صعوبات تواجه الميناء العائم الذي تسعى واشنطن لإنشائه في غزة.. ما هي؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا لتسفي برئيل أشار فيه إلى أن انطلاق سفينة "أوبن ارمز" من جنوب قبرص إلى قطاع غزة وعلى متنها 200 طن من المواد الغذائية والأدوية، لافتا إلى ما اعتبره صعوبات تواجه عملية إيصال المساعدات عبر البحر.
وقال الكاتب إن "الحمولة التي كانت تحملها السفينة اجتازت فحوصا دقيقة في ميناء لارنكا في قبرص، لكن البشرى التي يمكن أن تجلبها معها إلى مئات آلاف سكان غزة ما زالت بعيدة عن التنفيذ".
وأضاف أن "القصد هو إنزال الحمولة في البحر ونقلها بواسطة قوارب صغيرة إلى شاطئ غزة. لكن من غير الواضح من سينزل الحمولة وأين سيتم تخزينها ومن سيوزعها ومن سيحميها. حتى تصريح الرئيس الامريكي جو بايدن عن نية إقامة محطة مؤقتة، ستنتظر شهرين على الأقل إلى أن تصل أجزاءها ويتم تركيبها وتتحول إلى رصيف يكون بالإمكان إنزال الحمولات عليه".
ولفت إلى أنه "في غضون ذلك، لا يوجد للإدارة الأمريكية أي حلول للصعوبات اللوجستية والتشغيلية المعقدة التي سترافق عملية النقل، هذا في الوقت الذي فيه الأمم المتحدة تعتبر الوضع في القطاع جوع شديد، وقضية المساعدات الإنسانية تتطور وتصل إلى أزمة استراتيجية.
وذكر أن "الرئيس الأمريكي أوضح بأن اقدام جنود الجيش الأمريكي لن تطأ أرض غزة. لكن رغم تصريحاته إلا أن أحد ما يجب عليه ربط المحطة بالشاطئ وحماية طواقم الهندسة الأمريكيين، وبالأساس تسلم المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.
بدلا من ذلك فإن الإدارة الأمريكية تبحث عن شركات خاصة يمكنها تنفيذ المشروع، بالأساس الحصول على تمويل كاف لتشغيله".
ولفت إلى أن إحدى الشركات هي شركة "فوغ بو" التي هي بملكية رجال مخابرات أمريكيين سابقين. رئيسها هو سام ماندي، وهو جنرال سابق في المارينز وكان مسؤول عن القوات في الشرق الاوسط، ونائبه ميك مالروي، رجل سابق في الـ "سي.آي.ايه" ومستشار لوزير الدفاع.
وأوضح الكاتب أن "هذه الشركة عملت في السابق بنشاطات مشابهة في أرجاء العالم، والآن بدأت تبحث عن مصادر تمويل في دول عربية مثل الإمارات وفي دول أوروبية أيضا، وهي تنوي تأسيس صندوق خاص لتجنيد التبرعات. التمويل هو شرط أساسي لتشغيل مشروع المساعدات للقطاع لأن الإدارة لا يمكنها فعل ذلك، بالأحرى بدون مناقصة يجب أن تتنافس فيها شركات، إذا وجدت مثل هذه الشركات".
واستدرك بالقول "لكن حتى لو تم حل موضوع التمويل، فإن الصعوبات التي تنتظر المشروع لن تختفي. أي شركة تعمل في نقل المساعدات ستكون بحاجة إلى حماية فضاء المحطة والمخازن التي سترسل إليها المساعدات في المرحلة الاولى. حسب معرفتنا إسرائيل وافقت على توفير دائرة الحماية الخارجية الموجودة في محيط المحطة، بصورة تمنع المدنيين والمجموعات المسلحة من الوصول إليها والانقضاض على الشحنات. لكن حتى الآن غير معروف من الذي سيكون مسؤول عن المساعدات في الطريق من المحطة الى المخازن ومنها الى السكان".
ونقل الكاتب عن "مصدر اسرائيلي مطلع، قوله إن النية هي إلقاء هذه المهمة على قوات فلسطينية محلية غير مسلحة. ولكنه أضاف أنه حتى الآن لم يتم حل قضية توفير الحماية وكيف سيتم منع أحداث تشبه الحادثة قبل أسبوعين التي قتل فيها 113 شخص عندما اندفع الناس إلى قافلة المساعدات".
وذكر الكاتب أن "إحدى الطرق التي يتم فحصها هي أن تلقى المسؤولية على الشركة الفلسطينية الخاصة بديكو غزة، التي عملت في بناء المنطقة الصناعية في غزة. يبدو أن لديها المعرفة والقدرة المطلوبة لتخزين البضائع وتوزيعها.
ونقل عن المصدر الإسرائيلي قوله إنه "يمكن أنه في نهاية المطاف لن يكون أي مناص وجنود الجيش الاسرائيلي سيضطرون الى حماية وتوزيع المساعدات من المحطة وحتى مراكز التوزيع في المدن".
وتابع الكاتب: "ولكن أي حل لوجستي سيتم التوصل إليه سيحتاج إلى الانتظار حتى يتم استكمال بناء المحطة المؤقتة. وهي فترة زمنية غير متاحة لسكان غزة التي يحتضرون بسبب الجوع. حسب تقارير مخيفة عن وضع الجوع والوضع الصحي في غزة فإن السكان بدأوا في ذبح الكلاب والقطط لتوفير الطعام لأبناء عائلاتهم"
ولفت إلى أنه في 9 آذار /مارس الجاري قام نيكولاس كريستوف، وهو كاتب المقالات الأكبر في "نيويورك تايمز"، بنشر مراسلة محمد الشنطي، وهو من سكان غزة، الذي حتى اندلاع الحرب كان طالب طب في جامعة رودس في جنوب أفريقيا، مع زميلة له في الجامعة. في هذه المراسلات المثيرة للقشعريرة، بين 11 تشرين الأول و29 شباط، حيث انقطع التواصل معه، قال "إن الأرز الذي عشنا عليه في الأشهر الأربعة الاخيرة اختفى كليا من الأسواق. أنا وزوجتي قررنا أن نأكل وجبة واحدة كل يومين من أجل إبقاء أولادنا على قيد الحياة بقدر الاستطاعة. ما بقي لنا هو الحصيرة. نحن بدأنا نطحنها من أجل خبزها وأكلها. وعندما بدأنا نأكل خبز الحصير فان البراز اصبح فيه دم".
وذكر الكاتب أنه "في يوم الثلاثاء الماضي وللمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع دخلت شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال القطاع، وقد كان فيها مواد غذائية بكمية يمكن أن تكفي لـ 25 ألف شخص من السكان هناك لفترة قصيرة. وهي كمية صغيرة نسبيا مقارنة مع الاحتياجات الكبيرة للقطاع. مع ذلك، حتى الآن من غير الواضح كم يمكن استمرار الترتيب الذي فيه الشاحنات إلى شمال القطاع يمكنها استخدام الطريق العسكرية القريبة من الجدار الفاصل بين غزة وإسرائيل".
ولفت إلى أنه "في نفس الوقت تراكمت كميات كبيرة من شاحنات المساعدات على معبر رفح في الطرف المصري، وهي تنتظر في الدور في الفحص كي تدخل إلى القطاع. في مصر نفسها يزداد ضغط الجمهور لفتح المعبر وإدخال المساعدات بشكل حر دون مراقبتها وفحصها من قبل الطرف الإسرائيلي. في يوم الثلاثاء رفضت وزارة الخارجية المصرية للمرة الثانية طلب أعضاء مجموعة شخصيات ونشطاء اجتماعيين الالتقاء معهم من أجل مناقشة إعطاء تصاريح دخول لمتطوعين مصريين، من بينهم أطباء وأعضاء في منظمات إغاثة إلى داخل القطاع".
وأضاف أنه "بمساعدة النشر في الشبكات الاجتماعية نجح أعضاء المجموعة، على رأسهم الدكتورة منى المينا وهي رئيسة نقابة الأطباء السابقة، نجحوا في الحصول على توقيع آلاف المتطوعين، من بينهم الكثير من الأطباء الذين يريدون الانضمام للطواقم الطبية في القطاع. وزارة الخارجية المصرية لم تعط أي تفسير لتأجيل الالتقاء مع المجموعة. وحتى الآن الحكومة هناك تحذر من أن لا تخرق التفاهمات مع إسرائيل ومع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بدخول شاحنات المساعدات والمهنيين الذين يريدون تقديم المساعدة".
وذكر الكاتب أن "التحكم في وتيرة نقل المساعدات من رفح إلى غزة هو أداة ضغط أساسية ما زالت مصر يمكنها استخدامه على حماس، لكن من غير الواضح إلى أي درجة هذا الضغط يمكن أن يكون ناجع، لا سيما عندما تكون مصر تخضع لتفاهمات مع الولايات المتحدة وإسرائيل. أنباء يسربها النظام المصري لوسائل الإعلام تقول إنه حتى الآن توجد احتمالية لحدوث انعطافة في المفاوضات حول صفقة التبادل، وأن مصر مرة أخرى قامت بدعوة بعثة من حماس الى القاهرة، لكن الشخصية الرفيعة في حماس، موسى أبو مرزوق، قال إنه لا يعرف عن الدعوة".
ولفت إلى أنه "بحسب تقرير آخر فإن الإدارة الأمريكية تفحص وقف قصير إنساني لإطلاق النار يهدف إلى نقل المساعدة الطبية والدواء للمخطوفين الإسرائيليين في القطاع، لكن في هذا التقرير جاء أن حماس تشترط وقف إطلاق النار بإدخال المعدات الطبية والدواء إلى مستشفيات القطاع. ومن غير الواضح اذا كانت اسرائيل ستوافق على هدنة انسانية كهذه. الخوف هو من أن هدنة انسانية قصيرة ستؤدي في أفضل الحالات إلى صيانة أفضل للمخطوفين، حسب تعبير مسؤول إسرائيلي، لكنها لن تدفع قدما بالتوصل إلى اتفاق كامل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة فلسطينية امريكا فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من غیر الواضح ولفت إلى أنه الکاتب أن حتى الآن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما النقاط التي لن ينحسب منها الاحتلال جنوب لبنان؟
ويوضح هذا التقرير مواقع هذه النقاط التي تبدأ من القطاع الغربي من الحدود وصولا إلى القطاع الشرقي منه.
تقرير: محمد رمال
17/2/2025