في رمضان المقاطعة وغزة غيرتا من خيارات استهلاك الأردنيين
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
عمّان- ألقت الحرب على قطاع غزة التي دخلت شهرها السادس على التوالي بظلالها على خيارات وحجم الاستهلاك في الأردن مع حلول شهر رمضان المبارك الذي عادة ما يشهد ارتفاعا بمعدل الإنفاق عن باقي شهور السنة بنسبة عالية، فيما يتوقع خبراء اقتصاديون أن تتراجع نسبة الإنفاق لهذا العام.
وانعكس العدوان المستمر على قطاع غزة على خيارات المواطنين الأردنيين الاستهلاكية ومظاهر استقبال الشهر الكريم، ويشير أصحاب محال تجارية التقتهم الجزيرة نت إلى أن هناك تراجعا عاما في الحركة الشرائية، أبرز أسبابه تأثر المواطنين مع ما يحدث في قطاع غزة واستجابتهم لحملة مقاطعة العلامات الداعمة لإسرائيل.
يقول أحمد رحال أحد أصحاب المحال التجارية في عمّان إن صور التجويع التي تأتي من غزة لأطفال لا يجدون قوت يومهم جعلت المواطن الأردني يشعر بشيء من الترف عند تسوّقه بما يزيد على حاجته، فضلا عن حدوث تغيّر في خياراته وأولوياته الشرائية.
ويضيف للجزيرة نت: "الزبون يدخل ليشتري على مضض، ولهفة التحضير لشهر رمضان غائبة، كما أن الزبون بتعامل بحذر من المنتجات المقاطعة ويتحرى ذلك بدقة"، مشيرا إلى أن القوة الشرائية قد ضعفت بالفعل.
بدوره، قال خليل الحاج توفيق رئيس غرفة تجارة الأردن أنه تم رصد تراجع بنسبة تصل لـ40% في قطاع الغذاء ونسب كبرى في قطاعات أخرى نتيجة أجواء التعاطف والألم إذ يرتبط الأردني ارتباطا وجدانيا مع ما يحصل في قطاع غزة من مشاهد الإبادة والتجويع.
وأضاف للجزيرة نت أن هناك تراجعا كبيرا في الطلب على مكونات الحلوى الرمضانية، فضلا عن توجه الشركات المختلفة إلى الامتناع عن إقامة الولائم الرمضانية للعملاء والشركاء المعتادة في شهر الصيام وتخصيص مبالغها لصالح غزة.
وأشار الحاج توفيق إلى أن "مناظر الغزيين الجوعى ربما أشد ألما من مشهد الشهداء، حيث إننا نؤمن أن الشهيد حي في جنان خالقه بينما مشهد الأطفال والكبار الجوعى يضع في القلب غصة تدفع بالشخص للشعور بالخجل والعار إذا أسرف بالطعام والشراب".
لم يتوقّع عبيدة (35 عاما) أن امتناعه عن التسوق من أحد المتاجر التي كان يرتادها باستمرار فيما سبق بسبب قرار المقاطعة سيدفع إدارة التسويق في هذا المتجر للتواصل معه هاتفيا للاستفسار عن سبب غيابه قبيل شهر رمضان، حيث أوضح للجزيرة نت أن الموظف الذي تحدث معه حاول تغيير قناعاته فيما يخص مقاطعة هذا المتجر العالمي الذي يملك سلسلة من الفروع في الأردن.
وانتقلت مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال من حيز "رد الفعل" كما كان يحصل سابقا مع كل تصعيد تشهده المدن الفلسطينية إلى "ثقافة وأسلوب حياة" لدى المواطن الأردني انعكس على سلوك التسوّق في التحضير لشهر رمضان وفقا للحملة الشعبية للمقاطعة "قاطع".
ويشير عبد الله قفاف عضو الحملة في حديثه للجزيرة نت إلى التجاوب الكبير من قبل المواطنين مع المقاطعة خلال شهر رمضان خاصة بالامتناع عن بعض المنتجات التي كانت في السابق جزءا أساسيا من مائدة رمضان في كثير من المنازل أو تلك التي تستخدم بشكل أساسي في الطهي، وهو ما دفع بعض المتاجر المدرجة ضمن قوائم المقاطعة إلى القيام بعروض غير مسبوقة لجلب المستهلكين.
كما أشار قفاف إلى رصد الحملة الشعبية خلو الكثير من المطاعم المدرجة على قوائم المقاطعة من الزبائن في فترات السحور والإفطار والتي كانت في السابق تعجّ بالمواطنين وهو ما يؤشر إلى الاستمرارية التي دفعت علامات تجارية عالمية لعرض وجباتها بنصف السعر الأصلي.
ويقول أسامة، وهو مالك متجر للتمور، إن " السؤال الأول الذي أصبحنا نتلقاه من كثير من الزبائن قبل سؤال الجودة والنوعية والسعر هو مصدر هذه التمور وما إذا كانت مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي".
وفي استطلاع لمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أظهرت النتائج أن 93% من الأردنيين يشاركون في المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الاحتلال والمنتجات الأميركية مع توجه المعظم إلى منتجات وطنية محلية الصنع.
مع اقتراب دخول شهر رمضان خلال الأعوام السابقة كان محمود (40 عاما) وهو رب أسرة يسارع في اختيار آخر أفكار حبال الزينة الكهربائية والأهلة والفوانيس لشرائها، حاله حال معظم الأسر الأردنية، حيث تشهد واجهات المنازل مع دخول رمضان صورة كرنفالية لافتة احتفالا بالشهر، وهو الأمر الذي اختفى بشكل كبير في هذا العام.
ويقول سعيد، وهو مالك متجر للإنارة، للجزيرة نت: "فيما سبق كنا لا نكتفي بملء المحال بمنتجات زينة رمضان بل كنا نقوم بنصب خيام أمام المتجر لاستقبال الأعداد الكبيرة من الراغبين بالحصول على أنواع الزينة المختلفة والتي تتجدد مع كل عام، أما هذه السنة فقد تراجع الإقبال بنسبة كبيرة حتى أننا عرضنا المنتجات بكميات قليلة وعلى حسب الطلب وباستحياء".
من جهته، يقول رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق إن الطلب على منتجات زينة رمضان تراجع بنسبة تفوق 50% عن السنوات السابقة وذلك تعاطفا مع غزة.
الدافع النفسيويحلل فراس الحبيس أستاذ علم النفس في الجامعة الأردنية توجه المواطن لتجنب أشكال الرفاه في الاستهلاك بالقول إن هناك في علم النفس ما يسمّى "التقمّص" فالمواطن يتقمّص مشاعر إخوانه ومن يربطه بهم رباط وجداني وثيق من أهالي غزة من الأبطال والمناضلين الذين اجتهدوا في الدفاع الأعراض وعن أرضهم.
وأضاف "طبيعة الإنسان أن يتقمّص دور البطل، حتى في الأفلام والمسلسلات يتقمص هذا الدور، فكيف عندما يكون هؤلاء الأبطال حقيقيين تحملوا وعانوا فيكون لهذا التقمص دور كبير في تبني مشاعرهم والعيش بنفس عيشتهم قدر المستطاع للشعور بهم، وهو دليل على تآلف القلوب".
ويشير إلى أن الاقتصار على الأساسيات مردّها مقارنة الإنسان نفسه مع إخوته الآخرين ممن كانوا في نفس وضعه أو أحسن وأصبحوا يفتقدون لقمة الخبز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات للجزیرة نت شهر رمضان قطاع غزة فی قطاع إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
رئيس مياه القناة: حملات توعوية مكثفة بالمدارس لنشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه
أعلن اللواء عبد الحميد عصمت، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات القناة، اليوم الأربعاء، علي استمرار حملات التوعية بمدارس محافظات إقليم القناة، " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، وذلك بهدف تعزيز توعية الطلاب من الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ علي ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من الهدر والتلوث وضرورة الاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي.
وأكد اللواء عبد الحميد عصمت، علي أهمية نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه، وترسيخ الصورة الذهنية للترشيد لدى طلاب المدارس، بمحافظات القناة " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، خاصة أنهم قادرون على استيعاب الأفكار التوعوية، مؤكدًا أنها مسؤولية كبيرة لتأسيس جيل جديد لديه ثقافة واسعة عن قضايا المياه، بالإضافة إلى تربية النشء على السلوكيات الصحيحة في التعامل مع مياه الشرب وترشيد الاستهلاك، وكذلك الاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي.
وقال رئيس المياه والصرف الصحي بمحافظات القناة، ان فريق التوعية بالشركة اجري عددًا من الانشطة التوعوية بالمدارس، وشملت مدرسة محمد فريد، ومدرسة خليفة بن زايد، ومدرسة احمد زويل الابتدائيه المشتركه، ومدرسة صلاح الدين الابتدائيه المشتركة، وتنفيذ ورش سباكة خفيفة بالاضافة إلى تنفيذ عدد من الانشطة الفنية ومسابقات الرسم، وتوزيع مطبوعات تحمل العديد من رسائل التوعية بأهمية الحفاظ على المياه، وورش رسم وتلوين عن ترشيد الاستهلاك بما يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة.
وأضاف اللواء عبد الحميد عصمت، أن الهدف من تلك الندوات هو ترسيخ المفاهيم التوعوية والسلوكيات الإيجابية لدى طلاب المدارس، وتقديم شرح مبسط حول مراحل تنقية مياه الشرب، بالإضافة إلى تحريم إهدار المياه في جميع الأديان السماوية، كما تم تدريب الطالبات عمليا على إصلاح السباكة في دورات المياه للحد من إهدار المياه خلال استخدامها، كما شملت الندوات توعية الطلاب بأهمية المحافظة على المياه وترشيد استخدامها، والتخلص الآمن من مخلفات الصرف الصحي.
وأشار اللواء عبد الحميد عصمت، علي ستمرار حملات التوعية بمدارس محافظات القناة بترشيد استهلاك مياه الشرب والتى تستهدف التواصل مع كافة فئات وشرائح المجتمع بنطاق محافظات القناة وذلك فى اطار توجيهات القيادة السياسية برفع الوعى بأهمية ترشيد استهلاك المياه باعتبارها من اهم أهداف التنمية المستدامة 2030، مشيرًا أن تلك الحملات تستهدف تأسيس جيل جديد لديه ثقافة واسعة عن قضايا المياه، بالإضافة إلى تربية النشء على السلوكيات الصحيحة فى التعامل مع مياه الشرب وترشيد الاستخدام، والاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحى.