أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد العرابي، أن الدبلوماسية المصرية تؤدي دورًا استثنائيًا وغير مسبوق في التعامل مع كافة الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط والتغيرات الجيوسياسية بالإقليم، وتسعى إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار بالمنطقة.
وثمن العرابي -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة بمناسبة يوم الدبلوماسية المصرية- الجهود المصرية المبذولة من أجل تسوية النزاعات بالجوار الإقليمي ولاسيما بدول الجوار المباشر وعلى رأسها الأوضاع بقطاع غزة.


وقال إن المساعي المصرية المضنية إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تعكس موقف القاهرة الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، حيث تضع مصر حماية الفلسطينيين على رأس أولوياتها، وتسعى لتسهيل كافة السبل للتوصل إلى تسوية نهائية على أساس حل الدولتَين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وأضاف أن تحركات الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الماضية دفعت عددًا من الدول الفاعلة في مراجعة موقفها بشأن الاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أن مصر تسعى لإطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة لإنهاء الجمود الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام العادل.
وتابع وزير الخارجية الأسبق أن الدبلوماسية المصرية نجحت في التعامل مع عدد كبير من الأزمات الإقليمية، من منطلق حرص القاهرة على أن يسود السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط عبر انتهاج سياسة الحوار واللجوء إلى طاولة المفاوضات وجمع الأطراف المختلفة للتوصل إلى أفق لحل النزاعات القائمة.
ولفت العرابي إلى أن مسيرة عمل الدبلوماسية المصرية حافلة بنماذج كثيرة للدفاع عن مصالح الوطن في كافة المراحل التاريخية، منوهًا إلى أن أبناء وزارة الخارجية قدموا، باختلاف أجيالهم، خير مثال على التضحية، وبذل كل غال ونفيس من أجل الذود عن مصالح مصر في كافة المناسبات والمحافل الإقليمية والدولية.
وأبرز أن يوم الدبلوماسية المصرية يعد مناسبة لاستذكار وتقدير كافة الجهود والتضحيات التى يبذلها أعضاء السلك الدبلوماسي المصري الذين يعملون على مدار الساعة لحماية مقدرات الدولة والدفاع عن مصالحها، ويتابعون كل القضايا والموضوعات التي تمس أمن مصر القومي، ويتحركون لعرض المواقف المصرية وشرح أبعادها، فضلًا عن أنهم يبذلون كل جهد لرعاية أبناء مصر المغتربين.
واستطرد العرابي أن نشاط السياسة الخارجية المصرية له تأثير كبير على الأوضاع، كما أن السياسة الخارجية المصرية تعتبر عنصرًا فاعلا في خدمة كل إجراءات التنمية الخاصة بالدولة وعلاقاتها على مختلف المستويات والقطاعات ومع كافة الدول.
وسلط الضوء على المعارك الكثيرة التي خاضتها الدبلوماسية المصرية على مدى السنوات الماضية، إذ أثبتت أنها تعمل من أجل الوطن وشعب مصر، "وهذا في حد ذاته أمر يجعل كل من ينتسب إلى هذه المؤسسة يشعر بالفخر والاعتزاز".
ونوه العرابي في هذا الصدد بالدور المحوري الذي قامت به بعثات مصر في الخارج خلال السنوات الأخيرة في إجلاء أبناء الوطن خلال أزمة جائحة كورونا، وإعادة أبنائنا الطلاب الذين شاءت الظروف أن يتواجدوا في مرمى نيران الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب إجلاء الرعايا المصريين من السودان، علاوة على المساعدة في اجلاء رعايا عدد كبير من دول العالم الأمر الذي لاقى ترحيبًا كبيرا من المنظمات الإقليمية والدولية.
وجدد التأكيد على السياسية الخارجية المصرية في المرحلة الحالية تصون مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتسعى دائمًا إلى إرساء مبادئ السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والجوار المحيط بالدولة المصرية، مثمنًا هذه الأسس الثلاث "النبيلة" التي تخدم البشرية أكثر من كونها تخدم أهواء أو تطلعات سياسية لا مردود لها.
وأشار رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن الدبلوماسية المصرية تحرص دائمًا على اختيار أفضل العناصر من الشباب للالتحاق بالعمل الدبلوماسي، وتهتم بمسألة تدريب وإثقال خبرات أعضاء السلك الدبلوماسي لضمان تطوير وتحديث المهارات، وفهم واستيعاب طبيعة التحديات التي تحيط بالدولة والتغيرات الجيوسياسية التي تطرأ بين الحين والآخر، والإلمام بأولويات العمل الوطني في كل مرحلة.
واختتم السفير محمد العرابي بالتأكيد على أن مصر دولة ذات سياسة خارجية واضحة لا تتدخل في شئون الآخرين وتعمل على صيانة أمنها القومي عبر سياسة فاعلة وحيوية تستطيع أن تصل إلى كل دول العالم بعلاقات متوازنة ورصينة.
يذكر أنه يتم الاحتفال بيوم الدبلوماسية المصرية الذي يوافق ذكرى إصدار إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 في أعقاب تصريح 28 فبراير الذي أنهى الحماية الأجنبية على البلاد، وهو ما استعادت مصر بعده حقها في تمثيل نفسها بنفسها وتم إعادة العمل بوزارة الخارجية بعد تعليق العمل بها إثر فرض الحماية الأجنبية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كورونا الفلسطينيين محمد العرابي

إقرأ أيضاً:

الخارجية التركية ترد على اتهام الحكومة بالفشل في الشرق الأوسط

أنقرة (زمان التركية) – ردت وزارة الخارجية التركية على اتهام حزب الشعب الجمهوري المعارض، لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بالفشل في تطبيق سياستها بالشرق الأوسط وسوريا.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “السياسة الخارجية لتركيا تستند على مصالح الدولة وشعبها، وأن تركيا تهدف بهذا المفهوم لترسيخ السلام والاستقرار والرفاهية بالشرق الأوسط الذي تجمعها به علاقات تاريخية وثقافية قوية.

وأوضحت الخارجية في بيان أن المبادئ الأساسية لهذه السياسة تمحورت حول القانون الدولي والقيم الإنسانية ومفهوم العدالة الدولي مفيدة أن تركيا اتخذت موقف مبدئي منذ اندلاع الكارثة الإنسانية في سوريا ولم تتردد تركيا التي تحدث سياستها الخارجية وفقا لمصالحها القومية في اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد التهديدات التي تستهدف أمنها القومي.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، اتهم المعارضة بالمسؤولية عن وقوع  توترات في عدد من المدن التركية ضد اللاجئين السوريين، عقب واقعة تحرش لاجئ سوري بطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بمدينة قيصري،

وفي رد على أردوغان، قال حزب الشعب الجمهوري “انهارت سياسة تركيا الخاصة بالشرق الأوسط وسياستها المتعلقة بسوريا واللاجئين وأفلست.. أردوغان وحكومته هي المسؤول الرئيسي عن المشهد الكارثي الحالي.. الحكومة جعلت تركيا أسيرة لهذه الأزمة مثلما عجزت عن حل الأزمة السورية المتسببة بهذه الأزمة.. أردوغان تسبب بانهيار سوريا بالسياسة التي يتبعها وحول تركيا إلى مستودع عالمي للاجئين ولم يخجل من التساوم مع أوروبا على حياة هؤلاء اللاجئين”.

وأضافت الخارجية التركية أنه “بالأنظمة الديمقراطية يمكن الإسهام في السياسة الخارجية عبر الانتقادات البناء غير أنه لا يمكن ادراج الاتهامات المبنية على تشويه الحقائق والتعصب الأيديولوجي من أجل مكاسب سياسية ضمن الانتقادات البناءة مشيرة إلى أن الادعاءات المتعلقة بسياسة تركيا في الشرق الأوسط وسوريا لا تحمل أي نوعية تحليلية وتفتقر حتى إلى المعرفة التاريخية الأساسية”.

وصرحت الخارجية في بيانها أن “تركيا نجحت منذ سنوات في أن تصبح حزيرة الاستقرار والهدوء في منطقة جغرافية تحولت كليا إلى حزام ناري وأن تركيا عززت استقرار وأمن ورفاهية الشعب مثلما نجحت في البقاء خارج الحروب المندلعة بالمنطقة”.

هذا وشدد البيان على “تطوير تركيا لإمكاناتها الدفاعية خلال تلك الفترة وأصبحت قادرة على مكافحة الإرهاب على الجانب الآخر من الحدود قائلا: “لا ينبغي أن نغفل أن أولئك الذين يتجاهلون كل هذه الحقائق ويطلقون اتهامات لا أساس لها من الصحة لتحقيق مكاسب سياسية فقط، أصبحوا وكلاء للقوى المهيمنة التي تحاول اختراق منطقتنا. سنواصل اتخاذ الاجراءات بالسياسة الخارجية وفقا لمصالح دولتنا وشعبنا”.

واندلعت توترات في عدد من المدن التركية عقب واقعة تحرش لاجئ سوري بطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بمدينة قيصري، مما دفع عدد من الأتراك لمهاجمة وإحراق منازل ومحلات وسيارات السوريين بالمدينة ومدن أخرى، وامتدت الاضطرابات إلى شمال سوريا، حيث كان هناك رد فعل تجاه تركيا، تمثل في إنزل العلم التركي وإحراق عدد من شاحنات البضائع التركية.

Tags: ازمة اللاجئين في تركياالخارجية التركيةالسوريين في تركياحادث قيصري

مقالات مشابهة

  • ميدو: الموسم القادم لن يكون استثنائيًا.. وهناك أخبار بتأجيل الدوري المصري
  • الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين وأبرز التغييرات في الخارجية والدفاع
  • أبرز المكاسب الدبلوماسية لمصر بعد ثورة 30 يونيو.. تحقيق التوازن ودور فعال
  • مصر: حكومة جديدة تؤدي اليمين الدستورية وتغيير في حقائب وزارية سيادية بينها الدفاع الخارجية
  • الخارجية التركية ترد على اتهام الحكومة بالفشل في الشرق الأوسط
  • المجلس المصري للشئون الخارجية: الشراكة المصرية الصينية مثال يحتذى به عالميا
  • اقتصادي: التغيير الوزاري كان مطلبًا شعبيًا وعلى الحكومة التعامل مع رغبات المواطن
  • عاجل.. بدر عبدالعاطي وزيرًا للخارجية بعد 35 عامًا في الدبلوماسية المصرية
  • عاجل|"IDH" أكبر شركات الرعاية الطبية بالشرق الأوسط تغادر البورصة المصرية
  • القواعد العسكرية في قبرص.. مراكز لدعم إسرائيل والتجسس بالشرق الأوسط