شهادات صادمة يرويها ناجون من “الثلاثاء الأسود” بالناظور.. مغامرة الهجرة عبر الفانتوم تتحول إلى مأساة
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
مازالت الأسر المكلومة بفقدان أبنائها في “الثلاثاء الأسود” بالناظور تعيد شريط الأحداث متحسرة على المأساة التي أودت بحياة عدد من شبان المنطقة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الجنوب الإسباني.
ووفق الحصيلة التي أعلنتها السلطات المحلية بإقليم الناظور ، فإن 8 أشخاص لقوا مصرعهم غرقا بمياه البحر الأبيض المتوسط، مساء الثلاثاء 27 فبراير ، أثناء محاولة للهجرة غير النظامية قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقاً إلى 10.
وأوضحت أن الضحايا كانوا ضمن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين استقلوا قاربا مطاطيا في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من منطقة تشارانا-بومحفوض جماعة بني شيكر، قبل أن ينقلب القارب بسبب سوء الأحوال الجوية، التي سجلت هبوب رياح قوية وارتفاع لعلو أمواج البحر.
ناجون من الكارثة أفصحوا عن شهادات صادمة و ذلك عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث سردوا تفاصيل مهولة عن المأساة التي أودت بحياة أشخاص في ريعان الشباب.
و يقول محمد وهو ناج من الفاجعة و ينحدر من جماعة تفرسيت إقليم الدريوش، أن عدد المرشحين للهجرة في ذلك اليوم الأسود كانوا 60 شخصاً وتم نقلهم إلى غابة ضواحي الناظور مساء الإثنين يوم واحد قبل الفاجعة.
و أوضح أنهم انتقلوا بعد ذلك لقرابة ست ساعات مشيا على الاقدام في جنح الظلام وسط الغابات الموحشة و الأودية إلى منزل مهجور في ربوة يطل على البحر، في انتظار السماح لهم بركوب “الفانتوم”.
و كشف ذات الناجي من الكارثة أن المنظمين لعملية الهجرة السرية اقترحوا عليهم ركوب البحر في الثالثة فجرا من صباح الثلاثاء، إلا أنهم تراجعوا بعد ذلك بسبب هيجان البحر ، وهو ما تسبب في خلاف بين المرشحين للهجرة و المنظمين.
و أضاف أن القائمين على العملية تلقوا اتصالا أكد لهم أن الخروج مضمون في اليوم الموالي بعد أن يكون البحر قد هدأ ، ليتقرر المبيت في ذلك المنزل المهجور و في جو قارس بدون أكل ولاشرب.
و يشير محمد في شهادته الصادمة التي يتناقلها أبناء المنطقة على نطاق واسع، أن أربعة أشخاص تراجعوا في آخر لحظة عن المغامرة ليظل عدد المرشحين للهجرة السرية 56 شخصاً.
الناجي من الكارثة يقول أن القائمون على العملية و يتكلمون الدارجة المغربية و ليس الأمازيغية حسب قوله، تركوهم بدون أكل أو شرب في منزل مهجور و منهار في ظروف وصفها باللاإنسانية و كانوا في كل مرة يطلبون منهم الصمت وعدم الحديث مع بعضهم البعض.
و يقول محمد أنه بعد مغرب يوم الثلاثاء طلب منهم الإستعداد لركوب البحر ، وتحركوا في صف لمدة قاربت 40 دقيقة نحو شاطئ “تيبودا” جماعة بني شيكر ، حيث كان ينتظرهم قارب “الفانتوم” الذي كان حسب شهادته مركونا هناك وتم ربطه بحبل الى صخرة مشهورة بالشاطئ.
و أوضح الشاب الناجي من المأساة ، أن القائمين على تنظيم العملية كانوا يطلبون منهم الإسراع للوصول إلى الفانتوم كما أنهم مارسوا على المرشحين ما أسماها ضغوطا كبيرة.
محمد قال أن المرشحين الـ65 جميعهم ركبوا الفانتوم وتكدسوا داخله حتى أن التنفس أصبح صعبا بسبب أعداد المهاجرين و الضغط النفسي و الخوف الذي شعروا به.
وكشف محمد أنه مع انطلاق قارب الفانتوم وقع عطل تقني حيث أن حبلا التف بالمحركات ما أوقفها تماما عن العمل باستثناء محرك واحد ،وهو ما ادخل الشك في نفوس العديد من المرشحين الذين كان بعضهم يريد التراجع عن فكرة الهجرة.
إلا أن القائمين على عملية الهجرة ، كانوا ينهرون الركاب و يطلبون منهم التزام الصمت ، قبل أن يأمر أحدهم بانطلاق الرحلة بمحرك واحد و البحر في تلك اللحظة حسب شهادة محمد كان هادئاً تماما ولم يلحظ اي أمواج.
و ذكر الشاهد أنه مع انطلاقة الفانتوم كان عدد من الركاب يشعرون بتسرب الماء الى القارب، و رغم ذلك لم يتوقف المسؤولون عن القيادة ، مشيرا الى ان مع الاقتراب اكثر فأكثر الى وسط البحر كانت الامواج تزداد علوا.
و أوضح محمد أنه بعد مرور قرابة 15 دقيقة فقط على الانطلاقة توقف الفانتوم تماما ، مضيفا أنه كان يسمع جملة واحدة وهي : ” هاك سطل رمي الما” في إشارة لمحاولة إفراغ القارب المطاطي من الماء الذي تسرب إليه.
الناجي ذكر أن السائقين وبعدما عرفوا خطورة الأمر ، قفزوا داخل المياه ، وبدأت المياه تغمر الفانتوم بكثرة و في تلك اللحظة كان الجميع يحاول النجاة بنفسه و ترديد الشهادة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يعلن إسقاط مقاتلة حربية “عن طريق الخطأ” فوق البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال الجيش الأميركي إنه أسقط عن طريق الخطأ إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إنه تم إنقاذ الاثنين وأصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد “حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو” والتي لا تزال قيد التحقيق.
وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز أف/إيه-18 هورنت كانت تحلق فوق حاملة الطائرات هاري أس. ترومان. وأضاف أن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي غيتيسبيرغ، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.