عربي21:
2025-04-26@05:42:17 GMT

السخرية في حظر أمريكا لتطبيق تيك توك

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

في تطور مثير للدهشة، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما كانت رمزا للرأسمالية الحرة، خطوة تبدو متناقضة مع قيمها الجوهرية بحظرها لتطبيق تيك توك. هذه الخطوة، التي قُدمت تحت مبرر حماية الأمن القومي، تكشف في الحقيقة عن مسألة أعمق: تعثر أمريكا في الحفاظ على سيطرتها في عالم الرقميات، وهو القطاع الذي كانت قد أسسته وهيمنت عليه بلا منافس سابقا.



التنافس بين الولايات المتحدة والصين لا يقتصر على التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني فحسب، بل يمتد إلى مجالات أخرى كالقوة البحرية. في إحدى الفعاليات بنادي الصحافة الوطني التي حضرتها في واشنطن العاصمة في شباط/ فبراير 2023، أشار وزير البحرية الأمريكي، كارلوس ديل تورو، إلى حقيقة صادمة؛ قدرات الصين الصناعية في مجال بناء السفن تفوقت بمراحل عن تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة، مما يشير إلى تحدٍ في القدرة على المنافسة الأوسع على الصعد المختلفة.

هذه المقارنة بين القوة البحرية والنفوذ الرقمي قد تبدو غريبة في الوهلة الأولى،ومع ذلك، فهي تلقي الضوء على نقطة جوهرية: أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين يتعدى مجرد التطبيقات ليشمل المجالات العسكرية، التكنولوجية، والثقافية. استجابة أمريكا لهذا التحدي، وخاصة في مجال الابتكار الرقمي، تمثلت في اتخاذ قرارات بالحظر بدلا من تشجيع المنافسة أو الابتكار.

علاوة على ذلك، التركيز على تيك توك كأداة للمعلومات المضللة فقط يغفل الصورة الأكبر، فالمعلومات المضللة مشكلة دائمة في الولايات المتحدة وعبر جميع المنصات، حتى الأمريكية منها، وليست فريدة من نوعها لتطبيق تيك توك وحده.

إذا، يصبح حظر تيك توك مثالا صغيرا على معضلة أكبر تواجه الولايات المتحدة اليوم: كيفية التعامل مع عالم تتحدى فيه هيمنتها بشكل متزايد. ومن خلال اختيار الحظر بدلا من المنافسة، أو الابتكار، أو التثقيف، تخاطر أمريكا بخيانة مبادئ الحرية والأسواق المفتوحة التي تتبناها وتدّعي صونها.

يبدو أن نهج أمريكا في مواجهة هذه التحديات، نهج رد فعل بدلا من كونه مبنيا على مبادئ. فعلى سبيل المثال، تقرر استخدام الفيتو ضد قرارات الأمم المتحدة عندما لا يعجبها الإجماع الدولي، وتحظر من يتفوق عليها في المنافسة. هذه الاستراتيجية المتناقضة تكشف عن فجوة كبيرة بين المُثل التي تقف أمريكا من أجلها والإجراءات التي تتخذها. باختصار، رد فعل أمريكا تجاه تيك توك ليس فقط فشلا في السياسة؛ بل هو خيانة لما تدعي أمريكا أنها تقف من أجله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تيك توك التنافس الصين امريكا الصين الليبرالية تنافس تيك توك مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تناقش مع الولايات المتحدة اتفاقية التجارة الحرة والرسوم الجمركية

العُمانية: عقدت اللجنة المشتركة لاتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية اليوم اجتماعًا لها بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار؛ لمناقشة الموضوعات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة الموقعة.

ترأس الجانب العُماني في الاجتماع سعادة بانكاج كيمجي، مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، فيما ترأس الجانب الأمريكي سعادة آنا إسكروهيما السفيرة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان.

وتم خلال الاجتماع مناقشة الموضوعات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية والموضوعات الفنية المتعلقة بتطبيق بنود الاتفاقية وموضوع نفاذ بضائع البلدين إلى الأسواق، إلى جانب مناقشة القضايا الجمركية والتعاون في المجال البيئي.

وأشار سعادة مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إلى أن اللجنة تعقد هذا الاجتماع بعد مرور 10 سنوات، حيث يأتي في إطار الحوار الاستراتيجي بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة.

وأوضح أن اللقاء، الذي عُقد في وقت تشهد فيه التجارة العالمية تحولات سريعة، ناقش تأثير فرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمائة على الواردات العُمانية إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا على أن الحوار هو أفضل وسيلة لمعالجة أي خلافات إن وُجدت.

من جانبها، أوضحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى سلطنة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية أن الاجتماع جمع عددًا من المختصين والخبراء حيث تمت مناقشة جميع المسائل المتعلقة بالاتفاقية، مؤكدةً على أن الاجتماع يعد مناسبة مهمة للتفكير في الطموحات المشتركة لتعزيز الروابط الاقتصادية وتقديم قيمة دائمة لمواطني البلدين الصديقين.

من جهته أشار خالد بن سعيد الشعيبي رئيس البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات «نزدهر» في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إلى أن اجتماع اللجنة المشتركة لاتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية يعد من الاجتماعات المهمة لمناقشة بعض القضايا مثل الرسوم الجمركية التي فرضت مؤخرًا على كل دول العالم وقضايا الإغراق والدعم والرسوم المفروضة على الألمنيوم والحديد، والقضايا التجارية الأخرى والتعاون المستقبلي، وموضوع مشاركة القطاع الخاص في بعض الفعاليات المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تشن سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة في اليمن
  • عراقجي في عُمان لإجراء محادثات بشأن الملف النووي مع الولايات المتحدة
  • خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
  • هشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة
  • ترامب: حلف الناتو ضعيف من دون الولايات المتحدة
  • سلطنة عُمان تناقش مع الولايات المتحدة اتفاقية التجارة الحرة والرسوم الجمركية
  • ترامب يعلنها ويجدد المخوف.. العد التنازلي بدأ للدول التي لم تتوصل لاتفاق تعرفة مع أمريكا
  • وزير الخزانة الأمريكي: النمو في الولايات المتحدة سيكون أعلى بكثير من التوقعات
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • (كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن