سرّ جمال شعرك فى رمضان: مستحضرات أساسية للعناية بالشعر تحافظ على صحته ونضارته
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
تدركين بالتأكيد أهمية الاهتمام بشعرك، حيث يحتاج بشكل مشابه إلى العناية كبشرتك، ففى شهر رمضان قد يتعرض شعرك للجفاف والتلف بسبب قلة شرب السوائل، لذا من الضروري اعتماد جدول زمني لتناول السوائل بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى تطبيق روتين لترطيب الشعر باستخدام منتجات فعّالة وغنية.
مستحضرات العناية بالشعر قد يكون اختيار منتجات العناية بالشعر محيرًا نظرًا لتوافر الكثير من الخيارات، ولكن فهم خصائص شعرك واحتياجاته سيسهل هذه العملية، من خلال تقديم مستحضرات أساسية للعناية بالشعر في رمضان، سنوضح لك فوائدها وكيفية استخدامها بكفاءة في روتينك اليومي للعناية بالشعر.
عند اختيار مستحضرات العناية بالشعر، مثل الشامبو والبلسم والأقنعة المرممة، يجب أن تأخذي في اعتبارك نوعية شعرك بدقة. يمكن تصنيف الشعر إلى أربع فئات رئيسية: الشعر الجاف، والشعر الدهني، والشعر العادي، والشعر المختلط. لكل نوع من هذه الفئات احتياجاته الخاصة ويتطلب معاملة مختلفة تمامًا.
الشعر الجافالشعر الجاف يفتقر عادة إلى الترطيب اللازم، مما يجعله بحاجة ماسة إلى استخدام مستحضرات عناية بالشعر تحتوي على مكونات مرطبة ومغذية، من بين هذه المكونات تشمل الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند، وزيت الأرغان، وزيت الأفوكادو، وزيت الجوجوبا، فضلًا عن بروتينات القمح والفيتامينات.
تعمل هذه المكونات على ترطيب الشعر وتغذيته، مما يساعد في الحفاظ على مرونته ونعومته، ويُنصح بتجنب استخدام الشامبو القاسي وتجنب غسل الشعر بكثرة، لتجنب تجفيفه وتجريد الشعر من زيوته الطبيعية.
الشعر الدهنيالشعر الدهني غالبًا ما يعاني من فرط في إفراز الدهون، مما يجعله يبدو لامعًا ودهنيًا بشكل واضح. للعناية به، يجب اختيار مستحضرات العناية بالشعر التي تساعد في تنظيم إنتاج الزهم، مثل الشامبو العشبي والبلسم الخفيف. قد تساعد تركيبات الشامبو العشبي، مثل المريمية والقراص وإكليل الجبل، في تنظيم إنتاج الدهون، كما يُنصح بتجنب استخدام المنتجات الثقيلة جدًا أو غسل الشعر بكثرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة إفراز الدهون.
الشعر العادييتميز الشعر العادي بتوازنه المثالي بين الرطوبة والدهون. ولهذا النوع من الشعر، يمكن استخدام الشامبو والبلسم المعتادين، اللذان يحتويان على مكونات مغذية مثل بروتين القمح والفيتامينات والزيوت الطبيعية. يُنصح أيضًا بتطبيق قناع مغذٍ للشعر مرة واحدة في الأسبوع للحفاظ على صحة ولمعان الشعر.
الشعر المختلطيحتوي الشعر المختلط على تنوع في المناطق بين الجفاف والدهون للعناية به، يُنصح باستخدام منتجات محددة لكل منطقة، مثل شامبو مخصص للمناطق الدهنية وبلسم مخصص للمناطق الجافة، كما يجب استخدام مستحضرات العناية بالشعر التي تساعد على تنظيم إنتاج الزهم دون تجفيف الشعر.
الشعر الملون أو المصبوغيحتاج الشعر الملون إلى عناية خاصة للحفاظ على لونه ولمعانه،حيث يجب استخدام منتجات العناية المصممة خصيصًا للشعر المصبوغ، مثل شامبو وبلسم وأقنعة مصممة لهذا الغرض،كما ينبغي تجنب استخدام الشامبو الذي يحتوي على الكبريت لتجنب تلاشي اللون بسرعة.
إذا كان شعرك ناعمًا ورقيقًا: ابحثي عن شامبو مقوي يساعد على تحفيز نمو شعر جديد أكثر صحة وقوة.إذا كان شعرك جافًا وكثيفًا: استخدمي شامبو مرطب لإضافة الرطوبة واللمعان والنعومة.إذا كان الشعر جافًا ومالسًا: اختاري شامبو التنعيم الغني بالمرطبات للحصول على شعر مستقيم وسلس.إذا كان الشعر متموجًا: استخدمي الشامبو المتوازن الذي يكون لطيفًا على الشعر دون تجفيفه.إذا كان الشعر مجعدًا: اختاري شامبو مرطب للغاية يساعد على تنعيم وتهدئة التجاعيد دون تثقيل الشعر.إذا كان الشعر التالفًا أو المصبوغ: استخدمي شامبو مقوي يحتوي على بروتينات لتحسين حالة الشعر.
أقنعة الشعر
- للشعر الناعم: اختاري أقنعة الشعر التي تحتوي على مرطبات خفيفة مثل زيت الجوجوبا أو زيت جوز الهند أو زيت اللوز.
- للشعر الخشن: استخدمي الأقنعة الثقيلة المشبعة بالزيوت مثل زيت جوز الهند وزيت اللوز وزبدة الشيا والأفوكادو.
- للشعر الجاف والتالف: ابحثي عن أقنعة تحتوي على بروتين الكيراتين وحمض الهياليورونيك وزبدة الشيا وزيوت الفاكهة.
- للشعر المصبوغ: استخدمي قناع الشعر المغذي الذي يحتوي على مكونات طبيعية مثل زبدة الشيا وزيت الزيتون.
- لتدليك فروة الرأس: استخدمي القناع المناسب لنوع شعرك وللتأكد من تحفيز الدورة الدموية.
- للحماية من الحرارة: استخدمي كريمات الوقاية من الحرارة لحماية شعرك من التلف الناجم عن درجات الحرارة العالية، واختاري الصيغة التي تناسب نوع شعرك، سواء كانت رذاذ، كريم، زيت، أو سيروم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جمال شعرك العناية بالشعر الشعر الجاف منتجات العناية بالشعر سر جمال شعرك الشعر ا
إقرأ أيضاً:
الخليل بن أحمد الفراهيدي
نابغة علوم اللغة العربية وأستاذها أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولد الخليل في ودام الساحل بالمصنعة سنة مائة هجرية وفيها تعلم ونشأ، ثم قرر شق عصا الترحال إلى البصرة للاستزادة في العلم من جانب وطلبا للرزق من جانب آخر، فالبصرة في تلك الفترة كانت مركزا اقتصاديا مهما، ويشكل الأزد فيها النسبة الأكبر من السكان، وكانوا يمتلكون التجارة وخاصة البحرية منها. سافر الخليل بن أحمد إلى البصرة وفيها التقى بعلماء البصرة وجالسهم وناقشهم في علوم اللغة، كان الخليل كثير التدبر في العلم والتفكر فيه وكان كثيرا ما يقول (كن على مدارسة ما في قلبك أحرص منك على حفظ كتابك). حضر الخليل بن أحمد العديد من حلقات العلم في البصرة، فكان يجلس ليتعلم في حلقات كبار علماء البصرة في تلك الفترة مثل أيوب بن أبي العلاء ، وأبي عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمر الثقفي ، وعثمان بن حاضر، وغالب القطان ، والعوام بن الحوشب.
كان الخليل بن أحمد حريصا على طلب العلم، يقضي الساعات الطوال في المطالعة والمذاكرة وفي التأمل والتفكر فيما يقرأ ويتعلم، وكان دائما يقول: أحث كلمة على طلب العلم، قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه:" قَدرُ كُلِّ امرِئٍ ما يُحسِنُ".
يُعد أعظم إنجازات الخليل بن أحمد اكتشافه لعلم العَروض، وهو العلم الذي يُعنى بوزن الشعر وتحديد بحوره. استنبط هذا العلم من ملاحظته للأوزان الشعرية وسماع إيقاعات الألفاظ. قسم الخليل الشعر العربي إلى خمسة عشر بحرًا، أضاف عليها تلميذه الأخفش الأوسط بحرًا آخر ليصبحوا ستة عشر بحرًا معروفة حتى اليوم.
ويُقال إن فكرة علم العروض جاءته أثناء مشيه في السوق، حيث لاحظ وقع الأقدام والأصوات المتكررة، فبدأ في تأليف هذا العلم لضبط الشعر وتقييم وزنه، ما أنقذ الشعر العربي من التلاعب وأتاح للناس فهم قواعده . . وحتى في زيارته لبيت الله الحرام ، كان دعاؤه أن يشرح الله صدره للعلم وأن يهديه إلى علوم جديدة ، فكان أن ابتكر علم العروض، ووضع أسسه وقواعده، وكان الكثير من العلماء ينسبون الخليل إلى علم العروض فيقولون هو الخليل بن أحمد العروضي، تقديرا لدوره الكبير في تأسيس هذا العلم وتنظيره، وكان كثيرا ما يغني الأبيات لتحديد بحورها الشعرية، وكان يستغرق في ذلك الساعات الطوال حتى كان يظن من يدخل عليه أن الخليل قد مسه الجنون، وما ذلك إلا من استغراقه في العلم وعدم انشغاله بغيره، وفي إحدى المرات دخل عليه ولده فلم يفهم ما يقول والده، فخرج إلى الناس صائحا بأن والده قد جُنّ، فدخل عدد من الأشخاص بيت الخليل للاطمئنان عليه فوجدوه مشتغلا بعلمه، فأخبروه بما فعل ولده فقال الخليل مرتجلا بيتين يعذر فيها ولده:
لو كُنت تَعلمُ ما أَقول عذرتني أو كنت تَعلمُ ما تَقُولُ عَذلتُكا
لكن جَهلتْ مَقالتي فَعَذلتني وعَلمتُ أنكَ جَاهلٌ فَعَذرتُكا
إن الخليل بن أحمد مفخرة كل عماني وكل مسلم، لاجتهاده في العلم وتفرغه له بشكل كلي وبعده عن المال والمناصب، هذا الاجتهاد مكنه من أن يكون فريد عصره فلقد أسس لعدد من العلوم، فهو واضع أول معجم لغوي عربي وهو “معجم العين”، وسُمّي بذلك لأنه بدأ بحرف العين، أصعب الحروف نطقًا. تميز المعجم بمنهجيه الفريد في ترتيب الكلمات حيث رتبت الكلمات وفق مخارج الحروف من الحلق إلى الشفتين، على عكس الترتيب الأبجدي التقليدي. هدف الخليل من هذا العمل إلى الحفاظ على اللغة العربية من الضياع، خاصة بعد انتشار اللحن بفعل اختلاط العرب بالأعاجم بعد الفتوحات الإسلامية.
رتب الخليل معجمه ترتيبا صوتيا على حسب مخارج الحروف حيث بدأ المعجم بحروف الحلق فكان أولها حرف العين، ثم الحاء ومن بعدها الهاء ثم الخاء ثم الغين ، وشكلت حروف الحلق هذه حوالي نصف الكتاب، وبعدها يبدأ بحرف القاف ثم الكاف وهي حروف اللهاة، ثم ينتقل إلى حروف الشفتين وهي الفاء والباء والميم، ثم يتناول الحروف المعتلة ، وفي كل باب من هذه الأبواب نظم ترتيب الكلمات على النحو التالي: باب الثنائي المشدد ثانيه، باب الثلاثي الصحيح ، باب الثلاثي المعتل، باب اللفيف، باب الرباعي، باب الخماسي.
ويذكر الفراهيدي في مقدمته السبب وراء الابتداء بحرف العين حيث يقول:" فلم يمكنه أن يبتدأ التأليف من أول أ، ب، ت، ث، وهو الألف لأن الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدأ بالحرف الثاني وهو الباء إلا بعد حجة واستقصاء فدبر ونظر، فدبر ونظر إلى الحروف كلها وذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق" وفي موضع آخر من المعجم يقول:" بدأنا في مُؤلَفنا هذا بالعين وهو أقصى الحروف، ونَضُمُّ إليه ما بعده حتى نستوعب كلام العرب الواضح والغريب".
عرف الخليل بتواضعه وزهده، فكان عفيف النفس، رافضًا قبول العطاء من الخلفاء رغم فقره وحاجته للمال. وقد روي أن الخليفة هارون الرشيد عرض عليه مالًا فرفضه، مؤكدًا قناعته بعيش الكفاف.
كما أرسل له والي الأهواز رسولا يعرض عليه راتبا مجزيا في مقابل تعليم ولده، فرفض الخليل هذا العرض وفضل ألا يترك طلابه، وقال للرسول:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة وفي غنى، غير أني لست ذا مالِ
سخي بنفسي أني لا أرى أحدا يموت هزلا، ولا يبقى على حالِ.
تخرج على يديه العديد من العلماء، أبرزهم:
سيبويه: الذي يعد كتابه “الكتاب” من أعمدة النحو العربي ولقد اعتمد فيه كثيرا على محاضرات الخليل التي كان يلقيها على طلابه، ومن طلبة العلم لدى الخليل الأخفش الأوسط الذي أكمل عمل الخليل في بحور الشعر و الكسائي أحد أعلام النحو والقراءات.
كان الخليل يُلقب بأستاذ الأساتذة” لما خلفه من إرث علمي ضخم لم يسبق له مثيل في مجاله. مات هذا النابغة سنة 170هـ ودفن في البصرة. وحضر جنازته جمعا غير من أهالي البصرة وأعيانها، ويقال أن سبب موته أنه اصطدم بعمود مسجد في البصرة لأنه كان غارقا في التفكير حول إيجاد طريقة حسابية تسهل على الناس معاملاتهم التجارة.
أشاد العلماء بالخليل فها هو سفيان بن عُيينة يقول عنه (من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد). وقال عنه الثعالبي:" كان يقال أربعة لم يُلحقوا، ولم يُسبقوا: أبو حنيفة في فقهه، والخليل في أدبه، والجاحظ في تأليفه، وأبو تمام في شعره". وقال عنه أبو بكر الزبيدي: «الخليل بن أحمد أوحد عصره، وجهبذ الأمة، وأستاذ أهل الفطنة الذي لم يُر نظيره، ولا عرف في الدنيا عديله".
ترك الخليل إرثًا علميًا خالدًا، إذ لا تزال بحور الشعر التي وضعها حجر الأساس لدراسة الأدب العربي، ويُعتبر معجم العين من أعمدة المعاجم اللغوية. تظل مساهماته مرجعًا رئيسيًا في الجامعات والمعاهد إلى يومنا هذا. وحرصت سلطنة عمان على إدراج الخليل بن أحمد كشخصية عالمية مؤثرة في التراث الإنساني ومساهمة في تطور علوم البشرية، فكان ذلك في عام 2006م حين أعلنت منظمة اليونسكو أن الخليل بن أحمد الفراهيدي شخصية استثنائية مؤثرة عالميا وملهمة وجدانيا.