شيخ الأزهر: لولا شهداء غزة ما استيقظت القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني العالمي
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
علق فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على ما يحدث لأهل غزة بيّن شيخ الأزهر، أن آلامهم وصبرهم على البلاء سيجعل لهم منزلة كبيرة عند الله يوم القيامة، ولن يبلغوا منزلة الشهيد يوم القيامة دون أن يحدث لهم ما حدث.
وأكد شيخ الأزهر، في حديثه اليومي في رمضان، أنه لولا شهداء غزة ما استيقظت القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني العالمي، وأنه من ضمن ما ترتب على العدل الإلهي هنا أن القضية الفلسطينية قد دَبت فيها الحياة من جديد ولا يمكن أن تُنسى مرة ثانية رغم ما تكبده أهل غزة من ثمن؛ فقد ثار العالم كله وتظاهر تحية إجلال وتقدير لهذا الشعب الأبي، وأصبحت سمعة "الغزاويين"وصبرهم حديث العالم كله؛ كما تحقق عدل الله حينما نرى الكيان الصهيويني يفقد هذا الظهير الشعبي الغربي الذي انهدم، وأصبح الجميع يطالب بإيقافه عن ممارساته الخبيثة، من قتلً للأطفال والنساء والأبرياء، كما سقطت صورة إسرائيل المظلومة المحاصرة، ولن تعود مرة أخرى، وهذا عدل الله.
وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن "العدل" اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ويعَّرف بأنه ضد "الجور والظلم"؛ ويعني أن المالك وهو الله -سبحانه وتعالى-، حين يتصرف في ملكه كيفما يشاء فهو لا يظلم؛ موضحًا أن اسم الله" العدل"، لم يرد في القرآن الكريم بهذا اللفظ المباشر، وهذا لا يعني أنه لا يكون اسمًا من أسماء الله الحسنى، لأنه مثبت في القرآن الكريم بورود ضده وهو الظلم، كما أنه ورد في السنة المطهرة.
وأشار شيخ الأزهر، خلال الحلقة الخامسة من برنامج "الإمام الطيب"، أن القرآن الكريم استخدم كلمة الظلم ومشتقاتها، في ٢٧٠ موضع لإثبات اسم الله "العدل"، مما يفسر أن الله تعالى لم يحرم على نفسه إلا الظلم، وقال في حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، وقد تحدث القرآن عن الظلم وعاقبة الظالمين في ٩١ آية، منها قوله تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"، مبينا فضيلته أن العدل المطلق هو لله سبحانه وتعالى، خاصة وأن جل وعلا نفى عن نفسه الظلم وأثبت أنه ليس بظلامٍ للعبيد، وقال "وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ"، "وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ"، "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا".
وحول الآلام والابتلاءات التي تصيب البشر، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن أفعال الله سبحانه وتعالى في العباد ومقاديره تجري كما أراد الله، ومنها ما يتصور الإنسان أنه أذى وضرر له، بينما فيه الخير والنفع؛ مبينًا أنه لابد أن يفهم الإنسان أمرين، أولًا أن الله يتصرف في ملكه ولذا فلا يُلام ولا يُقال إنه ظالم؛ بل بالضرورة أن يكون عادلًا، ثانيًا أن الله سبحانه وتعالى أثبت له العدل في القرآن الكريم عن طريق نفي الظلم عن نفسه بنصوص قرآنية صريحة، ثالثًا أن ما يحدث لنا هو قدر مقدور إما للمصلحة أو بحسب مآل الشيء، وحينما يصاب الإنسان بضرر عليه أن يدرك أن هذا إما يكون كفارة للذنوب أو رفع درجات بالصبر والرضا بالقضاء ووضع الشيء في موضعه وهو العدل المطلق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر غزة الشهيد سبحانه وتعالى القرآن الکریم شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
في يوم مولده.. الأزهر ينشر جهود الإمام الطيب في دعم السلام العالمي
بمناسبة ذكرى يوم ميلاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي توافق السادس من يناير، سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الضوء على جهوده البارزة في نشر السلام العالمي، ودعم قضايا الإنسانية، ونصرة الضعفاء والمهمشين.
حيث فضيلته يُعد نموذجًا للقيادة الدينية المُلهمة التي تسعى لنشر قيم التسامح والاحترام بين الشعوب، مستندًا إلى رسائل الإسلام الداعية للسلام.
أبرز جهود الإمام الطيب:التعاون الدولي ودعم السلام:المشاركة بكلمة في مجلس الأمن لتعزيز السلام العالمي عام 2023.عقد مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في عام 2017 بحضور بابا الفاتيكان، لتعزيز قيم التعاون والسلام بين الأديان.قيادة تحركات عالمية لتعريف العالم بمسلمي الروهينجا ومعاناتهم، مع اتخاذ خطوات عملية لإنهاء هذه الأزمة في 2017.عقد المؤتمر العالمي "الإسلام والغرب تنوع وتكامل" عام 2018، لدعم اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية وتعزيز التعايش.زيارة الإمام الطيب لمجلس اللوردات البريطاني عام 2015 لبناء جسور السلام والاحترام المتبادل بين الشرق والغرب.دعم القضايا الإنسانية:
تقديم الدعم العلمي والدعوي والإغاثي لشعوب إفريقيا الوسطى، بالتعاون مع الأزهر عام 2018.تسيير قوافل طبية وإغاثية محلية ودولية للتخفيف من معاناة المحتاجين والمرضى.تأسيس "بيت العائلة المصري" في 2011 لإرساء قيم التسامح والتعايش بين أبناء الوطن الواحد.مكافحة التطرف ونشر الفكر المعتدل:
إنشاء وحدة "بيان" في 2018 لمواجهة الإلحاد والأفكار الهدامة، وتحقيق التحصين الفكري للشباب.تطوير المناهج التعليمية بما يواكب الوسطية الأزهرية، للتصدي للأفكار المتطرفة.محاربة الفكر الإرهابي عبر تعزيز الفهم الصحيح للإسلام ودعم جهود الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب.نصرة القضية الفلسطينية:
الوقوف في وجه العدوان الصهيوني على الفلسطينيين والتأكيد على مكانة القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.كلمة الإمام الطيب في مؤتمر الأزهر العالمي للقدس 2018، كإحدى مبادراته لدعم الحق الفلسطيني.تعزيز الوعي المجتمعي:
إطلاق حملات إلكترونية لدعم قضايا المرأة والطفل.تنفيذ برامج التوعية الأسرية منذ عام 2018 لتأهيل المقبلين على الزواج وبناء أسر مستقرة.العمل الخيري والإنساني:
تأسيس "بيت الزكاة والصدقات المصري" في 2014، لتقديم الدعم للمحتاجين وسداد ديون الغارمين.توقيع الإمام الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان عام 2019، لدعم قيم السلام والعيش المشترك عالميًا.
فضيلة الإمام الطيب يقف شامخًا كرمز للسلام، وقيادته للأزهر الشريف تُبرهن على أهمية دور المؤسسة الدينية العريقة في نشر قيم التسامح والمحبة، في ذكرى ميلاده، نحتفي بجهوده الجبارة ومبادراته الإنسانية التي تستحق التقدير.