كبريات الشركات اليابانية توافق على مطالب بزيادة الأجور
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
وافقت كبريات الشركات اليابانية على مطالب النقابات بزيادة الأجور، حسب وكالة ( إن إتش كي ) اليابانية للأنباء.
وأعطت شركة تويوتا موتور الموظفين ما طلبوه بالضبط للسنة الرابعة على التوالي.
وطلبت نقابة عمال أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان زيادة أعلى في الأجر الشهري تزيد قليلا عن 28 ألف ين أو نحو 190 دولارا.
وذهبت الشركة الرائدة في الصناعة نيبون ستيل إلى أبعد من ذلك بعرض زيادة في الأجور الشهرية بنحو 240 دولارًا، أو أكثر مما أرادته نقابتها. وتخوض الشركة محاولة للاستحواذ على منافستها العالمية US Steel وقالت إنها تحتاج إلى أفضل المواهب لمواجهة التحديات في الداخل والخارج.
واستجابت شركة هيتاتشي العملاقة للإلكترونيات والتكنولوجيا لطلب نقابتها برفع الأجر الأساسي الشهري بمقدار 13 ألف ين، أو ما يقرب من 90 دولارًا. وهو أكبر ارتفاع منذ عام 1998.
ويتوقع كبير الاقتصاديين في معهد دايئيتشي لأبحاث الحياة، كومانو هيديئو، أن يصل متوسط الزيادات في الأجور هذا العام إلى مستوى 4%. وهو أكبر من العام الماضي، والذي كان الأعلى منذ نحو 3 عقود.
وقال إن الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة قالت إنها قد تفقد عملاءها إذا رفعت أسعار المنتجات أو الخدمات. وأضاف أن مثل هذه الشركات قد تكون الآن قادرة على زيادة الأسعار لأن الموظفين في الشركات الكبيرة سيكون لديهم المزيد من الأموال لإنفاقها.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
معركةُ الوعي
غيداء شمسان
في متاهات الحياة، حَيثُ تتشابك المصالح وتتصارع الأفكار، تظل معركة الوعي هي المعركة الأبدية، هي شرارة لا تنطفئ، ونار لا تخمد.
ليست معركة بالسيوف والرماح، بل هي حربٌ تخاض في عقولنا وقلوبنا، حرب تحدّد مساراتنا وقراراتنا، حرب ترسم ملامح مستقبلنا، إنها معركة مُستمرّة لا تتوقف، معركة تستنزف طاقاتنا، ولكنها في الوقت ذاته، تشحذ هممنا وتوقظ فينا طاقة التغيير.
الوعيُ هو البوصلة الداخلية التي توجّـهنا في بحر الحياة المتلاطم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل والتضليل، هو السلاح الذي نحارب به الأفكار المغلوطة والقيم الزائفة، الوعي، هو القدرة على التفكير النقدي، هو التساؤل والبحث، هو عدم الاستسلام للجاهز والمسلم به هو أن نرى الواقع بعيون مفتوحة، وأن نفهم القوى التي تحَرّك هذا العالم.
معركة الوعي لا تنتهي؛ لأَنَّها معركة ضد الذات، ضد ميولها نحو الراحة والاستسلام، إنها معركة ضد القوى التي تسعى إلى تضليلنا، وتشويه الحقائق، وغرس الأفكار التي تخدم مصالحها، إنها معركة ضد التلقين الأعمى، وضد الخرافات والأوهام، وضد كُـلّ ما يقيد عقولنا ويحد من حريتنا.
في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث، وتتزايد فيه وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت معركة الوعي أكثر أهميّة من أي وقت مضى نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، عالم يسعى فيه الكثيرون إلى التحكم في أفكارنا وآرائنا في هذا العالم، يصبح الوعي هو الدرع الواقي، هو السلاح الفتاك، هو الأمل في غد أفضل.
معركة الوعي، هي معركة فردية وجماعية في آن واحد، إنها معركة تبدأ في ذواتنا، عندما نختار أن نكون واعين، وأن نفكر بأنفسنا، وأن نرفض الاستسلام للقطيع وهي معركة جماعية عندما نتحد معًا، ونتبادل الأفكار، ونعمل؛ مِن أجلِ بناء مجتمع واعٍ، مجتمع يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة.
إن طريق الوعي ليس سهلًا، فهو يتطلب جهدًا وتضحيةً وتفانيًا، ولكنه الطريق الوحيد نحو التحرّر الحقيقي، والتقدم الحضاري، والعيش الكريم، إنها معركة تستحق أن نخوضها بكل قوة وإصرار؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ المستقبل، ومستقبل أجيالنا القادمة.
معركة الوعي لا تنتهي، ولكنها تستمر وتتجدد مع كُـلّ جيل جديد، ومع كُـلّ شرارة أمل تنبعث في الظلام هي معركة مُستمرّة، لا تعرف الهزيمة؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ الإنسانية ذاتها.