صحيفة أثير:
2025-02-01@05:11:01 GMT

محمد الجزيري يكتب: اللهمّ فاشهد؛ لقد بلّغت

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

محمد الجزيري يكتب: اللهمّ فاشهد؛ لقد بلّغت

أثير – محمد الهادي الجزيري

سادية ونازية غير مسبوقة يقترفها الجيش الصهيوني في حق أهالي غزة، والعالم، باستثناء القليل يتفرّج، وكأنّه يشاهد فيلما شيقا، فكم سيقتل هذا الكلب المنفلت لتتحرك الإنسانية، أسجّل تعجّب شديد: ليس من أجل القضاء على حماس.. يُباد الشعب الفلسطيني، ثمّ وبصراحة نحن في حاجة ماسة في القضاء على العصابات الصهيونية المرتزقة التي شبعت حتّى التخمة من لحمنا ودمنا دون رادع أو صحوة ضمير، ومن يذكر الآن “ضمير” فلا علاقة له بهذه الكائنات الدموية المتعطشة للدم.



ولكن أين العالم؟ بصرف النظر عن ولع إسرائيل بالتقتيل، فقد تألّم الطفل وتأوّه وبكى من وجع وجوع، فانتفض الكوكب الأزرق للحظة ثم عاد إلى دورانه الروتيني، توجعت المغتصبة في حقها في بيت وعائلة وشغل ومستقبل، فثارت لها جيوش الأمة المدنية، وخرج الملايين صبيحة كل جمعة ليدينوا المجازر التي ترتكبها عصابات الكيان الصهيوني النذل، ثمّ مع الوقت تلاشى كل شيء وظل القصف والتقتيل كما هو على مدار الساعة، اغرورقت عينيْ الشيخ بالدمع ولم يستطع كبح جماح رغبته وحاجته للبكاء وهو يدفن عائلته واحدا إثر آخر، فهاجت وماجت شعوب وقبائل وجماعات وأفراد مناصرة لهذا العجوز الذي يردم بعضه ويستعد للرحيل ناقما على كلّ شيء وحاقدا على نفسه لأنّه وُجد حين وُلد ابن آدم، ثمّ صمت الشيخ وهدأت ردّة الفعل.. وبقيت آلة الترويع شغالة، فإلى متى يدوم هذا الفيلم التافه، ثمة أناس يذبحون على مرأى العالم المتحضر الواعي المتمدن الحر الديمقراطي… إلخ، هل هذا كابوس طال عليّ؟ أكاد أن أكذّب عيني وحواسي كلّها، ألهذه الدرجة المنحطة سقطت وتدحرجت الإنسانية؟ صراحة ثمّة شيء غير مفهوم تماما، نحن نرى بأمّ أعيننا جثث الناس ملقاة على الطرقات وفي أنحاء غزّة ونشاهد الطفل وهو مغروس في التراب، ونحدّق بوقاحة سريالية في طفلة مقصوصة إلى أشلاء ودميتها تلاشت بين الركام، خلاصة القول: البشرية قادمة على أشياء أخطر ممّا نتصوّر وما نشاهده أمام التلفاز سيحدث قريبا في بيتنا، اللهمّ فاشهد لقد بلّغت..

ماذا أقول؟ وقد انتهى الكلام أمام الطفلة الجائعة وهي تحدّق في عين الكاميرا وتقول بصراحة جارحة: نعم أنا جوعانة، أكلنا كلّ شيء، الحبوب ثمّ الأعلاف الخاصة بالدواب ولم يبق شيء، ماذا أقول أمام حشود الصغار الواقفة في الصف المذلّ وبأيديهم أوان فارغة، والمحظوظ من يملأ آنيته بما تيّسر من وهم، ماذا أقول أمام الشيخ الذي يبكي كما لم أر أحدا يبكي مثله، يبكي في ذلّ وانتكاسة لا مثيل لها؟ ماذا أقول أمام سيدة ممرضة نزعت ثوبها الوظيفي وانخرطت في عويل مرّ تبكي العرب الذين خذلوا غزّة في لحظة تاريخية محفوظة، وأعتقد صراحة أنّ ما فعله العرب بالفلسطينيين وبأتباع حماس أو لست أدري سيبقى عارا عاريا واضحا وسافرا إلى يوم الدين، ماذا أقول وقد جفّ اللسان والحبر والدم يجري في سواقي غزّة؟ ماذا بوسعي أن أضيف وهم يستعدون لغزو رفح؟ أقول ما يقوله إنسان مضام ومظلوم وموجوع: اللهم فاشهد لقد بلّغت…
ثمّة مقطع يعني لي الكثير وربّما يعني لعديد القراء:

“ثمّة ما ثمّةْ
ثمّة أحزان جمّةْ
ثمّة ندمان في بطن الغولْ
ونديم لم يسعفه الدمع فغنّى
ثمّة خرق تقطر نفطا ودما تُدعى الأمّةْ
وظلام يُدعى نورْ
ثمّة قفص في ذات العصفورْ
وطيور في قفص مستورْ
ثمّة أشباح في الخيمةْ
ونجوم في الغيمةْ
ثمّة زيت في القنديلْ”

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: ماذا أقول

إقرأ أيضاً:

3 محتجزات إسرائيليات أمام منزل «السنوار» في غزة.. ماذا فعلت الفصائل الفلسطينية؟ | عاجل

كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن أنّ عملية تسليم المحتجزات الإسرائيليات ستتم من أمام منزل يحيى السنوار، القيادي السابق في حركة حماس بحي خان يونس، حسب ما جاء في وسائل إعلام إسرائيلية. 

استعدادت لإطلاق سراح المحتجزين أمام منزل السنوار 

ووفق ما جاء في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أجرت حماس استعدادات خارج منزل السنوار في خان يونس جنوب غزة لإطلاق سراح بعض المحتجزين هذا الصباح.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية تستعد لإطلاق سراح  المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة والتايلانديين الخمسة بشكل منفصل، في مناطق مختلفة من غزة.

وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن أن الفصائل الفلسطينية تنتشر في محيط منزل قائد حركة حماس يحيى السنوار. 

أسماء المحتجزين

وكانت حركة «حماس» قررت مساء الأربعاء، الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين اليوم، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لتبادل المحتجزين والأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، مقابل دفعة من الأسرى الفلسطينيين، ضمن المعايير المتفق عليها، بحسب «القاهرة الإخبارية». 

وكشفت حماس، عن أسماء المحتجزين المقرر الإفراج عنهم، وهم أربيل يهود، آجام بيرغر، وجادي موشي موزسس، وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح 110 أسرى فلسطينيين، بينهم 33 أسيرًا محكوم عليهم بالمؤبد، و47 أسيرًا محكوم عليهم بمدد مختلفة، و30 قاصرًا وامرأة.

مقالات مشابهة

  • الجزيري يقود هجوم الزمالك أمام بيراميدز
  • ماذا قال قندوسي أمام النيابة حول تصريحات أمير توفيق؟
  • 3 محتجزات إسرائيليات أمام منزل «السنوار» في غزة.. ماذا فعلت الفصائل الفلسطينية؟ | عاجل
  • محمد خزعل يكتب: تهويد القضية الفلسطينية
  • محمد وداعة يكتب: تقدم .. تتصدع
  • محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول
  • السيسي ردًا على ترامب: نقل الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن لمصر المشاركة فيه
  • أقول إيه للشعب.. الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه
  • ماذا كان يقول الرسول مع استقبال أول أيام شعبان ؟
  • محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟