بعد إدانة امرأة بجريمة "الزنا"، أرست محكمة بحرينية قانونا جديدا يجيز للزوجين الاطلاع على هاتفي بعضهما، مما أثار نقاشا قانونيا واجتماعيا في البلد الخليجي.

وقالت محكمة التمييز البحرينية إن "عشرة الزوج والزوجة.. وما يفرضه عليهما عقد الزواج من تكاليف لصيانة الأسرة وحفظ كيانها وسمعتها، يخول لكل منهما.. عند الاقتضاء في الحياة الزوجية، أن يتقصى ما عساه أن يساوره من ظنون أو شكوك لكي يكون على بينة من عشيره، ليثبت منها ويقرر ما يرتئيه"، وفقا لما نقلت وسائل إعلام محلية.

ومع ذلك، أثار المبدأ القانوني الذي يعتبر "الأول من نوعه"، بحسب صحيفة "الوطن" المحلية، الجدل في المجتمع البحريني، بين معارض لأسباب تتعلق بالحفاظ على الزواج، ومؤيد لمثل هذه القوانين التي من شأنها أن تثبت الخيانة.

وترى المحامية البحرينية، ابتسام الصباغ، أن الجدل في مثل هذه القضايا ازداد بعد أن "سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي اكتشاف هذا النوع من الجرائم".

وفي حديثها لموقع قناة "الحرة"، قالت الصباغ إنه "أصبح من السهل على أحد الزوجين اكتشاف خطايا كان من الصعب اكتشافها سابقا".

وجاء قرار محكمة التمييز البحرينية الصادر، الثلاثاء، في حيثيات رفضها لطعن قدمته امرأة على حكم بسجنها سنتين، بعد إدانتها بجريمة "الزنا".

وكان زوج المرأة المدانة بالحبس قد "اكتشف محادثات في هاتفها تؤكد إقامتها علاقة غير شرعية امتدت 6 سنوات مع شخص حُكم عليه أيضا بالسجن سنتين بعد أن أقر بارتكاب الجريمة"، وفقا لما ذكرت صحيفة "الأيام" المحلية.

وبررت محامية المرأة المدانة الطعن المقدم أمام محكمة التمييز بـ"بطلان" الدليل الذي قدمه الزوج، وذلك بسبب اطلاعه على هاتف زوجته دون علمها، وقد يكون قد تلاعب بما قدمه تقنيا، علاوة على أن اعتراف المتهم الثاني في الجريمة لا يصح كون الشريعة الإسلامية اشترطت وجود 4 شهود عيان لإثبات واقعة "الزنا".

وحسب المادة 316 من قانون العقوبات البحريني، فإنه يعاقب "الزوج الزاني بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين". ولم يشر القانون إلى أي أركان أو شروط محددة لإثبات جريمة الزنا.

قانونيا، قالت الصباغ إن المحاكم البحرينية سبق لها الاعتراف بالمراسلات الهاتفية عبر تطبيق واتساب في قضايا الأسرة التي تتعلق بالطلاق والنفقة.

وتابعت: "في هذا النوع من القضايا تحديدا، لا يجوز التجسس من الناحية الشرعية، لكن بعض الأدلة قد تقع في يد أحد الزوجين عن طريق الصدفة".

بين معارض ومؤيد

ويثير مبدأ المحكمة الجديد تساؤلات بشأن تأثير هذا القانون على تماسك الأسرة، ومدى إمكانية تشجيعه للزوجين على التجسس على الطرف الآخر.

ولا تتفق الكاتبة الصحفية، حنان الخلفان، مع مبدأ اطلاع الزوجين على هاتفي بعضهما، واعتبرت ذلك بمثابة "تدخلا في الخصوصية الشخصية".

وقالت الخلفان لموقع "الحرة"، إن "الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين والتوازن بين الخصوصية الفردية تتطلب التحدث مع شريك الحياة بشكل صريح بشأن الحاجة للتفتيش (الهاتف) ومعرفة ما إذا كان ذلك مقبولا لكلا الطرفين".

وأشارت إلى أنه "إذا كان هناك قلق من ناحية أحدهما، يمكن أن يتم البحث في الأسباب والوصول إلى حلول لا تعزز الثقة والاحترام".

وشددت على أن "بناء الثقة يتطلب الوفاء بالتعهدات والوعود والتصرف بشكل مسؤول وصادق".

في المقابل، يذهب الكاتب الصحفي، فواز العبدالله، في اتجاه معاكس تماما، بتأييده للقرار القضائي، معتبرا أن أساس الحياة الزوجية "عدم وجود أسرار بين الطرفين".

وقال العبدالله لموقع "الحرة"، إن "العشرة الزوجية ليست مجرد منزل ومظهر خارجي واجتماع على الوجبات الغذائية، بل هي أعمق من ذلك بكثير"، مردفا: "إن طبقنا ما جاء في تفاصيل الحكم القضائي، خاصة في جانب المصارحة وتفنيد الشكوك، فستكون تلك الأسرة تؤسس لمجتمع صحي وإيجابي وفاعل في خدمة الوطن وبنائه".

واستطرد قائلا إن تلك "الحياة النموذجية التي تكّون أسرة مثالية تعود بالإيجابية على الأبناء، وحتى على صعيد العمل والعطاء والإنتاجية، وبالتالي الاستقرار الأسري والنفسي".

من جانبها، تعتقد الصباغ، وهي محامية لها باع طويل في قضايا الأسرة، أن إرساء محكمة التمييز لمثل هذا القانون الجديد "يحد من المشاكل" الزوجية.

وقالت إن "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فتح أبواب المشاكل وسهل ارتكاب الخيانة الزوجية"، مضيفة: "القانون الصارم الذي يطبق بشكل صارم، يحد من الجريمة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محکمة التمییز

إقرأ أيضاً:

الكويت توقف فردا من الأسرة الحاكمة لتنفيذ حكم بالسجن..بماذا أُدين؟

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، أمس الجمعة، عن تمكنّها من القبض على أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذي كان "هاربًا من تنفيذ حكم حبس واجب النفاذ".

وأفادت الوزارة، عبر بيان، نشرته على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أنه "لا أحد فوق القانون"، مشيرة إلى أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط المتهم الذي هرب من تنفيذ حكم الحبس بسبب تهمتي غسل الأموال والربا الفاحش".

لا أحـد فـوق القـانون#ضبط متهم من الأسرة الحاكمة
هارب من تنفيذ حكم #حبس واجب النفاذ #بتهمتي (غسل الأموال والربا الفاحش) pic.twitter.com/tXAck3iNKW — وزارة الداخلية (@Moi_kuw) October 4, 2024
وذكر البيان نفسه. أنه "تمت عملية القبض بعد تنفيذ عمليات دقيقة من البحث والتحري وتتبع تحركات المتهم، حيث تم تحديد موقعه والقبض عليه، وتمت إحالته إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه". فيما لم يتضمن البيان أي تفاصيل إضافية حول هوية الشخص أو الجرائم التي ارتكبها.

كذلك، أكدت وزارة الداخلية، أن القبض على المتهم يأتي في إطار "سعيها لتعزيز سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بشكل متساوٍ، بما في ذلك أفراد الأسرة الحاكمة، لضمان العدالة والمساواة في تطبيق القانون دون أي استثناءات".

وفي وقت سابق كانت محكمة كويتية قد أيّدت الحكم القاضي بحبس أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وهو نجل رئيس وزراء سابق، وشريكه، ووافدين اثنين لمدة 10 سنوات، وحبس محامٍ آخر لمدة سبع سنوات، بتهم تتعلق بغسل الأموال في القضية المعروفة باسم "الصندوق الماليزي".

وفي السياق نفسه، ألزمت المحكمة، المتهمين الخمسة، برد مبلغ مليار دولار، بالإضافة إلى تغريمهم متضامنين بمبلغ 183 مليون دينار. حيث علّق المحامي، فواز الخطيب، على الحكم، مشيرًا إلى أنه نهائي ولا توجد وسيلة طعن عادية أخرى عليه، مما يجعله عنوانًا للحقيقة.

ويقدر محققون ماليزيون وأمريكيون أن نحو 4.5 مليار دولار قد تم اختلاسها من الصندوق منذ تأسيسه في عام 2009، مشيرين إلى تورط رئيس وزراء ماليزيا السابق، نجيب عبد الرزاق، وموظفين في بنك غولدمان ساكس ومسؤولين كبار في دول أخرى.


ويذكر أنه في خطابه الذي حل فيه مجلس الأمة٬ أكد أمير دولة الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح، أنه تقرر "حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور بسبب انتهاكات عدد من النواب للقواعد الدستورية وانتشار الفساد". مشيرا إلى أن "اختيار رئيس الحكومة هو حق دستوري لرئيس الدولة، ولا يُسمح لأحد بالتدخل فيه".

وأكد الصباح أن "لا أحد فوق القانون، ومن استولى على المال العام بغير وجه حق سيواجه العقاب، بغض النظر عن منصبه". وأشار أمير الكويت في خطابه إلى أن "الفساد قد تغلغل في السنوات الماضية ليصل إلى المؤسسات الأمنية والاقتصادية وحتى القضاء".

إلى ذلك، شدّد على أنه "لا يمكن تعطيل مصالح الأمة أو إهدار المال العام"، مع التأكيد على اتخاذ "قرارات صعبة لإنقاذ البلاد".

مقالات مشابهة

  • الكويت توقف فردا من الأسرة الحاكمة لتنفيذ حكم بالسجن..بماذا أُدين؟
  • الكويت.. القبض على أحد أفراد الأسرة الحاكمة
  • “لا أحد فوق القانون”.. ضبط أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت
  • الكويت.. ضبط فرد من الأسرة الحاكمة هارب من تنفيذ حكم بالسجن
  • هايدي الفضالي تفتح جرحا عميقا عبر «الأسبوع»: الأطفال يدفعون ثمن الخلافات.. وقلبي يتألم مع كل قضية
  • المستشارة هايدي الفضالي تكشف لـ«الأسبوع» عن معايير محكمة الأسرة في تحديد النفقة
  • المستشارة هايدي الفضالي لـ«الأسبوع»: تطور ملحوظ في قضايا محكمة الأسرة وحسم أسرع للنفقات الزوجية
  • تأجيل محاكمة المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء" بعد جلسة مثيرة حول حفل زفاف لطيفة رأفت
  • ما الجهات التي تحال إليها التظلمات وفقا لقانون التصالح في مخالفات البناء؟
  • دفاتر محكمة الأسرة.. أكثر الفئات العمرية لجوء لطلب الانفصال في سن الأربعين.. النفقات وقائمة المنقولات أبرز الأسباب .. أسرع قضية طلاق بسبب الحموات.. وهذا موقف قانون الأحوال الشخصية من الطلاق السريع