نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، قالت فيه إن "مؤتمر إندابا للتعدين، وهو أكبر مؤتمر للتعدين في أفريقيا، يعتبر بمثابة مهرجان جيولوجي؛ لكن الحفل الأخير، الذي أقيم في كيب تاون في شهر شباط/ فبراير الماضي، كان أيضا بمثابة مشهد جيوسياسي".

وأوضح التقرير أنه: "بالإضافة إلى الشركات الصينية والغربية المعتادة، كان هناك قادمون من الخليج.

لدى منارة للمعادن، وهو صندوق سعودي مدعوم من الدولة، ما يصل إلى 15 مليار دولار لإنفاقها على المناجم الأجنبية". 

"تستعرض الشركة أيضا الشركة الدولية القابضة، وهي تكتل إماراتي تبلغ قيمته السوقية 240 مليار دولار، أي ما يعادل قيمة شركتي بلاك روك وبي بي مجتمعتين، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، اشترى ذراعها للمعادن حصة قدرها 51 في المئة في منجم للنحاس في زامبيا" يتابع التقرير.

ويردف: "يشكل الاهتمام الخليجي بالتعدين في أفريقيا جزءا من توجه أوسع. تتمتع الإمارات والسعودية وقطر بنفوذ متزايد في أفريقيا. فالقارة هي وجهة عواصمهم وساحة منافساتهم واختبار لطموحاتهم العالمية".

وأصبحت دبي المركز المالي المهم للنخب الأفريقية. وبينما يسعى القادة الأفارقة إلى إيجاد بدائل للقروض الصينية والمساعدات الغربية المتضائلة، فإن صعود الخليج يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية في القارة، مع ما يترتب على ذلك من آثار جيدة وسيئة.

وقالت المجلة، إن "العلاقة بين القارة والجزيرة العربية تعود إلى قرون مضت، فقد عثر علماء الآثار على عملات معدنية عربية في زيمبابوي الكبرى، وهي دولة من العصور الوسطى. وينظر العرب منذ فترة طويلة إلى القرن الأفريقي، الذي يفصله عن شبه الجزيرة العربية خليج عدن والبحر الأحمر، على أنه منطقة مجاورة لهم. وقد تركز الاهتمام في بقية أفريقيا على دعم الجمعيات الخيرية الإسلامية وشراء الأراضي الزراعية، إلا أنه تضاءل مع ارتفاع أسعار النفط".

وقد أصبحت هذه العلاقة المتقطعة أكثر اتساقا مع تأكيد دول الخليج على نفسها كقوى متوسطة في عالم متعدد الأقطاب. وعلى الرغم من اختلاف أساليبهم، إلا أنهم يشتركون في الاعتقاد بأن الدول الأفريقية مهملة من قبل الدول الأخرى، وأن النفوذ رخيص بسبب فقرها. 

ويبلغ عدد سكان منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا أكثر من 20 ضعف عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت والبحرين)، ولكن الناتج المحلي الإجمالي أصغر.

وتعد العلاقات الاقتصادية أوضح دليل على توثيق العلاقات الخليجية الإفريقية. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان متوسط التجارة السنوية بين منطقة جنوب الصحراء الكبرى والإمارات أقل من نصف نظيره بين المنطقة وأمريكا. ولكن منذ عام 2020، أصبح مجموع الواردات والصادرات بين الإمارات ودول جنوب الصحراء الكبرى أكبر. 


على مدى العقد الماضي، كانت دولة الإمارات رابع أكبر مستثمر أجنبي مباشر في أفريقيا، بعد الصين والاتحاد الأوروبي وأمريكا. لقد جاءت لإنقاذ الدول الأفريقية التي تعاني من نقص العملة الصعبة، على سبيل المثال، إنقاذ السودان في عام 2019 وإثيوبيا في عام 2018. وتعهدت مؤخرا باستثمار 35 مليار دولار في مصر. ويشكل ملايين الأفارقة في دول الخليج مصدرا حيويا للتحويلات المالية في وطنهم.

وكانت دولة الإمارات نشطة بشكل خاص في مجال الخدمات اللوجستية والطاقة. وهي المنافس الرئيسي للصين في الموانئ الأفريقية. وتدير شركة موانئ دبي العالمية، ومقرها دبي، موانئ في تسع دول أفريقية، وفازت في تشرين الأول/ أكتوبر بامتياز جديد في تنزانيا. وتدير مجموعة موانئ أبوظبي عدة شركات أخرى. وهذا يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز بين أفريقيا وآسيا، وهو الدور الذي تعززه شركة طيران الإمارات.

وتساعد الإمارات أيضا أفريقيا على تطوير مشاريع النفط والغاز في وقت يشعر فيه البعض في الغرب بالقلق من الوقوع في مخالفة لاتفاقيات المناخ. وفي كانون الأول/ ديسمبر، اتفق المغرب والإمارات على بناء خط أنابيب يمكن أن ينقل الغاز من نيجيريا إلى البحر الأبيض المتوسط. 

وفي الوقت نفسه، يعد المستثمرون الإماراتيون من بين أكبر المنفقين على مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا. وتقول شركة "مصدر"، وهي شركة مملوكة للدولة، إنها سوف تستثمر 10 مليارات دولار لزيادة قدرة توليد الكهرباء في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا بمقدار 10 غيغاواط، وهي دفعة كبيرة بالنظر إلى أن القدرة المركبة في المنطقة، باستثناء جنوب أفريقيا، تبلغ 89 غيغاواط، أي تقريبا نفس القدرة في المكسيك. 

وفي السياق نفسه، يقول أحد مستشاري أبو ظبي: "إنهم يريدون إظهار أنهم قادرون على تنفيذ هذه المشاريع بشكل أفضل من الغرب، ويريدون أن يحبهم الأفارقة".


وشهد تشرين الثاني/ نوفمبر أول قمة سعودية أفريقية، وهي أحدث حدث "إفريقيا + 1" المستوحى من التجمعات الصينية التي تعقد كل ثلاث سنوات. وأعلنت السعودية أنها سوف تستثمر أكثر من 25 مليار دولار في أفريقيا بحلول عام 2030، وستقدم مساعدات إضافية بقيمة 5 مليارات دولار. وبعد أن ساعدت في إنقاذ السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى في السنوات الأخيرة، تعهدت السعودية منذ ذلك الحين بتقديم المساعدة لغانا وغيرها من البلدان التي تعاني من أزمات الديون.

ويظهر الدور الذي لعبته قطر في رواندا كيف أن الاستثمارات الصغيرة (وفقا للمعايير الخليجية) تقطع شوطا طويلا في أفريقيا. وكانت جهاز قطر للاستثمار (QIA)، وهو صندوق ثروة سيادي بقيمة 500 مليار دولار، مستثمرا مشاركا في صندوق أفريقي مع مجلس الضمان الاجتماعي الرواندي، وهو صندوق محلي. كما يمتلك جهاز قطر للاستثمار حصة 60 في المئة في مشروع لبناء مطار جديد جنوب العاصمة كيغالي.

إن هناك ثلاثة أسباب تجذب دول الخليج لأفريقيا. أولا، لديهم المال لإنفاقه عندما ينسحب الآخرون. في عشرينيات القرن الحالي، بلغ الإقراض الصيني الجديد لإفريقيا 10 في المئة في المتوسط مما كان عليه خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (1.4 مليار دولار سنويا مقابل 14 مليار دولار). 

وفي عام 2022، كانت حصة المساعدات الغربية لأفريقيا عند أدنى مستوياتها منذ عام 2000 على الأقل. والثاني هو السرعة: يُنظر إلى الأنظمة الاستبدادية في الخليج على أنها أسرع بكثير من الغرب أو البنك الدولي. 

وفي كانون الثاني/ يناير، اختارت أوغندا شركة إماراتية لبناء مصفاة بقيمة 4 مليارات دولار بعد أن أنهت صفقة مع مجموعة أمريكية قالت إنها تستغرق وقتا طويلا. ثالثا، يُنظر إلى منطقة الخليج على أنها نموذج للدول الأفريقية التي تسعى إلى التنويع بعيدا عن الموارد الطبيعية. ويضيف أحد مستشاري رئيس أفريقي: "مثل الصينيين، لا يضرهم أن يكونوا مهذبين ويفرشون السجاد الأحمر، حتى لزعماء الدول الصغيرة".

ويقترن الدفع الاقتصادي في منطقة الخليج بدفعة دبلوماسية. ومن عام 2012 إلى عام 2022، ضاعفت قطر والإمارات عدد سفاراتهما في أفريقيا. وتخطط السعودية لزيادة عدد البعثات الدبلوماسية إلى 40 (من 28). وقد انضم الزعماء الأفارقة إليها في إدانة الغزو الإسرائيلي لغزة. 

ومن الصعب أن نتصور أن ترفع جنوب أفريقيا قضيتها أمام محكمة العدل الدولية تزعم فيها أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت إبادة جماعية في غزة دون دعم دول الخليج بما في ذلك قطر، التي زارها رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في تشرين الثاني/ نوفمبر، قبل حوالي ستة أسابيع من تقديم الطلب للمحكمة.

ومع ذلك، يمكن لدول الخليج أيضا زعزعة استقرار أفريقيا، مما يقوض الأهداف الغربية في هذه العملية. وينطبق هذا بشكل خاص على دولة الإمارات، التي تعتبر الأكثر مجازفة في السعي لتحقيق مصالحها الجيو استراتيجية في القارة. 

فقد استخدمت الإمارات القوة الاقتصادية وإمدادات الأسلحة لربط شبكة من العملاء في شمال شرق أفريقيا. ومن بين هؤلاء خليفة حفتر، الرجل الليبي القوي. ومحمد حمدان دقلو، أمير الحرب السوداني المعروف باسم حميدتي. والرئيس التشادي محمد ديبي. أدى دعم الإمارات لقوات الدعم السريع التابعة لحميدتي في الحرب الأهلية المستمرة منذ عام في السودان.

بالإضافة إلى ذلك، أقامت الإمارات علاقة وثيقة مع آبي أحمد، وهو رئيس وزراء إثيوبيا، حيث قامت بتمويل مشاريع البنية التحتية وتزويد المسيّرات المستخدمة في الحرب الأهلية في تيغراي. وسعت إريتريا والصومال إلى الحصول على دعم السعودية في معارضة ما يعتبرونه خطة مدعومة من الإمارات من قبل أبي للاعتراف بأرض الصومال، وهي جزء انفصالي عن الصومال، مقابل أرض يمكنها بناء ميناء عليها، مما يتيح لها الوصول إلى البحر. يقول دبلوماسي غربي في إثيوبيا: "نحن ندرك أنه ليس لدينا ما يكفي من فهم الديناميكيات".

ثم هناك الدور الذي قد تلعبه دبي، على وجه الخصوص، في تمكين الفساد في أفريقيا. وعلى مدى العقد الماضي، وبينما تعهدت الدول الأوروبية على الأقل بتشديد التنظيم المالي، لجأت النخب التجارية والسياسية الأفريقية، وهو نفس الشيء في كثير من الأحيان، إلى دبي. وفي عام 2021، كان هناك أكثر من 26 ألف شركة أفريقية في دبي، بزيادة قدرها حوالي الثلث عما كانت عليه قبل أربع سنوات، وفقا لغرفة تجارة دبي.


معظم تدفقات رأس المال من أفريقيا إلى دبي قانونية تماما، وعقلانية بالنسبة للنخب الحريصة على الاحتفاظ بأموالها. فيما يقول ريكاردو سواريس دي أوليفيرا، من جامعة أكسفورد: "إن العديد من الأفارقة لا يثقون في اقتصاداتهم". وعلى النقيض من الصينيين أو الهنود الذين يستخدمون الملاذات الضريبية الكاريبية أو موريشيوس قبل جلب الأموال إلى الوطن، فإن "الأفارقة لا يقومون بالكثير من الرحلات ذهابا وإيابا: فهي في الغالب في اتجاه واحد".

ومع ذلك، تشير التقارير المختلفة إلى جانب أكثر إثارة للقلق في دبي. وفي عام 2020، ذكر تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية، أن "سوق العقارات في دبي هو نقطة جذب للأموال الملوثة". وحددت 34 حاكما نيجيريا، وسبعة أعضاء في مجلس الشيوخ، و13 وزيرا يمتلكون عقارات في دبي، وتقول إن تكلفتها تبدو "تتجاوز ما تسمح به رواتبهم الرسمية". 

وفي عام 2020 أيضا، ادعت منظمة Sentry، وهي هيئة رقابية، أن دبي تستورد حوالي 95 في المئة من الذهب القادم من مناطق الصراع الساخنة مثل السودان وجنوب السودان والكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى. 

وفي العام الماضي، زعم تقرير لقناة الجزيرة أن النخب الزيمبابوية قامت بتهريب مليارات الدولارات نقدا وذهبا إلى دبي. وأصبح حميدتي ثريا، جزئيا، من خلال بيع الذهب السوداني عبر دبي، وفقا للأمم المتحدة.
إن انفتاح دبي، بطرق جيدة وسيئة، لم يتم تصميمه مع وضع أفريقيا في الاعتبار. لكن دورها كتذكرة ذهاب فقط للأفارقة الأثرياء وأموالهم له تأثير غير متناسب على القارة. ويقول سواريسدي أوليفيرا: "قد تكون أفريقيا لقمة صغيرة بالنسبة لدبي، لكن دبي ضخمة بالنسبة لإفريقيا".


إن صعود الخليج يقدم للزعماء الأفارقة خيارا مألوفا. هل يستخدمون الشراكات مع قوى خارجية لمصلحتهم الذاتية أم لمصلحة مواطنيها؟ وبالنسبة للغرب هناك معضلة أخرى. فمن ناحية، تريد المزيد من المعادن الأفريقية ونفوذا روسيا وصينيا أقل في أفريقيا. 

ومن ناحية أخرى، فهو يريد تعزيز الحكم الرشيد. سيكون من المُغري رؤية دول الخليج كوسيلة لتحقيق الغاية الأولى، ولكن أقل من ذلك إذا قامت بتقويض الغاية الثانية. غالبا ما يكون لدول الخليج، وخاصة الإمارات، مصالح متضاربة في أفريقيا، وسوف تلاحقها بلا رحمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أفريقيا دبي دول الخليج أفريقيا دبي دول الخليج الأسواق المالية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب الصحراء الکبرى دولة الإمارات ملیار دولار دول الخلیج فی أفریقیا فی المئة وفی عام فی عام فی دبی

إقرأ أيضاً:

استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج

تنفرد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، في الاحتفال بالعيد بمظاهر خاصة تختلف عن غيرها من دول العالم العربي والإسلامي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ويأتي ذلك التفرد من تلك العادات والتقاليد الشعبية المتجذرة في الموروث الثقافي للمملكة ودول المنطقة، والتي تتوارثها الأجيال على مر الزمان.السعودية.. استعداد مبكرمن المظاهر الشعبية لعيد الفطر في المملكة العربية السعودية، استعداد الناس لاستقباله مبكرًا، وما إن ينتهي شهر الصوم حتى تبدأ مظاهر الاحتفال بحلول العيد.
أخبار متعلقة صور| العيد في السعودية قديمًا.. ملابس جديدة وعيديات والحوامات والمراجيح"مكة تعايدنا".. تجربة خاصة للاحتفال بالعيد في حي حراء الثقافيوأول تلك المظاهر تعليق الزينة داخل المنازل وخارجها، وقيام كل سيدة منزل بتنظيف بيتها وتجميله ونشر الروائح الجميلة بين صالاته وغرفه وتجهيز بعض الحلوى مثل المشبك والحلقوم استعداداً لاستقبال الضيوف.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
ويحرص السعوديون في صبيحة يوم العيد على تناول التمر وشرب القهوة قبل الذهاب لآداء الصلاة، مرتدين الثياب البيضاء والشماغ الأحمر.
ويهنئ الواحد الآخر خلال الفترة الصباحية من أول أيام العيد، بعدها يتوجهون إلى البيت الكبير- بيت الجد والجدة لمعايدتهم، ويبقى البعض لتناول الفطور، ويحصل الأطفال خلال الزيارة على العيدية من الجميع وهم يلبسون ملابسهم الجديدة.
وفي فترة ما بعد أذان العصر، يخرج الناس إلى الأماكن المفتوحة حيث يستمتعون بأيام العيد وسط الحدائق والمتنزهات وعلى الشواطئ التي تشهد نصب خيام الكثير من الأسر التي تخرج للاحتفال بأيام العيد بعد أن ودّعت شهر الصوم.مدفع العيد في الإماراتوفي دولة الإمارات العربية المتحدة، نجد أن أول ما يهتم به الناس هو صلاة العيد في الأماكن المفتوحة، ثم العودة إلى المنازل وتهيئة الأهل، لاستقبال المهنئين، وغالباً ما تبدأ زيارة الأقارب والأرحام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
ويأتي المدفع كأحد مظاهر الاحتفال بالعيد لدى أطفال الإمارات، الذين ابتكروا المدافع البسيطة التي يصنعونها بأنفسهم لتدخل عليهم البهجة والسرور في أيام شهر رمضان وعيد الفطر المبارك.
وفي المنازل تستعد ربّات البيوت في الإمارات بإعداد المنزل وتنظيفه وترتيبه، فمن ضروريات العيد أن يتم إعادة ترتيب البيت، وتوضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضا، ويتم تجهيز الملابس الجديدة للأطفال خاصة والجميع بشكل عام.
ويتم تجهيز طعام العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وغيرها، ثم بعض الحلويات وكميات من الفواكه توضع في المجالس لاستقبال الضيوف، وفي مقدمة ذلك كله التمر والقهوة والشايعُمَان.. الحلوى قبل العيدوفي سلطنة عمان، يتشارك أهل كل الولايات في عادات استقبال عيد الفطر، حيث يقدمون الحلوى والتمر والقهوة وهي من أساسيات العادات والتقاليد العُمانية، ويحرص الناس على شراء الحلوى العُمانية والفواكه قبل حلول عيد الفطر لتقديمها لزوراهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
ويتمسك العمانيون مثل كل بلدان الخليج العربي، بعادات متوارثة من الماضي في احتفالاتهم بحلول عيد الفطر، ومنها تهيئة الناس له لإعداد الحلقة أو الهبطة التي يقيمونها في العشر الأواخر من رمضان ويقيمونها في كل ولاية ومنطقة عمانية.
والحلقة أو الهبطة وهي عبارة عن تجمع تجاري كبير في الأماكن المفتوحة تعرض في أماكن مخصصة فيه للمواشي واللحوم التي تباع بالمزاد وآخر للملابس والحلوى العُمانية المشهورة. ويقام في الحلقة أو الهبطة سباقات للهجن - الإبل - وللخيول في الفترة الصباحية.
وتقوم مجموعة من النساء في كل حيّ بإعداد سفرة كبيرة في مكان واسع يوضع فيها الحطب والأخشاب ويشعل بالنار ليقمنّ بإعداد المظبي.الكويت.. نكهة خاصةوللعيد نكهته الخاصة لدى أطفال الكويت، الذين يتغنون قبل حلول العيد مرددين بصوت واحد:
باجر العيد ونذبح ابكَرة
وننادي مسعود جْبِير الخُنْفَرَة
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
ويرتدي الأطفال في العيد الثياب الجديدة، ثم يحصلون على العيدية من آبائهم وأقاربهم أثناء التزاور فيما بينهم، وتُنصب الدُّوارف والمراجيح التي تحتويهم لقضاء وقت سعيد، ويبتدع الصبيان والبنات الأغاني والأهازيج عند ركوبهم الدريفة.
وكان الأولاد يتنقلون في السيارات إلى مناطق متعددة مثل منطقة حولِّي والشامية، أو يذهبون بوساطة العربات التي تجرها الخيول فتجدها تسير بهم وهم يرددون بصوت واحد:
عَرَبَانَه أم حصّان
تمشي وتُلْقُط رُمّان
وذلك إضافة إلى طقوس العيد التراثية التي توارثها أهل الكويت عن الأجداد والآباء، ولا يزالون يحتفظون بها حتى اليوم، حيث يظهر تمسك الكويتيين بتراثهم في مختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر وخلال أيام وليالي شهور الصوم أيضاً.قطر.. احتفالات جماعيةتشتهر عند اهل قطر مائدة العيد الصباحية، وتشمل الخروف والأرز والهريس والحلوى والمُكسرات ليجتمع عليها ما يقرب من خمسين شخصاً من أفراد الأسرة بعد أن يزور الرجال الأقارب والأصدقاء عقب صلاة العيد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
وتجتمع الأسر على هذه المائدة العامرة لتناول فطور أول أيام العيد، ثم يقوم الأطفال بالتردد على بيوت الجيران والأقارب للاحتفال بالنافلة وليأخذوا العيدية من أهليهم وأقاربهم.
ويقيم الناس احتفالاً جماعياً بمناسبة العيد للعرضات، يؤديها الرجال، بينما تنفرد النساء والفتيات لآداء رقصة المرادة، ويحتفل الأطفال بهذه المناسبة بآداء الأغاني الجماعية.البحرين.. استعداد بالحلوىوفي مملكة البحرين يستعد الناس في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لاستقبال عيد الفطر بالملابس الجديدة وصناعة السمبوسة الحلوة وغيرها من الحلوى لتقديمها لضيوفهم في ليلة العيد المبارك فور الإعلان عن ختام شهر رمضان وبداية أول أيام عيد الفطر لمبارك.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
ويُعرف أهل البحرين بإقبالهم على تناول حلوى القدوع، وهو الصحن الكبير الذي يتصدر مجلس الضيوف فتقدم إليه مع القهوة والشاي في صباح أول أيام العيد، حيث تنصب القدوع في الساعة العاشرة صباحاً، ويقدم عليها الأرز والدجاج وهي عادة بحرينية تقوم بها الأُسر بدلاً من الغذاء.
ويجتمع أفراد كل عائلة بحرينية مع أقاربهم لتناول طعام الغداء في أيام عيد الفطر المبارك في بيت الوالد في أول يوم العيد وتقدم إليهم الحلوى، أما الأطفال فيطوفون من بيت إلى آخر في الفريج- الحيّ- مرددين أغاني العيد.

مقالات مشابهة

  • اتحاد اليد يختار 12 لاعباً للمشاركة في «الألعاب الخليجية»
  • السوكني: كل من يلبس لباس أهل الخليج مخلوق بدون هوية
  • الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ «الاتحاد»: تطلق مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي في الإمارات قبل نهاية 2025
  • الصين تعتزم ضخ 69 مليار دولار في أربعة بنوك حكومية كبرى لديها لتعزيز رأس المال
  • فائض ميزانية جنوب أفريقيا يصل إلى 1.33 مليار دولار في فبراير
  • استعداد مبكر وتجمعات أسرية.. عادات العيد في المملكة ودول الخليج
  • مركز الفلك ينشر صورة هلال شوال صباح الأحد
  • هدد بإغلاق مضيق هرمز..الحرس الثوري: وجود السفن الأجنبية في الخليج غير مُبرر
  • أفريقيا الخاسر الأكبر .. ما هي الأثار المترتبة على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ؟
  • البحر الأحمر..الخليج الجديد في لعبة النفوذ