مؤسسة صحيفة: التحرش والاستغلال الجنسي للصحفيات اللبنانيات أصبح جزء من العمل الإعلامي.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي لبنان تحرش جنسي

إقرأ أيضاً:

السودان أصبح مضرب المثل في التصدي للمؤامرات وهزيمتها

ما نراه كسودانيين عاديا وطبيعيا يراه الآخرون كأسطورة. كيف صمدت القيادة السودانية ولم تترك البلد رغم احتلال معظم العاصمة بمدنها الثلاثة وحصار القيادة العامة وبداخلها رأس الدولة، وكيف خرج رأس الدولة من الحصار وبعد ذلك لم يخرج من السودان ولم يرضخ للضغوط ولم يستسلم وقاتل حتى استعاد العاصمة.

بالنسبة لنا كشعب فكرة خروج الحكومة من السودان غير واردة ولا مفكر فيها أساسا، أما مسألة صمود قيادة الجيش فبالرغم من التأييد والدعم الشعبي إلا أنها كانت أيضا من المسلمات، فالبرهان ظل يتعرض لنقد ولهجوم عنيف من الرأي العام ولاتهامات بالتقصير والتراخي وأحيانا الخيانة. وكذلك قضية التفاوض مع المليشيا ظلت مرفوضة من الشعب، والبرهان نفسه كان يقول باستمرار في إن الشعب هو صاحب القرار ولن يقبل بأي تفاوض يعيد المليشيا مرة أخرى.

الجيش السوداني تعرض لموجة هجوم عنيفة وكاسحة ولكنه لم ينهار ولم يتفكك وتعامل مع الصدمة الأولى بثبات انفعالي حير المراقبين. أكثر من 120 ألف متمرد داخل العاصمة وأستولوا على كل مواقع الحكومة والقصر الجمهوري والمطار والإذاعة والتلفزيون وحاصروا مقرات الجيش بما في ذلك القيادة العامة، ولكن الجيش ثبت وتماسك وتعامل مع الأمر بمهنية.

وبعد تجاوز الصدمة الأولى بثبات الجيش جاء دور الشعب في الدعم والمساندة ماديا ومعنويا حيث سيرت قوافل الدعم إلى قيادات الفرق العسكرية في عدد من المناطق واستمر الدعم بأشكاله المختلفة بما في ذلك الدعم بالرجال والمقاتلين حيث تلقى الجيش أهم دعم من فصائل المجاهدين المختلفة وقوات الاحتياط ومتطوعين لهم سابق خبرة في الجهاد بادروا من تلقاء أنفسهم للقتال، كان هذا من أهم عوامل صمود الجيش في الحظات الأولى، ثم بعد ذلك جاء الاستنفار الشعبي العام وتدافعت جموع المتطوعين شبابا وشيبا ونساء إلى معسكرات التدريب في مختلف ولايات السودان. هذا أصبح لدى الجيش السوداني اكتفاء من ناحية المقاتلين وكانت العقبة أمامه هي التسليح وقد تغلب عليها بجهود الوطنيين ودعم من بعض الأصدقاء.

إنتصار السودان تكاملت فيه عزيمة وصبر الشعب مع عزيمة قواته المسلحة وثباتها وتماسكها وخبرتها في القتال. جيش بإمكانيات قليلة وشعب غالبه فقير ولكنه يملك الكثير من العزة والبأس والتوكل على الله. وما هو خارق وأسطوري بالنسبة لشعوب هو العادي بالنسبة للشعب السوداني. ففي هذه الحرب ترى الولد وأبوه يقاتلان، وترى الأشقاء انثين وثلاثة في المعركة .. يستشهد الإبن ويستمر الأب في القتال، ويستشهد الشقيق وشقيقه يقاتل، ويستشهد الولد ويلحقه أبوه ويستشهد الشقيقان في الحرب، بل هناك حرفيا ثلاثة أشقاء استشهدوا في هذه الحرب. هناك العديد من الأمثلة الحية لذلك دون أدنى مبالغة. مغتربون جاءوا من دول الخليج ومن أوروبا ليقاتلوا ويستشهدوا في الجزيرة والخرطوم والفاشر.
هذا هو الشعب السوداني.

أما الجيش فقد قاتل ضباطه وجنوده في ظروف صعبة للغاية، قاتلوا وهم لا يعرفون مصير عائلاتهم؛ الضابط أو الجندي في أرض المعركة وأسرته قد تكون مشردة في مدرسة أو نازحة في مكان ما. قاتل الجيش في وقت لا يستطيع حتى معالجة جرحاه وكان بعضهم يتعالجون من مساهمات الأهل والأصدقاء، قاتل تحت الحصار والجوع والمرض ونقص السلاح والذخيرة. وقدم الآلاف من الشهداء؛ معركة القيادة العامة لوحدها استشهد فيها أكثر من ألف من القوات المسلحة في مكان واحد.

هذا الجيش قيادة أركانه التي كانت تدافع عن كل تراب السودان وتحرر المناطق كانت هي نفسها تحت الحصار وتدير المعركة تحت الحصار من داخل القيادة العامة التي لم يفك الحصار عنها إلا قبيل تحرير الخرطوم.

يندهش الناس من صمود القيادة السودانية ولم يعلموا أن هجوم المليشيا على القيادة العامة حين اقترب في لحظة من اللحظات إلى رئاسة هيئة الأركان، فما كان رئيس هيئة الأركان إلا أن جلس على مكتبه بكامل زيه العسكري ممسكا عصاه رافضا الإخلاء إلى مكان أكثر أمنا قائلا سأستشهد هنا على مكتبي!

يستغربون ولم يروا ضباط الجيش الموقوفين في تهم بالانقلاب وغيرها يخرجون من الإيقاف إلى ميدان المعركة ويستشهدون.

يتعجبون من الشعب السوداني ولم يسمعوا الآلاف من قصص الصمود والبطولة في المدن وفي القرى البعيدة التي قاومت وقدمت الشهداء، من الذين رفضوا الخروج من بيوتهم وقاتلوا، من القرى التي ظلت عصية على الأوباش بكل بربريتهم وبطشهم، لم يسمعوا عن الذين دافعوا عن بيوتهم وأعراضهم وقدموا أرواحهم دون تردد، لم يسمعوا عن الأبطال الذين تبادلو النيران مع المليشيا حتى انتهت ذخيرتهم واستشهدوا ، لم يسمعوا عن القبائل التي قاتلت المليشيا في مختلف أرجاء السودان بسلاحها الشخصي وقدمت الشهداء وهزمتهم، والكثير الكثير من القصص.

حقيقة إن أردنا توثيق بطولات الشعب السوداني في هذه الحرب فنحن نحتاج إلى مجلدات، قدمها بكل نلقائية وبساطة كما يتنفس فهي جزء من طبيعته.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أندرو تيت في مواجهة جديدة: دعوى بالاعتداء الجنسي والتهديد بالقتل من صديقته السابقة
  • قضية الاعتداء الجنسي تطارد الفايد.. 5 نساء يقدمن دعوى قضائية للمطالبة بتعويضات من تركته
  • بعد تبرئته من تهمة التحرش الجنسي..آلفيس يسعى للانتقام من ناديه السابق
  • قبل احتفالات العيد.. احذر من عقوبات "التحرش" تصل للسجن 7 سنوات
  • السودان أصبح مضرب المثل في التصدي للمؤامرات وهزيمتها
  • بعد “لام شمسية”.. أحمد السعدني يكشف تطور علاقته بابنه
  • من اليابان إلى لبنان: ما السر وراء شعبية شاي الماتشا بين النساء اللبنانيات؟
  • خليه يعدي على خير.. التحرش في العيد نهايته الحبس
  • «ChatGPT» يغير قواعد إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • «المباركة» تنظم ورشاً لصقل مهارات «المغاوير» وتعزيز العمل الجماعي