كل شيء صعب.. معاناة من أجل أساسيات الحياة في رفح
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
مع مرور الأيام وتوالي الأسابيع، تزداد معاناة أكثر من مليون نازح فلسطيني كانوا قد هرعوا إلى محافظة رفح في جنوب قطاع غزة، هربا من القصف والموت جراء الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة حماس قبل نحو 6 أشهر.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد أضحت المساحة "سلعة نادرة" في رفح، التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز 300 ألف نسمة قبل بدء الحرب، الناجمة عن هجمات حركة حماس، المصنفة إرهابية، على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ووفقا للصحيفة، فإن الإيجارات ارتفعت بشكل كبير جدا، في حين اكتظت المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث يتواجد في الفصل الواحد عشرات الأشخاص.
ويقضي معظم الأشخاص الذين نزحوا إلى رفح أيامهم في محاولة تأمين الاحتياجات الأساسية، مثل العثور على المياه النظيفة للشرب والاستحمام، والحصول على ما يكفي من الطعام، وتهدئة أطفالهم عندما يسمعون دوي قصف قريب منهم.
حفاضات "زاد سعرها 600 في المئة".. جولة داخل أسواق غزة عندما عاش مصطفى أشقر وزوجته في مدينة غزة، كان قوتهما من متجر بيع الملابس يكفيهما للاعتناء بطفلتهما الرضيعة، ولكن اليوم تصارع العائلة التي تعيش مع مليون نازح آخرين في رفح لتوفير الحفاظات.كما أصبح غاز الطهي نادرا للغاية، لدرجة أن الهواء بات يعج بالدخان الناتج عن حرق الأخشاب وقطع الأثاث.
ولأن الوقود باهظ الثمن، يضطر الناس إلى استخدام الدراجات أو يستقلون عربات تجرها الحمير والخيول لقضاء حوائجهم.
"حياتنا كابوس"وقالت هديل أبو شريك (24 عاماً)، التي تقيم مع ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات وأقارب آخرين في مطعم مغلق في رفح: "كل شيء صعب هنا.. لقد تحطمت أحلامنا. تحولت حياتنا إلى كابوس".
وأشارت إلى أن أسرتها لا تتمكن عادة سوى من تأمين وجبة طعام بسيطة واحدة في اليوم، مؤكدة أنهم يغلون الماء قبل شربه، حيث يصاب الكثير منهم بالمرض بسبب المياه الملوثة، بما في ذلك ابنتها، مردفة أنه "ليس لديهم إمكانية الحصول على الدواء".
أستراليا تعلن استئناف تمويل الأونروا قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، الجمعة، إن أستراليا ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد شهرين تقريبا من تعليق التمويل بسبب مزاعم بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر.وزادت: "القصف مرعب، خاصة بالنسبة للأطفال"، مضيفة أن الجميع تجمعوا في الزاوية عندما سمعوا الضربات الإسرائيلية، خوفاً من سقوط السقف عليهم.
وكان المطعم محطتهم الثانية منذ مغادرتهم منازلهم في شمال غزة خلال بداية الحرب، وقالت إنهم يتعين عليهم الآن المغادرة مرة أخرى، حيث قام صاحب المكان بطردهم، لكنه أعطاهم بعض القضبان المعدنية والقماش المقاوم للماء لبناء خيمة مؤقتة.
وبالنسبة لإسماعيل العفيفي، وهو خياط من شمالي غزة، فقد أقام خيمة لعائلته تحت سلم خرساني في إحدى المدارس، لكن المكان اكتظ بمئات اللاجئين مع مرور الأيام.
ولتلبية بعض احتياجاتهم الأساسية، يراقب أبناء العفيفي المساعدات وشاحنات المياه القادمة على الطريق، حتى يتمكنوا من الاندفاع بسرعة نحوها، ومحاولة الحصول على بعض الطعام، أو ملء دلائهم بالمياه.
وعندما يتوفر لديهم الدقيق، تقوم زوجة ابن إسماعيل بخبز الطحين مع نساء أخريات في فرن طيني مؤقت، أقيم في الشارع.
ويختم العفيفي البالغ من العمر 62 عاماً، حديثه بالقول، إنه غالباً ما يذهب إلى فراش النوم وهو جائع.
أما خالد شراب، وهو عامل بجمعية خيرية، يقيم مع عائلته في خيمة يتسرب منها الماء، فأوضح أنه يعاني من أجل تأمين الغذاء والماء والمأوى، وسط مخاوف من حدوث عملية برية عسكرية.
وتابع شراب (36 عاماً): "ليس لدى الناس فعلياً مكان آمن آخر يذهبون إليه".
من جانب آخر، أدى نقص الوقود والإمدادات الأخرى إلى إصابة المرافق الطبية المحلية بالشلل تقريبًا.
وأوضح مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار، وهو أكبر مستشفى في رفح، أنه "لم يعد بمقدورهم تقديم خدمات العناية المركزة، والعمليات الجراحية المعقدة، والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وعلاج السرطان".
ويفتقر الأطباء إلى مسكنات الألم وأدوية مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، كما انخفضت قدرتهم على توفير غسيل الكلى، لدرجة أن المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى "يموتون".
ولفت الهمص إلى هناك "63 سريرا فقط لنحو 300 مريض"، مضيفا: "يتم التعامل مع معظم الحالات على الأرض".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی رفح
إقرأ أيضاً:
معاناة ستينية تفقد 4 أبناء في سجون النظام السوري
في مدينة الحسكة في سوريا، تعيش الأم السورية -طرفة داود- حزنا وألما دائمين، منذ أكثر من 12 عاما، بعد اختفاء أبنائها الأربعة في سجون النظام السوري.
تجلس الأم البالغة من العمر 67 عاما، بين أفراد عائلتها، تتصفح صور أبنائها المفقودين على هاتفها، والدموع تنهمر من عينيها، مستذكرة آخر لحظاتها معهم.
وتعرفت طرفة عام 2015، في صور مسربة من سجن صيدنايا، على 3 من أبنائها -فيصل وآلان وسليمان- لكنها لم تجد أي أثر لابنها الرابع، باسل.
وفي عام 2016، دفعت مبلغا كبيرا لرؤية أبنائها لبضع دقائق داخل السجن، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم تماما.
وتناشد الأم المكلومة كل من يستطيع مساعدتها في العثور على أي معلومات عن أبنائها، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، لتخفيف معاناتها.
يذكر أن منظمات حقوق الإنسان قد وثقت عمليات إعدام جماعية في سجون النظام السوري، وأعلنت الولايات المتحدة في عام 2017 عن اكتشاف محرقة جديدة في سجن صيدنايا للمعتقلين الذين تم إعدامهم شنقا، كما تم توثيق حالات تعذيب واسعة النطاق في هذه السجون.