من الأرض، يندفعون وسط الأنقاض، على أمل الظفر بما يسد الرمق.
مئة قتيل
في هذا الوقت، تتواصل المعارك والقصف في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة عن الليل الفائت "وصل الى المستشفيات 100 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، جراء ارتكاب الاحتلال مجازر بحق المدنيين، وما زال عشرات مفقودين تحت الأنقاض".
وقال مكتب الإعلام الحكومي إن الجيش قصف بالمدفعية وشنّ عشرات الغارات الجوية في الشمال على البريج وبيت حانون وحي الزيتون في مدينة غزة، وفي الوسط على النصيرات ودير البلح وفي الجنوب على خان يونس ورفح.
كما دارت وفق الجيش الإسرائيلي وشهود اشتباكات عنيفة في خان يونس وحي الزيتون.
وتواصل الولايات المتّحدة ومصر وقطر، الدول الثلاث التي تتوسط بين طرفي القتال، مساعيها الرامية للتوصل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار يستمر ستة أسابيع ويتخلّله إطلاق الحركة سراح قسم من الرهائن الذين تحتجزهم في غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين في سجونها.
ومساء الخميس، قال مصدر مطّلع في حماس لفرانس برس إنّ الحركة قدّمت للوسيطين المصري والقطري ردّاً "سيقومان بإطلاع الإدارة الأمريكية عليه".
وأوضح أنّ "الردّ يراعي مرونة كبيرة في سبيل التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وهناك مرونة في موقف الحركة خصوصا في ما يتعلّق بملف تبادل الأسرى من حيث الأعداد والفئات بما يحقّق صفقة تبادل مشرّفة".
وأضاف "في ما يتعلّق بملف الانسحاب العسكري، يقترح الردّ أن تنسحب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة والمدن، وتمكين عودة النازحين دون قيود في المرحلة الأولى".
وبحسب المصدر فإنّ "التوصّل لاتفاق رهن بموقف الاحتلال ومدى الضغط الأمريكي على (بنيامين) نتانياهو وحكومته للموافقة على هذه النقاط والشروط التي تحقّق الاتفاق".
وقال مكتب الحكومة الإسرائيلية في بيان مقتضب إنّ حماس "تواصل التمسّك بمطالبها غير الواقعية" وإنّه سيتم إطلاع المجلس الوزاري الحربي على المستجدات.
إقتراح هدنة
قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوكالة فرانس برس الجمعة، إن الحركة قدّمت الى الوسطاء مقترحا للتهدئة في قطاع غزة، يقوم على مرحلتين ويفضي في النهاية الى وقف دائم لإطلاق النار في الحرب مع إسرائيل.
وتتضمن المرحلة الأولى بشكل خاص، بحسب المصدر، هدنة لستة اسابيع والإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، لقاء إطلاق معتقلين فلسطينيين. ويجب أن تفضي المرحلة الثانية إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن لدى الحركة مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين.
إرتفاع الحصيلة
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة الى 31490 قتيلًا و73439 جريحًا، منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحركة في السابع من أكتوبر.
وأكدت الوزارة في بيان أن 149 شخصًا قتلوا وأصيب 300 بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء الغارات والقصف الإسرائيلي، وهي أعلى حصيلة يومية تسجّلها خلال الشهر الحالي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إطلاق النار فی قطاع غزة فرانس برس مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: مماطلة الاحتلال بإدخال المساعدات قد تؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار
قالت حركة حماس، إن "مماطلة" إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة قد تؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، حسبما أفادت "روسيا اليوم".
في ذلك السياق، علق مصدر قيادي في "حماس" قائلًا: "نحذر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار، بعدم السماح بإدخال الوقود والخيام والكرفانات والمعدات الثقيلة وفق الاتفاق سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى".
حماس: حافظنا على أسرى الاحتلال التزاما بأخلاقنا وأعرافنا
قالت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، إن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، ترى النور اليوم في إطار صفقة طوفان الأقصى).
وأضافت في بيان عبر قناتها الرسمية بتطبيق تليجرام، صباح السبت: اليوم نُرغِم المحتل المجرم على فتح أبواب زنازينه لأسرانا الأبطال، وهذا عهدنا لهم بالحرية، ولشعبنا بمواصلة السير معاً على طريق الاستقلال وتقرير المصير.
وأكملت: رغم العدوان الغاشم غير المسبوق الذي استهدف في همجيته كل شبرٍ في غزة، حافظنا على أسرى العدو، التزاماً بأخلاقنا وأعرافنا، في الوقت الذي حاوَل فيه العدو المجرم التخلّص منهم، وملاحقتهم بالاستهداف والقصف.
واختتمت: هذا يوم من أيام شعبنا الفلسطيني الخالدة، يجسّد فيه طريقه وخياراته، ويؤكّد التفافه حول مقاومته، وإصراره على المضيّ في طريق العزّة والكرامة، والوصول إلى أهدافه المشروعة بالحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأنهت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، صباح السبت، عملية تسليم الرهينات الإسرائيليات الأربعة إلى الصليب الأحمر.
وظهرت المجندات الأربعة بلباسهن العسكري الأخضر، كما حملن في أيديهن حقيبة هدايا وشهادة تفيد بإنهاء فترة الاحتجاز لدى القسام.
وانتشرت عناصر كتائب القسام وسرايا القدس بشكل مكثف في «ميدان فلسطين» في مدينة غزة، أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات ضمن صفقة التبادل.
ووفقًا للناطق باسم كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، فإن الـ4 مجندات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن هذه الدفعة، هن: كارينا أرئيف، ودانييل غلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ.
فيما ستتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الثانية 120 أسيرًا من ذوي المؤبدات، و80 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية.