محمد إبراهيم نقد كان من وراء إضراب الفنانين عن الغناء في الإذاعة (1951)
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
جاءني من جاء بكلمة طويلة قيمة لرفيقنا كمال الجزولي عن المرحوم محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السابق. وترى من الكلمة المرحوم عن كثب بسبب زمالة كمال له خلال فترة تخفيه الطويلة خلال حكم الإنقاذ خاصة. وقد سهرنا نقد وأنا ليلة في دار كمال. ودونت من أنسه ما قاله عن علاقة الحزب الشيوعي الباكرة جداً بالرياضيين والفنانين.
أحدث الشيوعيون في الخمسينات إضرابين في أمكنة غريبة. فقد رتبوا في 1951 لامتناع البوليس عن العمل وتوقف الفنانين عن الغناء في الإذاعة. وأسمي الفترة التي انعقدت فيها هذه الأمور بفترة “الفتوح” في الحزب. وهي فترة فَرِغ الحزب فيها من ترتيب بيته الداخلي بعد هزيمة اتجاهات عوض عبد الرازق، سكرتيره حتى 1949، التربوية التقوقعية حتى لا نقول “الانتهازية” فيشيلوا حالنا وينقحو طارنا. واقتحمت كوادرهم المتفرغة جبهات العمال والمزارعين والمتعلمين يبنون قواعدهم وسطها.
صدر ربما أكثر من كتاب عن إضراب البوليس. وتطرق البعض لإضراب الفنانين مثل الأستاذ رامي محكر بغير ربطه بالشيوعيين في كلمته العذبة عن الفنان محجوب عثمان. ولقيت خبر إضراب الفنانين من الرفيق نقد في ليلة أنس معه وهو قيد الاختفاء. ووجدت أنني سجلت ما قاله في مذكرة صباح اليوم التالي لليلة اللقاء. قال لي ليلتها إن لجنة القسم (وهي التي تقود الطلاب الشيوعيين بكلية الخرطوم الجامعية) قررت توسيع نشاطها في القطاعات غير المنظمة. واختارت قطاع الرياضة والغناء. فاجتمعت ببعض الرياضيين منهم صالح رجب وآخر اسمه بدوي نسيت اسم والده. وقاد هذا إلى تكوين اتحاد كرة القدم في النهاية.
أما أهل الغناء فقد دعاهم الطلاب الشيوعيون إلى محاضرة عن تاريخ الأغنية قدمها المرحوم نقد حضرها منهم سيد خليفة العائد من القاهرة، والماحي إسماعيل الذي صار أول رئيس لنقابة أو رابطة الفنانين. وهي المنظمة التي بذر بذرتها نقد في محاضرته باقتراح إنشائها على الحضور. ولازم نقد، المعروف أنه كان في باكر شبابه صييتاً مغنياً، تكوين النقابة حتى أنه أقترح على أهلها أن يكون شعارها مفتاح صول الموسيقي. وصحب الماحي، الرئيس، إلى دكانة عاج بالسوق الإفرنجي بالخرطوم لينحتوا لهم رمز النقابة على خلفية قطيفة خضراء.
وقد “هبروا” قطعة القطيفة من مصلحة المخازن والمهمات بالخرطوم بحري. وكانت مثل تلك القطيفة تفرش على مناضد كبار الموظفين.
وتلك النقابة هي التي قادت إضراب 1951 احتجاجاً على بؤس الأجور. وقال رامي محكر إنه الإضراب الذي فتح ابواب الإذاعة لفنانين لم يطرقوه من قبل وهم محجوب عثمان ورمضان حسن (وكلاهما من مدني) بين أصوات أخرى لم تصمد. وكان من قاد الإضراب إبراهيم الكاشف. ومصدر الاحتجاج هو تدني الأجور وضيق فرص الغناء. فقد كان أجر فنان الدرجة الأولى (أحمد المصطفى والكاشف وعثمان الشفيع وعثمان حسين وحسن عطية) خمس جنيهات لحفل على الهواء. ويؤجر فنان الدرجة الثانية والثالثة بأقل من ذلك. وإلى جانب تحسين الأجور طالبت النقابة بتعديل مكافأة تسجيل الأغاني في اسطوانات. ولم يسمع لهم مدير الإذاعة متولي عيد. فأوقف حفلاتهم وفتح الباب للراغبين من الفانين لكسر الإضراب. ونفذ محجوب عثمان ورمضان حسن من هذه الفرجة.
المرحوم نقد من ناشئة الشيوعيين “البولشفيك” (الأغلبية بالروسي) ممن خرجوا على قيادة عوض عبد الرازق بقيادة أستاذنا عبد الخالق محجوب واقتحموا جبهات للعمل بين الشعب لم تطرأ لعوض. ومن يعتقد ما يزال أن عوض و”المنشفيك” (الأقلية) هم من كانوا على الحق في ذلك الصراع حجبتهم النصوص دون تحليل الممارسة. وفي التجربة الشيوعية مشابه من فوز “بولشفيك” حسن الترابي على “منشفيك” جعفر شيخ إدريس في أوائل الستينات الذي جاء بفتوح الإسلاميين المعروفة حتى أدارت رأسهم. فلو لم يكن البولشفيك لما كان فينا حزب شيوعي أصلاً أعجبنا أو لم يعجبنا. فالحزب ثمرة فترة الفتوح التي حذر منشفيك عوض من مغامرتها كما فعل منشفيك شيخ إدريس بين الإسلاميين.
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مكالمة "عامر" ومسئول لاڤيينا وراء الشكوى ضد سموحة بإتحاد الكرة وكلمة السر " شلوفة"
تصاعدت الأزمة بين نادى سموحة ونادى لافيينا Fc الامر الذى أدى بالأخير للتقدم بشكوى رسمية ضد الموج الازرق بإتحاد الكرة بسبب عقد اللاعب محمد عصام
وعلمت الوفد أن لجؤ مسئولوا نادى لاڤينا fc بالتقدم صباح اليوم بشكوى ضد نادى سموحة لإتحاد الكرة جاء عقب المكالمة التى أجراهامسئول لاقيينا مع المهندس محمد فرج عامر رئيس نادى سموحة والتى طالبوه خلالها وديا نظرا للعلاقات بين الناديين بسداد قيمة ال٢٠٪ المستحقة لهم من قيمة إنتقال اللاعب محمد عصام للمحلة كما نص العقد بينهما الا أن "عامر" بعصبيته المعروفة أنهى المكالمة بعد أن وجههم للحديث مع أنور شلوفة المسئول عن التعاقدات وشئون الكرة بسموحة مما أعتبروه إهانة وعليه فقد تم التوجه للجهة الشرعية بإتحادالكرة لشكوى النادى بشكل رسمى
كما أصدر نادى لاڤيينا fc بيان حول الواقعة عنوانه " بيان هام " وجاء فيه " بعد خمسة أشهر من المحاولات المستمرة والمفاوضاتالودية مع إدارة نادي سموحة، نعلن للأسف عن فشلنا في الحصول على صورة من عقد الإعارة للاعب محمد عصام الذي تم إعارته لناديغزل المحلة من نادي سموحة."
وتابع بيان لاڤيينا قائلا "لقد حاولنا بكل الطرق الممكنة التواصل مع إدارة سموحة، ولكن دون جدوى. إن هذا الأمر يتعارض مع المبادئالرياضية التي ننادي بها، ويؤثر سلبًا على حقوقنا المالية .. لذا وحرصًا منا على الحفاظ على حقوق نادي لاڤيينا قررنا تقديم شكوى رسميةإلى اتحاد كرة القدم المصري."
وأختتم نادى لاڤينا بيانه قائلا "نحن على ثقة بأن اتحاد الكرة سيعمل على التحقيق في هذا الأمر واستعادة حقوقنا” .
يذكر أن أزمة اللاعب محمد عصام بدأت عندما كان وائل حبيب مسئول الكرة بنادى لاقيينا قد باع اللاعب بمبلغ ٢ مليون ونصف جنيه لنادى سموحة وبعد أن قضى موسم كامل بالنادى وسط اشادة المديرين الفنيين ومع بداية الموسم الحالى قرر الكابتن أحمد سامى المدير الفنى الحالى للموج الازرق أنه غير محتاجه وسط صفوف الفريق وعليه فقد تم عرضه للبيع فى الوقت الذى تزامن خلاله إنتقال وائل حبيب الى غزل المحلة لتولى مهمة التعاقدات حتى طلب اعارة اللاعب بنية البيع ب ٥ مليون جنيه وهو ما حدث بالفعل عقب موافقة المهندس فرج عامر رئيس نادى سموحة وعلى الفور طالب مسئولوا لاقيينا بحقه فى الشرط الذى ينص عليه العقد مع سموحة بالحصول على قيمة ٢٠٪ فى حالة اعادة بيع اللاعب فى الوقت الذى تباطأ فيه رئيس سموحة بالوفاء بالبند وهو ما أشعل الازمة بين الناديين
IMG_1120