اكتشف فريق علمي دولي، بقيادة جامعة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، أدلة على وجود أقدم الأنهار الجليدية التي تم العثور عليها على الإطلاق، وذلك في الصخور القديمة المليئة بنظائر الأكسجين الموجودة تحت أكبر رواسب الذهب في العالم، والتي تظُهر دليلا ثابتا على أن الأنهار الجليدية يعود تاريخها إلى 2.9 مليار سنة مضت.

وبحسب البيان الصحفي الصادر من "مؤتمر غولدشميت" (The Goldschmidt Conference) للجمعية الجيوكيميائية، المنشور بموقع "يوريك ألرت" (Eurek Alert)، فإنه من المتوقع أن يضيف هذا الاكتشاف سطورا جديدة إلى فصل تاريخ الأرض المضطرب، وقد يفسر كيفية تشكل تلك الحقول الذهبية.

وتم تقديم الدراسة العلمية التي تضمنت هذا الاكتشاف بمؤتمر غولدشميت، وهو مؤتمر الكيمياء الجيولوجية الرئيسي في العالم، والذي أقيم في ليون بفرنسا، الفترة من 9-14 يوليو/تموز الجاري.

الفريق العلمي قام بدراسة وتحليل القمم والرواسب الجليدية بالصخور القديمة المليئة بنظائر الأكسجين (غيتي) القمم والرواسب الجليدية

يشير الباحثون -في دراستهم المنشورة بدورية "جيوكيميكال بريسبكتيفز لترز" (Geochemical Perspectives Letters)- إلى وجود قمم جليدية قارية في جنوب أفريقيا ذلك الوقت المبكر من تاريخ الأرض، وأن المنطقة كانت أقرب إلى القطبين، أو أن أجزاء من الأرض ربما تجمدت خلال الفترة التي تحولت الأرض فيها إلى كرة ثلج تتميز بطقس شديد البرودة، وذلك قبل نحو 600 مليون سنة. وطبقا لذلك، فقد شمل الجليد ما بين القطبين وحتى قرب خط الاستواء، كما كانت أغلب مساحة المحيطات مغطاة بالجليد.

من ناحية أخرى ووفقا للبيان يتفق العلماء على أنه كانت هناك اختلافات كبيرة في مناخ الأرض المبكر، ولكن كان من الصعب العثور على أدلة مقنعة للظروف الدقيقة في بدايات الأرض.

وبحسب الدراسة، وجد الباحثون رواسب جليدية محفوظة جيدا بالقرب من حقول الذهب بجنوب أفريقيا، وهذه واحدة من المناطق القليلة التي لا تزال سليمة إلى حد ما ولم تتغير عن الأرض المبكرة.

وهذه الرواسب عبارة عن أحافير جليدية متحجرة، وهي في الأساس الحطام الذي خلفه نهر جليدي، وهي أقدم رواسب الركام التي تم العثور عليها على الإطلاق، وقد ربط الباحثون ذلك بتحليل نظائر الأكسجين من هذه الصخور، مما أظهر أن المناخ كان باردا عندما ترسبت الصخور.

وقد درس الباحثون الكميات النسبية لـ 3 نظائر للأكسجين وهي: أكسجين 16 و17 و18. وكلها ذات أوزان مختلفة، ووجدوا أن الصخور تحتوي على كميات منخفضة جدا من أكسجين 18، وكميات عالية جدًا من أكسجين 17، مما يشير إلى أنها تشكلت في درجات حرارة جليدية.

وأضاف الباحثون ذلك الدليل الجيوكيميائي مع دليل الركام، واستنتجوا أنها كانت منطقة أنهار جليدية، وأن ما عثروا عليه يعد أقدم الأنهار الجليدية المكتشفة على الأرض حتى الآن.

الأرض ربما تجمدت فترة زمنية سابقة وتحولت إلى كرة ثلج وصارت كلها مغطاة بالجليد (غيتي) القرب من منطقة القطبين

يقول الباحثون إنهم وضعوا بهذه الدراسة بضعة تفسيرات محتملة، منها أنه ربما كانت تلك المنطقة قريبة من القطبين بالأزمان الغابرة، والاحتمال الآخر أن الأرض بأكملها كانت في مرحلة "كرة الثلج" وذلك عندما أدت التركيزات المنخفضة لثاني أكسيد الكربون والميثان بالغلاف الجوي إلى "تأثير الاحتباس الحراري العكسي" مما تسبب في تجمد جزء كبير من الكوكب، وربما حدث ذلك بمناسبتين في الماضي. وإذا كان الأمر كذلك، فستكون هذه أول فترة تبريد عالمية يتم تسجيلها.

وأضافوا "كلا الاحتمالين مثير للاهتمام علميا، حيث تم العثور على أكبر رواسب الذهب الرسوبية في العالم بالصخور الأصغر قليلا الموجودة فوق الصخور التي درسناها، وبالتالي يمكن أن يكون التغيير من الجليد إلى ظروف الاحتباس الحراري قد ساعد في تكوين رواسب الذهب تلك، ولكن هذا يحتاج إلى تأكيد ويتطلب مزيدا من العمل".

وفي هذا السياق، يقول الدكتور أندري بيكر الأستاذ المشارك بقسم علوم الأرض والكواكب جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد "لقد نوقشت الأدلة على التجلد في هذا العصر بشدة لعقود من الزمن بناءً على أدلة رسوبية.. ويضيف تحليل نظائر الأكسجين الثلاثي خطا جديدا تماما من الأدلة، إذ لا تتحكم دورة الكربون البيوجيوكيميائية في المناخ فحسب، بل أيضا في محتوى الأكسجين بالغلاف الجوي، ويحتمل أن تؤدي هذه البيانات إلى إجراء دراسات متابعة حول الأكسجين العابر، ذلك الوقت".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

انحسار الغطاء الجليدي بالقطب الشمالي يثير فزع العلماء

كشفت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية الذوبان الشديد الذي حدث لـ الغطاء الجليدي في جرينلاند، بحسب الباحثين.

وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، تعتبر الطبقة الجليدية كتلة من الجليد الأرضي جزء لا يتجزأ من نظام مناخ الأرض حيث تساعد في عكس أشعة الشمس الدافئة والحفاظ على برودة القطب الشمالي وتنظيم مستوى سطح البحر والتأثير على الطقس.

واستعان العلماء بأقمار وكالة الفضء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية للكشف عن مدى ترقق الطبقة الجليدية وتسجيل القياسات الأولى لتغيرها خلال السنوات الأخيرة.

ورصد الباحثون انكماش الغطاء الجليدي بمقدار 563 ميلاً مكعباً، فخسر ما يكفي من الكتلة لملء بحيرة فيكتوريا في أفريقيا، كما انخفض سمك الغطاء الجليدي على طول حافته، بما في ذلك تلك المعروفة باسم جاكوبشافن إيزبراي وزاكاريا إيستروم، إلى معدلات ضئيلة لغاية.

 

وكانت الطبقة الجليدية انكمشت مابين عام 2013 والعام الماضي بمقدار أقل قليلاً من أربعة أقدام في المتوسط على الرغم من أن الانخفاض عبر منطقة التآكل، وهو الجزء السفلي من النهر الجليدي حيث يصبح الثلج في أرق حالاته، كان أكبر من ذلك بخمس مرات.

 وتركزت أكبر التغييرات خلال عامي 2012 و 2019، عندما كانت درجات الحرارة شديدة الحرارة، واستعان العلماء القياسات باستخدام مهمات الأقمار الصناعية الجليدية التابعة لعدد من وكالات الفضاء من حول العالم في عام 2018 والتي سمحت للعلماء بقياس ارتفاع الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية والجليد البحري.

 

تظهر صورة التقطتها مركبة الفضاء الأوروبية كوبرنيكوس سنتينل 2 نهر جاكوبشافن إيزبرا الجليدي في جرينلاند، وهو أحد أسرع الأنهار الجليدية نشاطًا في العالم. 

وأظهرت أبحاث جديدة باستخدام قمر صناعي تابع للوكالة ومهمة تابعة لوكالة ناسا أن أشد حالات الترقق حدثت عند الأنهار الجليدية التي تخرج من الغطاء الجليدي.

تُظهر صورة التقطتها مركبة الفضاء الأوروبية كوبرنيكوس سنتينل 2 نهر جاكوبشافن إسبراي الجليدي في جرينلاند - وهو أحد أسرع الأنهار الجليدية وأكثرها نشاطًا في العالم. 

كما كشفت أبحاث جديدة باستخدام قمر صناعي تابع للوكالة ومهمة تابعة لوكالة ناسا أن أشد حالات الترقق حدثت عند الأنهار الجليدية التي تخرج من الغطاء الجليدي.

وتحمس العلماء لاكتشاف أن قياسات التغير في ارتفاع الغطاء الجليدي في جرينلاند تتفق إلى حد كبير، بنسبة 3% مما يحدث بالفعل.

مقالات مشابهة

  • وزير المخابرات الأشهر في جنوب أفريقيا: حماس كانت مهتمة بتجربتنا في الكفاح
  • عمره 500 عام.. اكتشاف أول قبقاب من خشب البتولا في هولندا
  • مستمرة في الحركة.. كيف انفصلت الهند عن أفريقيا وإلى أين تتجه؟
  • انحسار الغطاء الجليدي بالقطب الشمالي يثير فزع العلماء
  • اكتشاف أكبر خزان مائي في الكون يكفي لملء محيطات الأرض.. أين مكانه؟
  • زلزال عنيف بقوة 5.3 درجة يضرب جنوب أفريقيا
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب أفريقيا
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • زلزال بقوة 5.48 درجة يهز جنوب أفريقيا
  • زلزال قوي يهز جنوب أفريقيا