القاهرة الإخبارية: زوارق تنقل مساعدات من سفينة Open Arms قرب ساحل غزة إلى القطاع
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
أفادة قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل، بأن زوارق تنقل مساعدات من سفينة Open Arms قرب ساحل غزة إلى القطاع.
.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زوارق مساعدات سفينة
إقرأ أيضاً:
سقوط قرصان من سفينة التضليل
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) ؟، لا شك أن ابا اسحق الحويني، الذي مات منذ بضعة ايام، يعلم بهذا التحذير والتهديد، لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال: (الكريم) حتى يقول قائلهم غره كرمه. بل المعنى في هذه الآية ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم حتى أقدمت على معصيته، وقابلته بما لا يليق. فمن عمل وزن نملة صغيرة خيراً ير ثواب عمله في الآخرة، ومن عمل وزن نملة صغيرة شراً ير عقابه في الآخرة، فما بالك بمن حرّض الناس وغرس في عقولهم بذور التكفير والكراهية . .
قالوا عن ابي إسحاق الحويني انه أعلم اهل عصره في الفقه والحديث، لكن اللافت للنظر انه كان يتكلم بلغة المغول والتتار عن احكام العنف في القتال الاستباحي، وكان يطالب الشباب بوجوب تفعيل فكرة الغزو بمعدل مرتين او ثلاث مرات كل عام، ويعلل ذلك بأن الغزو باب من أبواب تحقيق المكاسب وجني الغنائم والثروات، واحيانا يحبب لهم افتعال القتال ضد البلدان المجاورة لكي يعود المقاتل بمجموعة من السبايا (النساء) والحلي والمجوهرات والأموال المعدنية والورقية. .
كان ابو إسحاق الحويني يغري الشباب بهذه الأساليب التحريضية، وربما كان طرفا في التأثير على الناس في البلدان التي تفجرت فيها مظاهرات الربيع العربي، فالأفكار التي يحملها لا تختلف أبدا عن الأفكار التي يحملها عناصر تنظيم القاعدة، أو عناصر الدواعش. .
كان يخطط لتحويل الدين إلى اداة لدعم مافيات ارهابية تواصل هجماتها البربرية ضد القرى والمدن القريبة. وكان يقدم للناس صورة من صور الفوضى والقتل العمد والاغتصاب ونهب أموال الغير والاستحواذ على ممتلكاتهم. بمعنى آخر انه كان يسعى لتحويل المسلمين إلى عصابات دولية، ولصوص وحرامية ومهربين ومغتصبين وبلطجية. ويلغي الرحمة والتسامح والأمن والامان، وينسف قواعد السلم والسلام. .
ولا ندري على ماذا استند هذا المتفلسف ؟. والغريب بالأمر هنالك آلاف المؤمنين بهذه الأفكار الملوثة التي لا علاقة بكل الأديان السماوية. .
المشكلة ان ثقافة معظم الفرق الاسلامية ظلت قائمة على تعظيم شأن المشايخ، وتقليل شأن اصحاب الكفاءات في العلوم التطبيقية، وعلى الرغم من شيوع أحاديث طلب العلم من المهد إلى اللحد، إلا ان معظم الدعاة اختزلوا العلم كله في الصرف والنحو والتلاوة والتفسير والشؤون الدينية. وابتعدوا عن العلوم التقنية والاجتماعية والسياسية، واتهموا البارعين فيها بالكفر والزندقة، فصارت العلوم مفصلة على مقاسات بعض المشايخ والدعاة. وقد انعكست هذه الظاهرة على العقل نفسه، فالعقل عندهم عبارة عن خزانة لحفظ النصوص الموروثة وترديدها وتكرارها.
ختاماً: لقد اعترف شيوخ الندم بأخطائهم في الوقت الضائع. قال أبو إسحق الحويني: جنينا على الناس وأفسدنا كثيرا ولم نكن ندرى تدرج الأحكام الشرعية. وقال محمد حسان: وقعت منا أخطاء لا يليق أن تنتسب إلى منهج النبي سيد الدعاة. .
وفي هذا نقول: ليس الخسران ان تموت احمقاً ولكن الخسران ان تفني حياتك كلها لإثبات ذلك. .