???? السودان والأخطبوط والتوازن الدقيق
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قُرابة العام هو عمر الحرب في السودان، كان “محمد حمدان دقلو” يتوقع أن يحسمها في ثلاثة أيام وكان الشعب يعتقد أن الجيش سيحسمها خلال أيام أيضاً، وبعد شهور أظهرت الحرب أن الخاسرين كُثر، أولهم مليشيا “آل دقلو” التي انهارت تماما، وذهبت معها تلك الإمبراطورية الاقتصادية أدراج الرياح.
كان السودان يقاتل اخطبوباً يتكون من (مليشيا مسلحة)، إسناد سياسي داخلي (قوى الحرية والتغيير_المجلس المركزي)، حرب نفسية وإعلامية احترافية؛ إسناد دولي، ودعم إقليمي (الإمارات).
ما زال الوقت مبكراً على إحصاء كامل الخسائر. لكنه ليس مبكراً على القول إنه لن يكون “دقلو” رابح في أعنف حرب في السودان، إذاً لكل حرب نهاية… دائما ما تبدأ الحروب طاحنة، تبدو وكأنها لا تنتهي أبدا.
انتهت حرب السودان عندما أشاح العالم وجهه عن مليشيا آل دقلو “، الأمريكان وبخوا قادة تقدم في اجتماع عقد قبل شهر على خطوة إعلان تحالف أديس ابابا مع الدعم السريع، كانت” مولي في” قاسية وهي تخاطب خالد عمر يوسف ،طه عثمان وآخرون .
الاتحاد الأفريقي اتجه صوب المرونة في تعاطيه مع القضية السودانية، عندما أجبرته الحكومة السودانية على احترام سيادتها، والتوقف عن إملاء المواقف عليها، مما اضطر المنظمة الإقليمية لإيفاد آلية رفيعة للقاء السودانيين بمختلف مشاربهم والاستماع إليهم.
بالأمس كان المبعوث الخاص لحكومة النيجر يتجول بين ردهات الدولة، ويلتقي كبار المسؤولين ليبلغهم اهتمام المجلس العسكري الانتقالي بالنيجر بضرورة توطيد العلاقات مع السودان.
التقيت سعادة المبعوث” طاهرو بريمة “على هامش زيارته للسودان أمس، وأجريت معه حواراً صحافياً مطولاً، استمتعت خلاله لرؤية حكومة النيجر بشأن الأزمة السودانية ، الرجل أبلغ حكومة السودان، استعداد حكومته التام للتعاون في سبيل إنهاء تمرد مليشيا الدعم السريع، وكان شديد الحرص على تأكيد أن المرتزقة من مواطنيه المشاركين في حرب السودان ما هم إلا متفلتين ومجرمين، شاركوا بصفتهم الشخصية وليس بقرار رسمي.
المبعوث النيجري أبلغ حكومة السودان بأنهم سيعملون على محاكمة كل من يثبت تورطه في حرب السودان من مواطنيهم وطالب الحكومة السودانية بتطبيق القانون السوداني على كل من يقع تحت يدها من مواطني النيجر، عاد الرجل صباح اليوم إلى بلاده وهو يحمل” فلاش به بيانات (١٣٠ )ألف مركبة ومنهوبات سلمته إياه وزارة الداخلية السودانية.
التغييرات الكبيرة التي طرأت على مواقف المجتمع الدولي والإقليمي تؤكد القضية السودانية أصبحت قضية العالم الأولى، وأدرك المجتمع الدولي أنه لا استقرار إقليمياً أو دولياً من دون التوصل إلى حل جذري، وأن الشعب السوداني برغم محاولات التصفية الممنهجة، فإنه استطاع أن يبقى صامداً بتكلفة هائلة؛ لكن يجب ألا تستمر هذه التكلفة إلى الأبد، وتتحول إلى حالة إدمان سياسي، كما أنه يجب ألا تصبح هذه القضية مجرد جسر للعبور، والاستغلال من قوى إقليمية ودولية، فسياسة المحاور القائمة على الاستقطاب فشلت فشلا ذريعا، فقد جعلت القضية السودانية رهينة التجاذبات، ولكن حرب ١٥/ ابريل وضعت حداً حاسماً للقوى الإقليمية التي اختطفت القرار السوداني لأربع سنوات…
محبتي واحترامي
رشان أوشي
رشان اوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة
#سواليف
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل #اللاجئين #الفلسطينيين ( #أونروا )، الخميس، إن #إمدادات #الدقيق نفدت لديها في قطاع #غزة، ولم يتبق في مخازنها سوى 250 طردا غذائيا.
وحذرت “أونروا”، من أن “الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على غزة منذ أكثر من 50 يوما يؤدي إلى نفاد سريع في الإمدادات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية ولقاحات الأطفال”.
وأوضحت أن قوات الاحتلال “صعدت منذ انهيار وقف إطلاق النار قصفها الجوي والبري والبحري على قطاع غزة، ووسّعت نطاق عملياتها البرية، مما أودى بحياة مئات الضحايا، وتدمير البنية التحتية المدنية، ونزوح واسع النطاق”.
مقالات ذات صلةواستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.