تصدر المرض X عناوين الأخبار في الأسابيع الأخيرة، حيث يحث العلماء الحكومات على ضرورة الاستعداد للوباء التالي. ومع ذلك، تقول عالمة أحياء بارزة إنه بغض النظر عن المرض X، فإنه يوجد جائحة أخرى بالفعل: إنفلونزا الطيور.

وظهر المرض، المعروف باسم H5N1، في الأوز المنزلي في الصين في عام 1997. وفي السنوات التالية، اقتصر المرض إلى حد كبير على جنوب شرق آسيا، لكنه سرعان ما انتشر من الطيور إلى البشر في المنطقة، ما أسفر عن وفاة ما بين 40 و50% من المصابين.



ومع ذلك، منذ عام 2020، انتشر المرض بشكل كبير، ليس جغرافيا فقط، حيث وصل من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي وكل القارات باستثناء أوقيانوسيا، ولكنه أثر على العشرات من الأنواع غير الطيور.

وقالت الدكتورة ديانا بيل، أستاذة بيولوجيا الحفاظ على البيئة في جامعة شرق أنجليا: "عندما يسألني الناس عن اعتقادي ما سيكون الوباء القادم، غالبا ما أقول إننا في خضم هذا الوباء، إنه يصيب عددا كبيرا من أنواع الكائنات الحية أكثر من جنسنا. إنني أشير إلى سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض H5N1، والمعروفة أيضا باسم إنفلونزا الطيور، والتي قتلت ملايين الطيور وأعدادا غير معروفة من الثدييات، خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية".

وبالإشارة إلى دراسة نشرت هذا الشهر، أشارت الدكتورة بيل إلى أنه منذ عام 2020، أبلغت 26 دولة عن وفاة ما لا يقل عن 48 نوعا من الثدييات بسبب الفيروس.

وفي يناير الماضي، أصبح الدب القطبي في ألاسكا أول دب من نوعه يموت نتيجة لهذا المرض.

وتشمل الحيوانات الأخرى التي أصيبت بالفيروس الدببة البنية والدببة السوداء والوشق والأسود الجبلية.

وتضيف الدكتورة بيل: "حتى المحيط ليس آمنا. منذ عام 2020، مات 13 نوعا من الثدييات المائية، بما في ذلك أسود البحر الأمريكية وخنازير البحر والدلافين، وغالبا ما ماتت بالآلاف في أمريكا الجنوبية".

وفي مارس 2023، تم اكتشاف أول دلفينين يموتان بسبب إنفلونزا الطيور في مياه المملكة المتحدة في موقعين منفصلين في ديفون وبيمبروكشاير. وتشمل الثدييات الأخرى في المملكة المتحدة التي أصيبت بالمرض الفقمة وثعالب الماء.

ولم ينتشر المرض إلى الحيوانات البرية فحسب، بل إنه أصاب البشر أيضا بالفيروس.

وفي الفترة ما بين 1 يناير و21 ديسمبر من العام الماضي، تم الإبلاغ عن 882 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور بين البشر في 23 دولة، منها 461 حالة (أو 52%) كانت مميتة.

وأفادت الدكتورة بيل أنه "من بين هذه الحالات المميتة، كان أكثر من نصفها في فيتنام والصين وكمبوديا ولاوس. وتم تسجيل حالات العدوى من الدواجن إلى البشر لأول مرة في كمبوديا في ديسمبر 2003. وتم الإبلاغ عن حالات متقطعة حتى عام 2014، تليها فجوة حتى عام 2023، ما أسفر عن 41 حالة وفاة من بين 64 حالة. وتم اكتشاف النوع الفرعي من فيروس H5N1 المسؤول في الدواجن في كمبوديا منذ عام 2014".

وتابعت: "في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان لفيروس H5N1 المنتشر معدل وفيات مرتفع بين البشر، لذلك فمن المثير للقلق أننا بدأنا الآن نرى الناس يموتون بعد الاتصال بالدواجن مرة أخرى".

ولم ينتقل الفيروس بعد من شخص لآخر، ما يجعل انتشاره محدودا نسبيا، لكن منظمة الصحة العالمية ما زالت تعتبر إنفلونزا الطيور تهديدا وبائيا كبيرا.

وقالت بيل: "لم يتمكن العلماء من تحديد تسلسل الفيروس بشكل كامل في جميع الأنواع المصابة. ويمكن أن يخبرنا البحث والمراقبة المستمرة بمدى قابلية التكيف في نهاية المطاف، وما إذا كان بإمكانه الانتقال إلى المزيد من الأنواع. نحن نعلم أنه يمكن أن يصيب البشر بالفعل، وقد تؤدي طفرة جينية واحدة أو أكثر إلى جعله أكثر عدوى.

ومع ذلك، فإن التهديد الأكبر في الوقت الحالي هو تهديد لمجموعات الطيور في العالم.

وقد نفق أو تم إعدام أكثر من نصف مليار من الطيور الداجنة حول العالم نتيجة للفيروس. وتأثرت ملايين أخرى من الطيور البرية، بما في ذلك تلك المهددة بالانقراض بالفعل، مثل البطريق الإفريقي وكندور كاليفورنيا.

وتؤكد الدكتورة بيل: "لمنع أسوأ النتائج لهذا الفيروس، يجب علينا إعادة النظر في مصدره الأساسي، حاضنة مزارع الدواجن المكثفة".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: إنفلونزا الطیور منذ عام

إقرأ أيضاً:

منطقة قتل مروعة حول غزة

القدس"رويترز": أصدرت منظمة حقوقية إسرائيلية اليوم تقريرا روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن أساليب الجرائم الإرهابية القاسية التي انتهجتها القوات الإسرائيلية لفتح ما وصوفوها بأنها "منطقة قتل" حول قطاع غزة من خلال تدمير أراض زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها في القطاع.

يستند التقرير الصادر عن منظمة "كسر الصمت" الحقوقية الإسرائيلية إلى شهادات جنود خدموا في غزة وشاركوا في عملية المنطقة العازلة، التي تم توسيعها ليكون عمقها ما بين 800 و1500 متر داخل القطاع بحلول ديسمبر 2024 والتي عملت القوات الإسرائيلية على المزيد من التوسيع لها منذ ذلك الحين.

وتقول إسرائيل إن المنطقة العازلة المحيطة بغزة ضرورية لمنع تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنه مقاتلون ومسلحون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والذين تدفقوا عبر المنطقة العازلة التي كان عمقها في السابق 300 متر لمهاجمة عدد من البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة. وكان هذا الهجوم أحد أسوأ الكوارث الأمنية في تاريخ إسرائيل، إذ تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

ونقل التقرير عن أحد القادة في سلاح المدرعات قوله "الخط الحدودي منطقة قتل.. منطقة أكثر انخفاضا.. أرض منخفضة... لدينا رؤية شاملة لها.. وهم كذلك".ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعقيب على التقرير.

وجاءت هذه الشهادات من جنود كانوا يخدمون في غزة أواخر 2023 بعد دخول القوات الإسرائيلية القطاع مباشرة وحتى أوائل 2024. ولم تشمل أحدث العمليات لتوسيع الأراضي التي يسيطر عليها الجيش بشكل كبير.

وقال جنود إن القوات استخدمت في المراحل المبكرة لتوسيع المنطقة الجرافات والحفارات الثقيلة، إلى جانب آلاف الألغام والمتفجرات، في تدمير نحو 3500 مبنى، بالإضافة إلى مناطق زراعية وصناعية كان من الممكن أن تكون حيوية في إعادة الإعمار بعد الحرب.

وكان تقرير منفصل صادر عن منظمة جيشاة-مسلك الحقوقية الإسرائيلية قد أشار إلى تدمير نحو 35 بالمئة من الأراضي الزراعية في غزة، ومعظمها على أطراف القطاع.

ونقل التقرير عن جندي احتياط خدم في سلاح المدرعات قوله "في واقع الأمر، كنا نأتي على الأخضر واليابس.. كل شيء.. كل مبنى وكل منشأة". وقال جندي آخر إن المنطقة بدت "مثل هيروشيما".

وقالت منظمة كسر الصمت، والتي أسسها مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين تهدف إلى رفع مستوى الوعي بتجربة الجنود التي تخدم في الضفة الغربية المحتلة وغزة، إنها تحدثت إلى جنود شاركوا في عملية الخط الحدودي ونقلت أقوالهم دون ذكر أسمائهم.

ووصف جندي من وحدة الهندسة القتالية الصدمة التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي خلفه بالفعل القصف الأولي للمنطقة الشمالية من قطاع غزة عندما أرسلت وحدته لأول مرة لبدء عمليتها للتطهير.

وقال "كان الأمر يتخطى حدود الواقع، حتى قبل أن ندمر المنازل عندما دخلنا. كان يبدو غير واقعي كما لو كنت في فيلم".

وأضاف "ما رأيته هناك حسبما بدا لي كان يتجاوز ما أستطيع تبريره إذا احتجت لفعل ذلك. الأمر يرتبط بمدى تناسب ذلك مع الواقع".

* "مجرد كومة من الركام"

تحدث الجنود عن تجريف للأراضي الزراعية ومنها أشجار الزيتون وحقول الباذنجان وغيرها، وذلك علاوة على تدمير مناطق ومنشآت صناعية وشركة للصناعات الدوائية.

وحكى أحد الجنود عن "منطقة صناعية ضخمة ومصانع كبيرة تحولت إلى مجرد كومة من الركام والخرسانة المحطمة".

وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية حتى الآن عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة التي لا تفرق بين المدنيين والمسلحين. ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 20 ألفا من المسلحين.

وأدى القصف إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع ونزوح مئات الآلاف إلى خيام أو الإقامة في عقارات تضررت بفعل القذائف.

وأفاد التقرير بأن الجيش اعتبر أن العديد من المباني التي هُدمت كانت تستخدمها حماس، ونقل عن جندي قوله إن بعضها احتوى على متعلقات للرهائن. لكن هُدمت منشآت أخرى كثيرة ليس لها صلة بأي من ذلك.

ولم يُسمح للفلسطينيين بدخول المنطقة وكان الجيش يُطلق عليهم النيران إذا حاولوا، لكن التقرير نقل عن جنود قولهم إن قواعد الاشتباك فضفاضة وتعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين.

وقال القائد في سلاح المدرعات "يتخذ قادة السرايا قرارات متنوعة بهذا الشأن، لذا فالأمر في النهاية يعتمد على شخصياتهم. لكن لا يوجد نظام للمساءلة عموما".

ونقل التقرير عن جندي آخر قوله إن الذكور البالغين الذين شُوهدوا في المنطقة العازلة قُتلوا، وتطلق النيران على النساء أو الأطفال.وقال الجندي "في معظم الأحيان.. كان الأشخاص الذين يدخلون المنطقة العازلة من البالغين. ولم يدخل الأطفال أو النساء تلك المنطقة".

مقالات مشابهة

  • باحثة: إسرائيل تحاصر البشر والحجر وتدمر الحياة في وطننا فلسطين
  • أوروبا أكثر قارات العالم حرا خلال شهر مارس الماضي
  • استشهاد وإصابة أكثر من 1000 طفل بغزة في أسبوع
  • منطقة قتل مروعة حول غزة
  • فحص أكثر من 10 ملايين مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية بالمجان
  • الكشف عن أكثر ساعة يد تعقيدا في العالم.. استغرقت 8 سنوات من العمل
  • من إدارة مستشفى الصدر إلى قيادة صحة المنيا.. من هى الدكتورة نادية مكرم؟
  • أرقام وإنجازت توماس مولر بعد إعلان رحيله عن بايرن ميونخ
  • والعالم صامت.. أرقام مروعة لعدد النازحين في غزة
  • الغضب يجتاح دول العالم .. مظاهرات ضد ترامب وماسك تزلزل أمريكا وعواصم أوروبا الكبرى | شاهد