جاءني من جاء بكلمة طويلة قيمة لرفيقنا كمال الجزولي عن المرحوم محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السابق. وترى من الكلمة المرحوم عن كثب بسبب زمالة كمال له خلال فترة تخفيه الطويلة خلال حكم الإنقاذ خاصة. وقد سهرنا نقد وأنا ليلة في دار كمال. ودونت من أنسه ما قاله عن علاقة الحزب الشيوعي الباكرة جداً بالرياضيين والفنانين.

وددت لو امتدت الأيام بالمرحوم ليكتب سيرته الاستثنائية التي حاولها كمال أطراف منها بتوفيق كبير.
أحدث الشيوعيون في الخمسينات إضرابين في أمكنة غريبة. فقد رتبوا في 1951 لامتناع البوليس عن العمل وتوقف الفنانين عن الغناء في الإذاعة. وأسمي الفترة التي انعقدت فيها هذه الأمور بفترة “الفتوح” في الحزب. وهي فترة فَرِغ الحزب فيها من ترتيب بيته الداخلي بعد هزيمة اتجاهات عوض عبد الرازق، سكرتيره حتى 1949، التربوية التقوقعية حتى لا نقول “الانتهازية” فيشيلوا حالنا وينقحو طارنا. واقتحمت كوادرهم المتفرغة جبهات العمال والمزارعين والمتعلمين يبنون قواعدهم وسطها.

صدر ربما أكثر من كتاب عن إضراب البوليس. وتطرق البعض لإضراب الفنانين مثل الأستاذ رامي محكر بغير ربطه بالشيوعيين في كلمته العذبة عن الفنان محجوب عثمان. ولقيت خبر إضراب الفنانين من الرفيق نقد في ليلة أنس معه وهو قيد الاختفاء. ووجدت أنني سجلت ما قاله في مذكرة صباح اليوم التالي لليلة اللقاء. قال لي ليلتها إن لجنة القسم (وهي التي تقود الطلاب الشيوعيين بكلية الخرطوم الجامعية) قررت توسيع نشاطها في القطاعات غير المنظمة. واختارت قطاع الرياضة والغناء. فاجتمعت ببعض الرياضيين منهم صالح رجب وآخر اسمه بدوي نسيت اسم والده. وقاد هذا إلى تكوين اتحاد كرة القدم في النهاية.

أما أهل الغناء فقد دعاهم الطلاب الشيوعيون إلى محاضرة عن تاريخ الأغنية قدمها المرحوم نقد حضرها منهم سيد خليفة العائد من القاهرة، والماحي إسماعيل الذي صار أول رئيس لنقابة أو رابطة الفنانين. وهي المنظمة التي بذر بذرتها نقد في محاضرته باقتراح إنشائها على الحضور. ولازم نقد، المعروف أنه كان في باكر شبابه صييتاً مغنياً، تكوين النقابة حتى أنه أقترح على أهلها أن يكون شعارها مفتاح صول الموسيقي. وصحب الماحي، الرئيس، إلى دكانة عاج بالسوق الإفرنجي بالخرطوم لينحتوا لهم رمز النقابة على خلفية قطيفة خضراء.
وقد “هبروا” قطعة القطيفة من مصلحة المخازن والمهمات بالخرطوم بحري. وكانت مثل تلك القطيفة تفرش على مناضد كبار الموظفين.

وتلك النقابة هي التي قادت إضراب 1951 احتجاجاً على بؤس الأجور. وقال رامي محكر إنه الإضراب الذي فتح ابواب الإذاعة لفنانين لم يطرقوه من قبل وهم محجوب عثمان ورمضان حسن (وكلاهما من مدني) بين أصوات أخرى لم تصمد. وكان من قاد الإضراب إبراهيم الكاشف. ومصدر الاحتجاج هو تدني الأجور وضيق فرص الغناء. فقد كان أجر فنان الدرجة الأولى (أحمد المصطفى والكاشف وعثمان الشفيع وعثمان حسين وحسن عطية) خمس جنيهات لحفل على الهواء. ويؤجر فنان الدرجة الثانية والثالثة بأقل من ذلك. وإلى جانب تحسين الأجور طالبت النقابة بتعديل مكافأة تسجيل الأغاني في اسطوانات. ولم يسمع لهم مدير الإذاعة متولي عيد. فأوقف حفلاتهم وفتح الباب للراغبين من الفانين لكسر الإضراب. ونفذ محجوب عثمان ورمضان حسن من هذه الفرجة.

المرحوم نقد من ناشئة الشيوعيين “البولشفيك” (الأغلبية بالروسي) ممن خرجوا على قيادة عوض عبد الرازق بقيادة أستاذنا عبد الخالق محجوب واقتحموا جبهات للعمل بين الشعب لم تطرأ لعوض. ومن يعتقد ما يزال أن عوض و”المنشفيك” (الأقلية) هم من كانوا على الحق في ذلك الصراع حجبتهم النصوص دون تحليل الممارسة. وفي التجربة الشيوعية مشابه من فوز “بولشفيك” حسن الترابي على “منشفيك” جعفر شيخ إدريس في أوائل الستينات الذي جاء بفتوح الإسلاميين المعروفة حتى أدارت رأسهم. فلو لم يكن البولشفيك لما كان فينا حزب شيوعي أصلاً أعجبنا أو لم يعجبنا. فالحزب ثمرة فترة الفتوح التي حذر منشفيك عوض من مغامرتها كما فعل منشفيك شيخ إدريس بين الإسلاميين.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو

أشارت المطربة شاهيناز إلى أن الظروف الإنتاجية في الوسط الفني تغيّرت كثيرًا، وأصبح العبء الأكبر يقع على عاتق الفنان، حيث لم تعد شركات الإنتاج تدعم المطربين كما كان في السابق، بل بات الفنان مسؤولًا عن كل شيء، بدءًا من إنتاج أعماله وحتى الترويج لها. وعلى الرغم من هذه التحديات، أكدت شاهيناز أنها مستمرة في مشوارها، لأن الغناء بالنسبة لها ليس مجرد مهنة أو مصدر رزق، بل هو شغف يسري في دمها ولا يمكنها الاستغناء عنه.

شاهيناز

أنا صوت مصر .. شاهيناز : صوتي الأقوى على الساحة الفنيةشاهيناز تكشف موقفها من الغناء مع عمر كمال وحسن شاكوش | فيديوشاهيناز تكشف سر نجاح عودة روبي إلى الساحة الفنية.. فيديو

وعن الفترات التي ابتعدت فيها عن الغناء، أوضحت شاهيناز خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر"المذاع على قناة الحدث اليوم،أنها لم تكن راضية عن هذا التوقف، مؤكدة أن طموحاتها لم تُحقق بالكامل بعد، بل لم تصل حتى إلى 10% مما تطمح إليه. وشددت على أنها ما زالت تسعى لتقديم العديد من المشاريع الفنية والأفكار الجديدة، التي تمتلكها منذ طفولتها، حيث نشأت على حب الموسيقى وكانت تستمع إليها منذ صغرها.

وتحدثت عن مشوارها الفني بعد نجاحها في برنامج "ستار ميكر"، مؤكدة أنها استثمرت جزءًا من هذا النجاح، لكنها تعتقد أنه كان بالإمكان تحقيق استفادة أكبر بكثير. وأضافت أنه لو عاد بها الزمن، ربما كانت ستتخذ قرارات مختلفة لتعزيز مسيرتها الفنية.

مقالات مشابهة

  • كاتب أميركي: ترامب ينجح فيما فشل فيه ستالين وهتلر والخميني
  • القصة وراء اللوحة الفنية المعلقة في مكتب ولي العهد
  • غياب الفنانين عن عزاء الراحل الفنان إحسان ترك بمسجد الخلفاء الراشدين
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل زيارة الرئيس السيسي لأكاديمية الشرطة.. محمد رمضان يدعم إبراهيم شيكا.. غزة تواجه كارثة إنسانية| أهم أخبار التوك شو
  • حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. إبراهيم شيكا يهاجم متابع بسبب صورة أحمد رفعت
  • من بلدك وعيلتك الكبيرة| محمد رمضان يدعم إبراهيم شيكا لاعب الزمالك بملبغ مالي
  • إضراب 1000 لاعب في الدوري الكولومبي.. ما السبب؟
  • شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو
  • شاهيناز تكشف موقفها من الغناء مع عمر كمال وحسن شاكوش | فيديو
  • قيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»