شريف نادي يكتب : عامان من الحرب الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يبدو أن الفخ الذي أراد الغرب أن ينصبه لروسيا قد فشل بعد أن نجحت الأخيرة في السيطرة على العديد من المدن الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة.
كما جاء فشل الهجوم الأوكراني المضاد ليعزز من مكاسب موسكو ويزيد من أزمة الغرب الذي بدأ يعيد النظر في حجم الدعم الذي يقدمه لكييف نظرا لعجزها عن تحقيق تقدم ملحوظ على أرض المعركة.
وبدأ الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة في ربط الدعم المقدم لأوكرانيا باشتراطات محددة تحقق المصالح الأمريكية حيث أصبحت واشنطن تتعامل مع كييف كولاية تابعة لها وتلزم حكومتها وقواته المسلحة بالتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة الأمريكية.
ومؤخرا كشفت تقارير صحفية عن وصول وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية التابعة لمديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا من السودان إلى الصومال، بناء على طلب الولايات المتحدة
وتحدثت صحيفة "Military Africa" عن الوجود الأمريكي في القارة الإفريقية، وخاصة في الصومال حيث تنشط شركة الأمن الأمريكية "بانكروفت " منذ أكثر من عقد من الزمن، وتسيطر على امتيازات التعدين وتحميها في المناطق التي تعمل فيها ضد الجماعات المسلحة.
وبحسب الصحيفة، فقد جرى مؤخرا إلحاق وحدات خاصة من القوات المسلحة الأوكرانية لتعمل ضمن شركة الأمن الأمريكية المتواجدة في العاصمة مقديشو، وليس للجيش الصومالي
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل الإعلام عن تواجد قوات أوكرانية في أفريقيا، حيث تم تأكيد وجود قوات أوكرانية في السودان من قبل مسؤولين أوكران رفيعي المستوى منهم رئيس مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، كيريل بودانوف، الذي سبق وأعلن بشكل واضح أن كييف أخذت الكثير من الأسلحة من السودان مقابل مشاركة عناصرها في الحرب بالسودان.
ورغم نفي وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي، تصريحات المسؤول الأوكراني، وتأكيده أن السودان لم يقدم أي أسلحة لأوكرانيا، وأن القوات الأوكرانية غير متواجدة على الأراضي السودانية ألا إن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت في تقرير لها أن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في العمليات القتالية بالسودان في إطار استراتيجية وصفتها الصحيفة بأنها تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج على حسب مزاعم الجانب الأوكراني بهدف التغطية على العمل المشترك بين كييف وواشنطن.
ورغم ما تقدمه أوكرانيا لخدمة المصالح الأمريكية وتحول قوات بلاده لمرتزقة تتنقل حول العالم بأوامر من واشنطن ألا إن الرئيس الأوكراني مازال يستجدي الغرب في كل فرصة من أجل استمرار دعم كييف بالمال والسلاح في الوقت الذى تواصل فيه القوات الروسية تقدمها في العديد من المدن الأوكرانية.
ختاما.. بعد مرور عامين على الحرب الروسية في أوكرانيا ربما يمكننا القول إن الغرب باع كييف وتخلي عن دعمها على أرض الواقع مكتفيا بالشعارات والتصريحات الإعلامية لدرجة أن الناتو نفسه أعلن على لسان أمينه العام أن الجيش الأوكراني في وضع صعب جداً على الجبهة، وذلك جراء عدم تزويد أوكرانيا بذخائر كافية.
في حين استطاع الدب الروسي أن يوجه صفعة قوية للغرب ويدفعه دفعا للتخلي عن كييف التي أصبحت أشبه بولاية أمريكية ولكنها غير مشمولة بالحماية حيث تكتفي واشنطن بإدارة كييف عبر وكيلها زيلينسكي الذي لا يمانع من تقديم كل شىء للحصول على الرضا الأمريكي حتى لو كان تحويل قواته لمرتزقة في خدمة العم سام.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الدفاع الروسية: إحباط 8 هجمات أوكرانية مضادة في مقاطعة كورسك
ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأن القوات الروسية، أحبطت 8 هجمات مضادة قامت بها قوات نظام كييف، في مقاطعة كورسك الروسية.
موسكو: الناتو يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق روسيا تعلن عن تنفيذ وحدات "يارس" الصاروخية لمهامها القتاليةوقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، إن "وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية، أحبطت محاولة هجوم مضاد من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، التي شنت 8 موجات من الهجمات في مقاطعة كورسك".
وذكر البيان أنه "ابتداء من الساعة 21:00 يوم 6 فبراير الجاري أحبطت وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية، محاولة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية هجوما مضادا في اتجاه منطقتي تشيركاسكايا كونوبيلكا وأولانوك في مقاطعة كورسك
واستطاعت وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية، تحييد أكثر من 200 جندي أوكراني، ونحو 50 قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك 8 دبابات و5 مركبات قتالية للمشاة وناقلة جند مدرعة و30 مركبة مدرعة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وفقا لوزارة الدفاع الروسية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف عددا من الألوية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مقاطعة كورسك الروسية، ودمر عددا من الآليات العسكرية.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية أن "القوات المسلحة الأوكرانية، حاولت تنفيذ هجوم مضاد باتجاه قريتي تشيركاسكايا كونوبيلكا، وأولانوك في مقاطعة كورسك، ولتحقيق هذه الغاية، نشرت القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى كتيبتين ميكانيكيتين على مركبات مدرعة، وشنّت مجموعات الهجوم المعادية عدة موجات من الهجمات في الاتجاه المشار إليه".
وفي إطار آخر، أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلاً كبيراً حينما اقترح تفريغ أرض غزة من سُكانها الأصليين وإرسالهم إلى مصر والأردن.
واضاف ترامب قائلاً إنه يرغب في تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي ستفتح أبوابها أمام الجميع، على حد قوله.
وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد قال إن مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مُواطني غزة لا يبدو خيارًا منطقيًا، واصفًا إياه بـ"الخيالي".
وقال باراك، في تصريحاتٍ صحفية لإذاعة الجيش الإسرائيلي،: "هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية، يبدو أنها مثل بالون اختبار، أو ربما في مُحاولة لإظهار الدعم لدولة الاحتلال".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أثار الجدل بمُقترحه بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وذلك بغيةً إفراغ الأرض من أهلها.
وواصل ترامب مُقترحه بالإشارة إلى خطته بشأن تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي ستفتح أبوابها أمام جميع الجنسيات، على حد قوله.
وتُعتبر قضية فلسطين قضية عادلة لأنها تتعلق بحقوق شعب تعرض للتهجير القسري والاحتلال العسكري لأرضه، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، منذ نكبة عام 1948، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، وتمت مصادرة أراضيهم دون وجه حق، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وتؤكد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والقرار 242 الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، على أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في تقرير مصيرهم.
كما أن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة وحقوق أساسية.