الأمن القوميّ يتوقّع انقلابًا عسكريًا واتسّاع الشرخ الداخليّ.. رغم تحذيرات الجيش والموساد والشاباك من تعدد الجبهات وتنامي قوّة إيران ائتلاف نتنياهو يُقِّر أوّل قانونٍ بـ “الإصلاحات القضائيّة” نحو الفوقيّة اليهوديّة
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
صادق الكنيست الإسرائيليّ عصر أمس الاثنين على مشروع قانون (الحد من المعقولية)، ضمن حزمة تشمل ثمانية مشاريع قوانين تُعرف بـ”خطة التعديلات القضائية“، تدفع بها الحكومة وسط احتجاجات عارمة، ورفض للمعارضة، وصوت الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة على المشروع ليصبح قانونًا نافذًا.
وصوت لصالح القانون 64 عضوًا (يتكون الكنيست من 120 عضوًا) دون معارضة، بعد أنْ نوابها قاعة الكنيست مع بدء التصويت.
إلى ذلك، لا تزال الأزمات الداخلية غير المسبوقة تقُضّ مضاجع الصهاينة، قيادةً وشعبًا في كيان الاحتلال، وتلاحق في الوقت عينه جيش الاحتلال الذي بدأ ينهار على وقع ارتفاع الرافضين للخدمة التطوعية، وقد وقعت أمس حادثة هي الأولى من نوعها عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، طلب القائد العّام لهيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، الاجتماع معه لتحذيره من المخاطر الأمنيّة التي تعصِف بالدولة العبريّة على وقع تفشّي ظاهرة رفض الخدمة العسكريّة، وخاصّةً في الاحتياط. وفي هذا السياق، توقع عميد كلية الحقوق في صفد والباحث في معهد الأمن القوميّ الإسرائيليّ، البروفيسور محمد وتد، “حدوث انقلابٍ عسكريٍّ على الحكومة” عقب إقرار الكنيست لتقليص صلاحيات القضاء في حجة المعقولية. وصرح محمد وتد لقناة “I24News” العبرية أنّ الانقلاب قد يحدث في حال وقوع صدام بين السلطة القضائية والتشريعية، برفض المحكمة العليا للقرار الذي يقيد عملها، مشيرًا إلى أنّ الأمر يستند إلى تحليلاتٍ عميقةٍ لجميع الشخصيات الأمنية التي يتوقع أنْ تساند المحكمة. وأضاف وتد: “نحن موجودون بصدد لحظة تاريخية، فعدم استقلالية المحكمة العليا معناه أمر واحد وصريح. كافة ضباط الجيش في إسرائيل موجودون في خطر المقاضاة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهو أمر لا يريده أي شخص، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المتهم بقضايا جنائية يتصرف بشكل غير معقول، هو يتصرف بصورة غير منطقية بناء على القضايا الجنائية المرفوعة ضده”، طبقًا لأقواله. اجتمع رئيس المعارضة يائير لابيد مساء مع رئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) رونين بار الذي وضعه “بصورة الوضع والتهديدات الأمنية في الساحات المختلفة”، حيث عُقد الاجتماع بين الاثنيْن بناء على طلب بار وبموافقة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو. وفي نهاية الاجتماع، أشار لابيد إلى أنّه “أعرب عن قلقه من المِنعة القومية في إسرائيل”، وعبر حسابه على “تويتر” قال: “تحدثنا عن التهديدات الداخلية والخارجية، ولدينا مسؤولية مشتركة للحفاظ على أمننا وعن وحدة الشعب”، على حدّ تعبيره. في المقابل، تحدث رئيس (المعسكر الوطني) المُعارِض، الجنرال بالاحتياط بيني غانتس مع رئيس الأركان الجنرال هليفي، وبحسب بيان صادر عن غانتس فقد “عكس هليفي صورة الوضع في الجيش الإسرائيلي في أعقاب ارتفاع أعداد الرافضين للخدمة التطوعية العسكرية في الأيام الأخيرة”. وجرى الحديث بين الجانبين بناء لطلب المؤسسة الأمنية، وبمصادقة من وزير الأمن الإسرائيليّ يوآف غالانت، وفي نهاية الحديث، قال غانتس: “إنّ صورة الوضع الأمني مقلقة جدًا وتستوجب الانتباه واتخاذ القرارات الأمنية الاستراتيجية في مختلف الساحات النشطة”. ودعا غانتس نتنياهو لجمع الكابينت الأمني السياسي ومناقشة “تداعيات التشريع على الجيش قبل تمرير القانون”، بيد أنّ رئيس الوزراء رفض طلبه جملةً وتفصيلاً. إلى ذلك، شدّدّ المستشار القانوني للحكومة السابق أفيحاي مندلبليت، على “خطورة الوضع تلزم وقف خطة التشريعات القضائية”، محذرًا من أنّ “إلغاء حجة المعقولية قد يؤدي إلى استبدادية الزعيم”، وفق ما أوردته هيئة البث الرسمي الإسرائيلي (كان).بدوره، نبّه قاضي المحكمة العليا سابقا ميني مزوز، من أنّ “التشريع المتعلق بحجة المعقولية، هو الخطوة الأولى على الطريق نحو تحرك واسع للسيطرة على جميع مراكز السلطة في إسرائيل“.
كما رفض مزوز “الادعاءات بشأن التمييز والتطبيق الانتقائي خلال التظاهرات الاحتجاجية لليمين مقابل اليسار”، مؤكَّدًا أنّه “لا مجال للمقارنة بين احتجاجات اليمين إبان تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزّة بالعام 2005 والمظاهرات الحالية“.
أمّا رئيس (الموساد) السابق، يوسي كوهين، فقد حذّر من أنّ “إيران تشكل في هذه الأيام تهديدًا مركزيًا على أمننا، والجمهور الإسرائيليّ يعرف ذلك، والحرس الثوري الإيراني يوجد ويعمل بشكل مكثف خارج حدودها، في شمال الشرق الأوسط، في العراق، سوريّة، لبنان، وإيران تواصل من طهران نفسها ومن فروعها الأعمال الموجهة للمسّ بالإسرائيليين في أرجاء العالم، وتواصل ضخ سلاح متطور بكميات هائلة لدول العدو، وهكذا تتحدى أمننا القومي أكثر فأكثر”.وأضاف في مقابلةٍ مع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّه: “في هذه اللحظة التي يحوم فيها التهديد الإيراني فوق رؤوسنا في عدة جبهات، علينا أنْ نتأكد من أنّ حصانة إسرائيل الأمنية لا تتضرر“.
وشدد كوهين في الختام على وجوب “وقف إجراءات التشريع والوصول بشكلٍ فوريٍّ وعاجلٍ لحوار بين الجماعات المختلفة التي تمثل آراء مختلفة، بهدف الوصول إلى ذاك الإجماع الذي كان على مدى سنوات وجود إسرائيل نورًا تسير على خطاه“، على حدّ وصفه.
أخبار ذات صلة إسرائيل على صفيح ساخن بعد إقرار التعديلات القضائية.. اشتباكات عنيفة واعتقالات ودهس للمتظاهرين ونقابة الأطباء تنضم للاحتجاجات.. أولمرت يؤكد الاقتراب من “الحرب الأهلية” وواشنطن تنتقد بشدة وتحذر من القادم (صور) نصر الله: إسرائيل تسير على “طريق الانهيار والزوال” بعد أزمة التعديلات القضائية واليوم هو أسوأ يوم في تاريخ الكيان نتنياهو يُدافع عن إصلاح القضاء بصفته “ضرورة” مع زيادة الاحتجاجات والقلق الدولي.. ولابيد سيستأنف أمام المحكمة العُليا.. بن غفير يُعلن إنها البداية فقط ومطالب بإلغائه كل ما تريد معرفته عن التعديلات القضائية التي أشعلت إسرائيل.. لماذا الاحتجاجات؟ وما علاقة الحكومة بالقضاء؟ ومن المستفيد؟المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: التعدیلات القضائیة ة التی
إقرأ أيضاً:
بعد رفض رئيس الجيش الإسرائيلي ترقيته.. هاغاري يستقيل من منصبه
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير، قرر اليوم الجمعة، عدم ترقية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى رتبة نائب أميرال، وأعلن مغادرته الجيش خلال أسابيع.
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإعلان عن ترك هاغاري منصبه الذي شغله منذ مارس (آذار) 2023 وتقاعده من الخدمة العسكرية يعد بمثابة إقالة، علماً أنه كان مرشحاً لقيادة البحرية الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن صراعاً كان بين هاغاري والجهاز السياسي، خاصة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حيث يعتقد أن الأخير كان يرفض الموافقة على ترقية هاغاري.
IDF spokesman Hagari to retire from military in coming weeks https://t.co/6XAfYwemnH
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) March 7, 2025من جهتها، قالت هيئة البث الاسرائيلية إن "هاغاري لم يحظ بثقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس"، مشيرةً إلى وجود خلافات بين هاغاري ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، دون تفاصيل أخرى.
وفي بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أكد الطرفان أنه تم الاتفاق على مغادرة هاغاري الخدمة العسكرية.
In what Israeli media described as an "agreement" between the IOF spokesman and the regime's chief of staff, IOF spokesman Daniel Hagari has been forced to resign in the "coming weeks". pic.twitter.com/zftBFTYfdE
— Press TV ???? (@PressTV) March 7, 2025وفي السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن من بين المرشحين المحتملين لخلافة هاغاري المقدم بيني أهارون.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي مصدوم من إقالة المتحدث باسمه، ويرى أن إقالة المسؤول العسكري قبل إقالة المسؤولين عن إخفاق هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمر مشبوه.
وأضافت أن الجيش يستعد لضغوط من القيادة السياسية لتعيين شخصية ليست بالضرورة من الجيش، وأن المحيطين بنتانياهو كانوا على علم قبل أشهر بإقالة هاغاري.
وجاءت إقالة هاغاري بعد يومين من تسلم زامير منصب رئيس الأركان خلفاً للمستقيل هرتسي هاليفي الذي قاد الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة لأكثر من 15 شهراً.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال يعقوب باردوغو حليف نتانياهو، إن هاغاري لن تتم ترقيته، محذراً: "إذا وافق كاتس على مثل هذه الخطوة، فسيكون هذا هو اليوم الأخير الذي يخدم فيه وزيرا للدفاع في حكومة يمينية".
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بعد إعلان الأخير أنه أصدر تعليماته لهاليفي "بالتعاون الكامل" مع تحقيق مراقب الدولة بشأن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
הרמטכ"ל החדש אייל זמיר החליט להדיח את דובר צה"ל דניאל הגרי מתפקידו.
הגרי גם לא ימונה לדרגת אלוף והוא משלם את מחיר המשחקים הפוליטיים ששיחק ביחד עם הרצי הלוי ויואב גלנט, כולל על מידור כתבים צבאיים שלא זרמו עם הספינים שלו.
התחיל תפקיד בקול תרועה רמה ומסיים בקול ענות חלושה. pic.twitter.com/RxdwJnb7Pu
وفي موقف نادر رد الجيش الإسرائيلي عبر منشور على منصة إكس: "حل القضايا يجب أن يتم بالحوار بين وزير الدفاع ورئيس الأركان، وليس عبر وسائل الإعلام".